محتويات
- ١ قصيدة: في أحضان الطبيعة
- ٢ قصيدة: تلك الطبيعة قف بنا يا ساري
- ٣ قصيدة: الفضل من كرم الطبيعة
- ٤ قصيدة: أجد الحياة من الطبيعة تنبع
- ٥ قصيدة: قرأت وما غير الطبيعة من سفر
- ٦ قصيدة: درس الطبيعة
- ٧ قصيدة: حكم الطبيعة في الأجسام معتبر
- ٨ قصيدة: حرام على حر الطبيعة والفكر
- ٩ قصيدة: زار الحيا بمزاره البستانا
- ١٠ قصيدة: وأود أن أحيا بفكرة شاعر
- ١١ قصيدة: الحسن حولك في الوهاد وفي الذرى
- ١٢ قصيدة: غلواء ما أحلى المعطارا
- ١٣ قصيدة: إِليك غصوني يا طيور الحقائق
- ١٤ قصيدة: رحلة النيل
- ١٥ قصيدة: قد أبهجتك بنورها وصباها
- ١٦ قصيدة: مغاني الشعب طيبًا في المغاني
- ١٧ قصيدة: بنادي الجزيرة قف ساعة
- ١٨ قصيدة: الأرض قد لبست رداء أخضرا
- ١٩ قصيدة: هدنة مع المغول أمام غابة السنديان
- ٢٠ قصيدة: يا دجلة الخير
قصيدة: في أحضان الطبيعة
قالت نازك الملائكة:[١]
أَيَّهَا الشَّاعِرُونَ يَا عَاشِقِي النبـ
- ل وَرَوَّحَ الْخَيَالُ وَالْأَنْغَامُ
ابْعَدُوا اِبْعَدُوا عَنِ الْحُبِّ وانجوا
- بِأغَانِيِكُمْ مِنَ الْآثَامِ
اُهْرُبُوا لَا تُدَنِّسُوا عَالَمَ الْفَنِّ
- بِهَذِي الْعَوَاطِفِ الآدميّة
اِحْفَظُوا لِلْفُنُونِ مُعَبَّدِهَا السا
- مَيًّ وَغَنَّوْا أَنْغَامَهَا القدسيّة
قَدْ نَعِمْتُم مِنَ الْحَيَاةِ بِأحْلَى
- مَا عَلَيْهَا وَفُزْتُم بِجَنَاِهَا
يَعُمُّهُ الآخرون فِي لَيْلِهَا الدَّا
- جِي وَأَنْتُمْ تُحَيُّونَ تَحْتَ سَنَّاهَا
اِقْنَعُوا باكتآبكم واعشقوا الْفَنَّ
- وَعَيشُوا فِي عُزْلَةِ الْأَنْبِيَاءِ
وَغَدَا تَهْتِفُ العصور بذكرَا
- كَمْ وَتُحَيُّونَ فِي رِحَابِ السَّمَاءِ
قصيدة: تلك الطبيعة قف بنا يا ساري
تِلْكَ الطَّبِيعَةُ قِفْ بِنَا يَا سَارِّي
- حَتَّى أُرِيكَ بَدِيعَ صُنْعِ الْبَاريِّ
الْأرْضُ حَوْلَكَ وَالسَّمَاءُ اِهْتَزَّتَا
- لِرَوَائِعِ الآياتِ وَالْآثَارِ
مِنْ كُلِّ نَاطِقَةِ الْجَلَاَلِ كَأَنَّهَا
- أُمُّ الْكِتَابِ عَلَى لِسَانِ الْقَاري
دَلَّتْ عَلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ فَلَمْ تَدَّعِ
- لِأَدِلَّةِ الْفُقَهَاءِ وَالْأَحْبَارِ
مَنْ شَكَّ فِيهِ فَنَظَرَةٌ فِي صُنْعِهِ
- تَمْحُو أَثِيمَ الشَّكِّ وَالْإِنْكَارِ
كَشَّفَ الغَطاءُ عَنِّ الطُرولِ وَأَشْرَقَتْ
- مِنْهُ الطَّبِيعَةُ غَيْرَ ذاتِ سِتَارِ
شَبَهَتُهَا بَلقيسَ فَوْقَ سَرِيرِهَا
- فِي نَضْرَةٍ وَمَواكِبٍ وَجَواري
أَوْ بِاِبْنِ دَاوُدٍ وَوَاسِعِ مُلْكِهِ
