شعر عن الصديق المخلص
الصديق المخلص في هذا الزمان مَكسب ونعمة عظيمة من الله، ومن القصائد التي قيلت في هذا ما يأتي.
قصيدة: فدَيْتك عز الصديق الصدوق
قال أبو الفتح البستي:[١]
فديتُكَ عزَّ الصديقُ الصَّدوقُ
- وَقلَّ الصَّفِيُّ الحَفِيُّ الوَفِي
ولي رغبَةٌ فيكَ إمَّا وفَيْتَ
- فهلْ راغِبٌ أنتَ في أنْ تَفي
وأرعى ذِمامَكَ ما دمتْ حَيًَّا
- ولا أستحيلُ ولا أنتَفي
قصيدة: وفاء العهد من شيَم الكرام
قال ناصيف اليازجي:
وَفاءُ العَهدِ من شِيَمِ الكرامِ
- ونقضُ العَهدِ من شِيَمِ اللِّئَامِ
وعندي لا يُعَدُّ من السَّجايا
- سِوَى حِفظِ المَوَدَّةِ والذِّمامِ
أَنا الخِلُّ الوفيُّ وإنَّ نفسي
- تَفي حقَّ الصَّديقِ على التَّمامِ
أُراعي حقَّهُ ما دامَ حيًّا
- وبعدَ وفاتِهِ حقَّ العِظامِ
قصيدة: ويوم تلافيتُ الصبا أن يفوتني
قال زهير بن أبي سلمى:
وَيَومَ تَلافَيتُ الصِبا أَن يَفوتَني
- بِرَحبِ الفُروجِ ذي مَحالٍ مُوَثَّقِ
أَبيتُ فَلا أَهجو الصَديقَ وَمَن يَبِع
- بِعِرضِ أَبيهِ في المَعاشِرِ يُنفِقِ
وَمَن لا يُقَدِّم رِجلَهُ مُطمَئِنَّةً
- فَيُثبِتَها في مُستَوى الأَرضِ تَزلِقِ
أَكُفُّ لِساني عَن صَديقي وَإِن أَجَأ
- إِلَيهِ فَإِنّي عارِقٌ كُلَّ مَعرَقِ
بِرَجمٍ كَوَقعِ الهُندُوانِيِّ أَخلَصَ ال
- صَياقِلُ مِنهُ عَن حَصيرٍ وَرَونَقِ
إِذا ما دَنا مِنَ الضَريبَةِ لَم يَخِم
- يُقَطِّعُ أَوصالَ الرِجالِ وَيَنتَقي
تَطيحُ أَكُفُّ القَومِ فيها كَأَنَّما
- تَطيحُ بِها في الرَوعِ عيدانُ بَروَقِ
وَفي الحِلمِ إِدهانٌ وَفي العَفوِ دُربَةٌ
- وَفي الصِدقِ مَنجاةٌ مِنَ الشَرِّ فَاِصدُقِ
وَمَن يَلتَمِس حُسنَ الثَناءِ بِمالِهِ
- يَصُن عِرضَهُ مِن كُلِّ شَنعاءَ موبِقِ
وَمَن لا يَصُن قَبلَ النَوافِذِ عِرضَهُ
- فَيُحرِزَهُ يُعرَر بِهِ وَيُخَرَّقِ
قصيدة: ليس الصديق الذي تعلو مناسبه
قال محمود سامي البارودي:
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
- بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ
إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ
- أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ
- وَلاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ
قصيدة: قد كنتَ دومًا حين يجمعنا الندى
قال الشاعر صاحب القصيدة:
قد كنتَ دومًا حين يَجمَعُنا النّدى
- خلًّا وفيًّا والجَّوانِح شاكِرة
واليَوْم أشْعُر في قَرارَة خَاطِري
- أنّ الذي قَد كَانَ أَصبَح نادِرَة
لا تَحْسبوا أنّ الصّداقة لُقْية
- بينَ الأحبّة أو ولائم عَامِرة
إنَّ الصّداقَة أنْ تَكُونَ مِنَ الهَوَى
- كالقَلْبِ للرّئتين يَنْبِض هَادِرَه
أسْتَلهِم الإيمانَ مِن عَتبَاتِها
- ويظلّنِي كَرَم الإلَه ونَائِره
يا أيّها الخِلّ الوفيُّ تلطفًا
- قَد كَانتِ الألفاظُ عنْك لَقَاصِرة
وكبا جَواد الشّعر يَخْذل همّتي
- ولربّما خَذَل الجوادُ مُناصِرَه.
قصيدة: أبلغ أخانا تولّى الله صحبته
قال علي بن الجهم:
أَبلِغ أَخانا تَوَلّى اللَهُ صُحبَتَهُ
- أَنّي وَإِن كُنتُ لا أَلقاهُ أَلقاهُ
وَأَنَّ طَرفِيَ مَوصولٌ بِرُؤيَتِهِ
- وَإِن تَباعَدَ عَن مَثوايَ مَثواهُ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي لَستُ أَذكُرُهُ
- وَكَيفَ أَذكُرُهُ إِذ لَستُ أَنساهُ
قصيدة: لي صديق على الزمان صديقي
فال أبو فراس الحمداني:
لي صَديقٌ عَلى الزَمانِ صَديقي
- وَرَفيقٌ مَعَ الخُطوبِ رَفيقي
لَو تَراني إِذا اِستَهَلَّت دُموعي
- في صَبوحٍ ذَكَرتُهُ أَو غَبوقِ
أَشرَبُ الدَمعَ مَع نَديمي بِكَأسي
- وَأُحَلّي عِقيانَها بِعَقيقِ
شعر عن الصديق المخادع
لقد كثُر وجود الصديق المُخادع في هذا الزمان، فهجاه الكثير من الشعراء، ومن القصائد التي قيلت عن الصديق المخادع ما يأتي.
