ما هو التفكير الإبداعي

ما هو التفكير الإبداعي
ما-هو-التفكير-الإبداعي/

تعريف التفكير الإبداعي

التفكير الإبداعي هو: القدرة على توليد فكرة جديدة ومفيدة لم يتطرّق لها من قبل، وهو مهارة تمكّنك من ابتكار أفكار أصليّة فريدة وغير تقليديّة.[١] ويمكن التعبير عن التفكير الإبداعي بعدّة طرق، فقد يخْلق فنانًا شعارًا جميلاً وفريدًا، وقد تكتشف مُحامية استراتيجيّة مختلفة وغير تقليديّة للدفاع عن موكليها، وقد يلتقط مصوّرًا صورة استثنائيّة أثناء عمله، وقد يكتشف معلمًا نظريّة ثورية في الرياضيات أو الفيزياء تسهّل على الطلاب دراستهم وتوفر وقتهم وجهدهم.[١]

وهذا لا يعني أنّ التفكير الإبداعي يقتصر على الفنانين أو الرسّامين أو المصممين أو الكتّاب، بل إنه ميّزة مهمة لجميع المهنيين والأفراد ولكنه موجود بكثرة في مجالات العلوم والرياضيات والهندسة، فهو يقود الابتكار والتقدّم في كل المجالات خاصة العلميّة منها، ويمكن لأي شخص أن يقود التفكير الإبداعي ويُحدث فرقًا في نمط ونظام حياته وحياة الآخرين للأفضل.[١]

خصائص التفكير الإبداعي

هل التفكير الإبداعي شرط أساسي للنجاح؟ وما هي خصائص الإبداع التي تجعل الأشخاص مميّزين عن غيرهم؟ يمكننا تلخيص خصائص الإبداع كما يأتي:[٢]

  • الإدراك: كي يكون الشخص مبدعًا يجب أن يُدرك المشاكل من حوله، ولا يكتفي بذلك فحسب بل يبذل قصارى جهده لإيجاد حلول لها.
  • التفكير الديناميكي: فالشخص المبدع لا يكون تفكيره إبداعيًا فقط، بل يجب أن يكون ديناميكيًا ومرنًا ولديه قدرة كبيرة على التكيّف مع كافة الظروف من حوله كي ينجح ويتميّز، فالتفكير الإبداعي شرطًا مهمًا للنجاح والتميّز.
  • التفكير المتشعّب: فالمقصود من التفكير المتشعّب هو الاستمراريّة والمرونة والأصالة، ويمكننا ملاحظة هذه الخاصية بوضوح من أعمال كبار الفلاسفة والمفكرين والأدباء.
  • التباين: فالتفكير الإبداعي يولّد أفكارًا جديدة ومفيدة نتيجة تباينه واختلافه، وهذه الأفكار الجديدة تمنح المفكر المتعة الكبيرة وتثير إعجاب من حوله بإبداعه وتميّزه، ومن المهم جدًا أن يكون الشخص المبدع مثيرًا للإعجاب لكي يُخرج كل ما لديه من طاقة وأفكار.
  • المرونة: فمرونة التفكير والسلوك الإبداعي يجعل الشخص يتبنّى مواقف وأفكار وسلوكيات جديدة ومميّزة.
  • الأصالة: هي سمة أساسيّة من سمات التفكير الإبداعي، فالشخص المبدع لا يكتفي بالأفكار والتجارب، بل يستخدم كل ما هو جديد من أفكار ومواقف وأساليب.
  • الفضول: هو مهم من أجل تحقيق الكثير من السمات الإبداعيّة من الفضول والأصالة والمرونة وغيرها، وبسبب الفضول سيكون الشخص حريصًا على معرفة أشياء جديدة من حوله في أيّ مجال.
  • القدرة على تجاوز الظروف: فالشخص العادي هو شخص محصور في بيئته وظروفه المباشرة ولا يمكنه أن يتفوّق عليها، ولكن الشخص المُبدع يمتلك القدرة على تجاوز الظروف بسهولة وإظهار أفكار حديثة وجديدة في السلوك والتفكير.
  • النظر إلى المشكلة بطريقة مختلفة: ومن وجهة نظر جديدة، فموضوع التفكير يجب أن يكون جديدًا وذا قيمة، وأن يكون التفكير متشعبًا ومستمرًا، وهذا يؤدي إلى إيجاد حلول جديدة.

