الدول التي حكمت المغرب

الدول التي حكمت المغرب
الدول التي حكمت المغرب

الدول التي حكمت المغرب

لقد تتابعت على حكم المغرب دول كثيرة منذ القدم، ومن أهمّها:

  • الدولة الرومانيّة
  • دولة نكور
  • دولة برغواطة
  • دولة الأدارسة
  • دولة المرابطين
  • دولة الموحّدين
  • الدولة المرينية
  • الدولة الوطاسية
  • الدولة السعدية
  • الدّولة العلوية


الدولة الرومانية

لماذا سيطر اليونانيّون على المغرب؟

لقد خطّط اليونانيون الاستيلاء على المغرب ليقفوا حائلًا دون نشوء دولة قوية متينة تزاحمهم في البحر الأبيض المتوسّط، فقرّروا أن يستولوا عليها ليحوّلوا تلك الخيرات التي تزخر فيها المنطقة لأنفسهم، فاستولوا على المدن والسهول في شمال المغرب وكان ذلك سنة 146 ق.م، وبذلك تكون قد ظهرت الدولة اليونانية الرومانية في المغرب، وأمّا الجبال فلم يتمكّنوا من السّيطرة عليها، فقد كانت تلك الجبال تحت حماية البربر، وقد عرفوا بقوّتهم ومنعتهم.[١]


استغرق اليونانيون وقتًا طويلًا حتّى تمكّنوا من الاستيلاء على المناطق الجبلية، ومع ذلك لم يتمكّنوا من السّيطرة على بعض المناطق فيها، وأمّا فيما يتعلّق بسياستهم التي اتّبعوها في المغرب، فقد قسّموها إلى أربعة أقسام، وجعلوا لكل قسم حاكمًا رومانيًّا يترأسه، ولكلٍّ عاصمته أيضًا، وقد اتّسم الحكم الروماني بالتسامح والمرونة، فلم يكن يفرض شيئًا على أبناء المغرب وكذلك لا يتدخّل بمعتقداتهم الأساسيّة، كما أنّه كان يشارك أبناء المغرب في أمور الإدارة على أوسع نطاق، وذلك كلّه إلى جانب كونه حكمًا قويًّا صارمًا، وانتهى حكمهم بهزيمتهم على يد الوندال سنة 430م لينتهي حكم استمر أكثر من 500 عام.[١]


دولة نكور

ما الاسم الذي عرفت به دولة نكور في كتب التاريخ؟

إنّ دولة نكور عرفت بهذا الاسم بناء على المنطقة الجغرافية التي كانت فيها، وإنّما هي تعرف باسم إمارة بني صالح في أكثر كتب التاريخ، وتمتد بين عامي 79هـ/698م - 410هـ/1019م، وتنتسب هذه الدّولة إلى صالح بن منصور الذي كان قد أتى من القيروان، فنزل بمرسى تمسمان سنة "79هـ - 698م" وجعل نكور عاصمة له، وقد اشتهر بلقب العبد الصّالح، وذلك نظرًا لدوره المستمر في نشر الإسلام.[٢]


نظرًا لقوته وشعبيته الجارفة اضطُرّت الدّولة الأموية إلى الاعتراف بقيادته لنكور وتولّيه عليها، وبذا تكون نكور قد انفصلت بحكمها عمّا حولها منذ عهد موسى بن نصير باستثناء بعض الأوقات، وقد أكمل توطيد دعائم الإمارة في نكور إدريس بن صالح، وهكذا استمرّت الدّولة بالتوسّع والتّقدم والأعمال العمرانية، وقد تعرّضت في تلك الفترة إلى العديد من الهجمات والاعتداءات الخارجيّة كغارات النورمان والفاطميين والأمويين، وهجمة عيسى بن أبي العافية، وهكذا بقيت الإمارة في اضطراباتٍ مستمرّة إلى أن قُضي عليها على يد قبائل أزداجة سنة "410هـ - 1019م".[٣]


دولة برغواطة

من مؤسس دولة برغواطة؟

لقد قامت دولة برغواطة على أرض تامسنا في المغرب، وامتدّت كذلك فيما بعد ليشمل نفوذها دكالة وعبدة والحوز جنوبًا، وحتّى المعمورة شمالًا، وقد تميّزت منطقة تامسنا بقلّة الارتفاعات وبأرضها السّهليّة الخصبة، كما تميّزت بتغلغل الأنهار داخلها، أمّا سكّانها فقد كانوا من قبائل برغواطة، وأمّا تسميتها فتعود إلى اسم مؤسسها الذي جاء من برواطة ومن ثمّ حرّف اسمه إلى برغواطة، وقد تأسّست الإمارة البرغواطية على يد طريف أبي صالح بين عامي 122هـ -127هـ.[٤]


