موضوع تعبير عن الزيادة السكانية

موضوع تعبير عن الزيادة السكانية
موضوع-تعبير-عن-الزيادة-السكانية/

الزيادة السكانية

الأرض تتسع للجميع ولا يمكن أن تغصَّ بالنَّاس إذ المساحة واسعة ويمكن للإنسان أن يسكن حيث شاءت إرادته ومالت نفسه، وقد يتساءل بعض النَّاس ما معنى الزيادة السكانية؟ وهل الأرض أصغر من أن تتسعني وما أشاء من الأولاد من صلبي؟


وهنا يكمن الخطأ في فهم معنى الزيادة السكانية، إذ إنَّ الزيادة السكانية هي تكاثر الشعب بشكل لا يتناسب مع الموارد التي يحصل عليها، وبالتَّالي ستتهدد حياة الكثير من الأفراد الذين لن يشعروا بالأمن والاستقرار حال نقص الموارد عنهم، وأكثر من يعاني من هذه المشكلة هم الشعوب الفقيرة الذين لا حول لهم ولا قوة، ويبدأ الوالد بالإكثار من الأولاد ظنًّا منه أنهم سيعينوه في كبره، وللتكثير من الدخل الماديِّ في المنزل، فلو كان الوالد يملك قطعةً من الأرض لآثر أن يُكثر عدد أولاده ليعملوا في الأرض بدلًا من أن يأتي بعمال يفعلون ذلك.


إنَّ الحياة لم تعد كسابق عهدها فالعصر اليوم هو عصر الموارد التي إن كثُر مستهلكوها أكثر من المطلوب فستتهدد حياة الجميع، وقد يظن الفرد أنَّه لن يستطيع أن يصلح ما عزم الجميع على إفساده من تحديد النسل، ولكنَّ الإصلاح يحتاج من كل إنسان أن يبدأ بذاته دون أن يستجدي من الآخرين الإصلاح معهم، وكما الإفساد لا يكون إلا عن طريق العدوى فالإصلاح كذلك، ولا بدَّ في هذا المقام أن تعرض أهم المشكلات التي تنتج عن الزيادة السكانية دون خطة أو انتباه.



أثر الزيادة السكانية على التعليم

لو امتلكت كل عائلة عشرة من الأبناء الذين يتطلبون مأكلًا وملبسًا ومشربًا ومسكنًا فهل سيستطيع كل والد أن يؤمن الحياة الكريمة لعشرة من الأطفال، وهل سيتمكن من تامين حاجاتهم الأساسية والضرورية فضلًا عن الكمالية، أوليس من حق كل طفل أن يلتحق بمقاعد التَّعليم، إنَّ كثرة الأولاد تكلف العائلة بأكملها غرامة عالية يصعب دفعها إلا من سنيِّ عمر الابن الأكبر أو بضعة آخرون حتى يستطيعوا أن يعيلوا العائلة بأكملها.


ولو أراد جميع الأولاد أن يلتحقوا بمقاعد الدراسة فإنَّ ذلك سيتطلب مؤسسات تعليمية أكثر من الموجود، وبالتَّالي فإنّهم سيحتاجون إلى معلمين وإلى ميزانية كاملة تستطيع أن تؤمن جميع الحاجيات السَّابقة، ولو عجزت الحكومة عن فعل ذلك فإنها لن تجعل التَّعليم بالمجَّان، وستلتجئ إلى جعل التعليم مأجورًا فيدفعوا جميع التَّكاليف السابقة من جيوب المواطنين الذين لن يستطيعوا أن يدفعوا تلك المبالغ الباهظة التي تكلفهم ربما أجر عمل سنة كاملة، وقد التجأت كثير من الدول العربية في هذا العصر إلى جعل التعليم مأجورًا، ويتقاضون مبالغ ليست بقليلة لقاء ذلك.


