محتويات
خلق الإنسان
كيف تتم عملية خلق الإنسان؟
إنَّ مراحل خلق الإنسان تبدأ بعد حوالي 4 أيامٍ من تخصيّب البويضة التي تبدأ بشكل كتلةٍ صغيرةٍ من الخلايا وتنتهي بجنينٍ ذو شكلٍ بشريٍ واضح، ومن أيامه الأولى يسافر الجنين على طول قناة فالوب بعد حوالي أسبوعٍ من الحمل ليصل إلى الرحم المستعدِ أساسًا لاستقباله بشبكةٍ من الأوعية الدمويِّة والغدَّد، وعند وصوله للرحم يصبح الجنين عبارةً عن كرةٍ مليئةٍ بالسوائل وجدرانها تتكون من حوالي 134 خلية تُسمى الكيسة الأروميِّة التي تكوِّن كلًا من الجنين والمشيمة.
وخلال ثلاثة أسابيعٍ من الإخصاب يصبح للجنين قلب بدئي وخلال الفترة اللاحقة تتطور بقية أعضائه، وعندما يلتصق الجنين بالرحم تتكون بنيةٌ معقدةٌ من الأوعية والخلايا تُسمى المشيمة التي تنقل موادً مختلفةً مثل الأكسجين والمواد المغذيّة ومخلفات الأستقلاب من الجنين للأم، وبحلول الشهر الخامس يبلغ طول الجنين 21سم ويبلغ معدل ضربات قلبه 140 نبضة في الدقيقة، ويتناول هذا المقال مراحل خلق الإنسان.[١]
ما هي مراحل خلق الإنسان؟
تُحسب بداية الحمل اعتبارًا من اليوم الأول لآخر دورة طمثيِّة، والحمل عمليًا يحدث بعد أسبوعين من هذا التاريخ، حيث هنالك عدَّدٌ من مراحل خلق الإنسان تبدأ بإطلاق البوبضات من المبيض قبل أسبوعين من بداية الدورة الطمثيِّة ويحدث بعدها الإخصاب عند اختراق الحيوان المنوي للبويضة وتتلوها تباعًا مراحل خلق الإنسان[٢]، وأهمُّها:
الإخصاب
الإخصاب هو اتحاد نواة الحيوان المنوي من أصلٍ أبويٍ مع نواة البويضة من الأصل الأمومي لتشكِّل النواة الأوليِّة للجنين، حيث تُشكل هذه العملية اندماج المادة الوراثية لخلايا جنسية مختلفة لتكوين البيضة الملقحة، وتؤدي هذه العملية لإحداث عدَّة تفاعلاتٍ في غشاء البويضة الخلوي يجعل اختراق حيوان منوي آخر للخلية أمرً غير واردٍ، وبتيجة الإخصاب تَتنشط البويضة وتبدأ الانقسام الخلوي لتشكيل الجنين، ويعدُّ التفاعل الرأسي للحيوانات المنويِّة شرطًا أساسيًا للارتباط مع البويضة حيث يسمح هذا التفاعل عبر عدَّد من التغيرات الهيكليِّة والتفجيرات في الغشاء الخلوي عند الطرف القريب من البويضة بإطلاق مادةً تُسمى الإستين والتي تكسر طبقة البيتيلين في البويضة مشكلةً فجوةً ضحلةً تتطور لإنبوبٍ رفيع تعبر منه المادة الوراثيِّة في الحيوان المنوي إلى داخل البويضة مع بقاء الغشاء البلازمي وذيل النطفة خارج البويضة[٣].
تطور الكيسة الأريمية
تُعتبر الكيسة الأريميِّة مرحلةً مميَّزةً في جنين الثديات وهي تتطور بشكل خلايا تشبه التوت يظهر بداخلها تجويفٌ يصبح مليئًا بالسوائل وتتمايز الخلايا داخل الكيسة الأريميِّة إلى نوعين من الخلايا إحداها بشكل طبقةٍ رقيقةٍ من الخلايا تسمى hypoblast وتساهم في تكوين الأديم الباطن الجنيني الذي يتكون منه الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، ونوعٌ آخرً من الخلايا يسمى الأرومة الغاذية التي لا تساهم بشكلٍ مباشرٍ في تكون الجنين بل تعمل على انشاء سبيل اتصالٍ مع الرحم الأمومي لتأمين التغذية وطرح المفرزات والتي تتطور بدورها لاحقا إلى المشيمة[٤].
