محتويات
- ١ من هو عيسى عليه السلام؟
- ٢ مريم العذراء تُبشّر بمولودها!
- ٣ مولد عيسى عليه السلام
- ٤ عيسى يتكلم في مهده!
- ٥ عيسى عليه السلام يحمل الرسالة!
- ٦ دعوة عيسى عليه السلام لقومه
- ٧ كيف كانت ردة فعل قوم عيسى على دعوته؟
- ٨ قوم عيسى يطلبون مائدة من السماء!!
- ٩ تحقق المعجزات!
- ١٠ هل اتبع قوم عيسى نبيهم بعد تحقق ما طلبوه منه؟
- ١١ عيسى يُرفع إلى السماء!
- ١٢ العبر المستفادة من قصة عيسى عليه السلام
من هو عيسى عليه السلام؟
هو نبي اصطفاه الله تعالى وبعثه في بني إسرائيل لدعوتهم إلى توحيد الله تعالى والإيمان به، وهو من أولي العزم من الرسل،[١] وهو من نسل نبي الله داود عليه السلام، وقد نشأ عيسى -عليه السلام- في بيت طاهر عند آل عمران، وعمران هو والد مريم العذراء أم النبي عيسى عليه السلام،[٢] وهو آخر نبي بُعث في بني إسرائيل ودعاهم إلى ما سبقه به موسى عليه السلام من دعوة للتوحيد، ولم يأتِ نبي بعده سوى خاتم النبيين محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقد بشّر به عيسى عليه السلام. [٣]
مريم العذراء تُبشّر بمولودها!
ماذا فعلت مريم العذراء بعدما عرفت بحملها؟
كانت مريم العذراء تعرف بعفتها وحصانتها؛ فالله تعالى اصطفاها على نساء العالمين، ونشأت في بيت نبوة وصلاح وكانت عابدة زاهدة لا تفارق المحراب، حتى بشرّتها الملائكة ذات يوم ببشرى جعلتها تتعجب؛ فنبأتها الملائكة بأنها سترزق بغلام ذكر له شأن عظيم، وأن ولادته ستكون من غير زواج، وهذا الغلام اسمه المسيح عيسى ويُنسب لأمه مريم وقد أخبر الله تعالى في كتابه عن هذه البشرى حيث قال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}.[٤]
فبدأت تفكر في نفسها كيف تُرزق بغلام من غير زواج، وما هو موقفها أمام قومها، وقد جاء نبأ ذلك في كتاب الله حيث قال الله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}،[٥] فلما استسلمت لأمر الله تعالى اعتزلت الناس، واتخذت مكانًا بعيدًا تنتظر به أمر الله تعالى الذي قدّره عليها. [٦]
مولد عيسى عليه السلام
ماذا نذرت مريم العذراء بعد ولادة عيسى عليه السلام؟
كانت ولادة عيسى -عليه السلام- ثقيلة على نفس على مريم العذراء؛ بسبب خوفها من عتاب الناس ولومِهم حتى أنّه لما حان وقت ولادتها تمنت لو أنّها ماتت ولم يحدث معها الذي حدث، فلما ولدت عيسى -عليه السلام- وخرج إلى الدنيا، نادها جبريل -عليه السلام- من تحتها يطمئنها ويوصيها بأن لا تحزن لأنّ الله تعالى أكرمها بهذه الولادة ورزقها سيدًا عظيمًا ورجل ذو شأن ونبي من أنبياء الله.[٧]
وأمرها أن تهز النخلة لتحصل منها على الرطب، لكي تتقوى وتقدر على العيش، وطلب إليها أيضًا أن لا تكلم الناس، وتجعل عدم كلامها نذرًا لله تعالى.[٧]
عيسى يتكلم في مهده!
ماذا قال عيسى عليه السلام لقومه؟
بعدما ذهبت مريم العذراء إلى قومها، مع ابنها المسيح عيسى، انهال عليها اللّوم والعتب، فبدأوا يتكلمون بأن ما جاءت به لا يوافق العقل، فكيف يكون مولود بلا أب؟ ولِيشعروا مريم بالذنب ذكروها بالصالحين من أهلها وبأنّها من سلالة الأنبياء، إلا أن مريم لم تنطق بحرف واحد؛ فهي قد نذرت عدم الكلام، وكل ما فعلته هي أنّها أشارت إلى ابنها في حضنها.[٧]
فتكلم عيسى -عليه السلام- وهو في مهده بقدرةٍ من الله تعالى، ليندهش الجميع ويستمعوا إلى قوله: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}.[٨][٧]
عيسى عليه السلام يحمل الرسالة!
ما هو الكتاب الذي أنزل على عيسى عليه السلام؟
كان عيسى -عليه السلام- قد هاجر مع والدته من مسقط رأسه بيت لحم إلى مصر، وبعدها عاد إلى بيت المقدس، وكان آنذاك يبلغ من العمر 13 عامًا، ولما بلغ من العمر 30 عامًا أنزل الله تعالى عليه كتاب الإنجيل،[٩] وحمل عيسى -عليه السلام- الرسالة إلى بني إسرائيل، وكان مجددًا لما جاء به موسى -عليه السلام- ومصدقًا لما جاء في كتاب موسى الذي سبقه، حيث قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.[١٠][١١]
دعوة عيسى عليه السلام لقومه
إلى ماذا دعا عيسى عليه السلام قومه؟
دعا عيسى -عليه السلام- قومه إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك الإشراك به، وجددّ رسالة موسى -عليه السلام- ودعا الناس إلى ما كانت تدعو إليه،[١١] كما جاء بشريعة جديدة تناسب الحال التي كانوا عليها،[١٢] ودعا قومه إلى الإيمان بالكتب السماوية التي سبقته، وبشرّ قومه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلّم.[١٣]
كيف كانت ردة فعل قوم عيسى على دعوته؟
لما بدأ عيسى -عليه السلام- يدعو قومه إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، وعرض عليهم المعجزات العظيمة التي آتاه الله إياها، كان حالهم هو الإعراض عنه والكفر بما دعاهم إليه، وآمن معه قلة قليلة من الناس وقد أخبر الله تعالى أن نتيجة دعوة عيسى -عليه السلام- هو إيمان طائفة من بني إسرائيل وكفر طائفة، حيث قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.[١٤][٩]
قوم عيسى يطلبون مائدة من السماء!!
