محتويات
مفهوم التعليم
يبقى الإنسان المحور الأوَّل في هذا الكون العظيم، وكل شيء على هذه الأرض مسخّر لخدمته وكل شيء مذلل له، لكنَّ ذلك لن يكون إلّا في حال كان الإنسان متعلمًا يُعمل عقله ويفتح مداركه، والتعليم في الأساس هو عملية تشاركية يشترك فيها الكثير من الأطراف بششكل غير مباشر، أمّا الأطراف المعنية بشكل حقيقي بعملية التعليم هما طرفان المعلم وطلابه.
يبذل المعلم الكثير من المجهود في سبيل توصيل المعلومات بشكل متسق للطلاب وحديثًا أصبح يُتيع الكثير من أساليب التعليم الحديثة، والتي تعتمد على التفاعل بين المعلم وطلابه، وانتهت عملية التعليم التلقيني والذي يقوم على مُتحدّث ومستمع، وكثير من البلدان اتّبعت أسلوب التعليم التبادلي، بحيث يقوم المعلم بأخذ دور أحد الطلاب، ويقوم الطالب بدور المُعلم فيُحضِّر الدرس ويقوم بإعطائه، ويُفيد هذا الأسلوب بتقوية شخصية الفرد وإعطائه فرصة لأن يكون في مكان آخر غير مكانه.
التَّعليم لم يعد يقتصر كسابق الزمان على الجلوس في حجرة والأستاذ أمامهم يقوم بتلقينه المعلومات، بل أصبح للتعليم أشكال متعددة ومن ذلك ما شاع حديثًا وهو التعليم عن طريق الإنترنت، بحيث لا يتكبَّد المعلم أو المتعلم عناء الوصول إلى المكان والمواصلات، وبذلك يتمّ استخدام التكنولوجيا بطريقة إيجابية، فيستطيع الإنسان بهذه الطريقة أن يُسجل الدرس ويُكرّره متى شاء ويوقفه ويُعيده، وهذا من شأنه أن يُسهل طريقة الحفظ خاصةً بالنّسبة للأشخاص الذين يتمتعون بذكاء موسيقي، والذي يقوم بأصله على الحفظ عن طريق الاستماع.
كذلك فإنَّ التعليم لا يقتصر فقط على العملية المقصود -أي المعلم والطلاب- بل هو أي طريقة يكتسب المرء فيها المعلومات تُسمى تعليم، سواء كان ذلك مقصودًا أم غير مقصود، فلربما استطاع الإنسان الحصول على المعلومات في حافلة الباص عن طريق مناقشته لشخص بجواره، وتُسمى هذه العملية أيضًا تعليم ولكن غير مقصود.
مقومات التعليم
إنَّ التعليم لا يقوم على تحفيظ المعلومات ومن ثم كتابتها على ورقة بيضاء وأخذ النتيجة الجيدة فالكل يقدر على ذلك، وإنّما التعليم هو تنمية قدرات المُتعلم وحواسه وشخصيّته وقدراته العقلية وأخلاقه وغيرها من الأمور التي لا بدَّ للمعلم من أن يعمل عليها بالمشاركة مع االإدارة والأهل، ولا بدَّ من توفّر العديد من الأمور في العملية التعليمية حتى تُحقق النجاح ومن أهمهما مقومات التعليم، وأوّل مقوم من مقومات التعليم التي يجب الانتباه عليها الرغبة في التعليم، فالإنسان الذي لا رغبة له في أمرٍ ما فإنّه لن يُقدم عليه ولو كان بينه وبين الأمر مقدار ذراع.
تتحقّق الرغبة من خلال العديد من الأمور وأوّلها هو طريقة التعليم أي: كيفية التدريس وكيفية مناسبة المكان للعملية التعليمية، هل فيه الكثير من الطلاب، وكيف يهتم الوالدان بابنهما والنتائج التي يحصلها، فذلك كل يُسهم وبشكل رئيس في رغبة الطالب في الاستمرار بالتعليم من عدمه.
من أهم مقومات التعليم أن تكون المعلومات الموجودة في الكتاب المدرسي مترابطة بحيث يبدأ الكتاب بألف وينتهي بياء، دون أن يكون هناك خلل مثل أن يتحدث الكتاب اليوم عن جسم الإنسان وفي الغد يأتي إلى أنواع النبات ومن ثم يعود إلى الدورة الدموية في جسم الحيوان، ذلك فمن أهم مقومات التعليم أن يتم إعطاء الدرس بالاعتماد على العديد من استراتيجيات التدريس والتي تطلّب مختلف الذكاءات التي يتمتع بها الإنسان، مثل الذكاء البصري أو الذكاء الاجماعي و الذكاء الرياضي وغيرها من أنواع الذكاءات.
كذلك فمن أهم مقومات التعليم أن يتم تقديم الدرس بالاعتماد على أنماط التعليم المختلفة، وكل درس يتطلب بنفسه نمطًا معينًا، فهناك درس يتطلب أن يتم إعطاؤه بالنمط التعاوني وآخر بالنمط التنافسي وثالث بالنمط الفردي، كذلك فإنَّه لا بدَّ من تقويم جميع المعلومات التي تم أخذها؛ حتى يستطيع المتعلم أن يمتحن جميع معلوماته وتصبح لديه القدرة على توظيف تلك المعلومات في حياته العملية.
