محتويات
ما هي معركة عين جالوت؟
هي واقعة حربية، وحدث تاريخي إسلامي عظيم، وهي من المعارك الفيصلية في تاريخ الإسلام وقد وقعت بين المماليك والمغول، وهي ذات أهمية كبيرة؛ إذ إنها تعد الانتصار الأول على المغول بعد استبدادهم الكبير في البلاد الإسلامية، وهذه المعركة العظيمة هي التي حطمت أسطورة المغول وكسرت استبدادهم، وأثمرت بنتائج عظيمة لا يزال أثرها يسطر في التاريخ الإسلامي.[١]
متى وأين وقعت معركة عين جالوت؟
وقعت معركة عين جالوت في أرض فلسطين قرب مدينة نابلس، في بلدة عين جالوت، وكان ذلك في 15 من شهر رمضان لعام 658 للهجرة وفي الميلادي عام 1259.[١]
من قادة معركة عين جالوت؟
كان يقود الجيش قادة عرفوا ببأسهم وقوتهم وهم من يأتي:[١]
- جيش المسلمين: كانت قيادة جيش المماليك بيد السلطان سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي،[٢] وقيادة الظاهر بيبرس.[١]
- جيش المغول: كانت قيادة جيش المغول بقيادة كتبغا المغولي وهو نائب هولاكو، وقد قتل في نفس العام الذي وقعت به المعركة.[٢]
ما هي أسباب حدوث معركة عين جالوت؟
كان هناك أسباب كثيرة أدت إلى حدوث معركة عين جالوت فيما يأتي تلخيص هذه الأسباب:[٣]
- أن البداية والمتسبب الرئيس في حدوث معركة عين جالوت هو استمرار المغول في تدمير البلاد الإسلامية والزحف والتوسع بها، ونهب ما بها من خيرات.
- أن المغول قد دخلوا بغداد عاصمة الخلافة العباسية آنذاك وقاموا بتدميرها وإفسادها.
- أن المغول قد عملوا على إسقاط الخلافة العباسية حيث أقدم هولاكو وهو حفيد جنكيز خان على إسقاط الخلافة العباسية وقد نجح في ذلك عن طريق قتل الخليفة العباسي وكان ذلك عام 1258 ميلادي.
- أن استبداد وطغيان المغول قد استمر حتى وصل طغيانهم إلى التقدم ووصولهم إلى دمشق وحلب واستيلائهم عليهما.
- أن المغول قاموا باحتلال مناطق من فلسطين، فاحتلوا الخليل وغزة، وأبادوا هذه المدن فقتلوا رجالهم وسبوا صبيانهم ونساءهم، وجمعوا عددًا كبيرًا من الأسرى لديهم.
- أن المغول كانوا ينوون احتلال مصر والقضاء على من فيها، حيث قام قائد المغول هولاكو بإرسال رسالة إلى حاكم مصر وهو السلطان سيف الدين قطز فيها تهديد له ولحكمه، ويدعوه إلى الاستسلام والخضوع وتسليمه بلاده، إلا أن السلطان سيف الدين قطز قد رفض ذلك وبدأ يجهز جيشه للخروج، للقائهم في فلسطين فكانت هذه هي شرارة البداية لمعركة عين جالوت.