- وَمَعالِمٍ لِلْعِزِّ فِيهِ كِبَارِ
قصيدة: الفضل من كرم الطبيعة
قال علي بن أبي طالب:[٣]
الْفَضْلُ مِنْ كَرَمِ الطَّبِيعَةِ
- وَالْمَنُّ مَفْسَدَةُ الصَّنِيعَةِ
وَالْخَيْرُ أَْمنَعُ جَانِبًا
- مِنْ قِمَّةِ الْجَبَلِ الْمَنِيعَةِ
وَالشَّرُّ أَسْرَعُ جَرِّيَّةً
- مِنْ جَرِّيَّةِ الْمَاءِ السِريعَة
تَرْكُ التَّعَاهُدِ لِلصَّدِّيِّ
- ق يَكُونُ دَاعِيَةَ الْقَطِيعَةِ
لَا تَلتَطخ بِوَقِيعَةٍ
- فِي النَّاسِ تُلَطِّخُكَ الْوَقِيعَةُ
إِنَّ التَّخَلُّقَ لَيْسَ يَمْ
- كُثُ إِن يَؤولُ إِلَى الطَّبِيعَةِ
جُبِلَ الْأَنَامُ مِنَ العِبا
- د عَلَى الشَّرِيفَةِ وَالْوَضِيعَةِ
قصيدة: أجد الحياة من الطبيعة تنبع
قال جميل صدقي الزهاوي:[٤]
أَجِدُ الْحَيَاةَ مِنَ الطَّبِيعَةِ تَنْبِعُ
- وَإِلَى الطَّبِيعَةِ بَعْدَ حِينَ تَرْجِعُ
وَكَأَنَّمَا هِي دَوْحَةُ فَيْنَانَةٍ
- مِنْهَا الْغُصُونَ إلى الْجِهَاتِ تَفَرُّعٌ
تَبْدُو وَتَخَفَّى فِي الطَّبِيعَةِ نَفْسُهَا
- فَكَأَنَّمَا مِنْهَا لَهَا مُسْتَوْدَعٌ
تَمْتَدُّ فِي كُلَّ الْجِهَاتِ وَتَمَلَّأَ
- الْأَبْعَادَ حَتَّى لَيْسَ يَخْلُو مَوْضِعٌ
فَهِي الْمَكَانُ وَكُلُّ مَا هُوَ يَحْتَوِي
- وَهِي الزَّمَانُ وَكُلُّ مَا هُوَ يَجْمَعُ
هِي فِي حَيَّاتِي جَنَّتِي وَجَهَنَّمِي
- فِيهَا نَعِيمٌ لِي وَنَارَ تَلَذُّعٍ
مَا فِي الطَّبِيعَةِ أَرْضَهَا وسمائها
- غَيْرَ الطَّبِيعَةِ مَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ
قصيدة: قرأت وما غير الطبيعة من سفر
قال معروف الرصافي:[٥]
قَرَأَتْ وَمَا غَيْرُ الطَّبِيعَةِ مِنْ سَفَرٍ
- صَحَائِفَ نَحوِِي كُلَّ فَنٍّ مِنَ الشِّعْرِ
أَرَى غُرَرَ الْأَشْعَارِ تَبْدُو نَضِيدُو
- عَلَى صَفْحَاتِ الْكَوْنِ سَطْرًا عَلَى سَطْرٍ
وَمَا حَادِثَاتُ الدَّهْرِ إِلَّا قَصَائِدٌ
- يَفُوهُ بِهَا لِلسَّامِعِينَ فَمَ الدَّهْرِ
وَمَا الْمَرْءِ إِلَّا بَيْتَ شِعْرِ عَرُوضِهِ
- مَصَائِبَ لَكِنَّ ضَرْبَهُ حُفْرَةَ الْقَبْرِ
تُنَظِّمُنَا الْأيَّامُ شِعْرًا وَإِنَّمَا
- تُرِدِ الْمَنَايَا مَا نَظِّمِنَّ إِلَى النَّثْرِ
فَمَنَّا طَوِيلُ مُسْهِبُ بَحْرِ عُمَرِهِ
- وَمَنَّا قَصِيرُ الْبَحْرِ مُخْتَصَرَ الْعُمَرِ
وَهَذَا مَدِيحُ صِيَغٍ مِنْ أَطْيَبِ الثَّنَا
- وَذَاكَ هِجَاءِ صِيَغٍ مِنْ مَنْطِقِ هَجْرٍ
وَرُبَّ يَنَامُ فِي الْمَقَابِرِ زُرْتُهُمْ
- بِمَنْهَلِ دَمْعٍ لَا يُنْهُنَّهُ بِالزَّجْرِ
