نبذة عن خليل السكاكيني

نبذة عن خليل السكاكيني
نبذة-عن-خليل-السكاكيني/

من هو خليل السكاكيني؟

خليل السكاكيني (1878م - 1953م)، هو أديب وكاتبٌ ومربٍّ فلسطيني شهير[١]، والده يدعى قسطندي السكاكيني وأمُّه مريم حرامى[٢]، يعدُّ الأديب خليل السكاكيني واحدًا من الروَّاد في التربية الحديثة في فلسطين والعالم العربي في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، برعَ في اللغة العربية وأبدى اهتمامًا كبيرًا بها، لذلك كان أحد أعضاء مجمع اللغة العربية في القاهرة.[١]


حياة خليل السكاكيني

أين قضى السكاكيني معظم حياته ولماذا رحل عن القدس؟

يعدُّ السكاكيني من أبرز روَّاد التربية الحديثة، قضى معظم حياته في القدس ولكنَّه اضطر للرحيل عنها بعد نكبة فلسطين[٢]، وفيما يأتي ملخص حياته:


ولادته ونشأته

ولدَ الأديب خليل السكاكيني في القدس في فلسطين في عام 1878م، ونشأ في أسرة عريقة من الأسر المقدسية، تلقَّى تعليمه الابتدائي في صغره في مدرسة الروم الأرثوذكسية في القدس، ثمَّ انتقل منها إلى مدرسة الجمعية الإنجليزية التبشيرية، وبعد سنوات قضاها في مدرسة صهيون البروتستانتية أو مدرسة غوبات الإنجليزية أيضًا، انتقل إلى كلية الشباب أو الكلية الإنجليزية، ودرس فيها على يد نخلة زريق الذي كان أحد الأساتذة المعروفين آنذاك.[٢]


سفره إلى الولايات المتحدة

بعد أن تخرَّج من كلية الشباب في عام 1893م عمل السكاكيني في تدريس اللغة العربية، وانضمَّ في عام 1898م إلى جميعة زهرة الآداب، لكنَّه في عام 1907م وفي شهر تشرين الأول سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأقام في مدينة نيويورك وعمل فيها في الترجمة وتعليم اللغة العربية، وزاول أيضًا أعمالًا أخرى كبيع البضائع التجارية لأحد المحلات، وعمل في أحد المعامل في ولاية مين، وكان في تلك الفترة يكتب مقالات باللغة العربية في مجلة الجامعة التي أصدرها فرح أنطون، وفي أواخر صيف عام 1908م قرر السكاكيني التخلي عن الهجرة والعودة إلى الوطن.[٢]


عودته إلى القدس

رجع خليل السكاكيني إلى القدس وعاد إلى تعليم اللغة العربية، فصار يعلِّم العربية في المستعمرة الأمريكية في مدينة القدس، ويعطي العديد من الأجانب دروسًا باللغة العربية أيضًا، وعمل في تلك الفترة في تنقيح المسودات لجريدة القدس ومجلة الأصمعي، بعد ثورة تموز في عام 1908م انضمَّ إلى جمعية الاتحاد والترقي لفترة قصيرة، لكنَّه ما لبث أن تركها وانتخب جمعية الإخاء العربي العثماني، وصار يُناضل من أجل تعريب كنيسة الأرثوذكس في فلسطين والتخلص من سيطرة البطريركية اليونانية، وفي عام 1909م شارك في تأسيس المدرسة الدستوية التي احتوت طلابًا من أديان ومذاهب شتى في القدس، ثمَّ عيِّن في لجنة المعارف في القدس.[٢]


سفره إلى القاهرة

بعد أن خرج من السجن في عام 1918م أقام في دمشق فترة قصيرة ثمَّ انتقل إلى العقبة للالتحاق بقوات الأمير الأمير فيصل، وتابع طريقه إلى القاهرة وأقام فيها عدة أشهر، وفي عام 1919م عاد إلى القدس وتمَّ تعيينه في هيئة المعارف وفي نفس العام أصبح مديرًا لدار المعلمين، وراح ينشط في العمل للحركة العربية الوطنية الفلسطينية، ولكنَّه بعد استلام الريطاني هربرت صمويل المتعاطف مع الحركة الصهيونية، استقال السكاكيني من عمله في دار المعلمين وسافر مرة أخرى إلى القاهرة عام 1920م وعمل في المدرسة العبيدية التابعة للجمعية الأرثوذكسية السورية مديرًا للقسم العربي فيها.[٢]


