محتويات
- ١ قصيدة: حزن يغتالني
- ٢ قصيدة: بِنتم وبنّا
- ٣ قصيدة: بكيتُ وهل بكاء القلب يجدي
- ٤ قصيدة: أسألك الرحيلًا
- ٥ قصيدة: العين بعد فراقها الوطنا
- ٦ قصيدة: الله جارك في انطلاقك
- ٧ قصيدة: أترى قد اخترت الفراق خليلًا
- ٨ قصيدة: فراق ومن فارقت ليس بمذممٍ
- ٩ قصيدة: إذا حان من شمس النهار غروب
- ١٠ قصيدة: ولقد نظرت إلى الفراق ولم أجد
قصيدة: حزن يغتالني
قال الشاعر نزار قباني:
- حزنٌ يغتالُني
- وهمّ يقتُلُني
- وظلمُ حبيبٍ يعذّبُني
- آه .. ما هذهِالحياة
- التي كلّها آلامٌ لا تنتهي
- وجروحٌ لا تَنبري
- ودموعٌ من العيونِ تَجري
- جرحتُ خدّي
- أرّقتُ مَضْجعي
- وسلبتُ نومي
- آه يا قلبي يا لكَ من صَبورٍ
- على الحبيب لا تَجورٌ رغم ظلمِهِ الكثير وجُرحهِ الكبير
- الذي لا يندملُ ولا يزول
- ما زلتَ تحبُّه
- رغم كلّ الشّرورِ
- ما زلتَ تعشقُهُ رغمَ الجورِ والفجور
- ما زلتَ تحنُّ إليهِ
- رغمَ ما فيهِ من غرورٍ
- قلبي .. ويحَكَ قلبي
- إلى متى .. إلى متى
- أخبِرْني باللهِ عليكَ إلى متى
- هذا الصّبر وهذا الجلد والتحمل
- إلى متى هذا السّهر والتأمل
- إلى متى هذهِ المعاناة والتذلّل
- كُفّ عن هذا كفّ
- واهجُرْ ما هجرتَ
- وعذّبْ كما عذّبتَ
- واجرح كما جرحتَ ولكنّي، لست من أجرحُ لأنّي أنثى ليَ قلب
- فلقد عانيت كثيرًا وصبرت كثيرًا كثيرًا
- على حبيبٍ لا يعرفُ للحبِ معنى
- أما آن لك يا قلبي أن توقفَ كل هذا
- فباللهِ عليكَ يا قلبي
- كـفّ
قصيدة: بِنتم وبنّا
أَضحى التَنائي بَديلًا مِن تَدانينا
- وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا
أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا
- حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا
مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ
- حُزنًا مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
- أُنسًا بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
- بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا
فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقودًا بِأَنفُسِنا
- وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولًا بِأَيدينا
وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
- فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا
يا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُم
- هَل نالَ حَظًّا مِنَ العُتبى أَعادينا
لَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم
- رَأيًا وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينا
ما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ
- بِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحًا فينا
كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ
- وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا
بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
- شَوقًا إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا
نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
- يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا
حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت
- سودًا وَكانَت بِكُم بيضًا لَيالينا
إِذ جانِبُ العَيشِ طَلقٌ مِن تَأَلُّفِنا
- وَمَربَعُ اللَهوِ صافٍ مِن تَصافينا
وَإِذ هَصَرنا فُنونَ الوَصلِ دانِيَةً
- قِطافُها فَجَنَينا مِنهُ ما شينا
لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما
- كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينا
لا تَحسَبوا نَأيَكُم عَنّا يُغَيِّرُنا
- أَن طالَما غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينا
وَاللَهِ ما طَلَبَت أَهواؤُنا بَدَلًا
- مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم أَمانينا
يا سارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاِسقِ بِهِ
- مَن كانَ صِرفَ الهَوى وَالوُدُّ يَسقينا
وَاِسأَل هُنالِكَ هَل عَنّى تَذَكُّرُنا
- إِلفًا تَذَكُّرُهُ أَمسى يُعَنّينا
وَيا نَسيمَ الصَبا بَلِّغ تَحِيَّتَنا
- مَن لَو عَلى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا
فَهَل أَرى الدَهرَ يَقضينا مُساعَفَةً