ما هي مجريات معركة عين جالوت؟
أرسل قطز بداية سرية استطلاعية بقيادة بيبرس الذي استطاع هزيمة فرقة من المغول بإذن الله، وارتحل بعدها السلطان سيف الدين قطز بجيشه إلى بلدة عين جالوت في فلسطين للقاء المغول هناك، وشبّ قتال عنيف بين الطرفين، وكان قتالًا شديدًا لم يشهد أحد من الناس مثله، وكان الأمر شديدًا على المسلمين حتى أن قطز قد نزل وقاتل في ميدان المعركة بنفسه، وانتهى الأمر بانتصار المسلمين بقيادة سيف الدين قطز على المغول.[٣]
للتعرّف إلى مجريات معركة جالوت وأحداثها بشكل مفصل يمكنك الاطلاع على هذا المقال: أحداث معركة عين جالوت
ما هي نتائج معركة عين جالوت؟
أنتهت معركة عين جالوت بعدة نتائج، ومن ذلك:
- انتصار المسلمين على التتار، وكان انتصارًا عظيمًا ومشرفًا أدى إلى سحق المغول.[١]
- طرد المغول وإبعادهم عن بلاد الشام.[١]
- بسيطرة المماليك على بلاد الشام ومصر.[١]
- قتل قائد التتار في معركة عين جالوت، وذلك بعدما أُسر وأمر قطز بقتله.[٣]
- انتصار المسلمين على الهزيمة النفسية التي كانوا يعانون منها جراء توغل التتار في البلاد الإسلامية وإلحاق الضرر والأذى بها.[٤]
- عودة العزة والهيبة للأمة الإسلامية بعدما عانت الأمه الإسلامية من الانكسار لمدة ستين سنة.[٥]
- عودة الوحدة بين بلاد الشام ومصر، وكونت كل من الدولتين تحالفًا صلبًا استراتيجيًا كأنه حصن منيع ضد أي هجمة أجنبية قد يتعرض لها المسلمون، فبلاد الشام والتي تدخل فلسطين فيها ضمنًا، ومصر يشكلان قلب العالم الإسلامي، كما أنهما يعدان مطمعًا لأعداء الإسلام على مر العصور، لمكانتهما الدينية والسياسية وغيرها.[٦]
ما هي الدروس المستفادة من معركة عين جالوت؟
إنَّ حديث المعارك الإسلامية التي استطاع المسلمون أن يستردوا بها هيبتهم ليس للاطلاع فحسب، بل دائمًا يُعيد التاريخ نفسه، ومن معركة عين جالوت يستطيع المسلم أن يُفكر كيف يمكن له أن يُعيد التاريخ، ومن العبر في تلك المعركة:
- أن النصر مقرون بالإيمان بالله تعالى، فعندما ابتعد المسلمون عن ربهم تمكن المغول منهم وقدروا على احتلالهم وعبثوا بأمنهم واستقرارهم، ولما عادوا إلى الله تعالى ولجؤوا إليه نصرهم الله تعالى، مع أن النصر كان مستحيلًا بالنسبة لهم.[٧]
- أن الحروب التي تقع على المسلمين أساسها الصراع الديني، وبناءً على ذلك فإنه يجب على المسلمين أن يتمسكوا بالدين الإسلامي للانتصار على الصراع، ويجدر الإشارة إلى أن نصر المسلمين في معركة عين جالوت بعد عودتهم إلى الله تعالى لم يكن نصرًا لهم في المعركة فحسب بل كان كان عودة للإسلام في شتى بقاع الأرض، وبقي الإسلام مسيطرًا عشرات السنين.[٧]
- أن القوة تكمن في إسناد الأمر إلى أهله، فقد جعل سيف الدين قطز الولاة الذي يتصفون بالأمانة والكفاءة هم من يديرون شؤون مملكته وهذا موافقًا لما جاء في قول الله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}،[٨] أي قويًا في عمله متفوقًا فيه، وأمينًا لا يضيع حقوق العباد ولا يفرط في حق الله تعالى، فقد ذكر أن قطز قد ولى فارس الدين أقطاي الصغير رئاسة الجيش وكان من المماليك البحرية، كما ولى ركن الدين بيبرس قيادة مقدمة جيش المسلمين، مع أنه كان يعد منافسًا جيدًا له وذو تاريخ عريق وقوة كبيرة، وزعيمًا للمماليك البحرية، وغيرهم الكثير ممن يعدّون من القادة الأكفاء.[٩]
المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث ج ح خ أحمد معمور العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 265. بتصرّف.
- ^ أ ب عضو ملتقى أهل الحديث ، الوفيات والأحداث، صفحة 146. بتصرّف.
- ^ أ ب ت شحاته صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ، صفحة 567. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني ، التتار من البداية إلى عين جالوت، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني ، التتار من البداية إلى عين جالوت، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني ، التتار من البداية إلى عين جالوت، صفحة 14. بتصرّف.
- ^ أ ب راغب السرجاني ، التتار من البداية إلى عين جالوت، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:26
- ↑ راغب السرجاني ، التتار من البداية إلى عين جالوت، صفحة 28. بتصرّف.