قصيدة: درس الطبيعة
قال قاسم حداد:[٦]
- كُلَّمَا تُوغِلُوا فِي الْقِتَالِ رَأَيْتُ الطَّبِيعَةَ أَكْثَرَ وُضُوحًا وَرَحْمَةً وَتَفَادَيْتُ مَا
- يُجَرِّحُ الرَّوْحُ لَيْسَ لديّ غَيْرَ الْكَلِمَاتِ وَلَيْسَ لِقَلْبِيِّ سِوَى الْحُبِّ
- وليذهبِ الْجَحِيمُ إِلَى مُسْتَقِرَّةٍ فِي هَذَيَانِ الْقَتْلَى لَيْسَ لِلْقَتْلَةِ مَكَانٌ فِي
- النَّصَّ تِلْكَ هِي مَسَافَةُ الْمَحْوِ يُمْعِنُونَ بِالنِّصَالِ فَيَنْهَضُ الرَّمَادُ وَيَنْهَرُنِي
- أَن لَا أَكْتَرِثُ بِالْمَوْتِ وَأَنْ أَكْتُبَ الْكَلِمَاتِ فِي رُخَامِ الذَّاكِرَةِ لِيَطَّلِعُ
- الزَّهْرُ فِي نَيْلُوفَرِ الْبُحَيْرَةِ
- هَكَذَا تَمْنَحُنِي الطَّبِيعَةُ دَرسَهَا
- هَكَذَا يُقَصِّرُ الْقَتْلُ عَنِيٌّ
قصيدة: حكم الطبيعة في الأجسام معتبر
حُكْمُ الطَّبِيعَةِ فِي الْأَجْسَامِ مُعْتَبَرٌ
- لِأَنَّهَا أَصْلُهَا وَالْأَصْلُ يَعْتَبِرُ
فَاُنْظُرْ إِلَيْهَا إِذَا طَالَ الزَّمَانُ بِهَا
- تُبَدَّدُ الشَّمْلَ لَا تَبْقَيْ وَلَا تَذَرْ
فِي النَّارِ يَنْضِحُهَا وَفِي الْجِنَّانِ لَهَا
- حُكْمٌ عَلَيْنَا كَمَا تَدْرُونَ فادّكروا
إِنَّ الْعَذَابَ لَهَا مِثْلُ النَّعِيمِ بِهَا
- وَذَنَبَهَا عِنْدَ أهْلِ الْكَشْفِ مُغْتَفِرُ
اللهَ حَكّمَِهَا فِينَا وَأَحْكُمُهَا
- فَمَا لَهَا عَنْ نُفُوذِ حُكْمِهِ وِزْرُ
بِهَا يُعَذِّبُنَا بِهَا يُنْعِمُنَا
- وَلَيْسَ يُخَلِّصُ مِنْ أَحْكَامِهَا بَشَرٌ
سُبْحَانَ مَنْ أوْسَعُ الْأَشْيَاءِ رَحَمَتِهِ
- فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ عَلِمًا هَكَذَا الْخَبَرِ
جُلِ الْإلَهَ فَمَا تُحْصَى عورافُه
- فَالْكَلُّ مِنْهُ كَمَا قَدْ شَاءَهُ الْقَدْرُ
قصيدة: حرام على حر الطبيعة والفكر
قال شاعر الحمراء:[٨]
حَرَامٌ عَلَى حُرِّ الطَّبِيعَةِ وَالْفِكْرِ
- يَرَى غَيْرَ صِدْقِ الْقَوْلِ فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ
أأْبُْدِِي وَحَاشَانِي لِخِلِّيِّ مَوَدَّةً
- وَفِي بَاطِنِيُّ مَا فِيهِ مِنْ كَامِنِ الشَّرِّ
أَرانِي إِذَنْ أَصَبحْتُ فِي عُصَبَةِ اُلْخُنَا
- وَمِنْ بَيْنَ أهْلِ الْمَجْدِ مُفْتَقِدَ الذِّكْرِ
وَضَاعَ سُدَى حَزْمِي وَضَاعَتْ كَرَامَتُي
- وَكُنْتُ أَخَا جَهْرٍ يًخالِفهُ سِرِّي
فَأَمَّا إِذَا أَغْضَبْتُ فِي الْقَوْلِ صَاحِبًا
- بَدَا لِي مِنْهُ مَا يُسَامُ بِهِ قَدْرِي
فَلَسْتُ أَرَانِي مخطَىءَ الْفِعْلِ إِنَّنِي