- مِنهُ وَإِن لَم يَكُن غِبًّا تَقاضينا
رَبيبُ مُلكٍ كَأَنَّ اللَهَ أَنشَأَهُ
- مِسكًا وَقَدَّرَ إِنشاءَ الوَرى طينا
أَو صاغَهُ وَرِقًا مَحضًا وَتَوَّجَهُ
- مِن ناصِعِ التِبرِ إِبداعًا وَتَحسينا
إِذا تَأَوَّدَ آدَتهُ رَفاهِيَةً
- تومُ العُقودِ وَأَدمَتهُ البُرى لينا
كانَت لَهُ الشَمسُ ظِئرًا في أَكِلَّتِه
- بَل ما تَجَلّى لَها إِلّا أَحايينا
كَأَنَّما أُثبِتَت في صَحنِ وَجنَتِهِ
- زُهرُ الكَواكِبِ تَعويذًا وَتَزيينا
ما ضَرَّ أَن لَم نَكُن أَكفاءَهُ شَرَفًا
- وَفي المَوَدَّةِ كافٍ مِن تَكافينا
يا رَوضَةً طالَما أَجنَت لَواحِظَنا
- وَردًا جَلاهُ الصِبا غَضًّا وَنَسرينا
وَيا حَياةً تَمَلَّينا بِزَهرَتِها
- مُنًى ضُروبًا وَلَذّاتٍ أَفانينا
وَيا نَعيمًا خَطَرنا مِن غَضارَتِهِ
- في وَشيِ نُعمى سَحَبنا ذَيلَهُ حينا
لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالًا وَتَكرِمَةً
- وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغنينا
إِذا اِنفَرَدتِ وَما شورِكتِ في صِفَةٍ
- فَحَسبُنا الوَصفُ إيضاحًا وَتَبيينا
يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها
- وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّومًا وَغِسلينا
كَأَنَّنا لَم نَبِت وَالوَصلُ ثالِثُنا
- وَالسَعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشينا
إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
- في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا
سِرّانِ في خاطِرِ الظَلماءِ يَكتُمُنا
- حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا
لا غَروَ في أَن ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَت
- عَنهُ النُهى وَتَرَكنا الصَبرَ ناسينا
إِنّا قَرَأنا الأَسى يَومَ النَوى سُوَرًا
- مَكتوبَةً وَأَخَذنا الصَبرَ تَلقينا
أَمّا هَواكِ فَلَم نَعدِل بِمَنهَلِهِ
- شُرَبًا وَإِن كانَ يُروينا فَيُظمينا
لَم نَجفُ أُفقَ جَمالٍ أَنتِ كَوكَبُهُ
- سالينَ عَنهُ وَلَم نَهجُرهُ قالينا
وَلا اِختِيارًا تَجَنَّبناهُ عَن كَثَبٍ
- لَكِن عَدَتنا عَلى كُرهٍ عَوادينا
نَأسى عَلَيكِ إِذا حُثَّت مُشَعشَعَةً
- فينا الشَمولُ وَغَنّانا مُغَنّينا
لا أَكؤُسُ الراحِ تُبدي مِن شَمائِلِنا
- سِيَما اِرتِياحٍ وَلا الأَوتارُ تُلهينا
دومي عَلى العَهدِ ما دُمنا مُحافِظَةً
- فَالحُرُّ مَن دانَ إِنصافًا كَما دينا
فَما اِستَعَضنا خَليلًا مِنكِ يَحبِسُنا
- وَلا اِستَفَدنا حَبيبًا عَنكِ يَثنينا
وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ
- بَدرُ الدُجى لَم يَكُن حاشاكِ يُصبينا
أَبكي وَفاءً وَإِن لَم تَبذُلي صِلَةً
- فَالطَيّفُ يُقنِعُنا وَالذِكرُ يَكفينا
وَفي الجَوابِ مَتاعٌ إِن شَفَعتِ بِهِ
- بيضَ الأَيادي الَّتي ما زِلتِ تولينا
عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت
- صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا
قصيدة: بكيتُ وهل بكاء القلب يجدي
قال الشاعر ميشال جحا:
- بكيتُ وهل بكاءُ القلبِ يجدي؟
- فراقُ أحبتي وحنينُ وجدي
- فمَا معنى الحياة؟ إذا افترقنا
- وهل يجدي النحيبُ فلستُ أدري
- فلا التذكارُ يرحمني فأنسى
- ولا الأشواقُ تتركني لنومي
- فراقُ أحبتي.. كم هزَّ وجدي
- وحتى لقائهم سأظلُ أبكي
قصيدة: أسألك الرحيلًا
قال الشاعر نزار قباني:[٢]
- لنفترق قليلًا
- لخير هذا الحب يا حبيبي
- وخيرنا..
- لنفترق قليلًا
- لأنني أريد أن تزيدَ في محبتي
- أريد أن تكرهني قليلًا
- بحق ما لدينا..
- من ذكرٍ غاليةٍ كانت على كلينا..
- بحق حبٍ رائعٍ..
- ما زال منقوشًا على فمينا
- ما زال محفورًا على يدينا..
- بحق ما كتبته.. إلي من رسائل..
- ووجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي..
- وحبك الباقي على شعري على أناملي
- بحقِ ذكرياتنا
- وحزننا الجميل وابتسامنا
- وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا
- أكبرَ من شفاهِنا..
- بحقِّ أحلى قصةٍ للحب في حياتنا
- أسألك الرحيلا
- لنفترق أحبابا..
- فالطير في كل موسمٍ..
- تفارق الهضابا..
- والشمس يا حبيبي..
- تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
- كن في حياتي الشك والعذابا
- كن مرةً أسطورةً..