القدس مرة أخرى

في عام 1922م عاد السكاكيني إلى القدس وبدأ يعمل في الصحافة وينشر مقالاته في العديد من المجلات المصرية مثل الهلال والمقتطف، وفي نفس العام حضر المؤتمر العربي الفلسطيني الخامس وتمَّ اختياره سكرتيرًا للجنة العربية التنفيذية، في عام 1925م عاد مرة أخرى إلى إدارة المعارف مفتشًا عامًّا في اللغة العربية وأصبح عضوًا في المجمع العلمي في دمشق في العام نفسه، وفي عام 1928م عقد المؤتمر العربي الفلسطيني السابع فتصدَّى لدعوات التفرقة الدينية التي كانت تنشرها الدوائر البريطانية، وبعد ثلاثة أعوام تولَّى منصب مدير مكتب اللجنة التنفيذية العربية.[٢]


التقاعد

في عام 1936م عمل في دار الإذاعة الفلسطينية التي كانت تابعة لسلطات الانتداب وافتتحت في السنة نفسها في القدس، ولكنَّه لم يستمر طويلًا فقد سمع مذيعًا يهوديًا يقول خلال حديثه باللغة العربية: هنا أرض إسرائيل، وفي عام 1938م أحيلَ إلى التقاعد وكان عمره آنذاك 60 سنة، فأنشأ في العام نفسه كلية النهضة في القدس، وفي عام 1939م توفيت زوجته، وبقي مشرف الكلية حتى عام 1948م ووقوع النكبة الفلسطينية.[٢]


منهج خليل السكاكيني في التعليم

من أين استمدَّ السكاكيني أساليب التعليم الحديثة؟

كان خليل السكاكيني واسع الاطلاع والأفق، ودرس أسس التربية الحديثة في الجامعات الأجنبية الكبرى وأهمها: كامبريدج وأكسفورد[٣]، فأدرك ما أهمية أن تكون مناهج الدراسة قريبة من نفوس الطلاب ومحببة إليهم وجذابة غير منفرة، فبدأ بوضع مناهج دراسية للغة العربية مزودة بوسائل توضيحية بصرية مبسطة، وكتب عددًا من المؤلفات في طرق التربية والتدريس، حيثُ عمل على إحياء أسلوب الكتابة البسيط البعيد عن الأساليب المتكلفة والتي تعجُّ بالسجع والمحسنات البيانية والبديعية[١]، حتى أنَّ المدرسة الدستورية التي شارك بتأسيسها سارت في التعليم على المناهج العلمية والتربوية الحديثة والعلمانية، وأصبحت كلية النهضة التي أسسها من أهم معاهد التربية العلمانية والوطنية في فلسطين.[٢]


آراء السكاكيني السياسية

كيف كان موقف السكاكيني من الحركة الصهيونية؟

رغمَ أنَّ الأديب خليل السكاكيني كان مسيحيًّا لكنَّه كان عروبيًّا ووطنيًا، فقد عمل ضدَّ الاحتلال البريطاني في فلسطين، وكان قد أدرك في وقت مبكر خطورة مشروع الحركة الصهوينة ودعا بقوة إلى مقاومتها بكل الوسائل دون ملل أو كلل، بالإضافة إلى أنَّه مفكر علماني متحررٌ كان غيورًا على اللغة العربية كثيرًا، وعرف عنه نزعته الإنسانية العميقة.[٢]


