محتويات
نتائج الثورة الفرنسية
ما أهم ما تمخّضت عنه الثورة الفرنسية؟
لقد أسفرت الثورة الفرنسية عن مجموعة من النتائج على المستوى الداخلي لفرنسا، ومن أهم تلك النتائج:[١]
- ظهور نظام جمهوري بشكل عصري حديث.
- فصل السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية.
- تحرر السياسة الفرنسية من سلطة الكنيسة.
- ظهور مفاهيم جديدة مثل الحرية والعدالة الاجتماعية.
- تأريخ الثورة الفرنسية كتأريخ لنشوء الدول القومية الحديثة.
ظهور نظام جمهوري بشكل عصري حديث
ما أثر محاولة هروب الملك على نظام الحكم في فرنسا؟
في الحقيقة لم يكن أمر إلغاء الملكيّة وإعلان نظام جمهوري من مبادئ الثورة الفرنسية التي كانت تسعى من أجلها؛ إذ كان الخلاف بين الأحزاب المتنازعة في فرنسا آنذاك قائمًا حول محاولة "أقلمة" النظام الملكي مع مبادئ الثورة ودستورها الجديد، ولكن حدث أمرٌ جعل حتى المتعاطفين مع الملكيّة يقفون ضدّها ويتحوّلون إلى الدعوة للجمهورية، وهذا الأمر هو محاولة هروب الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري إنطوانيت إلى خارج فرنسا مع النبلاء الذين هربوا خارج فرنسا في ظل الثورة.[٢]
كان القائد الفرنسي ميرابو على علم بتخطيط الملك للهرب خارج فرنسا، ولكنّه كان يثنيه عن هذا القرار، ولكن بعد وفاة هذا القائد وقع الملك تحت ضغط زوجته فانصاع لأمرها وحاول الهروب، ولكنّ الخبر وصل إلى الثوّار فأُضرمت النيران في صدورهم وازدادوا غضبًا على غضبهم، فما كان من الجمعية الوطنية إلّا أن أودعوا الملك وزوجته سجن التامبل، وأُعلنت على إثر ذلك الجمهورية الفرنسية عام 1792م، فكانت بذلك أول جمهورية في أوروبا.[٣]
لكن لم تدُم هذه الجمهورية كثيرًا حتى أعادت بعض الدول الأوروبية الملكيّة إلى فرنسا بالقوة وصار الملك هو لويس الثامن عشر ونُفي نابليون بونابرت خارج فرنسا، ولكنّه عاد مرة أخرى ليخوض حربًا انهزم فيها فانقلب عليه جنوده وانتهى أمره، وتعاقبت على فرنسا عدد من الملكيّات حتى أعلنت الإمبراطورية الفرنسية عام 1848م، وبعدها تعاقبت على فرنسا عدد من الجمهوريات حتى أعلنت الجمهورية الخامسة على يد شارل ديغول عام 1958م والتي تستمر حتى اليوم.[٤]
فصل السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية
كيف وُزّعت السلطات الثلاث في فرنسا بعد الملكيّة؟
لقد كانت السلطات الثلاث بيد الملك، فكان يمتلك زمام الأمور في الدولة كاملة، ولكن بعد الثورة فقد فصلت السلطات الثلاث ليكون للشعب الحق في المشاركة في صنع القرار في بلاده، فأصبحت السلطة التنفيذية بيد رئيس الجمهورية يشاركه فيها رئيس الحكومة والوزراء، بينما تكون السلطة التشريعية بيد البرلمان، بينما تكون السلطة القضائية بيد القضاء الفرنسي الذي يوصف بأنّه قضاء مستقل لا يملك أحد أن يجبره على شيء.[٥]
تحرر السياسة الفرنسية من سلطة الكنيسة
كيف ضيّق الثوّار على الكنيسة؟
لقد كان للكنيسة الكلمة الأولى والأخيرة طوال قرون من الزمن من تاريخ فرنسا القديم، ولكن مع بزوغ نجم الثورة وقفت الكنيسة في صف الملك ما جعل الثوار ينقمون عليها، واتخذوا إجراءات عدة تضيّق من مهامها، ومن ذلك:[٦]
- تجريدها من ممتلكاتها وجعل هذه الممتلكات مالًا عامًّا للدولة.
- إلغاء نظام العشور.
- إعلان العلمانية في الحكم الفرنسي.
- إغلاق كثير من الكنائس والتوقف عن النفقة عليها.
- إطلاق العنان للحاقدين على الكنيسة أن يكتبوا مقالات تطعن بالكنيسة.
- قطع صلة كنائس فرنسا بالبابا في روما.
- تحويل الإشراف على المدارس والجامعات والمستشفيات ونحوها إلى الدولة بدلًا عن الكنيسة.
- جعل رجال الدين يقسمون بالقسم المدني على دستور الدولة بدلًا من القسم الديني المعروف.
- صبغ الاحتفالات والمآتم والمقابر والأنشطة العامة بالصبغة العلمانية، وحصر الاحتفالات الدينية داخل الكنيسة، والتخفيف قدر الإمكان من المظاهر المسيحية في الشارع الفرنسي.
