محتويات
- ١ قصيدة: العلم زين فكن للعلم مكتسبًا
- ٢ قصيدة: يا أيها الرجل المعلم غيره
- ٣ قصيدة: اطلب العلم ولا تكسل
- ٤ قصيدة: كن عالما في الناس أو متعلما
- ٥ قصيدة: ليس الجمال بأثواب تزيننا
- ٦ قصيدة: رأيت العلم صاحبه كريم
- ٧ قصيدة: قم للمعلم وفه التبجيلا
- ٨ قصيدة: تعلم فليس المرء يولد عالمًا
- ٩ قصيدة: بقوة العلم تقوى شوكة الأمم
- ١٠ قصيدة: إلا إن ليل الجهل أسود دامس
- ١١ قصيدة: وليس الغنى إلا غنى العلم
- ١٢ قصيدة: فلله در العلم
- ١٣ قصيدة: بالعلم ساد الناس
- ١٤ قصيدة: ما الفضل إلا لأهل العلم
- ١٥ قصيدة: هو العلم فاركب فلك تياره العذب
- ١٦ قصيدة: بالعلم يدرك أقصى المجد
- ١٧ قصيدة: كفى بالعلم للظلمات نورًا
قصيدة: العلم زين فكن للعلم مكتسبًا
قال علي بن أبي طالب:[١]
العِلمُ زَينٌ فَكُن لِلعِلمِ مُكتَسِبًا
- وَكُن لَهُ طالِبًا ما عِشتَ مُقتَبِسا
أركِن إِلَيهِ وَثِق بِاللَهِ وَاَغنِ بِهِ
- وَكُن حَليمًا رَزينَ العَقلِ مُحتَرِسا
لا تَأثَمَنَّ فَإِمّا كُنتَ مُنهَمِكًا
- في العِلمِ يَومًا وَإِمّا كُنتَ مُنغَمِسا
وَكُن فَتىً ماسِكًا مَحَضَ التُّقى وَرِعًا
- لَلدّينِ مُغتَنِمًا لِلعِلمِ مُفتَرِسا
فَمَن تَخلَّقَ بِالآدابِ ظَلَّ بِها
- رَئيسَ قَومٍ إِذا ما فارَقَ الرُؤَسا
وَاَعلَم هُديتَ العِلمَ خَيرٌ صَفا
- أَضحى لِطالِبِهِ مِن فَضلِهِ سَلِسا
قصيدة: يا أيها الرجل المعلم غيره
قال أبو الأسود الدؤلي:
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهُ
- هَلَّا لِنَفْسِكَ كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى
- كَيْمَا يَصِحُّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
وَأَرَاكَ تُصْلِحُ بِالرَّشَادِ عُقُولَنَا
- أَبَدًا وَأَنْتَ مِنَ الرَّشَادِ عَقِيمُ
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
- عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا
- فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ يُقْبَلُ مَا تَقُولُ وَيُقْتَدَى
- بِالعِلْمِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ
قصيدة: اطلب العلم ولا تكسل
قال ابن الوردي:
اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما
- أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكسلْ
واحتفلْ للفقهِ في الدينِ ولا
- تشتغلْ عنهُ بمالٍ أوْ خَوَلْ
واهجرِ النومَ وحصِّلْهُ فَمَنْ
- يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بذلْ
لا تقلْ قدْ ذهبَتْ أربابُهُ
- كلُّ مَنْ سارَ على الدربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى
- وجمالُ العلمِ يا صاحِ العملْ
جمِّلِ المنطقَ بالنَّحوِ فَمَنْ
- يُحرمِ الإعرابَ في النطقِ اختبلْ
وانظمِ الشعرَ ولازمْ مذهبي
- فاطراحُ الرفدِ في الدنيا أقلْ
قصيدة: كن عالما في الناس أو متعلما
قال ابن الوردي:
كنْ عالمًا في الناسِ أو متعلّمًا