سجن خليل السكاكيني

لماذا قامت السلطات العثمانية باعتقال الأديب خليل السكاكيني؟

في أواخر عام 1917م وتحديدًا في كانون الأول وجَّهت سلطات الدولة العثمانية إلى خليل السكاكيني تهمة إيواء واحد من المهاجرين اليهود الذين كانوا يدخلون بشكل غير شرعي إلى القدس وأنَّه كان يخفيه في منزله، فتمَّ اقتياده إلى مدينة دمشق ووضعَ في سجن الجامع المعلق الذي كان يقع في منطقة باب الجابية في دمشق، وبقي في معتقله حتى العاشر من شهر كانون الثاني من عام 1918م، حيثُ أُطلق سراحه فاستقرَّ في دمشق فترة يعلِّم فيها اللغة الإنجليزية لعدد من الطلاب، وبقي فيها حتى شهر آب حيثُ هربَ سرًّا من أجل الالتحاق بقوات الأمير فيصل الذي كان أحد القادة في الثورة العربية الكبرى ضدَّ العثمانيين، وكانت قواته تتأهب لدخول دمشق آنذاك.[٢]


مؤلفات خليل السكاكيني

ما أهم المواضيع التي احتوتها مؤلفات السكاكيني؟ ومن أشهر المؤلفات التي عُرف بها السكاكيني ما يأتي:


مطالعات في اللغة والأدب

عبارة عن مجموعة كبيرة من المحاضرات والمقالات والأبحاث في الأدب واللغة العربية، كان قد نشر بعضها في جريدة السياسة الغراء من أجل تقويم الألسنة المعوجة ومناقشة بعض القضايا اللغوية مثل تاريخ حروف الهجاء وتطوّر اللغة، كما أولى فيها اهتمامًا بقضايا تطوّر اللغة وإسباغ روح العصر عليها بعيدًا عن التكلف والجمود[٤]، لاقى الكتاب بما فيه استحسان البعض بينما انتقده البعض لمخالفته المألوف في العديد من المواضيع التي طرحها.[٥]


لذكراك

كتب السكاكيني هذا الكتاب في رثاء زوجته سلطانة التي توفيت في الثالث من تشرين الأول عام 1939م[٦]، حتى وصف بأنه مجنون سلطانة لشدة حبه لها، ولم يكتفِ في هذا الكتاب بالرثاء بل ذمَّ الصبر وسخط على القدر فيه وطالب بمحاكمته لشدة حزنه وجزعه، ووصفها بأنَّها فائقة الجمال وذات عقل راجح وأخلاق رفيعة.[٧]


كذا أنا يا دنيا

كتب السكاكيني في هذا الكتاب يومياته من عام 1907م وحتى سنة وفاته عام 1953م، وأشار فيه إلى أوضاع فلسطين في تلك الفترة وكيف كانت مفتوحة على كل البلدان، وأشار إلى أنَّه كانت هناك علاقات بينه وبين العديد من الأدباء مثل: معروف الرصافي الذي زاره أكثر من مرة وطه حسين والعقاد وغيرهم.[٨]


وفاة خليل السكاكيني

أين توفي الأديب خليل السكاكيني؟

إثر وقوع نكبة فلسطين تعرَّض الحي الذي يقيم فيه الأديب خليل السكاكيني لهجوم من قبل القوات اليهودية، وكان ذلك في أواخر شهر نيسان عام 1948م، ما أجبر السكاكيني على مغادرة منزله في حي القطمون العربي في القدس، فلجأ مرةً أخرى إلى القاهرة، وصار هناك عضوًا في المجمع العلمي العربي في القاهرة بتزكية من الأديب المصري طه حسين، وصار يكتب في مجلات وصحف مصرية عديدة، وفي شهر أيار عام 1953م توفي ابنه ووحيده سري إثر إصابته بمرض عضال، وبعد ثلاثة أشهر فقط فارق السكاكيني الحياة عن عمر يناهز 75 عامًا ودفن في القاهرة في مقبرة مار جرجس الأرثوذكسية.[٢]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت "كتب خليل السكاكيني"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س "خليل السكاكيني"، الرحلات الفلسطينية، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م. بتصرّف.
  3. "خليل السكاكيني"، الهنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م. بتصرّف.
  4. "مطالعة في اللغة والأدب"، أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م. بتصرّف.
  5. خليل السكاكيني، مطالعة في اللغة والأدب، صفحة 7. بتصرّف.
  6. خليل السكاكيني، لذكراك، صفحة 6. بتصرّف.
  7. "لذكراك"، غود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م. بتصرّف.
  8. "كذا أنا يا دنيا"، أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 22/02/2021م. بتصرّف.