طرق حماية البيئة
تحتلّ البيئة أهمية كبيرة نظرًا لأنّها تحيط بالإنسان وتُشكّل جزءًا مهمًّا في حياته، كما أنّ الإنسان من أهم عناصر البيئة، وهو يؤثر ويتأثر بها بشكلٍ كبير، ولهذا من الواجب اتباع جميع الطرق التي تُساعد في الحفاظ على البيئة، وأهم طرق حماية البيئة يكون بحمايتها من التلوث وحماية الأنواع الموجودة فيها من نباتات وحيوانات ومواد خام طبيعية، ومن طرق حماية البيئة الأساسية عدم رمي المخلفات الكيميائية والطبيعية فيها، وعدم تغيير خصائص عناصرها الأساسية مثل: الماء والتربة والهواء، ويكون هذا بالتقليل من انبعاث السموم والغازات الضارة التي تتراكم في الغلاف الجوي.
تُسبّب المواد الكيميائية التي تتسرب إلى الهواء في حدوث ظواهر عدّة مثل: ظاهرة الضباب الدخاني والمطر الحمضي الذي يُسبب تلوث المسطحات المائية والتربة والقضاء على الغطاء النباتي، وفي الوقت نفسه يجب التزام المصانع ووسائط النقل بتركيب مصافي للهواء لمنع التأثير على طبقة الأوزون التي تُشكّل جزءًا أساسيًا في الحفاظ على البيئة، ومنع تغير المناخ العام، ومن الطرق المفيدة في تقليل تلوث البيئة تجنُّب قذف المواد السائلة الكيميائية في المسطحات المائية، وإبعاد شبكات الصرف الصحي عن مصادر الينابيع والأنهار والبحار، وإيجاد مواد بديلة للتخلص من أمراض النبات بدلًا من المبيدات الحشرية التي تُسبب تغيرًا في خصائص التربة والهواء.
يمكن حماية البيئة باللجوء إلى استخدام مصادر الطاقة البديلة أو المتجددة، لأنها مصادر نظيفة لا تسببب أي تلوث في البيئة مثل: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الماء، والتقليل قدر الإمكان من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وزيادة زراعة الأشجار والنباتات التي تُسهم بشكلٍ كبير في التخلص من المواد السامة في الهواء الجوي، وزيادة نسبة الأكسجين، والتقليل من حدوث التصحر، كما تُسهم في ترطيب الأجواء واعتدالها والحفاظ على التربة من الانجراف.
الجهات المسؤولة عن حماية البيئة
حماية البيئة تحتاج إلى تضافر جميع الجهود من الناس، سواء على مستوى الأفراد أم الجماعات، ولهذا من الواجب توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة وتأثيرها الكبير على جودة الحياة على كوكب الأرض، والمسؤولية الأولى في حماية البيئة تقع على عاتق الفرد نفسه الذي يجب أن يحرص أشدّ الحرص عليها، وألّا يرمي فيها القاذورات التي تُسبّب تلوثها وتغيير خصائص عناصرها، فاعتماد الشخص نفسه على المصادر البديلة يُقلّل من تلوثها، وقيامه بالزراعة وتكثير النباتات بمختلف أنواعها يُسهم ولو بجزء بسيط في الحفاظ عليها ومنع زيادة الأمر سوءًا، كما يمكن الحفاظ عليها من قبل المجتمع بنشر التوعية بين أفراده وتوعيتهم بخطورة الملوثات التي يتم طرحها في البيئة.
تتحمل الحكومات والدول مسؤولية كبيرة في حماية البيئة، خاصة فيما يتعلق بتنظيم طرق الحفاظ عليها وسن القوانين الرادعة التي تلزم أصحاب المصانع ووسائط النقل بالتقليل قدر الإمكان من انبعاث الغازات السامة، وطرح النفايات السامة في البيئة، والتخلص منها بطريقة سليمة بحيث لا تؤثر على البيئة، ويكون هذا بعمل أماكن مخصصة لطمر النفايات الكيميائية الصلبة والسائلة بطريقة تمنع تسربها للتربة ومصادر المياه، والحمل على إقامة محميات طبيعية للنباتات والحيوانات بحيث يتم الحفاظ على التنوع الحيوي النباتي والحيواني في البيئة.
يوجد في الوقت الحالي العديد من المنظمات الدولية لحماية البيئة التي تُحاول أن تنشر الوعي البيئي في المجتمع الدولي، والحثّ على الحفاظ على جميع عناصرها وإبراز أهمية الحفاظ على حق الأجيال القادمة في بيئة نظيفة خالية من التلوث ومسببات الأمراض، كما يجب التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة في الكتب المدرسية ومناهج الجامعات، وقد تمّ فعليًا إدراج تخصّصات جامعية معنية بالبيئة والحفاظ عليها وتعميم طرق استخدام الطاقة البديلة مثل السيارات التي تسير على الكهرباء بدلًا من الوقود.
أهمية حماية البيئة
حماية البيئة ليست خيارًا يمكن عمله أو تركه، وإنما هي ضرورة أساسية يجب عدم التفريط بها أبدًا، خاصة أنّ تلوث البيئة يُسبب الإصابة بأمراض كثيرة للإنسان والحيوان والنبات على حدٍ سواء، كما أنّ بعض الملوثات التي يتم طرحها في البيئة تحتاج إلى مئات السنين للتخلص منها، وهذا يعني تراكمها في الماء والهواء والتربة، كما أنّ حماية البيئة تُساعد في الحفاظ على العديد من الأنواع من الانقراض، وخاصة الأنواع النباتية والحيوانية لشدّة تأثرها بالتلوث البيئي، وهذا بدوره يحافظ على التوازن البيئي، ولا يحرم الأجيال القادمة من حقها في بيئة نظيفة ومتوازنة.
حماية البيئة تُسهم في إغلاق ثقب الأوزون، وهذا يعني حماية الإنسان والحيوانات من انبعاثات الأشعة فوق البنفسجية ومنع الإصابة بالأمراض، كما تُسهم الإجراءات الوقائية في الحفاظ على الغطاء النباتي ومنع زيادة التصحر، والإبقاء على المساحات الخضراء التي تشكل بيئة حيوية طبيعية لعيش العديد من الحيوانات الصغيرة والكبيرة، والحفاظ على البيئة البحرية من التلوث وعدم اختلال الأعداد والأنواع التي تعيش في البحار والمحيطات من أسماك وحيوانات بحرية أخرى، بالإضافة إلى التخلّص من العديد من الظواهر السلبية الناتجة عن تلوث البيئة مثل: ظاهرة الاحترار العالمي التي تحدث نتيجة تراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
حماية البيئة تمنع حدوث ظاهرة الضباب الدخاني والمطر الحمضي، مما يُسهم في الحفاظ على النباتات والحيوانات والتربة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على المنشآت التي يُسبب المطر الحمضي تلوّثها، وكلما كان الإسراع في حماية البيئة نوعيًا أكثر كلما سرّع عملية تعافيها من أثر الملوثات، وانعكس هذا إيجابًا على البيئة ككل، ومنع تراكم المواد الكيميائية والعضوية فيها، وهذا أيضًا ينعكس على جمالها ونوعية الهواء الذي يتنفسه الإنسان، ويحميه من الإصابة بالأمراض، كما تُسهم حماية البيئة في منع حدوث اختلالات بيئية مثل: انصهار الثلوج في القطب الشمالي والفيضانات والموجات الحارة، وهذا بدوره يُسهم في حياة أكثر استقرارًا على كوكب الأرض.
لقراءة المزيد، انظر هنا: تعبير عن الحفاظ على البيئة.