- اتخاذ رجال الثورة رموزًا بدل رجال الدين.
- جعل الوطن هو قبلة الشعب.
- منع عامة الناس من ارتداء اللباس الديني وقصره على رجال الدين.
- الفصل الكامل بين الدولة والكنيسة عام 1905م.
- إلغاء سفارة فرنسا في الفاتيكان عام 1923م.
- إقامة علاقات مع الدول الشيوعية التي تنكر الأديان مثل روسيا.
ظهور مفاهيم جديدة مثل الحرية والعدالة الاجتماعية
كيف ساعد فلاسفة فرنسا في إعلان حقوق الإنسان؟
لقد نجح فلاسفة فرنسا في الضغط على أرباب الثورة الفرنسية في تبني حقوق الإنسان، ليس الإنسان الفرنسي أو الأوروبي ولكن الإنسان عمومًا مهما كان عرقه أو دينه، هذا هو الأساس الذي حاول الفلاسفة زجّه في مبادئ الثورة الفرنسية، وكان من أبرز أولئك الفلاسفة روسو وفولتير، فتمخّض عن صراع زعماء الثورة والفلاسفة وغيرهم وثيقة فيها بعض المضامين الجديدة التي كانت غائبة أيام الملكيّة والكنيسة، ومن تلك الأمور:[٧]
- الحرية: وهي حق لجميع المواطنين، ولا يُمكن إيذاء شخص لفكره أو عقيدته أو آرائه.
- المواطنة: فالناس متساوون في الحقوق، وبذلك فليس هنالك رقيق بعد الآن.
- إلغاء الامتيازات: ومن ذلك امتيازات رجال الدين.
- إلغاء نظام الإقطاع: وكذلك الضرائب والأتاوات ونحوها ممّا كان مفروضًا على الشعب.
- الحكومة: تقوم الحكومة وفق نظرية العقد الاجتماعي بين الشعب والسلطة، فقيام الحكومة يجب أن يُحقّق العدالة الاجتماعية للشعب، وللشعب إسقاط الحكومة إن لم تقم بواجباتها على أفضل وجه.
- القانون: فالقانون هو تعبير عن إرادة الأمة الفرنسة التي شاركت في وضعه.
تأريخ الثورة الفرنسية كتأريخ لنشوء الدول القومية الحديثة
كيف نظر الفرنسيون بعد الثورة إلى التقويم الميلادي؟
لقد كانت الدولة الفرنسية في العهد الملكي تتبع التقويم الميلادي الذي يُحدّد ميلاد السيد المسيح -عليه الصلاة والسلام-، ولكن مع بزوغ نجم الثورة الفرنسية ونجاحها وقيام الجمهورية الفرنسية العلمانية فقد كان لهذا التاريخ -الميلادي يعني- أثر عند كثير من الناس، فقد جعلوه تاريخًا دينيًّا يذكرهم بعهد سيطرة الكنيسة والملك، ولذلك فقد أعلن الثوار أنّ تاريخ قيام الثورة الفرنسية هو التاريخ الذي يجب الوقوف عليه بدلًا من التاريخ الميلادي الذي يذكّرهم بسنوات من الاضطهاد والذل والعبودية للملك ورجال الكنيسة الجشعين الذين كان همّهم الأوّل هو المال وإذلال الشعب.[٨]
المراجع[+]
- ↑ برنار غروتويزن، فلسفة الثورة الفرنسية، بيروت:منشورات بحر المتوسط، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ عدنان حسن باحارث، الثورة الفرنسية عرض ونقد في ضوء التربية الإسلامية، مكة المكرمة:مكتبة إحياء التراث الإسلامي، صفحة 61 - 66. بتصرّف.
- ↑ عَدنان حسن باحارث، الثورة الفرنسية عرض ونقد في ضوء التربية الإسلاميّة، مكة المكرمة:مكتبة إحياء التراث الإسلامي، صفحة 61 - 66. بتصرّف.
- ↑ عدنان حَسَن باحارث، الثورة الفرنسيّة عرضٌ ونقد في ضوء التربية الإسلامية، مكة المكرمة:مكتبة إحياء التراث الإسلامي، صفحة 61 - 66. بتصرّف.
- ↑ ألبير سوبول، تاريخ الثورة الفرنسية، بيروت:منشورات بحر المتوسط، صفحة 580. بتصرّف.
- ↑ عدنان حسن باحارث، الثورة الفرنسية عرض ونقد في ظل التربية الإسلامية، مكة المكرمة:مكتبة إحياء التراث الإسلامي، صفحة 92 - 96. بتصرّف.
- ↑ عدنان حسن باحارث، الثورة الفرنسية عرض ونقد في ظل التربية الإسلامية، مكة المكرمة:مكتبة إحياء التراث الإسلامي، صفحة 75 - 85. بتصرّف.
- ↑ عدنان حسن باحارث، الثورة الفرنسية عرض ونقد في ظل التربية الإسلامية، مكة المكرمة:مكتبة إحياء التراث الإسلامي، صفحة 95. بتصرّف.