طريقة نقد كتاب

طريقة نقد كتاب
طريقة نقد كتاب

النقد العربي

يمكن تعريف النقد الأدبي عمومًا بأنَّه مناقشة ودراسة وتفسير وتقييم النصوص الأدبية، حيثُ يعتمد غالبًا على النظريّة الأدبية التي تجسِّد نقاشًا فلسفيًّا لطرائق وأهداف النقد الأدبي، وعلى الرغم من العلاقة المتينة الموجودة بينهما، إلا أنَّ نقَّاد الأدب لا يُمكن اعتبارهم دائمًا منظرين، وفي الأدب العربي تُقسم حركة النقد إلى مرحلتين أساسيتين هما: المرحلة التي امتدت منذ العصر الجاهلي قبل الإسلام وصولًا إلى القرن التاسع عشر في عصر النهضة، والمرحلة الثانية هي مرحلة النقد الحديث التي ما زالت ممتدة حتى هذه الأيام، حيثُ كان النقد في بداية المرحلة الأولى نقدًا بسيطًا تطوَّر مع مرور الزمن وخصوصًا في العصر العباسي مع الانفتاح الثقافي وترجمة الكتب من الحضارات الأخرى، انتهاءً بالتطور الكبير الذي حدث في العصر الحديث بعد الاحتكاك مع الغرب، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول طريقة نقد كتاب في الأدب العربي.[١]


طريقة نقد كتاب

في الحديث عن طريقة نقد كتاب لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ النقد لا يعدُّ مثل العلوم الرياضية أو التجريبية كالرياضيات والكيمياء التي تحتاج إلى حسابات دقيقة متجرّدة من سلطان العاطفة والشعور، لأنَّه يعتمد على أدوات نحوية ولغوية وبيانية على خلفية خبرات وتجارب سابقة وعلى سعة الثقافة التي يمتلكها الناقد وجميعها تحت غطاء الذوق الذاتي الذي يختلف من شخص إلى آخر، لأنَّ كل إنسان له ذائقة متفردة تختلف غالبًا عن الآخرين، وهذا ما يخرجُ النقد من دائرة العلوم ولكنَّه في الوقت نفسه لا يدخله في دائرة الفنِّ لأنَّ النقد أيضًا لا يعتمد على المشاعر والعواطف فقط،[٢] وسيتمُّ إدراج طريقة نقد كتاب من خلال بعض الخطوات المتتالية فيما يأتي:[٣]

  • قبل كل شيء يشارُ إلى أنَّه يجب على الناقد الابتعاد عن الشخصنة ونقد الكتاب بموضوعية وصدق نقدًا نابعًا عن قراءة واعية وفهم عميق.
  • يجب أولًا قراءة الكتاب قراءة عادية لا تتبع طرق القراءة النقدية العميقة، حتَّى يستطيع الناقد من خلالها أن ينظر بعيون القراء العاديين ويتقمص عقولهم، وعليه أن يراعي بعض العناصر أثناء ذلك من أجل تحديد نوع الكتاب وأهمها: بيئة الكتاب التي نشر فيها والفئة التي يتوجه إليها الكتاب.
  • المرحلة الثانية يجب إعادة قراءة الكتاب قراءة متمعنة فاحصة ومتأملة مع تسجيل عناصر الكتاب التي يتميز بها، وذلك فيما يتعلق باللغة والأسلوب ونوعية السرد والأفكار العامة ومحتواه وغير ذلك.
  • تحديد نوعية نص الكتاب فيما إذا كان واقعيًّا أو خياليًّا ويندرج في أصول الفنون أو فروعها وغير ذلك.
  • الوقوف عند نقاطه الرئيسة التي يجب التحدث عنها وتفسيرها والإشارة إليها.
  • الاعتماد على بعض الوسائل الخارجية المساعدة كالمعاجم والشروح وغيرها.
  • في بداية كتابة النص النقدي للكتاب يجب إدراج معلومات عن المؤلف والكتاب وعناصره الأساسية.
  • تحويل الأفكار التي استنتجها الناقد في بحثه إلى نقاط قوة ونقاط ضعف، بالإضافة إلى اكتشاف نقاط الجمال في الكتاب.