ما هي الأوامر التي طلبها عيسى من قومه؟
طلب قوم عيسى دليلًا منه ليكون حجة له عليهم، ودلالة من الله تعالى على صدقه، فطلبوا منه أن ينزل الله تعالى عليهم مائدة من السماء، حيث قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}،[١٥] وقالوا بأن اليوم الذي تُنزل به هو بمثابة عيد لهم، فيعبدون الله به ويتعبدون كما يتعبد باقي الناس في أعيادهم،[١٦] وكانوا قد طلبوا منه أن تكون مائدة عليها طعام لا ينفذ، فأخبرهم عيسى أنّه ستكون كذلك بشرط أن لا يخبئوا منها ويدخروا، ولا يخونوا ولا يرفعوا، وإن فعلوا ذلك فإن الله تعالى سيعذبهم أشد عذاب، ولن يعذبه لأحد من الناس غيرهم.[١٧]
للتعرّف أكثر إلى دعاء سيدنا عيسى يمكنك الاطلاع على هذا المقال: دعاء سيدنا عيسى عليه السلام
تحقق المعجزات!
هل نزلت المائدة على بني إسرائيل؟
فلما سأل عيسى -عليه السلام- الله تعالى أن ينزل عليه مائدة أعطاه الله مسألته وأنزلها عليهم حيث قال الله تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }،[١٨][١٩] وكانت مائدة طعام كبيرة تنزل عليهم من السماء أينما نزلوا.[١٧]
هل اتبع قوم عيسى نبيهم بعد تحقق ما طلبوه منه؟
بعدما أنزل الله تعالى على قوم عيسى المائدة، وكان قد حذّرهم عيسى أنّه من يكفر من بعدها فإن مصيره هو العذاب الأليم، وقد أخبر الله تعالى عن وعيده هذا في القرآن الكريم حيث قال: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ}،[٢٠] وما قُضي اليوم الذي أُنزلت به المائدة حتى بدؤوا يدخرون منها، ويخبئون منها، ويرفعون منها طعامًا ليومهم التالي، وجحدوا بعيسى -عليه السلام- وبالآيات التي جاء بها، وخالفوا الأوامر التي أمرهم بها، واستمروا على كفرهم وعنادهم فمسخهم الله تعالى قردة وخنازير.[١٧]
عيسى يُرفع إلى السماء!
متى سينزل عيسى عليه السلام من السماء؟
لم يقف الكفر بعيسى -عليه السلام- عند الإنكار وحسب وإنما حاول قومه قتله وصلبه، إلا أن الله تعالى حفظ نبيه، فجعل شخصًا آخر بصورة عيسى عليه السلام- فقاموا بصلبه وقتله، ورفع عيسى -عليه السلام- إلى السماء، وقيل أنّ الذي صُلب بدلًا منه هو رجل من قوم عيسى كان قد خانه واتفق مع جنود من الرومان لقتل عيسى -عليه السلام- واسمه هو يهوذا الإسخريوطي.[٢١]
وقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن عيسى -عليه السلام- سوف ينزل إلى الأرض في آخر الزمان، وسيكون نزوله من علامات الساعة الكبرى، وسينصر الإسلام.[٢١]
العبر المستفادة من قصة عيسى عليه السلام
ما الفوائد التي تُستقى من قصة عيسى؟
جاءت قصة عيسى عليه السلام بكثير من العبر منها ما يأتي:[٢٢]
- أن مخالفة أمر الله تعالى، وأوامر الأنبياء أمر يستحق العذاب من الله تعالى.
- أن الله تعالى لا يختار لعباده إلا الخير، وهو أعلم بحالهم وأعلم بما كتب عليهم.
- أن جميع رسالات الأنبياء واحدة وتدعوا إلى ذات الأصول العقدية وهي متممة لبعضها.
كما يمكنك التعرّف أكثر على معجزات النبي عيسى بالاطلاع على هذا المقال: معجزات عيسى عليه السلام
المراجع[+]
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة الملل والأديان، صفحة 396. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 56. بتصرّف.
- ↑ أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 466. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:45
- ↑ سورة آل عمران، آية:47
- ↑ أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 467. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 468. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:30 31 32
- ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 478. بتصرّف.
- ↑ سورة الصف، آية:6
- ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 472. بتصرّف.
- ↑ أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 474. بتصرّف.
- ↑ أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 475. بتصرّف.
- ↑ سورة الصف، آية:14
- ↑ سورة المائدة، آية:112
- ↑ أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري، صفحة 226. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري، صفحة 228. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:114
- ↑ أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري، صفحة 231. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:115
- ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 479. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 171. بتصرّف.