- قَدِ اِطَّلَعْتُهُ عَمَّا يُكِنُّ لَهُ صَدْرِي
وَلَسْتُ بِذِي فَخْرٍ بِهِ مَلأُ الْفَضَا
- وَفَخْرُهُ مَقْصُورٌ عَلَى أَشْطُرِ الشِّعْرِ
وَمَا كَانَ عندِي أَنْ ترَى لِي عَاتِبَا
- أوَ افعلُ مَا يَسْتَوْجِبُ العُتبَ فِي عُمَرِيٍّ
قصيدة: زار الحيا بمزاره البستانا
زَارَ الْحَيَا بِمَزِارِهِ الْبُسْتَانَا
- وَأَثَارَ مِنْ أَزْهَارِهِ أَلْوَانَا
فَغَدَا بِهِ وَبِصِنْوِهِ يَخْتَالُ فِي
- حُلَلِ النَّضَارَةِ مُونِقاً رَيَانَا
وَيَمِيسُ أَفْنَانَا فَتُبْصِرُ خُرَّدًا
- تَثْنِي الْقُدُودَ لَطَافَةً وَلِبَانًا
وَكَأَنَّمَا الأدْوَاحُ فِيهِ مَفَارِقٌ
- بِلِبَاسِهَا قَطْرُ النَّدَى تِيجَانا
وَكَأَنَّمَا رَامَ الثَّنَاءُ فَلَمْ يُطِقْ
- فَشَدَتْ بِهِ أَطْيَارُهُ أَلْحَانا
مِنْ كُلِّ مُفْتَنِّ الصَّفِيرِ قَدِّ اِرْتَقَى
- فَنَنًا فَأَفْحَمَ خَاطِبَا سُحْبَانا
هِي عَادَةٌ لِلْمُزنِ يَحْفَظُ رَسْمَهَا
- حِفْظَ الْأَميرِ الْعَدْلَ والإِحْسَانا
أَسْرَى إِلَى النِّسْرِينِ يُرْضِعُهُ النَّدَى
- وَيُهِبُّ طَرْفَ النَّرْجِسِ الْوَسْنَانَا
قصيدة: وأود أن أحيا بفكرة شاعر
فِي الْغَابِ فِي الْجَبَلِ الْبَعيدِ عَنِ الْوَرَى
- حَيْثُ الطَّبِيعَةُ وَالْجَمَالُ السَّامِّيُّ
وَأَعِيشُ عِيشَةَ زَاهِدٍ مُتَنَسِّكٍ
- مَا إِنْْ تُدَنِّسْهُ الْحَيَاةُ بِذَامِ
هَجَرَ الْجَمَاعَةَ لِلْجِبَالِ تَوَرُّعًا
- عَنْهَا وَعَنْ بَطْشِ الْحَيَاةِ الدَّامي
تَمْشِي حَوَالَيْهُ الْحَيَاةُ كَأَنَّهَا
- الْحُلْمُ الْجَمِيلُ خَفِيفَةَ الْأَقْدَامِ
وَتَخِرُّ أَمْوَاجُ الزَّمَانِ بِهَيْبَةٍ
- قُدْسِيَّةٍ فِي يَمِّهَا المُتَرامي
فَأَعِيشُ فِي غَابِي حَيَاةً كُلُّهَا
- لِلْفَنِّ لِلْأحْلَاَمِ لِلْإلْهَامِ
لَكِنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ فَإِنَّ لِي
- أُمًّا يَصُدُّ حَنَانُهَا أَوََهَامِيٌّ
وَصِغَارُ إِخْوَانٍ يَرَوْنَ سَلَاَمَهُمْ
- فِي الْكَائِنَاتِ مُعَلَّقًا بِسَلَاَمِيٍّ
قصيدة: الحسن حولك في الوهاد وفي الذرى
قال إيليا أبو ماضي:[١١]
الْحُسْنُ حَوْلَكَ فِي الْوِهَادِ وَفِي الذُّرَى
- فَاِنظُر أَلَسْتَ تَرَى الْجَمَالَ كَمَا أَرَى
أَيْلُولُ يَمْشِي فِي الْحُقُولِ وَفِي الرُّبَى
- وَالْأرْضُ فِي أَيْلُولَ أَحَسَنُ مَنْظَرًا
شَهْرٌ يُوَزِّعُ فِي الطَّبِيعَةِ فَنُّهُ
- شَجَّرَا يُصَفِّقُ أَوْ سَنَّا مُتَفَجِّرًا
فَالنُّورُ سِحْرٌ دَافِقٌ وَالْمَاءُ شِعْرٌ