قد خلفه ابنه صالح الذي وضع ديانة خاصة ببرغواطة، تلك الدّيانة كان قد وضعها مدّعيًا النبوّة، فوضع كتابًا ثمّ نشره حفيده يونس بن إلياس، فكانت تلك الديانة عبارة عن مزج بين التّعاليم الإسلامية والعادات المغربيّة، فقد كانت خلطًا للدين بالمعتقدات والقناعات، أمّا الدول التي جاورت دولة برغواطة فقد كانت تتعامل معها كونها قبيلة مجوسية يجب أن تحارَب لردّها للإسلام، كحملات الأدارسة والحملات الفاطمية والحملات الأموية وغيرها، ومن ثمّ انتهت بمقتل حاكمها الأخير أبي المنصور عيسى على يد نائب الفاطميين بلقين بن زيري 369هـ.[٥]


دولة الأدارسة

كيف قتل الحسن بن كنون؟

هي إحدى السلالات التي حكمت المغرب العربي 172هـ/788م - 375هـ/985م، وقد أسّس هذه السلالة إدريس بن عبد الله الملقّب بإدريس الأول الذي لجأ إلى "وليلي" في المغرب وبويع هناك، ثمّ وسّع حدود مملكته إلى أن بلغ تلمسان، وقد دبّر الخليفة العباسي مكيدة لمقتله، فتمكّن من القضاء عليه بدس السم في طعامه، ثمّ خلفه من بعده ابنه إدريس الثّاني، وقد تطوّرت الدّولة الإدريسيّة في عهده أيّما تطوّر، فبعد أن كثر الذين انضموا تحت لواء الدولة الإدريسية تابع توسعاته بشراء مدينة فاس التي كانت تقطنها بعض القبائل، ثمّ انتهت حياته التي حفلت بالإنجازات شارقًا بحبّة عنب.[٦]


استلم بعده الحكم ابنه محمد بن إدريس، والذي قام بدوره تلبيةً لوصيّة جدّته بقسم الحكم على إخوته، ممّا أدّى إلى حدوث انقسامات وضعف في الحكم، ثمّ عادت الدّولة إلى قوّتها باستلام يحيى بن إدريس الذي وحّد الحكم بها وجعله لصالحه، وانتهى حكم الدّولة الإدريسية في ظل حكم حسن بن كنون على يد المنصور محمد بن أبي عامر ملك الأندلس آنذاك بعدما توحّد مع الفاطميين وخرج لاستعادة المغرب من الأمويين، فقتل حينها وانتهت دولة الأدارسة بمقتله.[٧]


دولة المرابطين

كيف سيطر ابن تاشفين على الأندلس؟

يعود نسب المرابطين إلى صنهاجة البرنسية التي تمثّل ثلث البربر، وقد ظهرت هذه المجموعة بدايةً على صورة دعوة دينيّة في نهايات القرن الخامس الهجري، وما لبثت أن تحوّلت إلى قوّة اقتصاديّة وعسكريّة ضمّت تحت لوائها أعدادًا كبيرة من المرابطين، وبدأت بمد سيطرتها على كثير من المناطق ولا سيّما التجاريّة منها، وكان أبرز حاملي لواء هذه الدّعوة يوسف بن تاشفين الذي أسّس مراكش وتمركز فيها.[٨]


بسط ابن تاشفين سيطرته على الأندلس بعد معركة الزلاقة، واستمرّت فتوحات المرابطين وانتصاراتهم قرابة عشر سنوات، ثمّ وليها مدة ركود تناوبت بين الانتصارات والهزائم دون إحراز أي تغيير، وآلت أخيرًا دولة المرابطين إلى الضّعف بعد ظهور الثورات والحركات السّياسيّة ضدّها، وكانت نهايتها على يد الموحّدين عند دخولهم لمراكش سنة 541هـ.[٨]


دولة الموحدين

ما الدعوة التي انطلق منها ابن تومرت؟

لقد ظهرت دولة الموحدين على يد ابن تومرت في المغرب سنة 1121م، فقد ظهر ابن تومرت بدايةً بمظهر الزاهد الذي رغب عن الدّنيا ومتاعها وملذّاتها وعمل للآخرة، فكان مثال الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وكان يتشبّه بالصّالحين السابقين، وقد اتخذ هذا الأسلوب منذ وجوده بمكّة، ويُرجع بعض الباحثين هذا الأسلوب لسببين: أمّا الأول فكان للفت النظر إليه، وأمّا الثّاني فهو لتجميع الناس من حوله.[٩]