أنواع التفكير الإبداعي

هل يُفضّل أصحاب العمل توظيف الأشخاص أصحاب التفكير الإبداعي مقارنة بغيرهم من الأشخاص؟ وما هي أنواع التفكير الإبداعي؟ نذكر منها الآتي:[٣]:

  • التحليل: قبل التفكير الخلاق أو الإبداعي في شيء ما، عليك أولاً أن تكون قادرًا على فهمه، وهذا يتطلّب القدرة على فحص وتحليل الأشياء بعناية ودقة لمعرفة ما تعنيه، سواءًا كنت تبحث في نص أو بيانات أو معادلة، يجب أن تكون قادرًا في البداية على تحليلها.
  • الانفتاح: من أجل أن تفكّر بإبداع، ضع كل الافتراضات والتحيّزات جانبًا، وانظر إلى الأمور والأشياء من حولك بطريقة جديدة وعقل منفتح، وبذلك تسمح لنفسك بالتفكير بإبداع.
  • حلّ المشاكل: عندما تواجهك مشكلة ما، فكّر في طرق حلّها دون طلب المساعدة من أحد، واقترح حلولاً بدلاً من مجرّد عرض المشكلات، فأصحاب العمل يفضّلون الموظفين أصحاب التفكير الإبداعي اللذين يحلون مشكلات العمل.
  • التنظيم: هو جزٌء أساسي من الإبداع، فقد تحتاج إلى أحيانًا إلى بعض الفوضى عند تجربة فكرة جديدة، ولكنك تحتاج دائمًا إلى تنظيم أفكارك حتى يفهم الآخرين رؤيتك ويتابعونها.
  • التواصل: فالناس لن يُقدّروا فكرتك الإبداعيّة إلا إذا قمت بإيصالها بفعالية من مهارات الاتصال الكتابيّة أو الشفويّة.
  • الاستماع: فأنت تحتاج إلى فهم الموقف كاملاً قبل التفكير الخلّاق به، وهذا يعني أنه يجب عليك أن تكون مستمعًا جيدًا للتوصل إلى حلّ من طرح الأسئلة والاستماع إلى الأجوبة.

مهارات التفكير الإبداعي

يحتاج التفكير الإبداعي لبعض المهارات ومنها ما سنذكره هنا[٤]:

  • البحث عن العديد من الإجابات المحتملة بدلاً من حصر نفسك في إجابة واحدة.
  • تقديم اقتراحات جامحة ومجنونة وغير مألوفة، وفي نفس الوقت تقديم اقتراحات معقولة ومفيدة.
  • التعامل مع جميع الأفكار كما لو أنها تحتوي شيئًا مفيدًا، والابتعاد عن الحكم على الأفكار في وقتٍ مبكرٍ.
  • السماح لنفسك بعيش أحلام اليقظة قدر الإمكان لأنها تنمي التفكير الإبداعي.
  • ارتكاب الأخطاء أثناء عملية التفكير وتطبيق الفكرة الإبداعيّة.
  • التعلّم مما لم ينجح وكأنه قد نجح بالفعل.
  • إدراك أنك قد تقدّم العديد من الأفكار والاقتراحات غير العمليّة وغير المفيدة في بعض الأحيان، فلا يُشترط أن تنجح جميع الأفكار والآراء التي تقدّمها.
  • التفكير الإبداعي يحتاج إلى الثقة بالنفس والقوة والموهبة أيضًا.
  • القدرة على التعامل مع المخاطر والاضطراب والارتباك والشعور بأنك لا تتقدّم بسرعة.