- رَائِقٌ وَالْعِطْرُ أَنِفَاسُ الثَّرَى
لَا تَحسَبِ الْأَنْهَارَ مَاءً رَاقِصًا
- هَذِي أغَانِيِهِ اِسْتَحَالَتْ أَْنهُرَا
وَاِنظُر إِلَى الْأَشْجَارِ تَخلَعُ أَخَضَّرَا
- عَنْهَا وَتَلْبِسُ أحْمَرَا أَوْ أَصْفَرَا
تَعَرَّى وَتُكْسَى فِي أوَانٍ وَاحِدٍ
- وَالْفَنُّ فِي مَا تَرْتَدِيهِ وَفِي العُرا
فَكَأَنَّمَا نَارٌ هُنَاكَ خَفِيَّةٌ
- تَنْحَلُّ حِينَ تَهُمُّ أَنْ تُسْتَشْعَرَا
قصيدة: غلواء ما أحلى المعطارا
قال إلياس أبو شبكة:[١٢]
غَلواءُ مَا أحْلَى المِعطارا
- صَبِيَّةٌ تَغبِطهَا الْعَذَارَى
لَا يَسْتَطِيعُ شَاعِرٌ أَن يُبِدعا
- قَصيدَةً أَجْمَلَ مِنْهَا مَطْلَعًا
تَصَوَّرِ الْأَزْهَارَ فِي نَوَّارِ
- تُنْعِشُهَا اِرْتِعَاشَةُ الْأَنْوَارِ
تَصَوَّرِ النَّسِيمَ فِي الصَّبَاحِ
- يَهِزُّ سَاقَ الْفُلِّ وَالأَقاحِ
تَصُورُ السَّمَاءَ فِي رُوائِها
- كَأَنَّهَا الاِحلامُ فِي صَفَائِِهَا
تَصَوَّرَ الاِعشابَ فِي الْجِبَالِ
- تَحْلَمُ فِي مَهْدٍ مِنَ الظِّلَالِ
تَصَوَّرَ الرَّابِيَةَ الجَميلَة
- لَوَّنَهَا ظِلٌّ مِنَ الخَميلَة
وَكُوَمَ الثَّلْجَ عَلَى الرَوابي
- تَطْفُو عَلَيْهَا صُفْرَةُ الْغِيَابِ
قصيدة: إِليك غصوني يا طيور الحقائق
وَاُفْخُمِ أصوات الطَّبِيعَةَ راعدٌ
- يُجَلْجِلُ فِي الْآفَاقِ مِنْ حُسْنِ بَارِقِ
فِيَا خَالِقَ الدُّنْيَا مَنَى وحقائقًا
- لِيُعَرِّفُهُ أهْلُ الْمُنَى وَالْحَقَائِقِ
لقَد يُبْصِرُ الْمَرْءُ السَّمَا وَنُجُومَهَا
- وَمَا فِي العُلى مِنْ مُعْجِزَاتِ خَوَارِقِ
وَيُبْصِرُ مَا أَبْدَعْتَ فِي الْأرْضِ كُلَّهَا
- مَغَارِبَهَا الْقُصْوَى مَعًا وَالْمَشَارِقِ
وَيُبْصِرُ مَا أجملتَ مِنْ مُتَنَاسِبٍ
- عَجِيبَ وَمَا فَصَلَّتْ مِنْ مُتَنَاسِقِ
يَرَى كُلُّ هَذَا سَاكِنُ الْقَلْبِ وَامَقَا
- بألحاظه وَاللَّحْظَ حُبُّ الْمُنَافِقِ
بَلَى وَيَرَى مِنْ كِبَرِهِ كُلُّ رَائِعُ
- ضَئِيلًا كَأَنَّ الْمَرْءَ فِي رَأْسِ شَاهِقِ
وَلَكِنَّ مَتَى يُبْصِرُ بحسناءَ يَنْتَفِضُ
- وَيَسْتَشْعِرُ الْمَخْلُوقُ هَيْبَةِ خَالِقِ
قصيدة: رحلة النيل
قال إدريس جمّاع:[١٤]
النَّيْلُ مِنْ نَشْوَةِ الصَّهْبَاءِ سَلْسَلَهُ
- وَسَاكِنُو النَّيْلِ سُمَّارٌ وَنُدْمَانٌ
وَخَفْقَةَ الْمَوْجِ أَشجان تَجَاوُبِهَا
- مِنَ الْقَلُوبِ اِلْتِفَاتَاتٍ وَأَشْجَانٍ
كُلَّ الْحَيَاةِ رَبِيعَ مَشْرِقِ نَضِرِ
- فِي جَانِبِيهُ وَكُلِّ الْعُمَرِ رَيْعَانٌ
