ما هي آداب طالب العلم

ما هي آداب طالب العلم
ما-هي-آداب-طالب-العلم/

الإخلاص في القصد

ما معنى الإخلاص في القصد؟

إنّ العلم عبادة ومن الواجب أن يكون القصد خالصًا لله تعالى خاليًا من الشوائب والغايات الدنيوية، فلا يكن فيه رياء وطلب سُمعة وشُهرة وإنّما يُقصد به وجه الله وحده، ومن الأغراض الدنيوية التي تقدح في هذا الإخلاص التعلّم بقصد حب الظهور والتفوّق على الآخرين أو لنوال منصب أو جاه أو مال أو تعظيم، وكذلك يجب على المتعلّم ألّا يطلب العلم ليحصل على إعجاب الناس وثنائهم، فهذه الأهداف تُفسد النيّة وتُذهب بركة العلم، إنّما الواجب أن تكون الغاية هي طلب رضا الرحمن بالاشتغال بالعلم، ولمحو الجهل عن النفس وعن الآخرين.[١]


الاعتدال في الجلوس

لماذا يجب أن يعتدل طالب العلم في جلوسه؟

ينبغي لطالب العلم أن يعتدل في جلسته بين يدي شيخه وفي مجالس العلم وحلقات القرآن، وأن يُظهر التواضع والأدب من خلال جلسته وهيئته، فجبريل - عليه السلام- عندما جاء بهيئة رجل وسأل رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- عن الإيمان والإسلام والإحسان، جلس بأدبٍ جمّ وأسند ركبتيه إلى ركبتي رسول الله، وكذا كان يفعل عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه- وفي هؤلاء الأخيار خير أسوة.[٢]


التأدب مع المعلّم

كيف يكون التأدّب مع المعلّم والشيخ؟

من الواجب على طالب العلم أن يتأدّب مع معلّمه ويتواضع له ويكرمه ويخدمه ولا يستبق الكلام قبله، وأن يجلس بين يديه جلسة المتأدّب ويُحسن الإصغاء إليه ولا يتشاغل عنه بأي شاغل، وأن يصبر على قسوة المعلّم وما يصدر منه ويتلقّى ذلك برحابة صدر،[٣] وأن لا يخاطب معلمه بصيغة المخاطب أو يقول يا أستاذ فلان، بل ينبغي أن يقول يا أستاذي أو يا معلّمي أو يا شيخي، مع عدم الإلحاح في طلب الإجابة وتجنّب الإكثار من الأسئلة غير الضرورية.[٤]


العمل بالعلم

ما العلاقة بين العمل والعلم؟

إنّ العمل بالعلم هو ثمرة العلم ووسيلة لثباته ودوامه، وبالعلم والعمل به وتعليمه للآخرين يصبح الإنسان عالمًا، والعمل بالعلم هو الغرض منه والغاية من طلبه، وقد حرص السلف على العمل بالعلم واهتمّوا بهذا الأمر اهتمامًا بالغًا، وقال الخطيب البغدادي: "العلم شجرة، والعمل ثمرة ، فلا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشًا من العلم، ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرًا في العمل، ولكن اجمع بينهما وإن قلّ نصيبك منهما"،[٥] وقد ذمّ الله تعالى اليهود لأنّهم علموا ولم يعملوا.[٦]


استشعار مراقبة الله عز وجلّ

ما هي ثمرة استشعار مراقبة الله سبحانه لطالب العلم؟

يجب على طالب العلم أن يحرص على دوام مراقبة الله ويستشعر هذه المراقبة الإلهية في السر والعلن، وأن يسير إلى ربّه بين الخوف والرجاء فالمسلم يتمتع بكلا الشعورين في علاقته مع خالقه، وأن يُقبل عليه بكليّته، ويُحبّه بجميع قلبه، ويُداوم على ذكره، وأن يتلقّى الأوامر الإلهية والأحكام الشرعية بمنتهى الفرح والسعادة.[٧]


اغتنام الوقت بالفائدة

كيف يمكن لطالب العلم اغتنام وقته؟

اغتنام الوقت بالفائدة من أعظم الأسباب المعينة على تحصيل العلم وزيادة الفهم، فيجب أن يغتنم طالب العلم وقت شبابه وفراغه وصحّته، لأنّ الذهن في مرحلة الشباب يكون أكثر توقّدًا وقدرة على الاستيعاب، والصحة والفراغ قد يزولا ومن الواجب استثمارهما بالنافع المفيد، فالأوقات تمضي بدون رجوع والتسويف يقتل هذه الأوقات بلا فائدة، ومن الواجب أن ينتبه المتعلّم للشواغل التي لا تفيده وتُعيقه عن المُضي في مسيرته العلمية، فيقطع هذه الشواغل ويُلغيها من حياته، ويستبدلها بالتعلّم والاشتغال به، وذلك لأنّ العلم لا يُعطي طالب العلم بعضه إلّا إذا أعطاه كلّ وقته.[٦]