تطور الجنين embryo
يتطور الجنين بعد أربعة أسابيعٍ من الحمل وينمو الجنين بسرعة خلال هذا الطور حيث ينغلق الأنبوب العصبي في الأسبوع السادس ويتطور منه الدماغ والنخاع الشوكي كما يبدأ القلب والأعضاء الأخرى في التكون، وتتطور الهياكل اللازمة لتطور العينين والأذنين وينحني جسم الطفل على شكل حرف c، وخلال الأسبوع السابع ينمو الدماغ وتتطور بدايات الفتحات الأنفيِّة على وجه الطفل، كما تظهر براعم الأطراف السفليِّة والعلويِّة على شكل مجاذيف.[٥]
خلال الأسبوع التاسع تنمو الذراعان ويظهر المرفقان والأصابع وتتشكل الجفون مع كون رأسه كبير الحجم نسبيًا، وخلال الأسبوع العاشر يصبح رأس الطفل أكثر استدارةً ويمكن الطفل ثني مرفقيه وتصبح أصابع اليدين أطول ويظهر الحبل السري بوضوح مع استمرار تطور الجفون والأذن الخارجيِّة،وفي الأسبوع الحادي عشر يشكل الرأس نصف طول الجسم تقريبًا وتنمو وتتطور الأعضاء التناسليِّة وتنفصل العيون على نحوٍ واسعٍ وتظهر براعم الأسنان المستقبليِّة مع بدء تكون خلايا الدم الحمراء في الكبد.[٥]
مع بداية الأسبوع 12 تتطور الأعضاء التناسليِّة إلى قضيب أو بظر وشفرين كبيرين وفي نهاية هذا الأسبوع يبلغ طول الجنين 50سم ويزن حوالي 8 غرام مع وجود أمعاءه في البطن وأظافر على يديه وسحنه خاصة لوجهه.[٥]
تطور الجنين الحيّ والمشيمة fetus
المشيمة هي عضو متصل ببطانة الرحم أثناء الحمل تحافظ على تدفق دم الجنين بشكلٍ مُنفصلٍ عن دم الأم مع توفير رابط بينهما يسمح للمشيمة بالقيام بالوظائف التي لم يستطع الجنين القيام بها بعد، بالإضافة إلى التنفس، ويتمُّ التوصيل بين المشيمة والجنين عبر الحبل السري، وبالإضافة إلى التغذية والأطراح تقوم المشيمة بإنتاج هرمونات تساعد الطفل على النمو والتطور وتوفر له الحماية من حدوث العدوى من معظم الجراثيم وبعض الفيروسات، وقد تعبر الكحول ومنتجات التدخين ممِّا يؤدي لحدوث أذية للجنين، وفي نهاية الحمل تقوم المشيمة بتمرير أجسام مضادة تؤمن حماية للطفل لمدة عدة أشهر بعد الولادة[٦].
فيما بعد الشهر الرابع تكون دقات قلب الجنين مسموعةً عبر الدوبلر وتكون الأصابع في القدمين واليدين محدَّدة بدقةٍ وتتشكل الجفون والحاجبين والرموش والأظافر والشعر، وتصبح العظام أكثر كثافةً، وفي الشهر الخامس تتطور عضلات الطفل ويبدأ بالتحرك وتلاحظ الأم هذه الحركات، ويبدأ الشعر بالنمو على رأس الطفل وتتغطى الأكتاف بشعرٍ ناعم يُدعى الزغب والذي غالبًا ما يتساقط في نهاية الأسبوع الأول من عمر الطفل، وفي الشهر السادس يصبح الجلد بلونٍ أحمرٍ وتظهر التجاعيد والأوردة من خلال الجلد وتظهر بصمات الأصابع وتبدأ الجفون في الانقسام وتفتح العينان.[٢]
يستجيب الطفل للأصوات عن طريق الحركة أو زيادة النبض، ويستمر الطفل في الشهر السابع في تطوير احتياطاته من الدهون ويبدأ السائل الأمنيوسي في التناقص، وفي الشهر الثامن يستمر الطفل في النضوج ويزداد عدد مرات الركل لديه ويتطور الدماغ بسرعة لديه في هذا الشهر بالإضافة إلى معظم أجهزة جسمه الداخليِّة باستثناء الرئتين التي تكون غير ناضجةً غالبًا، وفي الشهر التاسع تكون الرئتان اقتربت من التطور الكامل و ويتمُّ تنسيق ردود الفعل الخاصة بالطفل حتى يتمكن من إغلاق العينين وتحريك الرأس والإمساك بإحكام والرضاعة من ثدي الام، وبهذا قد تمَّ التحدث عن مراحل خلق الإنسان بشكلٍ عامٍ.[٢]
المراجع[+]
- ↑ "Track the development of a human embryo into a baby from fertilization to childbirth", www.britannica.com, 2020-05-06. Edited.
- ^ أ ب ت "Fetal Development: Stages of Growth", my.clevelandclinic.org, 2020-05-06. Edited.
- ↑ "Fertilization", www.britannica.com, 2020-05-06. Edited.
- ↑ "Blastocyst", www.britannica.com, 2020-05-06. Edited.
- ^ أ ب ت "Pregnancy week by week", www.mayoclinic.org, 2020-05-06. Edited.
- ↑ "What is the placenta", www.nhs.uk, 2020-05-06. Edited.