مراحل التفكير الإبداعي

هل يوجد مراحل تلقائيّة يمر بها المُبدعون أثناء متابعة مساعيهم البحثيّة منذ أن تكون بذرة صغيرة حتى تصبح واقعًا ملموسًا؟ يمكن تلخيص مراحل التفكير الإبداعي بما يأتي[٥]:

  • مرحلة التحضير: المقصود بها جمع المواد، وإجراء البحوث التي يمكن أن تثير فكرة مُلهمة، يمكنك القيام بالعصف الذهني وترك العقل يحلم، أو كتابة مفكرة لتعزيز التفكير المتشعّب، سيبني هذا فكرتك بجميع الأساليب الممكنة، وفي هذه المرحلة يستخدم العقل بنك المعلومات في الذاكرة للاستفادة من المعرفة والتجارب السابقة لتوليد أفكار مُلهمة وأصيلة.
  • مرحلة الحضانة: وهي الابتعاد عن الفكرة وتركها لفترة قبل قيامك بتجسيدها على أرض الواقع، ومرحلة الحضانة مهمة في العمليّة الإبداعيّة إذ تكون فكرتك الإبداعيّة في هذه الفترة محتدمة في ذهنك.
  • مرحلة الإضاءة: هي مرحلة التقاط الفكرة والوصول إلى نتيجة مُلهمة يمكن تطبيقها، فتجتمع كل الأفكار التي جمعتها مع بعضها البعض لتقديم حلّ لمشكلتك، فهي إذن مرحلة ظهور الفكرة ورؤيتها النور.
  • مرحلة التقييم: في هذه المرحلة يكون التفكير في صحة فكرتك وتوازنها مقابل البدائل الأخرى، ولترى فيما إذا كانت الحلول تتوافق مع رؤيتك الأوليّة، في مرحلة التقييم قد تعود إلى البداية أو تمضي قدمًا واثقًا من كل ما توصلت له.
  • مرحلة التحقق: هي آخر مراحل التفكير الإبداعي، وهي المرحلة التي ينتهي بها التصميم أو العمل سواءً كان رواية أو أغنية أو تصميم معماري وتنتقل الفكرة إلى الحياة ويتم تشاركها مع العالم الخارجي.

استراتيجيات التفكير الإبداعي

كيف سيساعدني التفكير الإبداعي على تجاوز مشكلتي وممارسة هوايتي؟ يمكنك القيام بذلك بتعلّم استراتيجيات التفكير الإبداعي وهي[٦]:

  • تنمية الشجاعة الإبداعيّة: فالكثير من الأشخاص يفتقرون إلى الشجاعة التي تدفعهم لاستخدام نهج إبداعي جديد في مجال عملهم، فالجميع يعانون من عيب معيّن قد يكون ماديًا أو جسديًا يمنعهم من التقدّم، ولكن التفكير الإبداعي يحلينا بالشجاعة لتحويل العيب إلى ميّزة، فقد استخدم الكاتب إرنست همنغواي عسر القراءة الذي يعاني منه لتطوير أسلوب جديد في الكتابة، واخترع عازف الجيتار دجانغو رينهارت نوعًا جديدًا من أسلوب العزف على الجيتار لأن بعض أصابع يده مصابة بالشلل.
  • تحديث الأفكار باستمرار: لأن العالم والأفكار بتغيير مستمر، وكل شيء يتم تحديثه باستمرار، يجب علينا تحديث أنفسنا باستمرا لمواكبة ذلك التطوّر والتغيّر، بمعنى يجب أن نكون متعلمين مدى الحياة ولا نقف عند فكرة معيّنة.
  • العمل على التوازن بين العمل والحياة: فالأشخاص المبدعون يختارون أسلوب حياة، ثم يحاولون معرفة ما يتعيّن عليهم القيام به لتحقيق ذلك، وعلى الشخص أن يختار طريقًا يسمح به لقدراته للعمل بأقصى قدرة من الكفاءة أثناء الموازنة بين حياته العمليّة والعلميّة.
  • الاستماع إلى ردود الأفعال: فالمبدعون يستمعون إلى النّقد ثم يغيّرون من أفكارهم بناءً عليه، فقد تكون ردود الأفعال والانتقادات مصدرًا للإلهام وتغيير مجرى الحياة بالنسبة للشخص، وقد تخلق منه مبدعًا ومُلهمًا.
  • إعادة صياغة الأفكار: فالمبدعون ليسوا سَحَرة حتى يخلقوا أفكارًا من العدم، لكنهم في الحقيقة سمعوا أو شاهدوا عملاً أو فكرة ألهمتهم وأثارت إعجابهم وقاموا بإعادة صياغتها على طريقتهم وحوّلوها إلى شيء فريد وجديد كليًا.