- أو سامعًا فالعلمُ ثوبُ فخارِ
منْ كلِّ فنٍّ خذْ ولا تجهلْ بهِ
- فالحرُّ مطَّلعٌ على الأسرارِ
وإذا فهمتَ الفقهَ عشتَ مصدَّرًا
- في العالمينَ معظَّمَ المقدارِ
وعليكَ بالإعرابِ فافهمْ سرَّهُ
- فالسرُّ في التقديرِ والإضمارِ
قِيَمُ الورى ما يحسنونَ وزينُهُمْ
- ملَحُ الفنونِ ورقةُ الأشعارِ
واعملْ بما علَّمْتَ فالعلماءُ إنْ
- لم يعملوا شجرٌ بلا إثمارِ
والعلمُ مهما صادفَ التقوى يكنْ
- كالريحِ إذْ مرَّتْ على الأزهارِ
قصيدة: ليس الجمال بأثواب تزيننا
قال علي بن أبي طالب:
لَيسَ الجَمالُ بِأَثوابٍ تُزَيِّنُنا
- إِنَّ الجَمالَ جَمالُ العَقلِ وَالأَدَبِ
لَيسَ اليَتيمُ الَّذي قَد ماتَ والِدُهُ
- إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلمِ وَالأَدَبِ
قصيدة: رأيت العلم صاحبه كريم
قال الإمام الشافعي:
رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ
- وَلَو وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ
لَيسَ يزالُ يَرفَعُهُ إِلى أَن
- يُعَظِّمَ أَمرَهُ القَومُ الكِرامُ
وَيَتَّبِعونَهُ في كُلِّ حالٍ
- كَراعي الضَأنِ تَتبَعُهُ السَوامُ
فَلَولا العِلمُ ما سَعِدَت رِجالٌ
- وَلا عُرِفَ الحَلالُ وَلا الحَرامُ
قصيدة: قم للمعلم وفه التبجيلا
قال أحمد شوقي:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
- كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
- يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
- عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
- وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
- صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِدًا
- وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا
وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّدًا
- فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
عَلَّمتَ يونانًا وَمِصرَ فَزالَتا
- عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا
وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ
- في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت
- ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا
قصيدة: تعلم فليس المرء يولد عالمًا
قال الإمام الشافعي:
تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالمًا
- وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ
- صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ
وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِمًا
- كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ
اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ
- فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً
- تجرَّعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ
- فكبِّر عليه أربعًا لوفاته
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى
- إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ
قصيدة: بقوة العلم تقوى شوكة الأمم
قال محمود سامي البارودي:
بِقُوَّةِ الْعِلْمِ تَقْوَى شَوْكَةُ الأُمَمِ
- فَالْحُكْمُ فِي الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ
كَمْ بَيْنَ مَا تَلْفِظُ الأَسْيَافُ مِنْ عَلَقٍ
- وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ
لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ
- بِقَطْرَةٍ مِنْ مِدَادٍ لا بِسَفْكِ دَمِ
فَاعْكِفْ عَلَى الْعِلْمِ تَبْلُغْ شَأْوَ مَنْزِلَةٍ
- فِي الْفَضْلِ مَحْفُوفَةٍ بِالْعِزِّ وَالْكَرَمِ
فَلَيْسَ يَجْنِي ثِمَارَ الْفَوْزِ يَانِعَةً
- مِنْ جَنَّةِ الْعِلْمِ إِلَّا صَادِقُ الْهِمَمِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ
- سَبْقُ الرِّجَالِ تَسَاوَى النَّاسُ فِي الْقِيَمِ
وَلِلْفَتَى مُهْلَةٌ فِي الدَّهْرِ إِنْ ذَهَبَتْ
- أَوْقَاتُهَا عَبَثًا لَمْ يَخْلُ مِنْ نَدَمِ
قصيدة: إلا إن ليل الجهل أسود دامس
قال جميل صدقي الزهاوي:
ألا إن ليلَ الجهلِ أسودُ دامسُ
- وإن نهارَ العلمِ أبيضُ شامسُ
تشقُ حياةً ما لها من مدربٍ
- وتشقى بلادٌ ليسَ فيها مدارسُ
قصيدة: وليس الغنى إلا غنى العلم
قال معروف الرصافي:
وليس الغنى إلاّ غنى العلم أنهُ
- كنور الفتى يجلو ظلام افتقارهِ
ولا تحسَبنّ العلم في الناس مُنْجيًا
- إذا نكَّبَت أخلاقهم عن منارهِ
وما العلم إلاّ النور يجلو دجى العمى
- ولكن تَزوغ العين عند انكسارهِ
فما فاسد الأخلاق بالعلم مُفْلِحًا
- وإن كان بجرًا زاخرًا من بحارهِ
سل الفلك الدوّار عن حركاته
- فهل هو فيها دائر باختيارهِ
قصيدة: فلله در العلم
قال حمد بن خليفة أبو شهاب:
فلله درُّ العلمِ كيفَ ارتقتْ بهِ
- عقولُ أناسٍ كنَّ بالأمسِ بلّها
غذاها نميرُ العلمِ من فيضِ نورهِ
- جلتْ عن محياها المتوجِ بالبها
تخيرتْ من ليلايّ أسمى عقودهِ
- فرائدُ درٍّ ما تشظى وَلا وهي
قصيدة: بالعلم ساد الناس
قال أحمد شوقي:
يا ناشِرَ العِلمِ بِهَذي البِلاد
- وُفِّقتَ نَشرُ العِلمِ مِثلُ الجِهاد
بانِيَ صَرحِ المَجدِ أَنتَ الَّذي
- تَبني بُيوتَ العِلمِ في كُلِّ ناد
بِالعِلمِ سادَ الناسُ في عَصرِهِم
- وَاِختَرَقوا السَبعَ الطِباقَ الشِداد
أَيَطلُبُ المَجدَ وَيَبغي العُلا
- قَومٌ لِسوقِ العِلمِ فيهِم كَساد
قصيدة: ما الفضل إلا لأهل العلم
قال علي بن أبي طالب:
ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ
- عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ
وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ
- وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ اسماءُ
وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ ما كانَ يَجهَلُهُ
- وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعداءُ
وَإِن أَتَيتَ بِجودٍ مِن ذَوي نَسَبٍ
- فَإِنَّ نِسبَتَنا جودٌ وَعَلياءُ