قصيدة: تغيّرت المودة والإخاء
قال علي بن أبي طالب:
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ
- وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ
وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ
- كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ
- وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ
أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم
- وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ
يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني
- وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ
وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني
- وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ
سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي
- فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ تَصفو
- وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ الإخاءُ
وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها دَواءٌ
- وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ لَهُ دَواءُ
وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَدًا نَعيمٌ
- كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ لَهُ بَقاءُ
إِذا أَنكَرتُ عَهدًا مِن حَميمٍ
- فَفي نَفسي التَكَرُّمُ وَالحَياءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى
- بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
قصيدة: إذا المرء لا يرعاك إلا تكلّفا
قال الإمام الشافعي:
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفًا
- فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
- وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ
- وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
- فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
- وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا
وَيُنكِرُ عَيشًا قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
- وَيُظهِرُ سِرًّا كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا
سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
- صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
قصيدة: صديق لي تنكر بعد ود
قال أسامة بن منقذ:
صديقٌ لي تَنَكَّرَ بعد وُدٍّ
- وأُمُّ الغَدرِ في الدُّنيا وَلودُ
أراهُ مَلالُه حَسَني قبيحًا
- فصدَّ وأيسَرُ الغَدرِ الصُّدودُ
وذَمّ اليومَ ما حَمدتْه منّي
- تجارِبُه وأمس بِه شهيدُ
ولستُ ألومُه فيما أَتَاهُ
- أساءَ فرابَهُ الفِعلُ الحميدُ
وقد يَجِدُ المريضُ الماءَ مرًّا
- بفيهِ وهْو سلسالٌ بَرودُ
قصيدة: لي صاحب قد كنت آمل نفعه
قال ابن الروميّ:
لي صاحبٌ قد كنتُ آمُلُ نفعَهُ
- سَبقتْ صواعقُهُ إليَّ صبيبَهُ
رجَّيْتُهُ للنائبات فساءني
- حتى جعلتُ النائباتِ حسيبَهُ
ولَما سألتُ زمانَهُ إعناتَهُ
- لكن سألتُ زمانه تأديبَهُ
وعسى معوِّجُهُ يكونُ ثِقَافَهُ
- ولعلَّ مُمرضَهُ يكونُ طبيبَهُ
يا من بذلتُ له المحبةَ مخلصًا
- في كلّ أحْوالي وكنتُ حبيبَهُ
ورعيتُ ما يَرْعى ومِلتُ إلى الذي
- وردَتْهُ همَّتُهُ فكنتُ شَريبَهُ
شاركتُهُ في جِدِّهِ ورأيتُهُ
- في هزله كُفْئي فكنتُ لعيبَهُ
أيامَ نسرحُ في مَرَادٍ واحدٍ
- للعلم تنتجعُ القلوبُ غريبَهُ
وكذاك نشرع في غديرٍ واحدٍ
- يصف الصفاءُ لوارديهِ طِيبَهُ
أيسوؤُني مَنْ لم أكنْ لأسوءَهُ
- ويُريبني من لم أكن لأُريبَهُ
ما هكذا يرعى الصديقُ صديقَهُ
- ورفيقَهُ وشقيقَهُ ونسيبَهُ
أأقولُ شعرًا لا يُعابُ شبِيهُهُ
- فتكونَ أوّلَ عائبٍ تشبيبَهُ
ما كلُّ من يُعطَى نصيبَ بلاغةٍ
- يُنسيهِ من رَعْيِ الصديقِ نصيبَهُ
أَنَفِسْتَ أن أمررتُ عند خصَاصةٍ
- سببَ الثراءِ وما وردتُ قليبَهُ
قصيدة: وكم صاحب كالرمح زاغت كعوبه
قال الشريف الرضي:
وَكَم صاحِبٍ كَالرُمحِ زاغَت كُعوبُهُ
- أَبى بَعدَ طولِ الغَمزِ أَن يَتَقَوَّما
تَقَبَّلتُ مِنهُ ظاهِرًا مُتَبَلِّجًا
- وَأَدمَجَ دوني باطِنًا مُتَجَهِّما
فَأَبدى كَرَوضِ الحَزنِ رَقَّت فُروعُهُ
- وَأَضمَرَ كَاللَيلِ الخُدارِيِّ مُظلِما
وَلَو أَنَّني كَشَّفتُهُ عَن ضَميرِهِ
- أَقَمتُ عَلى ما بَينَنا اليَومَ مَأتَما
فَلا باسِطًا بِالسوءِ إِن ساءَني يَدًا
- وَلا فاغِرًا بِالذَمِّ إِن رابَني فَما
كَعُضوٍ رَمَت فيهِ اللَيالي بِفادِحٍ
- وَمَن حَمَلَ العُضوَ الأَليمَ تَأَلَّما
إِذا أَمَرَ الطِبُّ اللَبيبُ بِقَطعِهِ
- أَقولُ عَسى ضَنًّا بِهِ وَلَعَلَّما
صَبَرتُ عَلى إيلامِهِ خَوفَ نَقصِهِ
- وَمَن لامَ مَن لا يَرعَوي كانَ أَلوَما
لقراءة المزيد من الأشعار، إليك هذا المقال: شعر عن الأخوة والصداقة.
المراجع[+]
- ↑ "فديتك عز الصديق الصدوق"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-03.