محتويات
- ١ قصة توكل النبي وأبي بكر في الهجرة
- ٢ قصة توكل عمر بن الخطًاب في معركة اليرموك
- ٣ قصة توكل النبي في حمراء الأسد
- ٤ قصة توكل النبي في وعده سراقة بن مالك بسواري كسرى!
- ٥ قصة توكل النبي هود عليه السلام في دعوته
- ٦ قصة توكل يعقوب عند إرساله بنيامن مع إخوة يوسف
- ٧ قصة توكل أم موسى عندما ألقته في اليم
- ٨ قصة توكل نوح عليه السلام عند بنائه السفينة
- ٩ قصة توكل موسى على الله عند خروجه من مصر
قصة توكل النبي وأبي بكر في الهجرة
لماذا لم يخف أبو بكر الصديق لمّا رأى الكفار وهو في الغار؟
لقد بلغ أذى المشركونرسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون شيئًا عظيمًا، حتَّى أذن الله -تعالى- له وللمسلمين بالهجرة، فلمّا هاجر الجميع خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أبي بكر -رضي الله عنه- يُريدون المدينة، ولكنّ قريش لا يهنأ لها بال حتى تقضي على سيد الخلق وإمام العالمين عليه الصلاة والسلام، ولكن هيهات لها ذلك، وبدأ المشركون يقتفون أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتّى اختبأ عليه الصلاة والسلام مع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في غار، وقريش خلفه وليس بينهم وبينه إلا خمسون ذراعًا فلو نظر واحدهم أسفل قدمه لرآهم.[١]
ولكنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قد اعتصم في حبل التوكل، ذاك الحبل الذي وصله مع ربَّه فلم ينظر أحد إليهم ولم يُدركوهم مع أنّ أسباب الدنيا قد مكنتهم منهم، ولكنّ أسباب الله -تعالى- لا تترك العبد المؤمن لوحده، فأنزل الله تسطير تلك الحادثة في كتابه تُتلى إلى يوم القيامة حيث قال الله سبحانه: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.[٢][١]
قصة توكل عمر بن الخطًاب في معركة اليرموك
ما الحل الذي دبره عمر بن الخطاب لأمراء الجيش في اليرموك؟
جرت معركة اليرموك بين البيزنطيين والمسلمين وذلك في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان عدد المسلمون في تلك الوقعة يزيد قليلًا عن العشرين ألف مقاتل، وعدد المشركين يزيد عن المئة ألف مقاتل، وكان أمراء الجيش في تلك المعركة أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعياض بن غنم الفهري وخالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين، وقد أوصاهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن إذا حدثت المعركة فإنّ أمير الجيش كله هو أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.[٣]
فلمَّا كانت الوقعة واشتدّ القتال بين المسلمين والنصارى أكثر النصارى من قتل المسلمين، فبعثوا إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يطلبون منه المدد والعون فالنصارى أكثر منهم عددًا وعدة، وعلاوة على ذلك فهم يُقاتلون على أرضهم وفي مكانهم بينما جيش ابن الخطاب -رضوان الله عليه- من الجزيرة، فلمَّا قرأ الصحابي الجليل عمر -رضي الله عنه- كتابهم أخبرهم أنَّه لن يبعث لهم برجل واحد يُساندهم في القتال، فعددهم ليس بالقليل فهم آلاف ولكنّهم لم يستعينوا بالله حقّ العون، فإذا وصلهم كتابه فليتذكروا أنّ الله -تعالى- قد نصر نبيه -عليه الصلاة والسلام- في بدر بأقل من ذلك.[٣]
وإنَّ النصر من الله وحجده فليستعينوا به ولا يطلبوا المدد إلا منه فلله جنوده وحكمته وهو نعم الوكيل، فلمَّا وصل كتابه إليهم شدّ من أزرهم وذكرهم ببدر وأيَّامها فحملوا على النصارى حملة رجلٍ واحدٍ حتّى أيدهم الله بالنصر وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.[٣]
قصة توكل النبي في حمراء الأسد
لماذا خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حمراء الأسد؟
لمَّا كانت غزوة أحد خالف بعض المسلمين أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأدى ذلك إلى معمعة عظيمة فأصاب المسلمون أذى عظيمًا من وراء ذلك، وكُسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسًجت ركبتاه وأُصيب كتفه حتّى جرت إشاعة أنّه قتل في أحد، ولما انتهت المعركة وعاد المسلمون إلى المدينة تناهى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبرٌ فحواه أنّ أبا سفيان عازمٌ على استئصال أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومَن معه منالصحابة الذين بقوا.[٤]
فخرج عليه الصلاة والسلام وعسكر في حمراء الأسد وكانت قبيلة خزاعة هواها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشركهم ومؤمنهم، فخرج أحدهم حتّى مر على أبي سفيان فقال له: إني رأيت محمدًا قد خرج مع أصحابه في جمعٍ عظيم ولحق به مضن تخلف عنه يوم أحد، وإني أحذرك أنّ هذه الوقعة لن تكةن في صالحكم، فخاف أبو سفيان من الخبر ولكنّه أراد أن يُعكر صفو المؤمنين فمرّ به قومٌ آخرون فقال لهم: قولوا لمحمد إنّ أبا سفيان عازم على استئصالكم.[٤]
فلمّا وصل الخبر إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- توكّل على الله وتحسّب، وكان أبو سفيان قد فرّ بجنوده إلى مكة، فقال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}،[٥] وبعد ثلاثة أيام رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ولم تجرؤ قريش على مواجهتهم واستردّ المسلمون هيبتهم بعد أن كادت تتزعزع شوكتهم بعد معركة أحد.[٤]
قصة توكل النبي في وعده سراقة بن مالك بسواري كسرى!
