محتويات
ما هو الاستثناء المفرغ؟
معنى الاستثناء المُفَرّغ أو الناقص هو الاستثناء الذي حُذف فيه المستثنى منه وقد سُبق بنفي أو نهي أو استفهام، ويدل على التوكيد، مثالًا على ذلك: (ما حضر إلا محمدٌ)، ويُعرب المستثنى بإلا بحسب موقعه في الجملة، فهنا يكون إعراب (محمدٌ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
وسُمّي مفرّغًًا؛ لأنّ بهذا الأسلوب يتفرّغ ما قبل إلّا للعمل فيما بعدها ولا يشغله عنه شيء، وعليه تخرج إلّا عن الاستثناء.[١]
ما حكم الاستثناء المفرغ؟
هنالك مجموعة من القواعد والأحكام التي تضبط الاستثناء المفرغ وتميزه عن غيره من الحالات الأخرى، منها:[٢][٣]
- أن يسبق بنفي أو ما يشابهه: فإذا كان الاستثناء مفرغًا فإنّه يجب أن يُسبق بنفي أو ما يشبه النفي، وذلك على نحو، في قوله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ".
- أن يسبق باستفهام: قد يأتي الاستثناء المفرّغ أيضًا مسبوقًا باستفهام متضّمن معنى النفي، وذلك نحو قوله تعالى: "هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ".
- أن يسبق بنفي معنوي: قد يكون النفي معنويًا، أيّ أن يكون الكلام فيه نفيًا ولكن بطريقة غير مباشرة، كقوله تعالى: "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".
- أن يُعرب الاسم بعد إلّا وفقًا لما قبلها: أيّ أن الاسم بعد إلا يُعرب بناءً على العامل قبل إلا، فمثلًا نقول: ما جاء إلا أحمدٌ، فـَ (أحمدٌ) قد عمل به العامل قبل إلّا وهو الفعل (جاء) فبذلك يُعرب محمدٌ فاعل للفعل جاء، وتُعامل إلّا كأنّها ليستْ موجودة.
- أن تُعرب إلّا في الاستثناء المفرّغ أداة حصر: تعامل إلا كأنّها ليست موجودة في الجملة عند الإعراب؛ إذ إنّ الفائدة منها هي القصر والتّوكيد لا الاستثناء.
ما معنى القصر في الاستثناء المفرّغ؟
القصر هو أمرٌ بلاغي يُراد به قصر شيءٍ على شيء حتّى لا يتجاوزه إلى غيره، وفي أسلوب الاستثناء المفرّغ وظيفة بلاغيّة وهي القصر، مثال: لا يعلم الغيب إلّا الله، ففي المثال السّابق تخصيص علم الغيب وقصره على الله تعالى، فلو حُذف النفي والاستثناء من الجملة السّابقة لزال بهما أيضًا معنى القصر الذي تضمّنته الجملة، كما في قولهم: يعلم الغيب الله، فليس في الجملة شيءٌ من القصر أو التخصيص.
في الاستثناء المفرّغ يكون المقصور هو الذي يسبق أداة الاستثناء إلّا، والمقصور عليه هو ما يليها، فالمقصور في الجملة السّابقة هو "علم الغيب" والمقصور عليه هو اسم لفظ الجلالة "الله".[٤]
كيف يعرب الاستثناء المفرغ؟
يعتمد إعراب الاستثناء المفرغ على نوع أداة الاستثناء المستخدمة، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:
استخدام أداة (إلا)
إذا كانت أداة الاستثناء في الاستثناء المفرّغ (إلّا)؛ فإنّها تُعرب أداة حصر، ويُعرب الاسم بعدها بحسب موقعه من الإعراب، مثل: (ما كرمتُ إلا طالبًا) فإعراب هذه الجملة يكون:[٣]
- ما: نافية لا عمل لها.
- كرمْتُ: فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بتاء الرفع والتّاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل رفع فاعل.
- إلّا: أداة حصر.
- طالبًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
استخدام أداة (غير)
أمّا إذا كانت أداة الاستثناء في الاستثناء المفرّغ هي (غير)، يكون إعرابها في الاستثناء المفرغ مثل إعراب الاسم الواقع بعد إلّا، ويُعرب الاسم بعدها -أي بعد غير- مضافًا إليه مجرور، مثل (ما جاء غيرُ طالبٍ)، إعراب هذه الجملة:[٣]
- ما: نافية لا عمل لها.