مقاييس التفكير الإبداعي

كيف يمكنك تصنيف الأفكار أو الأعمال الإبداعيّة؟ وما هي هذه المقاييس؟[٧]

  • قياس إبداع الشخص أو مقاييس جيلفورد: وتركّز على المخرجات الإبداعيّة، ويعتمد في ذلك على المقاييس العامة وهي الطلاقة، والمرونة، والأصالة، والتفصيل، وهو ليس مقياسًا شاملاً للإبداع لكنه يحقق تقييم نفسي للفرد لأنه يقيس حاصل الإنتاجيّة، وسلبيات هذا المقياس لا يخبرنا عن أهمية أو قيمة المُخرجات الإبداعيّة، وإيجابياته أنه يقيس الإنتاج بطريقة واضحة وقابلة لقياس الكمّية.
  • قياس مدى إبداع العمل: يشير إلى التغييرات في الشكل والمحتوى للعمل الإبداعي، وفيما إذ كان العمل الإبداعي تقليد لعمل آخر، أو هو عمل جديد تمامًا لم يتطرّق له من قبل، ويتيح لنا تصميم العمل مقارنة مع الأعمال الأخرى، وسلبيات هذا المقياس أنه لا يخبرنا شيء عن أهميّة العمل أو قيمته أو فعاليته، وإيجابياته أنه يقيس العمل الإبداعي ويقارنه بالأعمال الأخرى ويقيّم حداثة أو تقليد العمل.
  • قياس العمل الإبداعي مقابل المعايير أو نموذج المتطلبات: ويقيّم العمل الإبداعي بناءً على المعايير الموضوعة قبل تنفيذ العمل، وكمثال عليه في الهندسة المعماريّة يبدأ المهندس بوضع خطة لتصميم المنزل لمعرفة كم التكلفة، وكم عدد الغرف، وشكل المطبخ، والمساحة وغيرها من المتطلبات، وبعد الانتهاء من المشروع يكون التقييم للعمل مباشرة مثل هل يوجد عدد غرف صحيح، وهل انتهى المشروع بالتكلفة المرسومة، وغيرها من التقييمات، وسلبيات هذا المقياس يعمل المقارنة مع العمل نفسه وليس مع عمل آخر، وإيجابياته أنه يقيس القيمة أو الفعاليّة مقابل متطلبات محددة بوضوح.
  • قياس القيمة الاجتماعيّة للعمل الإبداعي أو نموذج أنظمة Csikszentmihalyi: ويقترح أن العمل يتصل بثلاثة أطراف وهي الشخص، والفئة التي ينتمي لها العمل، والأشخاص الآخرين اللذين يشاركون العمل، فهو يقيس قيمة العمل من الاستجابة الاجتماعية أو الثقافية للعمل، لذا كونك مبدعًا لا يعني ذلك تقديم أي إنتاج قديم، والقبول في الميدان هو المفتاح.

نظريات التفكير الإبداعي

نظرًا إلى أن الإبداع ديناميكي فإن غالبيّة نظريات الإبداع صحيحة، وأهم نظريات الإبداع هي:[٨]

  • نظريّة جيلفورد "Guilford": في هذه النظريّة يحاول جيلفورد إنشاء نموذجًا كاملاً للذكاء، وقد افترض أن كل مهمة عقليّة تتكوّن من 3 أجزاء وهي العمليّة، والمحتوى، والمُنتج، وقال أن عدد المهام العقليّة هي 120 مهمة، ومن بين هذه المهام حدد جيلفورد عمليّة واحدة على أنها إنتاج متباين أو عنصر حيوي للإبداع، وخلق هذا الإنتاج مع المحتوى ومنتج 24 احتمالاً وصفها "بالتفكير المتشعّب"، فهذه النظريّة تنص على أن الإبداع هو مجموعة فرعيّة محددة من القدرة المعرفيّة، وأنه كان نتيجة:
  • الطلاقة، سواءً كانت فكريّة وهي القدرة على إنتاج مجموعة كبيرة من الأفكار، أو طلاقة ترابطيّة، وهي القدرة على إنشاء قائمة كلمات كل منها مرتبط بكلمة معيّنة، أو طلاقة تعبيريّة ، وهي القدرة على تنظيم الكلمات في وحدات أكبر من العبارات والجمل والفقرات.
  • المرونة، سواءً كانت مرونة عفوية أو مرونة تكيفيّة.