هل صدق وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سراقة بن مالك؟
لمَّا قصد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة المنورة كان من جملة النّاس الذين تعقبوا أثره سراقة بن مالك، وقد أدرك سراقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي يكر الصديق رضي الله عنه، فلمّا رأى أبو بكر -رضي الله عنه- سراقة بن مالك أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، فدعى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكفيهم إياه، فأخذت الأرض قوائم الفرس التي يركب عليها، فسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يدعو له أن يكشف عنه ذلك وهو سيرد مَن جاء يطلبه، فدعى له النبي -عليه الصلاة والسلام- بذلك.[٦]
فسأله النبي -عليه الصلاة والسلام- أن كيف له بسواري كسرى؟ فاستغرب سراقة ذلك، ثمّ أسلم وحسن إسلاامه، ولمّا كانت فتوحات فارس في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان من ضمن الغنائم سواري كسرى، فأخذهما عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقسمهما لسراقة الذي كان مشاركًا في الفتوحات، فلمّا رآهما سراقة تذكر وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له.[٦]
قصة توكل النبي هود عليه السلام في دعوته
كيف تجلى اتكال هود عليه السلام على ربه في دعوته؟
هود هو واحد من أنبياء الله -تعالى- عليهم الصلاة والسلام، وقد أنزل الله إليه وحيه حتى يدعو عاد إلى عبادة الله -سبحانه- ويذرون الأصنام التي عكفوا أنفسهم عليها، وكان لا يملّ من دعوتهم ليل نهار، وكان في دعوته متكلًا على الله -سبحانه- فهو لا يعوّل على جهده ولا على فصاحة لسانه لأن الأمر له وحده سبحانه، وقد ورد على لسانه في كتاب الله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.[٧][٨]
قصة توكل يعقوب عند إرساله بنيامن مع إخوة يوسف
لماذا أرسل يعقوب عليه السلام بنيامين مع أبنائه إلى مصر؟
لمَّا خان إخوة يوسف -عليه السلام- عهد أبيهم لهم، وباعوا يوسف ويم يحفظوا أمانة أبيهم مضت السنين وحلّ القحط على أرض كنعان فأرادوا أن يتزودوا الزاد من مصر، فلمّا أخذوا قمجحهم طلب إليهم عزيز مصر -وكان يوسف- أن يأتوا بأخ لهم من أبيهم، رفض بداية يعقوب -عليه السلام- أن يُعطيهم بنيامين وقال لهم هل آمنكم عليه إلا كما آمنتكم قديمًا على يوسف؟ ولكن بعد إلحاح منهم وافق على طلبهم واتّكل على ربّه أولًا قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}.[٩][١٠]
قصة توكل أم موسى عندما ألقته في اليم
هل أسباب الله في نجاة العبد توافق أسباب ابن آدم؟
لمَّا تجبر فرعون وطغى في الأرض وتكبّر كان يقتل الأولاد الصبيان ويترك النساء أحياء؛ لرؤية رآها فحواها أن واحدًا من صبيان بني إسرائيل سينهي ملكه، وولدت أم موسى غلامًا صبيًا والمعروف أنّه سيُلاقي مصير صبيان بني إسرئيل في الموت، والمعلوم أنّ المرأة إذا خافت على ابنها فإنها تضمه إلى صدرها وتلقمه ثديها، ولكنّ قدر الله نافذ فوق أسباب الدنيا، فأوحى الله إلى أم موسى أن تُرضعه فلو خافت عليه تلقه في البحر ولا تخف؛ لأنَّه في كنف الله ورعايته.[١١]