دوام الاستطلاع

ما فائدة دوام القراءة والمطالعة ومراجعة المحفوظ لطالب العلم؟

من صفات طالب العلم المثابر دوام المطالعة والقراءة في الكتب النافعة والبحث عمّا أشكل عليه، ومحاولة فهم المسائل تمام الفهم، وتقسيم الوقت ما بين المطالعة والبحث والحفظ ومعرفة ما هي الأوقات المناسبة لكل من هذا.[٨]


الحرص على مجالسة الصالحين

ما هو أثر مجالسة الصالحين في المسيرة العلمية؟

الإحسان في اختيار الأصحاب من سمات طالب العلم اللبيب، وذلك لأنّ مجالسة الصالحين ومرافقة المشتغلين بالعلم خير معين في تحصيل العلم وتحقيق الفائدة، فالصاحب الصالح ينصح صاحبه ويُذكّره بالله تعالى وبأهمية طلب العلم وينقل إلى صاحبه الطباع الحسنة والأخلاق القويمة، ومجالسة الصالحين تُزيل الضجر والملل من المطالعة والمذاكرة وتُنشّط للمزيد من الطلب والحرص على التحصيل. تعلّم المسائل الجديدة وقراءة الكتب المفيدة.[٦]


التواضع داخل الجلسة

كيف يتصرّف طالب العلم في مجلس التعليم؟

من الأخلاق الضرورية لطالب العلم أن يتواضع للحاضرين في مجلس العلم، وأن يُظهر لهم المودّة والتقدير والاحترام، ويبتعد عن الكِبر والغرور وازدراء الآخرين، فهذه آفات عظيمة تمنع من الانتفاع بالعلم وتجعله وبالًا على صاحبه مهما بلغ من العلم والفقه.[٩]


الصبر

لماذا يجب أن يتحلّى طالب العلم بالصبر؟

الصبر من الأخلاق التي ينبغي لطالب العلم أن يتحلّى بها في مسيرته، لأنّ طريق العلم طويل وطالب العلم بحاجة أن يصبر طوال حياته، فالعلم من المعالي التي لا يمكن تحصيلها إلّا بالتعب والجهد والمشقّة وجميع هذا يحتاج إلى صبرٍ ومكابدة وجهاد نفس وكبح جماحها إذ إنّها تنزع للراحة والدعة.[١٠]


عدم الحياء من السؤال

لماذا يجب أن لا يخجل طالب العلم من طرح الأسئلة؟

من الأمور التي ينبغي أن يتحلّى بها طالب العلم عدم الخجل من طرح الأسئلة خشية أن يظن المعلّم والحاضرون به عدم الفهم، وهذا مفهوم مغلوط فالسؤال نصف العلم والمستحيي لا يتعلّم، ولكن من الواجب التأدّب في طرح الأسئلة وتأجيلها إذا لم يكن الوقت مناسبًا كأن يكون المعلّم يشرح مسألة مهمّة فيُلقي الطالب سؤالًا خارج عن الموضوع ويقطع استرساله في كلامه.[٩]


عدم الانشغال بأمور الدنيا

ما أثر الزهد في طلب العلم؟

من الواجب على طالب العلم ألّا ينشغل بأمور الدنيا ويتقلّل منها قدْر المستطاع، فلا يُكثر من الطعام والشراب ويُقلّل من ساعات نومه، ويشتغل بدرسه ومسائله بدلًا من الاسترسال في النوم والراحة، فالزُهد في الدنيا من سمات العلماء وطبائع طالبي العلم المخلصين، لأنّ هذه الأمور عندما تكون مهمّة بالنسبة للمتعلّم فستأخذ جزءًا من عقله وقلبه ونفسه، والتقلّل منها يُعطي العلم مساحةً أكبر وأوسع.[٨]


الحرص على الأمانة العلمية

ما معنى الأمانة العلمية؟

إنّ الأمانة العلمية هي أن ينسب العالم وطالب العلم الأقوال والاستنتاجات وغيرها إلى أقوالها، وعدم نسبتها إلى النفس وهي ما يُسمّى بالملكية الفكرية، وهذا الُلق من الأخلاق التي يجب أن يتحلّى بها كل مسلم لأنّها رديفة للصدق والأمانة في الحديث، ويتأكّد وجوبها في حقّ العالم وطالب العلم، حيث لا ينبغي لهم أن ينسبوا أي شيء قرؤوه أو سمعوه إلى أنفسهم وإظهاره للناس وكأنّهم هم القائلين له.[١١]

المراجع[+]

  1. محمد نصر الدين محمد عويضة ، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 77-78. بتصرّف.
  2. التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 507-508. بتصرّف.
  3. محمد بن مطر الزهراني، كتاب من هدي السلف في طلب العلم، صفحة 55-57. بتصرّف.
  4. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 89. بتصرّف.
  5. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 245-246. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الألوكة. بتصرّف.
  7. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 80. بتصرّف.
  8. ^ أ ب محمد بن مطر الزهراني، كتاب من هدي السلف في طلب العلم، صفحة 49-50. بتصرّف.
  9. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 88. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الألوكة. بتصرّف.
  11. راغب السرجاني، كيف تصبح عالما، صفحة 9. بتصرّف.