تَمْشِي الْأَصَائِلُ فِي وَادِيِهِ حَالِمَةً
- يَحُفُّهَا مَوْكِبٌ بِالْعِطْرِ رِيَّانِ
وَلِلْخَمَائِلِ شَدْوٌ فِي جَوَانِبِهِ
- لَهُ صَدَى فِي رِحَابِ النَّفْسِ رَنَّانَ
إِذَا الْعَنَادِلِ حَيَّا اللَّيْلِ صَادِحِهَا
- وَاللَّيْلَ سَاجٍ فَصَمْتَ اللَّيْلِ آذَانٌ
حَتَّى إِذَا اِبْتَسَمَ الْفَجْرُ النَّضِيرُ لَهَا
- وَبَاكَرَتْهُ أهَازِيجُ وَأَلْحَان
تَحَدَّرَ النُّورُ مِنْ آفَاقِهِ طَرَبًا
- وَاِسْتَقْبَلَتْهُ الروابي وَهُوَ نَشْوَانُ
قصيدة: قد أبهجتك بنورها وصباها
قال أبو الفضل الوليد:[١٥]
قَدْ أَبْهَجَتْكَ بِنُورِهَا وَصَبَاِهَا
- أيَّامُ صَيْفٍ لَا يُطَيِّبُ سِوَاهَا
فَقُلِّ السُّلَّامُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ
- مَا كَانَ أَجْمَلُهَا وَمَا أحْلَاِهَا
فَإِذَا ذَكَّرْتُ ضِيَاءَهَا وَنَسِيمَهَا
- وَأَرِيجَهَا وَزُلَالَهَا وَنَدَاَهَا
وَمُرَوِّجَهَا وَحُقُولَهَا وَكُرُومَهَا
- وَطُيُورَهَا وَظِلَالَهَا وَرُبَاَهَا
أَصْبُو إِلَيْهَا ثُمَّ أَبْكِيهَا كَمَا
- تَبْكِي السَّمَاءُ بَطَلُهَا وَحَيَّاهَا
تِلْكَ الطُّيُورُ تَفَرَّدَتْ وترحَّلت
- فالأنس نَاءَ عَنْكَ بَعْدَ نَوَاِهَا
وَكَذَا الْأَزَاهِرُ فِي الرِّيَاحِ تَنَاثَرَتْ
- تِلْكَ الْأَزَاهِرُ لَنْ تَشُمَّ شَذَاهَا
لَوْ كَانَ أُمٌّ لِلْمَصِيفِ بَكَتْ عَلَى
- أَنِفَاسِهِ وَتَنَشَّقَتْ رِيَّاهَا
قصيدة: مغاني الشعب طيبًا في المغاني
مَغاني الشَّعْبِ طَيِّبًا فِي المَغاني
- بِمَنْزِلَةِ الرَّبِيعِ مِنَ الزَّمَانِ
وَلَكِنَّ الْفَتَى الْعَرَبِيَّ فِيهَا
- غَرِيبُ الْوَجْهِ وَالْيَدِ وَاللِّسَانِ
مَلَاَعِبُ جِنَّةٍ لَوْ سَارَ فِيهَا
- سُلَيمانٌ لَسارَ بِتَرجُمانِ
طَبَّتْ فُرْسَانَنَا وَالْخَيْلَ حَتَّى
- خَشِيتُ وَإِنَّ كَرُمْنَ مِنَ الحِرانِ
غَدَوْنَا تَنْفُضُ الْأَغْصَانُ فِيهَا
- عَلَى أَعْرَافِهَا مِثْلَ الْجُمَانِ
فَسِرْتُ وَقَدْ حَجَبْنَ الشَّمْسَ عَنِي
- وَجَبْنَ مِنَ الضِّيَاءِ بِمَا كَفَانِي
وَأَلْقَى الشَّرْقُ مِنْهَا فِي ثِيَابِيٍّ
- دَنانيرًا تَفِرُّ مِنَ الْبَنَانِ
لَهَا ثَمَرٌ تُشِيرُ إِلَيْكَ مِنْهُ
- بِأَشْرِبَةٍ وَقَفْنَ بِلَا أوَانِي
قصيدة: بنادي الجزيرة قف ساعة
قال حافظ ابراهيم:[١٧]
بِنادي الْجَزِيرَةِ قِفْ سَاعَةً
- وَشَاهِدٌ بِرَبِّكَ مَا قَدْ حَوَى
تَرَى جَنَّةً مِنْ جِنَّانِ الرَّبِيعِ
- تَبَدَّتْ مَعَ الْخُلْدِ فِي مُسْتَوًى
جَمَالُ الطَّبِيعَةِ فِي أُفُقِهَا