ومن ثم سيحصل ما يخشى الجميع منه وهو تسرب الأطفال من المدرسة والتحاقهم بالعمالة التي تجعل منهم عطاشًا للدرهم والدينار الذي لن يحصلوا عليه إلا بشق الأنفس، إن فكرة الزيادة السكانية يجب أن يعيها المجتمع بأكمله وأن تكون هناك العديد من الحملات التوعوية التي تسهم في إيقاظ ضمير الآباء والآمهات في أن لا يسعوا بأطفال آخرين حتى لا يحملوهم شقاء الحياة كما حملوه هم من قبل.


إنَّ الاكتفاء بعدد معين من الأطفال يستطيع الوالدان حسب مقدرتهما أن يؤمنوا لهم تعليمهم وحاجاتهم الضرورية أفضل من عشرة أولاد يتطلعون إلى الآخرين بعيون جائعة إلى أسباب الحية من التعليم والفهم وغيرها من الأمور التي باتت لا تسير عجلة الحياة إلا بها.



تأثير التضخم السكاني على الأمن الغذائي

قد لا يؤمن الجميع بفكرة التَّعليم وذلك تبعًا لثقافة كل دولة وانتشار الوعي بين أفرادها، ولكن من المؤكد أن جميع الدّول تشترك مع بعضها في أنَّه لا بدَّ من توفر الحاجيات الأساسية لأي فردٍ من الأفراد، ومعنى ذلك أنَّه لا بدَّ لكل فرد من أن يستطيع تأمين الغذاء الضروري له في جميع الحالات، وهذا ما يسمى بالأمن الغذائي، وقد عملت منظمة الأمم المتحدة على تحديد بعض الركائز التي يقوم عليها الأمن الغذائي، وهي توفر الغذاء والقدرة على تأمين ذلك الغذاء والاستقرار في المكان، والقدرة على استهلاك ذلك الغذاء بالكمية والموعد المحددين.


وقد تؤثر الحروب والنزاعات على الأمن الغذائي الخاص بشعوب بأكملها، وهنا لا بدَّ من موازنة كفة السكان مع كفة الحاجيات اللازمة لحياتهم وعدم تغليب كفة السكن على الأخرى، ولو لم يراع الوالدان ذلك الأمر لتسببوا في كارثة اجتماعية لا مخرج منها، إنَِّ مسألة عدم القدرة على تأمين الغذاء تجاه العدد المتزايد من السكان تشكل كوارث حقيقة على كافة الأصعدة، ومن أهم الكوارث التي قد تخلفها تلك الزيادة انتشار الجوع الذي يعد المسبب الأول للجريمة، وقد التمس المختصون ذلك في العديد من الدول التي تعيش حروبًا أوفقرًا أنَّ معدلات الجريمة بهدف السرقة قد ازدات أكثر من قبل.


عدا عن أنَّ حرمان الفرد من غذائه الذي يحتاج له يؤدي إلى خلق العديد من الأمراض الجسدية فيه، ومن أهمها تقزم الأطفال نتيجة عدم القدرة على توفير الغذاء الصحي المناسب والذي يحتاجونه في هذه الفترة من حياتهم، وكذلك فإنَّ العظام عندما لا تنمو بمعدلها الطبيعي فإنَّ معنى ذلك هذا حدوث ترقق في بنيتها ومن ثم معاناة الإنسان من العديد من الأمراض المتسلسلة التي تجر بعضها بعضًا.


ثم سيختل الهرم الغذائي بالنسبة للعديد من الأفراد الذي يعانون من الفقر الناتج عن زيادة نسبة الأولاد بالمقارنة مع دخل العائلة، إذ ستعتمد الأم في تغذية الأولاد على الطعام الذي لا يتطلب ماديات عالية، مثل الخبز والبطاطا والزيت وغيرها من المأكولات التي يقتات عليها الفقراء، مما يؤدي إلى زيادة نسبة النشويات في الجسم ومن ثم ازدياد الوزن أكثر بكثير من المطلوب، فتحصل البدانة التي ترافقها الأمراض المزمنة ومن أهمها الكوليسترول والضغط والسكر والشحوم الثلاثية وما إلى ذلك.