وتهادى التابوت الذي وضعت به أم موسى ابنها بين أمواج البحر حتى وصل إلى قصر الطاغية الذي أصدر قرار القتل بحق غلمان لا حول لهم ولا قوة، فرأته آسيا وهي زوجة فرعون، فألقى الله محبته في قلبها فتشفعته في موسى -عليه السلام- ألّا يقتله، وحرّم الله عليه المراضع فلم يقبل ثدي أي امرأة حتى أرسلوا في طلب النساء ولم يقبل إلا ثدي أمه، وأعاده الله إلى حضنها آمنة برحمته لأنها أحسنت التوكل عليه.[١١]
قصة توكل نوح عليه السلام عند بنائه السفينة
كيف استطاع نوح عليه السلام بناء السفينة وهو لم يرها من قبل؟
نوح -عليه السلام- هو واحدُ من الأنبياء الذين بعثهم الله -تعالى- إلى هذه الأرض؛ حتى يُبينوا للناس طريق الهدى والرشاد، ودعا نوح -عليه السلام- قومه زمنًا طويلًا جدًّا ولكنّ قسمًا كبيرًا منهم لم يُؤمن وبقي عاكفًا على عبادة تلك الأصنام التي لا تُثمر ولا تغني من جوع، فدعا نوح -عليه السلام- ربَّه وسأله أن يُهلك الظالين المُتجبرين الذين اتخذوه ومَن معه سخريًّا، فاستجاب الله -تعالى- دعاءه وأمره أن يبني سفينة، ولكن في ذلك الوقت لم تكن السفن معروفة بعد، وطريقة بنائها يجهله الجميع.[١٢]
ولا توجد في الأصل أشجار صالحة لبناء تلك السفينة ربما، فأوحى الله -تعالى- إلى موسى أن يزرع شجرة يُقال لها شجرة ساج، وهذه الشجرة لمَّا تنمو وتكبر سيأخذ من خشبها المتين فيصنع سفينة، فاستهلك نمو الأشجار واشتداد عودها أربعين عامًا، ولمَّا سأل نوح -عليه السلام- ربه عن هيئة تلك السفينة، أمره الله أن يكون جزءها العلوي ونهايتها مثل شكل الديك، وأن يكون شكلها على شكل الطائر، فامتثل نوح لأوامر ربه فكان كلما مر ليه الكافرون يستهزئون به ويقولون كان نبيًّا فصار نجارًا، ولكن هو كان متوكلًا على ربّه ويعلم حقّ العلم أنَّ الله لن يُضيّعه، وبذلك نجى هو ومَن آمن معه وهلك الكافرون.[١٢]
قصة توكل موسى على الله عند خروجه من مصر
لماذا خرج موسى عليه السلام من مصر؟
لمّا بطش الملأ عند فرعون وأرادوا موسى ذهب رجل من النَّاس وأخبر موسى -عليه السلام- بالخبر، فخرج موسى -عليه السلام- من المدينة وهو خائف يترقّب ليس معه لا مال ولا يملك وجهة ولا يعرف طريقًا، فرفع موسى عينيه إلى ربه وقال يا ربي نجني من القوم الظالمين، في هذه اللحظات كان موسى -عليه السلام- متّكلًا على ربّه أشد التوكل مؤمنًا أنَّه سبحانه هو وحده القادر على أن يُخرجه من ظلمة فرعون وحاشيته، وخرج موسى -عليه السلام- في نهاية الأمر وأيده الله بزوجة وعملٍ وأعطاه النبوة ليقف في وجه أعتى الظلمة الكافرين بإذن الله وحده.[١٣]
المراجع[+]
- ^ أ ب ابن كثير، كتاب البداية والنهاية، صفحة 454. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:40
- ^ أ ب ت عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 20. بتصرّف.
- ^ أ ب ت موسى بن راشد العازمي، كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 687. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:173
- ^ أ ب محمد إسماعيل المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:56
- ↑ أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 82. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:66
- ↑ محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط لطنطاوي، صفحة 391، جزء 7. بتصرّف.
- ^ أ ب سيد حسين العفاني، دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 10. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 919. بتصرّف.
- ↑ سليمان الأشقر، دروس الشيخ عمر الأشقر، صفحة 9. بتصرّف.