- تَجَلَّى عَلَى عَرْشِهِ وَاِسْتَوَى
فَقُلْ لِلْحَزِينِ وَقُلٍّ لِلْعَلِيلِ
- وَقُلْ لِلمَولي هُنَاكَ الدَوا
وَقُلْ لِلْأَدِيبِ اِبتَدِر سَاحَهَا
- إِذَا مَا الْبَيَانُ عَلَيْكَ اِلْتَوَى
وَقُلْ لِلْمُكِبِّ عَلَى دَرْسِهِ
- إِذَا نَهَكَ الدَّرْسُ مِنْهُ الْقُوَى
تَنَسَّمَ صباهَا تُجَدِّدُ قُوَاُكَ
- فَأرْضُ الْجَزِيرَةِ لَا تُجتَوى
قصيدة: الأرض قد لبست رداء أخضرا
قال ابن سهل الأندلسي:[١٨]
الْأرْضُ قَدْ لَبِسَت رِدَاءً أَخَضَّرَا
- وَالطَّلُّ يَنْثُرُ فِي رُبَاِهَا جَوْهَرًا
هَاجَتْ فَخِلْتُ الزَّهْرَ كَافُورًا بِهَا
- وَحَسِبْتُ فِيهَا التُّرَبَ مِسْكًا أَذَفَرًا
وَكَأَنَّ سَوْسَنَهَا يُصَافِحُ وَرْدَهَا
- ثَغْرٌ يُقَبِّلُ مِنْهُ خَدَّا أحْمَرَا
وَالنَّهْرُ مَا بَيْنَ الرِّيَاضِ تَخالُهُ
- سَيْفًا تَعَلَّقَ فِي نِجَادٍ أَخَضرَا
وَجَرَّتْ بِصَفْحَتِهِ الصَّبَا فَحَسِبْتُهَا
- كَفًّا تُنَمِّقُ فِي الصَّحِيفَةِ أَْسطُرَا
وَكَأَنَّهُ إِذْ لَاحَ نَاصِعُ فِضَّةٍ
- جَعَلَتهُ كَفُّ الشَّمْسِ تِبْرًا أَصَفَرًا
أَوْ كَالْْخُدُودِ بَدَتْ لَنَا مُبَيَّضَةً
- فَاِرْتَدَّ بِالْخَجَلِ الْبَيَاضُ مُعَصْفَرًا
وَالطَّيْرُ قَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ خَطيبَةً
- لَمْ تَتَّخِذْ إِلَّا الْأَرَاكَةَ مِنْبَرًا
قصيدة: هدنة مع المغول أمام غابة السنديان
قال محمود درويش:[١٩]
- كُلُّ حَرْبٍ تُعَلِّمُنَا أَنَّ نَحْبَ الطَّبِيعَةِ أَكْثَرَ: بَعْدَ الحصارْ نَعْتَنِي بِالزَّنَابِقِ
- أَكْثَرَ نَقْطُفُ قُطْنَ الْحَنَانِ مِنَ اللَّوْزِ فِي شَهْرَ آذَارَ
- نَزْرَعُ غاردينيا فِي الرُّخَامِ وَنَسْقِي نَبَاتَاتِ جِيرَانِنَا عَنْدَمًا يُذْهِبُونَ إِلَى
- صَيْدِ غِزْلَاَنِنَا
- فَمَتَى تَضَعُ الْحَرْبُ أَوََزَارَهَا كَيْ نَفُكَّ خُصُورَ النِّسَاءِ عَلَى التَّلَّ
- مِنْ عُقْدَةِ الرَّمْزِ فِي السنديانْ
- لَيْتَ أَعْدَاءَنَا يَأْخُذُونَ مَقَاعِدَنَا فِي الْأَسَاطيرِ كَيْ يَعْلَمُوا كَمْ نُحِبُّ
- الرَّصيفَ الَّذِي يُكْرِهُونَ وَيَا لَيْتَهُمْ
قصيدة: يا دجلة الخير
حَيَّيْتُ سَفْحَكِ عَنْ بُعْدٍ فَحَيِّينِي
- يَا دِجْلَةَ الْخَيْرِ يَا أُمَّ البستاتينِ
حَيَّيْتُ سَفْحَكَ ظَمْآنَا أَلُوذُ بِهِ
- لوذَ الْحَمَائِمِ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ
يَا دِجْلَةَ الْخَيْرِ يَا نَبْعًا أُفَارِقُهُ
- عَلَى الْكَرَاهَةِ بَيْنَ الحِينِ وَاِلْحِيَن