وبعد هذه النظريّة بدأ الباحثون في تصنيف القدرات العقليّة إلى مجموعات فرعيّة من شأنها أن تفترض أكثر كيفيّة تفكك القدرة العقليّة، وستوضح النظريّة جزء معيّن من الإبداع الذي أخرجه جيلفورد إلى النور.

  • نظريّة كيري أنسوورث "Kerrie Unsworth": تنص النظريّة على أنه يوجد أكثر من مجرّد ذكاء خام يؤثّر على التفكير الإبداعي، وأن السياق له نفس أهميّة عامل الإبداع، وقالت إنه يوجد جانبين للسياق هي نوع المشكلة والدافع، وقسّمت الأفكار لفئتين لتوضيح الأفضل لكل سياق والذي يؤثّر على العمليّة الإبداعيّة، وقد قسّمت الإبداع إلى 4 أنواع هي:
    • الإبداع المُستجيب: يأتي مدفوعًا بعوامل خارجيّة، ونراه غالبًا في السناريوهات المهنية.
    • الإبداع المُتوقّع: يأتي من عوامل خارجيّة، وغالبًا ما نراه في الفن والشعر.
  • الإبداع الاستباقي: يأتي مدفوعًا بعوامل داخليّة، ويكون عند التعامل مع مشكلة غير مؤكدّة يجب العثور عليها، وهو مرادف للإبداع التلقائي كمشكلة لم تكن ظاهرة، ولكن عُثر عليها وأصلحت بالشكل المطلوب.
  • الإبداع المُساهم: يأتي مدفوعًا بعوامل داخليّة، والشخص الذي يمارسه يفعل ذلك بمحض إرادته ولا يجبر من أي قوة خارجية. فالسياق هو نوع من أنواع الإبداع، والابتكار يُستخدم فيما يتعلّق بتنفيذ الأفكار بينما يصف الإبداع فقط توليد الأفكار.
  • نظريّة نوع الشخصيّة "Digman": تنص على أنّ نوع الشخصيّة التي يمتلكها الإنسان، يحدد التأثير الذي سيكون على العمليّة الإبداعيّة، وسمات الشخصيّة المؤثرة على الإبداع هي الانفتاح، الضمير، التوافق، العصبيّة، الانبساط، في حين أنه من غير الواضح كيف تؤثّر هذه السمات الفرديّة على التفكير الإبداعي، فإن النقطة الأساسيّة هي أنّ الشخصيّة ككل لها تأثير على العمليّة الإبداعيّة.

معوقات التفكير الإبداعي

في الواقع لا يمكن لأي شخص مهما دعمته ووقفت إلى جانبه أن يصبح مبدعًا، فالإبداع يتعلّق بالوراثة وعدد من العوامل الأخرى، فيوجد عوامل ومعيقات للتفكير الإبداعي ومنها[٩]:

  • الروتين أو العادات: فهي تَقودنا إلى اتباع طريقنا المُعتاد بدلاً من البحث عن أفكار جديدة أو خارجة عن المألوف، مما يحدّ من تفكيرنا الإبداعي.
  • الإدراك: فالحل من أجل الوصول إلى التفكير الإبداعي يكمن في تجاوز الحدود، فهي تجعلنا نفترض وجود جدران أو أنماط معينة علينا السير عليها حتى عندما لا تكون موجودة، فهي مفروضة من الذات، وتقلل من قدرتنا على التفكير الإبداعي.
  • العاطفة: في بعض الأوقات بسبب مشاعرنا السلبيّة مثل الخوف من الفشل، أو الخوف من الرفض، أو الخوف من السخرية، قد لا نعبّر عن إبداعنا ونبقيه دفينًا.
  • الثقافة: فالحاجز الثقافي قد يحول بيننا وين ما نريده، فنحن نحتاج إلى أن يتوافق تفكيرنا الإبداعي مع المعايير المجتمعيّة، وهذا يؤثر مباشرة على التفكير الإبداعي، لأننا نميل إلى فعل ما يُمليه علينا مجتمعنا.