لا بدَّ أن يكون التطوير واحدًا من مقومات التَّعليم، إذ يقع على عاتق الطَّالب أن يعمد إلى تطوير نفسه عن طريق تنمية مهاراته وأن يُشارك في دروسه مشاركة فعلية تُحقق له النجاح، ولا يغفل أي متأمل للعملية التعليمية، ممّا ساهم في نجاحها أنَّ أركان التعليم لا تقلّ أهمية عن مقوماته، ومن أهم أركان التعليم وما يجب أن يتواجد في أي بيئة صفية ركن المكتبة، وهو المكان الذي يجلس فيه الطلاب ليُطالعوا بعض الكتب ويقرؤونها، ولا بدَّ من تجهيز المكان بوسائد مريحة تُمكّن الطَّالب من الاسترخاء والعيش بين فصول الكتاب الذي يقرؤوه، وكذلك فلا يجب أن يتواجد أكثر من أربعة طلاب في ذلك الركن؛ حتى يُحافظ على هدوئه.
أمَّا الركن الثاني من أركان التعليم فهو ركن الهدم والبناء، وهو المكان الذي يوجد فيه العديد من المكعبات التي تتراوح أحجامها ما بين الصغيرة والكبيرة والمتوسطة، ويتمكّن الطَّالب من خلالها من بناء الأشكال التي يحب ويرغب، وهذا المكان له أهمية كبيرة؛ لأنّه يُنمّي حس الإبداع عند الطّالب، وأمَّا الركن الثالث من أركان التعليم هو ركن الألوان، إذ يتم في هذا الركن رسم الطالب لما يحبه ولا بدَّ من توفير المواد المطلوبة مثل الألوان والطلاء والفرشاة والأوراق وغيرها من الأمور، ويجب مراعاة موقع ذلك المكان بحيث يكون إلى جانب باب الصف؛ حتى يتسنّى للطالب عند انتهائه من الخروج بسرعة حتى يغسل يديه.
أمَّا الركن الرابع من أركان التعليم فهو ركن الإدراك العقلي، والذي يتمكّن الطالب من خلاله من حل الرموز والألعاب التي تحتاج إلى تشغيل العقل كتركيب الصور وإيجاد الشيء المفقود وغيرها من الأحاجي التي تعتمد على العقل.
مصادر اكتساب التعليم
يستطيع الإنسان اكتساب المعرفة من مصادر كثيرة، إذ إنّ التعليم ليس حكرًا على المدارس أو المعاهد أو غيرها من دور التعليم، ومع التطور التكنولوجي الذي يشهده العصر الحديث بات أمر التعليم أقلّ سهولة وأصبح العلم في متناول الجميع، ومن مصادر التعليم المهمة بالنسبة للأطفال الرسوم المتحركة، والتي يلتقطون الكثير من المفاهيم التربوية والأخلاقية والعلميَّة منها، وقسمٌ كبير من الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة يتمكنون من الحديث في اللغة العربية الفصحى أكثر من أقرانهم الذين لم يشاهدوا.
كذلك فإنَّ الكتاب لم يعد الوحيد الذي يمكنه تقديم المعلومات كما السَّابق، بل بات الأمر الآن شائقًا أكثر عن طريق التعلم بواسطة الصور الفوتوغرافية التي تلفت الكبار والصغار معًا، كذلك فإنَّ الإنترنت في هذا العصر يشكّل عنصرًا فاعلًا في تقديم المعلومات لمن يطلبها بأسلوب شائق سهل بعيد عن التكلف وصعوبة العبارة، كذلك فإنَّ الأفلام الوثائقية التي تعرض على التلفاز تعدّ عاملًا هامًا في زيادة ثقافة المشاهد واطّلاعه على العديد من الأمور التي يجهلها من أسرف علمه في استقاء علم واحد من العلوم، وهذا كلّه يندرج تحت أنواع التعليم المرئي والتي تجعل الأمر أكثر سهولة من وضْع كتاب وقراءته من الألف إلى الياء.
أهمية التعليم
التعليم يلعب دورًا هامًا في ارتقاء الأمم وجعلها متقدمة على غيرها؛ لأنَّ الأمة المتعلمة هي أمة تقيم العدل وترفض الجهل، وكذلك فإن التعليم في الإسلام له مكانة عظيمة جليلة.
وقد ورد في ذلك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دِينارًا ولا دِرهمًا، إنَّما ورَّثوا العِلْمَ، فمَن أخَذَه أخَذَ بحظٍّ وافرٍ".[١]
التعليم يُعزّز من قدرة الإنسان على الفهم الصحيح للأمور التي تجري من حوله، وكذلك فإنَّها تُملّك الإنسان عقلًا ناقدًا يُمكِّنه من تفحص كل شيء وعدم التسليم بالأمور التي لا تستند إلى الحقائق العلمية، كذلك فإنَّ دور الدولة في تعزيز التعليم يجب ألا يتم إغفاله؛ إذ إنّ تطوير وسائل التعليم والرفع منه هو من مهمات الدولة التي يجب أن تقوم بها على أتم وجه، فالتعليم هو الحبل الذي يتمسك به النَّاس فيرفعهم من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، ولا يُعذر أي إنسان في عزوفه عن العلم؛ لأنَّه بفعله ذاك هو يعزف عن الحقيقة، فكما قيل وما زال حتى الآن يُقال العلم نور والجهل ظلام.
لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أهمية التعليم في بناء المجتمع.
فيديو عن طريقة كتابة موضوع تعبير
ننصحك بمشاهدة الفيديو الآتي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة:
المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 183، حدديث صحيح.