إِنِِّي وَرُدْتُ عُيُونَ الْمَاءِ صَافِيَةَ
- نَبْعًا فَنَبْعًا فَمَا كَانَتْ لِتَرْوِينِي
وَأَنْتَ يَا قَاربًا تَلْوِي الرِّيَاحُ بِهِ
- لَي النسائمِ أَطُرَافَ الْأفَانِينِ
وُدِدْتُ ذَاكَ الشِّرَاعَ الرَّخْصَ لَوْ كَفَنِّيٍّ
- يُحَاكُ مِنْهُ غَدَاةَ الْبَيْنِ يَطْوِينِي
يَا دِجْلَةَ الْخَيْرِ قَدْ هَانَتْ مَطَامِحُنَا
- حَتَّى لِأَدْنَى طِماحِ غَيْرُ مَضْمُونٍ
لِقراءة مزيدٍ من الاقتباسات، اخترنا لك هذا المقال: كلام عن جمال الطبيعة.
المراجع[+]
- ↑ " في أحضان الطبيعة "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "تلك الطبيعة قف بنا يا ساري "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ " الفضل من كرم الطبيعة "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ " أجد الحياة من الطبيعة تنبع"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "قرأت وما غير الطبيعة من سفر"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "درس الطبيعة"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "حكم الطبيعة في الأجسام معتبر "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "حرام على حر الطبيعة والفكر "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ " زار الحيا بمزاره البستانا "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "وأود أن أحيا بفكرة شاعر "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ " الحسن حولك في الوهاد وفي الذرى "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "غلواء ما أحلى المعطارا "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "إِليك غصوني يا طيور الحقائق "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ " رحلة النيل"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ " قد أبهجتك بنورها وصباها "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "مغاني الشعب طيبا في المغاني "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "بنادي الجزيرة قف ساعة "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "الأرض قد لبست رداء أخضرا "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ "هدنة مع المغول أمام غابة السنديان "، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.
- ↑ " يادجلة الخير"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/01/2021م.