أهم الحلول لمشكلة التضخم السكاني

إنَّ مشكلة بضخامة مشكة الازياد السكاني أو الانفجار السكاني لا يمكن أن تحل ما بين يوم وليلة، بل لا بدَّ من العديد من الخطوات المتضافرة والتي تسهم في ذلك، والخطوة الأولى تتمثل في نشر الوعي بين الأسر عن مخاطر الازدياد السكاني، ويكون ذلك عن طريق العديد من الندوات التي تقام في الأماكن العامة، وكذلك أن يدرس الأبناء ذلك في المدارس؛ حتى ينقلو تلك الفكرة وخطورتها إلى آبائهم، ومن ثم تعلق الفكرة في أذهانهم فلا يقعوا بمثل ما وثع به آباؤهم من قبل.


لا بدَّ للدولة من أن تأخذ موقفًا حازمًا في ذلك مثل أن تقوم على بناء مدينة كبيرة مأهولة بجميع ما يحتاجه السّكان من مياه وكهرباء وطاقات وأن يكون فيها أفرعًا للمؤسسات الرسمية؛ حتى لا يضطر السكان إلى الذهاب للمدن الأخرى لقضاء حوائجهم، كذلك فإنَّه لا بدَّ من تمكين المرأة من حقوقها؛ حتى تتمكن من أن تتخذ قرارها بشكل سليم، وأن تكون قادرة على تحديد الرقم الذي تريده من الأطفال، كذلك ولا بدَّ من حث المرأة على الاهتمام بتعليمها وصحتها وجمالها والتخفيف من الأعباء والأثقال التي تحملها لتجعل منها في نهاية عمرها امرأة تقبع على كرسي بارد خائرة القوى.


اتباع الدولة لخطة منظمة مضمونة النتائج في التخفيف من البطالة والحد منها، كذلك الرفع من سوية المواطن ومعيشته وحثه على التفكير بالمستقبل وأن تفتح الآفاق أمامه ليلتفت إلى مواكبة عصر التطور والتعليم، وهو بذلك سيحد من الأطفال دون أن يملي عليه أحد ذلك، ولا بدَّ من نبذ العادات اليتي تمجد من الذكور وتجعل من الأم آلة تبقى تعمل حتى تنجب للعائلة ذكرها المنتظر، وبذلك يتم الحدد من التضخم السكي بشكل جيد.


إنَّ الزيادة السكانية هي ليست قلة اليابسة وكثرة الأفراد عليها، بل الزيادة السكانية تنجم عن سوء توزيع موارد الدولة بين أفراد الشعب، ولحل مثل هذه المشكلة لا بدَّ من توزيع موارد الدولة على أفرادها بشكل عادلٍ ومتساوٍ يمكّن المرء من أن يعيش حياة كريمة في وطنه، ويمكن أن تقوم الدولة بتوزيع المساحات على السكان بحيث يستطيع الشعب تملك الأراضي غير المأهولة بالبشر ومن ثم يقوموا بتأهيلها، وهذا الحل يساهم بشكل كبير في رفع اقتصاد الدولة والفرد في آنٍ معًا.


ولو تمَّ الأخذ بجميع الحلول السَّابقة لانتفت مشكلة التضخم السَّكاني، ولعاش الأفرد في رخاء وسخاء بعيدًا عن شبح الفقر الذي بات يلاحق ذوي الدخل المحدود الذين يحاولون أن يبقوا على قيد الحياة بأقل التكاليف، ومن ثم لا يدرون في نهاية عمرهم إلا والحياة تجرفهم إلى النهاية، ولكنَّ الصدمة الكبرى حينما يدركون أنَّهم من بداية حياتهم هم لم يعيشوا وإنما سنين عمرهم كانت أرقامًا تمر أمامهم.