مناهج النقد الأدبي

بعد أن سُلِّط الضوء على طريقة نقد كتاب سيُشار إلى مناهج النقد الأدبي، فقد تعددت مناهج النقد في العصر الحديث وخصوصًا بعد أن تراجعت المناهج الاجتماعية وبليت مثيلاتها المدرسية، فظهرت مناهج الحداثة في النقد ثمَّ ما بعد الحداثة، ويعدُّ رولان بارت من أشهر النقاد في العالم،[٤] وفيما يأتي مناهج النقد الأدبي:[٥]

  • المنهج التاريخي في النقد: وهو أحد المناهج التقليدية الذي يعتمد على الحوادث التاريخية السياسية والاجتماعية كوسيلة من أجل فهم ودراسة الأدب وتحليل الظواهر المختلفة فيه.
  • المنهج الاجتماعي في النقد: يتداخل هذا المنهج مع المنهج التاريخي، وبعض النقاد لا يفرقون بينهما، حيثُ يشيرُ هذا المنهج إلى أنَّ دراسة النصوص القديمة تدخل ضمن المنهج التاريخي أمَّا دراسة النصوص الحديثة فتدخل ضمنَ المنهج الاجتماعي.
  • المنهج النفسي في النقد: وهو من المناهج النقدية التقليدية إلى جانب التاريخي والاجتماعي، يبحث في عمليات الإبداع الفني ومناطق النفس البشرية وعقد الغرائز الجنسية أوديب وألكترا التي كان يعتمدها فرويد، بالإضافة إلى سيرة الكاتب والنص والمتلقي وغيرها.
  • الشكلية في النقد: وهو أحد مناهج الحداثة إذ يعرَّف بأنه مذهب في النقد الأدبي، يؤكد على أنَّ قيمة العمل الفني تنبع من العناصر التي صيغَ منها العمل بالإضافة إلى الأسلوب ومدى أصالته.
  • البنيوية في النقد: ابتكر هذا المصطلح رومان جاكسون وهو أحد مناهج الحداثة، وللبنيوية صور عديدة أهمها: البنيوية الأدبية واللغوية والأدبية الشكلية والأدبية التكوينية، وقد أولت اهتمامًا كبيرًا بلغة الأدب وركزت على فنيَّاته، كما أعلت من سلطانه كثيرًا، وحاولت ضبط النظام النقدي ليصبح قريبًا من المنهجية العلمية.
  • التفكيكية في النقد: تعدُّ التفكيكية مذهبَ ما بعد الحداثة في النقد، حيثُ ظهرت في ستينيات القرن الماضي، رائدها جاك دريدا، ويقوم هذا المذهب على هدم كل شيء حول دلالة النص، وزعزعة الثقة حوله، لفتح أبواب من المعاني لا تنتهي، وعندها يصبح النص مجالًا للتباينات لا للاتفاقات.

أهمية النقد الأدبي

ترجعُ أهمية النقد الأدبي عمومًا إلى أنَّه أداةً مهمة جدًّا وضرورية في عالم الأدب من أجل دفع عجلة الإبداع وتطوير كافة أشكاله وألوانه، خصوصًا في خضمِّ التطورات الكبيرة والمتسارعة في مختلف أجناس الإبداع والأدب من رواية وشعر وقصة ومسرح وموسيقى وسينما وغيرها وزيادة الاهتمام بها في العالم العربي، حيثُ يمكن من خلال النقد الحكم على النص والتفريق بين النص الجيد أو الأقل جودة لأنه يُظهِر نقاط الضعف ونقاط الاستحسان معًا، وعلى الرغم من أن كل كاتب يمتلك تصورًا معينًا خاصًّا به وميولًا فريدة ومدرسة أدبية تأثر بها، إلا أنَّ النقد يحتاج إلى موضوعية في البحث والفهم والحكم، ومصداقية في توجيه النقد الذي يسعى أولًا وآخرًا إلى رفع سوية العمل وصقله.[٦]

المراجع[+]

  1. "نقد أدبي"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
  2. أحمد الشايب، أصول النقد الأدبي، صفحة 176. بتصرّف.
  3. "كيف تقرأ كتابًا؟"، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
  4. "نقد أدبي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
  5. "مع (مناهج النقد الأدبي الحديث: رؤية إسلامية) للدكتور وليد قصاب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
  6. "نقد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.