توجّه في دعوته إلى الجهّال ممّن ليس لهم علمٌ بخفايا الأمور وأسرار الشّخصيات وخواصها، وادّعى أنّه من نسل الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وبايعه الناس على أنّه المهدي المنتظر الذي يؤمن بظهوره أهل السنة، وكان شديدًا في إظهار المنكر على الحكّام، ومردّ ذلك كما يرى عدد من المؤرّخين للفت النظر حول هفواتهم، وأسّس قاعدة قويّة تؤمن بدعوته وبما يحمله قبل الإشهار بدعوته السّياسيّة.[٩]


حينما تمكّن من قلوب الناس واستملك عقولهم أظهر رأيه بدولة المرابطين تحت غطاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولمّا راحت دعوته تنتشر ووجدت قَبولًا لدى الناس نشر مجموعة من الطلاب الذين نشروا ما يرنوا إليه وصاروا يهاجمون حوانيت آلات العزف وما شابهها، وعندما ذاع أمره وكثُر مؤيديه أعلنَ دولته وبدأ بخوض الحروب والتّوسّع تحت شعار توحيد الله تعالى.[٩]


قد كانت دولته التي أسسها -دولة الموحدين- دولةً عظيمة توحد المغرب تحت لوائها وبقيت هكذا إلى أن انهارت، وكان لانهيارها عدّة أسباب منها: التّمرّدات والصراعات الدّاخليّة التي أدّت إلى ضعف الدّولة، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعيّة التي أصابت البلاد، والثّورات التي ناهضت الدّولة الموحّدية والهزائم المتتابعة على يد الممالك المنصرانيّة في الأندلس، وانتهى حكمهم سنة 1269م.[٩]


الدولة المرينية

كيف كان الدخول المريني إلى المغرب الأقصى؟

يعود نسب المرينيين إلى مجموعة قبائل من زناتة البربرية التي يعود نسبها إلى أصول عربية كما يرى بعض المؤرخين، وقد توفرت مجموعةٌ من الأسباب التي فتحت لهم المجال في الدخول إلى المغرب، منها أنّ الدولة الموحدية قد ضعفت وتوفي خليفتها أبو محمد الناصر، ممّا أدى إلى انتشار الاضطرابات في أنحاء البلاد، وكذلك فقد خلف الناصر ابنه الطفل الذي كان لا يحسن قيادة البلاد.[١٠]


في سنة 610هـ - 1213م دخلت أولى مجموعات المرينيين إلى المغرب الأقصى، فلم يلقَوا أيّ مقاومة، فدعوا من تبقّى منهم للدخول، ونصّبوا الأمير عبد الحق بن محيو بن أبي بكر بن حمامة أميرًا عليهم، ولم تكن دعوة المرينيين دعوة دينيّة كمن سبقهم من المرابطين والموحّدين، فقد اعتمدوا في فتحهم على القوّة والعدد والمساندات التي تلقوها من قبل من أحاط بهم.[١٠]


كانت سياستهم في المغرب سياسة ديمقراطيّة إلى حدٍّ ما، فقد أعطوا الناس حريّة التّفكير والمعتقدات، وعرفت الدّولة المرينية تطوّرًا عمرانيًا وثقافيًا واسعًا، فقد استطاعوا أن ينتقلوا من دولة بدائيّة تعتمد حياة البداوة، إلى دولة حضريّة قياديّة تمكّنت من مسك زمام الحكم والتطوّر على أكمل وجه، وانتهت الدولة سنة 818هـ - 1415م على يد الوطاسيين.[١٠]


الدولة الوطاسية

هل الوطاسيون من البربر؟

ينتمي الوطاسيون إلى قبيلة زناتة البربرية، وكانوا يقيمون في شمال الصحراء المغربية، فبدأ ظهورهم بداية مع المرينيين حين تقاسموا الحكم معهم، ثمّ جنحوا بعد ذلك للتوسّع وقضوا على الحكم المريني سنة 1462م، وكان قد مات معظمهم في المذبحة التي افتعلها المرينيون، فخرج منهم محمد الشيخ المهدي، فكان أول سلطان لهم، ولعلّ أكثر ما يميّز الدولة الوطاسية هي تلك الثورات التي ثارت ضد التدخل الصليبي في أمور المسلمين وسيطرة الصليبيين على أماكن المسلمين المقدّسة، وقد استمرّ الحكم الوطاسي إلى أن سقط آخر حاكم لهم في معركة مع السعديين سنة 1545م.[١١]