تنمية التفكير الإبداعي

فيما يأتي عدد من النصائح، وهي[١٠]:

  • ترجمة الأفكار إلى عمل جميل، وتصوّر نفسك في العالم الذي تفكّر به.
  • الاعتماد على النفس: وزيادة الثقة بقراراتك وشخصيتك وتفكيرك.
  • التفكير بمفردك: دون مساعدة الآخرين، مما يجعلك شخصًا قويًا وسعيدًا.
  • قبول النفس: دون القلق بشأن رأي الآخرين بك.
  • التفكير خارج الصندوق: واستكشاف تحديات جديدة للقيام بها.
  • الاستعداد لتحديات الحياة: والمغامرة والمخاطرة ومشي خطوة إلى الأمام.
  • الفضول: كن فضوليًا واطرح الأسئلة التي تشغلك في أي وقت وأي مكان، هذا يفتح لك أبوابًا وإمكانيات لا حصر لها.
  • القراءة: فالذهاب إلى المكتبة وقراءة الكتب المفيدة ينمي الإبداع ويرفع من مستواه.
  • تغيير التفكير: والسماح للعقل باكتشاف خيارات جديدة.
  • التحرر من التفكير التقليدي الروتيني: والهروب إلى الفوضى والتفاصيل الصغيرة.
  • النظر إلى ما هو أبعد من البدائل الواضحة: وتحرير عقلك وخلق احتمالات جديدة وتصوّرها وتفسيرها.
  • استخدام بيانات متنوّعة: للتوصّل إلى مفاهيم جديدة بالتجربة والخطأ.
  • التخلّص من الأنانية والغرور: وهذا يجعلك أكثر مرونة وانفتاحًا وبالتالي أكثر إبداعًا.

أهمية التفكير الإبداعي

  • يُبسّط الحياة ويُسهلها: فبعد التطوّر الهائل والكبير في كافة نواحي الحياة، لا يمكننا بأي حالٍ من الأحوال الاستغناء عن التفكير الإبداعي، لأنه من أوصلنا إلى ما نحن فيه من تقدّم ورقيّ، بدءًا من اختراع البشر الآليون إلى أتمتة الصناعات إلى تسهيل الحياة بكل أشكالها، فهو أمرٌ لا غنى عنه بأي حال من الأحوال.[١١]
  • يُحرر عقولنا ويمنحنا الحريّة: فالتفكير الإبداعي يزدهر وينمو عندما يتحرر الأفراد والجماعات من القيود الوهميّة المفروضة عليهم، ويُطلقوا العنان لأفكارهم للتحليق في سماء الإبداع، فهو يحرر عقولنا لاستكشاف ما هو مخفي، وبالتالي ينشر أفكارنا ومساعينا وتصبح حقيقة واقعية.[١١]
  • يحل المشاكل: فمن يمتلك مهارات إبداعيّة في التفكير، سيجد حلاً لأي مشكلة غير متوقّعة ستواجهه، فيمكننا من مواجهة التحدي والتفكير فيه من جميع الجوانب والزوايا بل وإيجاد حل ناجع لهذا التحدي أو المشكلة.[١١]
  • يدفع نحو القيادة: فعبر التاريخ وجد العديد من الأمثلة عن أشخاص مُلهمين وقادة متميّزين في مختلف مناحي الحياة، وما دفعهم ليكونوا كذلك هو التفكير الإبداعي والأفكار غير التقليديّة التي غيّرت مسار الأمة وخلّدت اسم هؤلاء على مرّ العصور، على سبيل المثال ليوناردو دافنشي، مايكل آنجلو، مهاتما غاندي، هل يوجد أي أحد لم يسمع بهذه الأسماء الخالدة.[١١]
  • يعزز الإنتاجيّة: فالمكان الذي يوجد فيه أشخاص يفكّرون بإبداع هو مكان عمل منتج يولّد المزيد من الأفكار المبتكرة وتقل فيه نسبة التردد والفشل.[١١]
  • يجعل الناس أكثر سعادة: فمنح الناس القدرة على تطبيق أفكارهم الإبداعية، يمنحهم شعورًا بأنهم غير مقيدين بأي حواجز، وينتج عن هذا التحرر أفكارًا بنّاءة في مكان العمل تجعل الناس أكثر سعادة، ومثال عليه صانع أفلام ديزني الذي جعل الناس أكثر سعادة من أفلامه التي ينتجها.[١١]
  • يؤدي إلى تطوير ونمو الشخصيّة: فمن التفكير الإبداعي تكتشف أحلامك وميولك ومهاراتك وتتعلّم تقدير نفسك والتعبير عن كل ما بداخلك، مما ينمي شخصيتك ويطورها.[١١]

