محتويات
تحلل الجثة
ما أهم دلائل بدء عملية التحلل؟
يفقد جسم الإنسان عند الموت جميع الوظائف الحيوية التي كان يتمتع بها قبل ذلك، ومنها أنشطة الدماغ والتنفُّس وضربات القلب، ويحدث العديد من التغيُّرات في الجسم بعد الموت والتي تنقسم إلى تغيرات مبكرة وتغيرات متأخرة، ومن التغيرات المبكرة انخفاض درجة الحرارة والتغيرات في العين والجلد، وأما التغيرات المتأخرة تتمثل بالتحلل وتشكل شمع الجثث.[١]
ويعد تحلل الجثة ظاهرة تتحول فيها مواد الجسم العضوية بشكل متتالي إلى مواد أبسط، ويوجد الكثير من العلامات التي تدل على بدء التحلل الذي يغزو الجثة، وأشهر هذه الدلائل هي؛ الزُّرقة الرمية، التخشب الموتي، بُرودة الموت، ومن دلائل التحلل الأخرى ظهور اللون الأخضر نتيجة تراكم الغازات داخل تجاويف الجسم مثل كبريتيد الهيدروجين، وانفصال الجلد عن الجسد، ونتيجة بقاء العينين مفتوحتين بعد الموت فإن المكان المكشوف من القرنية يجف ويتلون بلون أسود، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول مراحل تحلل الجثة.[٢]
ما هي مراحل تحلل الجثة؟
يعتقد الكثير من الناس أنَّ تحلل الجثة مرادف لمفهوم التعفن، ولكن في الواقع فإنَّ عملية تحلل الجثة بالكامل أطول من ذلك المفهوم البسيط حيثُ تنقسم لعدة مراحل، ومنها مرحلة التعفن التي تشكل جزءًا أساسيًا من عملية التحلل، وفي ما يأتي سيتمُّ التعرف على مراحل تحلل الجثة بالتفصيل:[٢]
مرحلة التحلل الذاتي
ما هي العلامة الأولى لعملية التحلل؟
يحدث الهضم الذاتي للجثة نتيجة تدمير الخلايا والنسج في جسم الكائن البشري، فبعد الوفاة مباشرة تبدأ الأغشية بالتحلل وتقوم بإطلاق الإنزيمات المسببة للتحلل الذاتي، ويكون ظهور القرنية بلون أبيض هي العلامة الأولى الخارجية للهضم الذاتي في الجسم، ويظهر من تشريح الجثث في الساعات الأولى من الموت النسيج الحشوي للرئتين والبنكرياس كالعجين، وتدعى عملية الهضم الذاتي التي تحصل للجنين غير المولود بعد والموجود في الكيس السلوي بالتعطُّن، حيث يتقشَّر الجلد وتظهر الأنسجة بلون بني داكن، وتخلو عملية الهضم الذاتي للجثة من أي تأثير جرثومي.[٣]
الانتفاخ
لماذا تنتج الغازات؟
وفي هذه المرحلة يحدث تراكم للغازات في تجاويف الجسم فتتورم الجثة وتبدو بمظهر منتفخ،[٢] وتنتج الغازات بفعل البكتيريا العديدة مثل الأمونيا وكبريتيد الهيدروجين والميثان وثاني أوكسيد الكربون وغيرها، والتي تؤدي إلى تورُّم الأعضاء التناسلية الخارجية والوجه وانتفاخ البطن ويمكن أن تحتوي كل الأعضاء الداخلية على غازات تتوضع تحت بطانة الأغشية المخاطية.[٣]
التعفن
لماذا تتعفن الجثة؟
وهو تحلل الجثة نتيجة تأثير الميكروبات عليها، حيث إن الفلورا الطبيعية الموجودة في الأمعاء تنتقل إلى الأوعية الدموية لتنتشر في أنحاء الجسم، والكائنات الدقيقة الخارجية تدخل إلى الجسم عن طريق الجهاز التنفسي والجروح المفتوحة والقناة الهضمية، وتنمو الميكروبات في غياب آليات الجسم المناعية وتتغذى على الكربوهيدرات والبروتينات في أجزاء الجسم والدم، وتتسبب جراثيم المطثية الحاطمة إيجابية الغرام بشكل رئيس في حدوث التعفن للجثث، وتتحلل الخلايا الدموية نتيجة تحلل الليسيثين الموجود فيها بفعل الليسيثيناز، وتبدأ الجثث بالتعفن بعد انقضاء ساعة من لحظة الموت تقريبًا، ويميز تعفن الجثة من الخارج بتلون الجلد المتوضع على الحفرة الحرقفية اليمنى بالأخضر التي تحتوي على سائل والكثير من البكتريا، وينتشر هذا اللون لمنطقة البطن وفي مراحل لاحقة يدخل الجسم كله، وينتج كبريتيد الهيدروجين بفعل البكتيريا، والذي يتفاعل مع الهيموغلوبين وينتج سلفا هيموغلوبين الذي يلون الجزء المحيط بلون أخضر، ويلاحظ اللون الأزرق المخضر من خلال الجلد الناتج عن تعفن خلايا الدم الحمراء.[٣]