الدولة السعدية

من خلَفَ السعديين في حكم المغرب؟

إنّ السّعديين هم سلالة من الأشراف يعود نسبهم إلى آل البيت -عليهم السلام-، وبعدما وصلت إليه البلاد من ضغطٍ داخلي سبّبه الوطاسيون أوّلًا الذين انقادوا لأوامر البرتغاليين ولم يقاوموهم، وثانيًا كان السبب الخطر البرتغالي الذي سيطر على سواحل البلاد لأهميّة موقعها على طريق التّجارة العالمية، فظهرت مقاومةٌ داخليّة اتّصفت بالصّفاء السريري والإخلاص خرجت في وجه الوطاسيين أولًا والبرتغاليين ثانيًا.[١٢]


قد تأسّست هذه الدولة بتنصيب أوّل والٍ لها أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، وقد اتّصف حكمه برغبته الشّديدة في القضاء على النفوذ البرتغالي في السواحل وإخضاع جميع البلاد إلى حكمه، فقام بدايةً بالسّيطرة على مراكش مما أثّر في مستقبل هذه الدّولة، وهكذا بقيت الدولة السعدية في أوجها واستمرّت بالامتداد والسّيطرة على المدن المغربية إلى ما بعد سنة 1603م، حيث بدأ الحكم المغربي بالتّدهور؛ إذ قد قتل آخر السّلاطين السّعديين في مراكش سنة "1659م"، وأصبح حكم المغرب في يد أولاد عم السعديين من الأسرة العلوية.[١٢]


الدولة العلوية

من هو آخر حكّام العلويين في المغرب؟

وهي سلالة قدمت من ينبع من الحجاز واستقرّت في المغرب، ويعود نسبهم إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم-، فهم من آل البيت عليهم السلام، بدأ حكمهم بالملك مولاي الشريف سنة 1631م عندما بايعه أهل سجلماسة ومدّ سيطرته إلى فاس ومدن الصحراء، وجعل من سجلماسة مقرًّا له، وكانوا يطلقون على الحاكم لقب "أمير المؤمنين" مشابهةً للخلفاء الراشدين، وما زال حكمهم مستمرًّا إلى الآن في المغرب، وآخر حكّامهم هو الملك محمد السّادس حاكم المغرب الآن.[١٣]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، العهد الروماني بالمغرب، صفحة 303. بتصرّف.
  2. حميد الفاتحي، وحدة الغرب الإسلامي، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 2. بتصرّف.
  3. حَميد الفاتِحي، وحدةُ الغَرب الإسلامي، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 2. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، إمارة برغواطة، صفحة 3. بتصرّف.
  5. مَجموعة من المؤلفين، إمارةُ برغواطة، صفحة 3. بتصرّف.
  6. عبد العزيز بن عبد الله، تاريخ المغرب العصر القديم والعصر الوسيط، الدار البيضاء:مكتبة السلام، صفحة 87. بتصرّف.
  7. عبد العَزيز بن عَبد الله، تاريخ المَغرب العصر القَديم والعصر الوسيط، الدار البيضاء:مكتبة السلام، صفحة 87. بتصرّف.
  8. ^ أ ب عبد العزيز بن عبد الله، تاريخ المغرب العصر القديم والعصر الوسيط، الدار البيضاء:مكتبة السلام، صفحة 99. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت ث علي محمد محمد الصلابي، دولة الموحدين، بيروت:دار البيارق، صفحة 7. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت عامر أحمد عبد الله حسن، دولة بني مرين، نابلس - فلسطين:منشورات جامعة النجاح الوطنية، صفحة 85. بتصرّف.
  11. عبد العزيز بن عبد الله، تاريخ المغرب العصر القديم والعصر الوسيط، الدار البيضاء:مكتبة السلام، صفحة 157. بتصرّف.
  12. ^ أ ب عبد الكريم كريم، المغرب في عهد الدولة السعدية، الرباط:جمعية المؤرخين المغاربة، صفحة 33. بتصرّف.
  13. محمد الأخضر، الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية، الدار البيضاء:دار الرشاد الحديث، صفحة 3. بتصرّف.

102205 مشاهدة