كتب عن التفكير الإبداعي

  • "كتاب الإبداع الجاد" ل إدوارد دي بونو: يشرح لنا الكتاب سبب حاجتنا للتفكير الإبداعي، ويشاركنا الكاتب أدواته وتقنياته القوية فيما يخص التفكير الجانبي.[١٢]
  • "كتاب تكسير الإبداع" ل مايكل ميشالكو: سنجد كمًا كبيرًا من النظريات وأساليب التفكير الإبداعي، فإذا كنت ترغب بالغوص في عمق التفكير الإبداعي وتودّ معرفة كل شيء عنه فهذا الكتاب بداية جيدة لك.[١٢]
  • "كتاب تأثير ميديشي" ل فرانس جوهانسون: يصف لنا الكتاب كيفيّة الدخول إلى مجالات وثقافات مختلفة ودور ذلك في تنمية الإبداع.[١٢]
  • "كتاب أسلوب لإنتاج الأفكار" ل جيمس ويب يونغ: يوضّح لنا الكاتب كيفيّة عمل حضانة لأفكارنا وكيفيّة إخراجها إلى النور، وهو كتاب قصير يتألف من 48 صفحة فقط للأشخاص اللذين ليس لديهم وقت كافي للقراءة.[١٢]
  • "كتاب جعل الأفكار تحدث" ل سكوت بيلسكي: سينشئ النظام في قائمة خطوات العمل المتزايدة باستمرار والتي تعد نتيجة منطقيّة لكونك مبدعًا.[١٢]
  • "كتاب الخيال التطبيقي" ل أليكس أوزبورن: وأليكس هو مخترع العصف الذهني، إذ يشرح لنا الكتاب عدّة مبادئ وإجراءات لحل المشكلات الإبداعيّة، والكتاب مليء بالقصص والمراجع الشيّقة.[١٢]
  • "كتاب أفكار غريبة تَحدث" ل روبرت آي ساتون: يشرح الكتاب كيف تهدف المؤسسات الكبيرة إلى منع الاختلاف، في حين أن هذه الممارسة تسمح لهم بالقيام بأشياء أكثر أمانًا وأسرع وأرخص وأكثر اتساقًا، إلا أنها تمنع أيضًا الابتكار، ويطرح الكتاب طريقة للابتكار وإدارته واستدامته.[١٢]
  • "كتاب فن الإبداع" توم كيلي: مؤلف الكتاب هو المدير العام في وكالة التصميم الشهيرة IDEO، إذ يشرح لنا كيف أن التصميم الذي يركّز على الإنسان ضروري عندما تريد الابتكار، وسيعلّمك الكتاب كيفيّة خلق بيئة مناسبة للابتكار.[١٢]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت "What Is Creative Thinking And Why It Is Important", harappa, Retrieved 18/8/2021. Edited.
  2. Biju Cherian, "Creative Thinking- Meaning & Characteristics", indiastudychannel, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  3. ALISON DOYLE, "What Is Creative Thinking?", thebalancecareers, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  4. "Creative thinking skills", thestudyspace, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  5. "How to Improve Creativity: The 5 Stages of the Creative Process", masterclass, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  6. ROD JUDKINS, "5 Strategies to Become a More Creative Thinker", time, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  7. "Four Ways to Measure Creativity", senseandsensation, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  8. "Theories of Creativity", weebly, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  9. RAZIA RASHID, "Psychologytosafety", psychologytosafety, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  10. Rawzaba Alhalabi, "Creative Thinking: What is it, Why is it Important, and How to Develop it?", potential, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح خ "What Is Creative Thinking And Why It Is Important", harappa, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "10 Must-Read Books on Creative Thinking", hatrabbits, Retrieved 15/8/2021. Edited.