قصيدة: هو العلم فاركب فلك تياره العذب
هو العلمُ فاركبْ فلكَ تيارهِ العذبُ
- وعص فيه لاستخراجِ لؤلؤهِ الرطبِ
فما بسوى العلمِ ارتقى فاضلٌ إلى
- مغاني المعالي وانثنى عاليَ الكعبِ
هو العلمُ للدنيا جمال ورفعةٌ
- وللدين منجاةٌ من الريبِ في الربِّ
وخيرُ علومِ الدينِ تفسير وحيه
- تعالى وأخبار المنزّه عن عيبِ
هو الضامنُ الفوز المبين لأهلهِ
- فبذلُ المساعي فيهِ محمودةُ الغبِّ
قصيدة: بالعلم يدرك أقصى المجد
قال خليل مطران:
بِالعِلْمِ يُدْرِكُ أَقصَى المَجْدِ مِنْ أَمَمٍ
- وَلا رُقِيَّ بِغَيْرِ العِلْمِ لِلأُمَمِ
يَا مَنْ دَعَاهُمْ فَلَبَّتْهُ عَوَارِفُهُمْ
- لِجُودِكُمْ مِنْهُ شُكْرُ الرَّوْضِ لِلدِّيَمِ
يَحْظَى أُولُو الْبَذْلِ إِنْ تَحْسُنْ مَقَاصِدُهُم
- بِالبَاقِيَاتَ مِنَ الآلاءِ وَالنِّعَمِ
فَإِنْ تَجِدْ كَرَمًا فِي غَيْرِ مَحْمَدَةٍ
- فَقَدْ تَكُونُ أَدَاةُ المَوْتِ فِي الْكَرْمِ
مَعَاهِدُ العِلْمِ مَنْ يَسْخُو فَيَعْمُرُهَا
- يَبْنِي مَدَارِجَ لِلْمُسْتَقْبلِ السَّنِمِ
وَوَاضِعٍ حَجَرًا فِي أُسٍّ مَدْرَسَةٍ
- أَبْقَى عَلَى قَوْمِهِ مِنْ شَائِدِ الْهَرَمِ
شَتَّانَ مَا بَيْنَ بَيْتٍ تُسْتَجَدُّ بِهِ
- قُوَى الشُّعُوبِ وَبَيْتٍ صَائِنِ الرِّمَمِ
لَمْ يُرْهِقِ الشَّرْقَ إِلاَّ عَيْشُهُ رَدَحًا
- وَالجَهْلُ رَاعِيهِ وَالأَقْوَامُ كَالنَّعَمِ
فَحَسبُهُ مَا مَضَى مِنْ غَفْلَةٍ لَبِثَتْ
- دهرًا وَآنَ لَهُ بَعْثٌ مِنَ الْعَدَمِ
الْيَوْمَ يُمنَعُ مِنْ وِردٍ عَلَى ظَمأٍ
- مَنْ لَيسَ بِاليَقِظِ المُستَبْصِرِ الْفَهِمِ
اليوْمَ يُحرمُ أَدْنَى الرِّزْقِ طَالِبُهُ
- فأَعْمِلِ الفِكْرَ لا تُحْرَمْ وَتَغْتنِمِ
وَالجَمْعُ كَالْفَرْدِ إِنْ فَاتَتْهُ مَعْرِفَةٌ
- طَاحَتْ بِهِ غَاشِيَاتُ الظُّلْمِ وَالظُّلَمِ
فَعَلِّمُوا عَلِّمُوا أَوْ لا قَرَارَ لَكُمْ
- وَلا فِرَارَ مِنَ الآفَاتِ وَالغُمَمِ
ربُّوا بَنِيكُمْ فَقَدْ صِرْنَا إِلَى زَمَنٍ
- طَارَتْ بِهِ النَّاسُ كَالْعِقْبَانِ والرَّخَمِ
إِن نَمْشِ زَحْفًا فَمَا كَزَّاتُ مُعْتَزِمٍ
- مِنَّا هُدِيتُمْ وَمَا مَنْجَاةُ مُعْتَصِمِ
يا رُوحَ أَشْرَفَ مَنْ فَدَّى مَوَاطِنَهْ
- بِمَوْتِهِ بَعْدَ طُولَ الْجُهْدِ وَالسَّقَمِ
كَأَنَّنِي بِكِ فِي النَّادِي مُرَفْرِفَةً
- حِيَالَنَا وَكَأَنَّ الصَّوْتَ لَمْ يَرِمِ
فَفِي مَسَامِعِنَا مَا كُنتِ مُلْقِيَةً
- فِي مِثْلِ مَوْقِفِنَا مِنْ طَيِّبِ الكَلِمِ
وَفِي القلوب اهْتِزَازٌ مِنْ سَنَاكِ وَقَدْ
- جَلاهُ وَرْيٌ كَوَرْيِ الْبَرْقِ فِي الظُّلَمِ
تُوصِينَنَا بِتُرَاثٍ نَامَ صَاحِبُهُ
- عَنْهُ اضْطِرارًا وَعَيْنُ الدَّهْرِ لم تَنَمِ
سَمْعًا وَطَوْعًا بِلا ضَعَفٍ وَلا سَأمٍ
- لِلْهَاتِفِ المُسْتَجَابِ الصَّوْتِ مِن قِدَمِ
الدَّارُ عَامِرَةٌ كَالْعَهْدِ زَاهِرةٌ
- وَالْقَوْم عِنْدَ جَمِيلِ الظَّنِّ بِالْهِمَمِ
هُمْ نَاصِرُوهَا كَمَا كَانُوا وَمَا بَرِحَتْ
