فضل سورة الحجرات
هل ورد حديثٌ صحيح في فضل سورة الحجرات؟
لم يَرِد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حديثٌ صحيحٌ مخصّص في فضل سورة الحجرات، بيدَ أنّ بعض النّاس يتناقلون بعض الفضائل لسورة الحجرات فيما بينهم مثل: أنّ سورة الحجرات قد تكون سببًا في جلب الرّزق أو أنّ سورة الحجرات قد تكون سببًا في تسهيل أمور الزّواج، والصّحيح أنّه لا صحّة لهذا الكلام ولا لهذه الفضائل، إذ إنّ هذه الفضائل المذكورة لا تستند على أيّ أحاديث وردت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بوجه صحيح.[١]
إنّ ما يُنسب إلى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من أحاديث في فضل هذه السّورة لا يصحّ، ومن ذلك ما يُروى عن الصّحابيّ الجليلأبيّ بن كعبٍ -رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:"من قرأ سورة الحُجُرات أُعطي من الأَجر عشر حسنات، بعدد مَنْ أَطاع الله وعصاه".[١]
وكذلك في الحديث الآخر الذي يُروى عن الصّحابيّ الجليل عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال لعليّ ذات يومٍ: "يا علي مَن قرأها كان في الجنَّة رفيق سليمان بن داود، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب المحسنين إِلى عيالهم"، فكلا الحديثين لا يصحّ أن ينسبه أحد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[١]
وللتّعرف على سبب نزول سورة الحجرات يمكنك الاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة الحجرات
فضل سورة الحجرات في التأثير إيجابًا على حياة المسلم
ما هي الأخلاق التي تحثّ عليها سورة الحجرات؟
فيما يلي بعض الفضائل التي يستمدّها المسلم من سورة الحجرات:
- ترك ظنّ السّوء، وذلك في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}،[٢] ويجدر هنا ذكر أنّ الله -عزّ وجلّ- أمر بترك كثيرٍ من الظنّ ولم يأمر بترك الّنّ كلّه، وهذا لأنّ بعض الظّنّ لا يكون مذمومًا كظنّ السّوء بأهل السّوء.[٣]
- ترك التّجسّس، وفي ذلك قال الله عزّ وجلّ: {وَلَا تَجَسَّسُوا}،[٢] والتجسس يعني التطلّع إلى الأخبار المستترة.[٣]
- ترك الغيبة، وذلك في قول الله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ}،[٢] إذ يحثّ الله تعالى على ترك الغيبة، ويذكر أنّ الغيبة كأكل لحم الإنسان المُغتاب وهذا يدلّ على قبح الغيبة وسوئها.[٣]
- ترك الاعتزاز بغير التقوى، حيث قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[٤] فجعل معيار التّفاضل الوحيد بين البشر هو التّقوى، وليس للحسب أو النّسب أو لكثرة المال دورًا في رفع المنزلة عند الله جلّ وعلا.[٥]
كما يمكنك الاستزادة بالتعرف على سورة الحجرات وما حوته من كنوز، وذلك بالاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الحجرات
المراجع[+]
- ^ أ ب ت الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 436. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سورة الحجرات، آية:12
- ^ أ ب ت الكتاني، محمد المنتصر، تفسير المنتصر الكتاني، صفحة 9 - 11. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:13
- ↑ الكتاني، محمد المنتصر، تفسير المنتصر الكتاني، صفحة 4. بتصرّف.