- جاء: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- غير: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- طالب: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
استخدام أداة (سوى)
في حال كانت أداة الاستثناء في الاستثناء المفرّغ هي (سوى)، يكون إعرابها في الاستثناء المفرغ مثل إعراب الاسم الواقع بعد إلّا، ويُعرب الاسم بعدها مضافًا إليه مجرور، مثالًا على ذلك (ما جاء سوى طالبٍ)، فيكون إعراب هذه الجملة:[٣]
- ما: نافية لا عمل لها.
- جاء: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- سوى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الألف للتّعذّر.
- طالبٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره.
أمثلة على الاستثناء المفرغ
من أمثلة الاستثناء الناقص المفرغ ما يأتي:
(لا يسوقُ الخيرَ إلّا اللهُ)
تُعرب على النحو التالي:
- لا: نافية لا عمل لها.
- يسوقُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- الخيرَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- إلّا: أداة حصر.
- اللهُ: لفظ الجلالة فاعلٌ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(ما ربح إلا متسابقٌ)
تُعرب كالتالي:
- لا: نافية لا عمل لها.
- ربح: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- إلّا: أداة حصر.
- متسابق: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
(لا يُسدي النصيحة إلّا المخلصون)
كما يأتي:
- لا: نافية لا عمل لها.
- يسدي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمة المقدّرة على الياء للثقل.
- النصيحة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- إلّا: أداة حصر.
- المخلصون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه جمع مذكّر سالم.
(ما عاد المريضَ غيرُ الطبيبِ)
تعرب كالآتي:
- ما: نافية لا عمل لها.
- عاد: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- المريض: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- غيرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- الطبيب: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.
(لم يفترس الذئبُ غيرَ شاةٍ)
تعرب على النحو الآتي:
- لم: حرف نفي وجزم.
- يفترس: فعل مضارع مجزوم بـ "لم" وعلامة جزمه السكون الظّاهر على آخره.
- الذّئبُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- غير: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- شاة: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه تنوين الكسر الظّاهر على آخره.
(لا ينتصر للباطل سوى الظالمِ)
تُعرب كالتالي:
- لا: نافية لا عمل لها.
- ينتصر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
- للباطل: اللام حرف جر، والباطل اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.
- سوى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة المقدّرة على الألف للتّعذّر.
- الظالم: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.
المراجع[+]
- ↑ الدكتور عاصم بيطار، النحو والصرف، صفحة 187. بتصرّف.
- ↑ ابن عقيل، كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، صفحة 218- 221. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث الدكتور عاطف فضل محمد، النحو الوظيفي، صفحة 475. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز عتيق، كتاب علم المعاني، صفحة 146. بتصرّف.
ملخص المقال
الاستثناء المفرغ هو نوع من الاستثناء الذي يُحذف فيه المستثنى منه ويُسبق بنفي أو نهي أو استفهام، ويُعرب المستثنى بحسب موقعه في الجملة. يُستخدم هذا الأسلوب للتوكيد والقصر، حيث يُعرب الاسم بعد "إلا" بناءً على العامل قبلها. يمكن أن تكون أدوات الاستثناء "إلا"، "غير"، أو "سوى"، وكل منها يُعرب بطريقة معينة. أمثلة على ذلك: "ما حضر إلا محمدٌ"، "ما جاء غيرُ طالبٍ"، و"لا ينتصر للباطل سوى الظالمِ".
أسئلة شائعة
يتم التميز بينهم على النحو الآتي:
- الاستثناء التام المثبت: الاستثناء الذي تكون فيه جميع أركان أسلوب الاستثناء موجودة، ولم يُسبق بنفي، مثل (حضر الطلاب إلّا طالبًا).
- الاستثناء التام المنفي: الاستثناء الّذي تكون فيه جميع أركان الاستثناء موجودة، ومسبوق بنفي، مثل: (ما حضر الطلاب إلّا طالبًا).
- الاستثناء المنقطع: هو ما كان فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه، مثل (وصل المسافرين إلا حقائبَهم).
- الاستثناء المفرغ: ما يميّزه عن الأنواع الأخرى أنّه لا يأتي إلّا منفيًّا، ويُحذف فيه المستثنى منه، مثل (ما جاء إلّا طالبٌ).
أشهر أدوات الاستثناء استخدامًا: (إلا، سوى، غير، خلا، عدا، حاشا)، ومن الأدوات الأخرى التي من النادر جدًا استخدامها: (ليس، لا يكون، بيد، لا سيما).