- ظِلًّا وَنُورًا لِمَحْرُومٍ وَذِي يَتَم
إِنَّ الْفَقِيرَ لَهُ فِي قَوْمِهِ ذِمَمٌ
- وَالْبِرُّ ضَرْبٌ مِنَ الإِيفَاءِ بِالذِّمَمِ
تِجَارَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ رابِحَةٌ
- يشْرِي السَّخِيُّ بِهَا عَفْوًا مِنَ النَّقَمِ
وَيَسْتَزِيدُ النَّدَى مِنْ فَضْلِ رازِقِهِ
- وَيَسْتَعِينُ عَلَى الْعِلاّتِ وَالأُزُمِ
دَامَتْ لِمِصْرَ عَلَى الأَيَّامِ رِفْعَتُها
- وَدَرَّهَا كُلُّ فَيَّاضٍ وَمُنْسَجِمِ
لَوْ أَنَّهَا بَاهَتِ الأَمْصَارَ قَاطِبةً
- بِالْفَضْلِ حَقَّ لَهَا فَلْتَحْيَا وَلْتَدُمِ
قصيدة: كفى بالعلم للظلمات نورًا
قال معروف الرصافي:[٣]
كفى بالعلمِ في الظُّلمات نورًا
- يُبيّن في الحياةِ لنا الأمورا
فكَم وجد الذَّليلُ به اعتزازًا
- وكم لبِس الحزينُ بهِ سُرورا
تزيدُ بهِ العقولُ هدًى ورشدًا
- وتَستعلي النُّفوسُ به شعورا
إذا ما عَقّ موطنَهم أناسٌ
- ولم يَبنوا به للعلمِ دورا
فإنَّ ثيابَهم أكفانُ موتى
- وليس بُيوتهم إلاّ قبورا
وحُقَّ لمثلِهم في العيشِ ضنكٌ
- وأن يدعوا بدنيَاهُم ثُبورا
أرى لبّ العلا أدبًا وعلمًا
- بغيرهما العُلا أمسَت قشورا
أأبناءُ المدارسِ أنّ نفسي
- تؤمّلُ فيكمُ الأملَ الكبيرا
فسَقيًا للمدارسِ من رياضٍ
- لنا قد أنبَتَت منكُم زهورا
ستكتسبُ البلادُ بكم عُلُوًّا
- إذا وجدَت لها منكم نصيرا
فإن دجتِ الخُطوب بجانبيها
- طلعتُم في دُجُنَّتها بدورا
وأصبحتُم بها للعزِّ حِصنًا
- وكنتم حولها للمجدِ سورا
إذا ارتوتِ البلادُ بفيضِ علمٍ
- فعاجز أهلها يُمسى قديرا
ويَقوَى من يكونُ بها ضعيفًا
- ويَغنَى من يعيشُ بها فقيرا
ولكن ليس مُنتَفِعًا بعلم
- فتًى لم يُحرز الخُلُق النضيرا
فإنَّ عمادَ بيتِ المجدِ خُلْق
- حكى في أنفِ ناشفهِ العبيرا
فلا تَستنفِعوا التعليِمَ إلاّ
- إذا هذّبتم الطبعَ الشَرِيرا
إذا ما العلمُ لابسَ حُسنَ خُلْق
- فَرَجِّ لأهله خيراً كثيرا
وما أن فازَ أغزرنا علومًا
- ولكن فازَ أسلمُنا ضميرا
أأبناءُ المدارسِ هل مصيخٌ
- إلى من تسألونَ بهِ خبيرا
ألا هل تسمعونَ فإن عندي
- حديثًا عن مواطنكم خطيرا
ورأيًا في تعاوُنكم صوابًا
- وقلبًا من تخاذُلكم كسيرا
قد انقلب الزمان بنا فأمست
- بُغاث القوم تحتقر النُسورا
وساءَ تقلُّب الأيَّام حتى
- حمِدنا من زعازِعها الدَبورا
وكم من فأرةٍ عمياءَ أمست
- تسمّى عندنا أسدًا هَضورا
فكيف نرومُ في الأوطانِ عزًّا
- وقد ساءت بساكِنها مصيرا
ولم يكُ بعضُنا فيها لبعضٍ
- على ما نابَ من خطبٍ ظهيرا
لقراءة قصائد عن المعلم، يمكنك الاطّلاع على هذا المقال: أبيات شعر عن المعلم.
المراجع[+]
- ↑ "علي بن أبي طالب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
- ↑ "قصيدة: هو العلم فاركب تياره العذب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-08.
- ↑ "كفى بالعلم في الظلمات نورا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.