متى يبدأ جسم الميت بالتحلل؟
بعد حوالي ساعة من الوفاة تبدأ عملية الزُّرقة الرمية والتي يمكن أن تستمر إلى 12 ساعة، ويحدث فيها تغيُّر لون الجلد ليصبح شاحبًا وذلك بسبب توقف القلب وفقدان الدورة الدموية، وأما التخشب الموتي أو الصمل الموتي والذي يحدث فيه تصلب للجسم وشد للعضلات نتيجة التغيرات الحاصلة فيها، تحدث بعد الوفاة بساعتين إلى 6 ساعات وقد تمتد لحوالي 24 إلى 84 ساعة، وبعدها تعود المرونة للعضلات، وتحدث بُرودة الموت عندما يبرد الجسد نتيجة تعطل آليات تنظيم الحرارة الداخلية كما تعتمد درجة برودة الجثة على درجة حرارة الجو المحيط بها وتحدث بعد الوفاة في غضون 18 إلى 20 ساعة.[٢]
وتبدأ الميكروبات بتأثيرها على الجسم لإحداث التعفن خلال ساعة من الموت وتكون الميكروبات في قمة نشاطها في أول 24 ساعة من الموت، وخلال 18 إلى 36 ساعة بعد الموت يظهر اللون الأخضر وتتعفن خلايا الدم الحمراء وتنتج الغازات بفعل الميكروبات من أمونيا وكبريتيد الهيدروجين والميثان والتي تؤدي لانتفاخ الجسم، وتُشاهد الديدان على الجروح المفتوحة والفتحات الخارجية بعد 24 أو 48 ساعة من الموت.[٣]
ما فائدة تحلل الجثة؟
بعد المرور على مراحل تحلل الجسم بعد الموت لا بدَّ من معرفة الفائدة من تحلل الجثث بالنسبة لحياة الإنسان بشكل عام، فجميع التغيرات المتتالية التي تطرأ على الجسم بعد الموت تكون نتيجة العديد من العوامل الداخلية والخارجية للجسم، وتفيد هذه التغيرات الحاصلة في تأكيد حدوث الوفاة أولًا ثمَّ في معرفة الوقت الذي حصلت فيه الوفاة، كما تفيد في معرفة السبب المؤدي للوفاة وطريقتها كذلك، كما يلاحظ في حالة الإغراق والصعق بالكهرباء والإغماء والمخدر عدم الحساسية وفقدان الحركة الطوعية.[٣]
وبناء على ما سبق يجب توخي الحذر من قبل الأطباء قبل تشخيص وفاة الشخص، ففي بعض الحالات تغيب علامات الحياة وينخفض معدل الأيض عند الفرد وفي هذه الحالة يمكن إنعاش الفرد، والتغيرات بعد الوفاة المبكرة والمتأخرة علامة تؤكد حدوث الموت ويستفاد من هذه التغيرات الحاصلة في حساب فترة ما بعد الموت PMI أو الوقت المنقضي منذ لحظة الوفاة TSD، حيث تساعد معرفة فترة ما بعد الوفاة في تحقيقات الطب الشرعي لتحديد وقت حدوث الوفاة أو الجريمة في حال وقوع جريمة قتل، ومن خلال هذا الوقت يتم التأكد من حجة الأشخاص المشتبه بهم.[٣]
المراجع[+]
- ↑ "Early Changes After Death", www.myhealth.gov.my, Retrieved 2020-05-07. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What happens to the body after death?"، www.medicalnewstoday.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-07. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Postmortem Changes", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-05-07. Edited.