- كن مرةً سرابا..
- وكن سؤالًا في فمي
- لا يعرف الجوابا
- من أجل حبٍ رائعٍ
- يسكن منا القلب والأهدابا
- وكي أكون دائماً جميلةً
- وكي تكون أكثر اقترابًا
- أسألك الذهابا..
- لنفترق.. ونحن عاشقان..
- لنفترق برغم كل الحب والحنان
- فمن خلال الدمع يا حبيبي
- أريد أن تراني
- ومن خلال النار والدخان
- أريدُ أن تراني..
- لنحترقَ.. لنبكِ يا حبيبي
- فقد نسينا
- نعمةَ البكاءِ من زمان
- لنفترق..
- كي لا يصير حبنا اعتيادًا
- وشوقنا رمادًا..
- وتذبل الأزهار في الأواني..
- كن مطمئنَ النفسِ يا صغيري
- فلم يزلْ حبك ملء العينِ والضمير
- ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير
- ولم أزلْ أحلم أن تكونَ لي..
- يا فارسي أنت ويا أميري
- لكنني.. لكنني..
- أخافُ من عاطفتي
- أخافُ من شعوري
- أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
- أخافُ من وصالنا..
- أخافُ من عناقنا..
- فباسم حبٍ رائعٍ
- أزهر كالربيعِ في أعماقنا..
- أضاء مثل الشمسِ في أحداقنا
- وباسم أحلى قصةٍ للحب في زماننا
- أسألك الرحيلا..
- حتى يظل حبنا جميلًا..
- حتى يكون عمره طويلًا..
- أسألك الرحيلا..
قصيدة: العين بعد فراقها الوطنا
قال الشاعر خير الدين الزركلي:[٣]
العينُ بعدَ فِراقها الوَطَنا
- لا ساكِنًا ألِفَت ولا سَكَنا
رَيَّانةٌ بالدَّمع أقلقَها
- ألا تُحسَّ كرًى ولا وَسَنا
كانت تَرى في كلِّ سانحةٍ
- حُسنًا وباتَت لا تَرى حَسَنا
والقلبُ لولا أنَّةٌ صَعِدَت
- أنكَرتُه وشَكَكتُ فيه أنا
ليتَ الذينَ أحبُّهم علِموا
- وهمُ هنالكَ مالقيتُ هن
ما كنتُ أحسَبُني مُفارقَهم
- حتَّى تفارقَ روحيَ البدنا
يا طائرًا غنَّى على غُصُنٍ
- والنيلُ يسقي ذلكَ الغُصُنا
زِدني وهِج ما شئتَ من شَجَني
- إن كنتَ مثلي تعرفُ الشَّجَنا
أذكَرتَني ما لستُ ناسِيَه
- ولرُبَّ ذكرى جدَّدَت حَزَنا
أذكَرتَني بَرَدى ووادِيَه
- والطَّيرَ آحادًا به وثُنى
وأحبَّةً أسرَرتُ من كَلَفي
- وهَوايَ فيهِم لاعِجًا كَمَنا
كم ذا أُغالبُه ويغلِبُني
- دَمعٌ إذا كَفكَفتُه هَتَنا
لي ذكرياتٌ في رُبوعِهُمُ
- هُنَّ الحياةُ تألُّقًا وسَنا
إنَّ الغريبَ معذَّبٌ أبدًا
- إن حلَّ لم ينعَم وإن ظَعَنا
قصيدة: الله جارك في انطلاقك
اللَهُ جارُكَ في اِنطِلاقِك
- تِلقاءَ شامِكَ أَو عِراقِك
لا تَعذُلَنّي في مَسي
- ري يَومَ سِرتُ وَلَم أُلاقِك
إِنّي خَشيتُ مَواقِفًا
- لِلبَينِ تَسفَحُ غَربَ ماقِك
وَعَلِمتُ أَنَّ بُكاءَنا
- حَسبَ اِشتِياقي وَاِشتِياقِك
وَذَكَرتُ ما يَجِدُ المُوَد
- دِعُ عِندَ ضَمِّكَ وَاِعتِناقِك
فَتَرَكتُ ذاكَ تَعَمُّفًا
- وَخَرَجتُ أَهرُبُ مِن فِراقِك
قصيدة: أترى قد اخترت الفراق خليلًا
قال الشاعر إبراهيم مرزوق:[٥]
أترى قد اخترتَ الفراق خليلا
- حتى رحلتَ وماشفيت غليلا
أم قلت أن القربَ أكبرُ عاذلٍ
- فأراك لم تجعل إليه سبيلا
أم قد نسيت وثيق عهدٍ بيننا
- ولقد عهدتك في الودادِ أصيلا
ولقد كتبتُ أشواقي ولمْ
- أجعل إليك سوى النسيمِ رسولا
أتراه قد أدى الرسالةَ حقها
- أم كان عن حملِ الكتابِ عليلا
قصيدة: فراق ومن فارقت ليس بمذممٍ
فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
- وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ
وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ
- إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً
- مِنَ الضَيمِ مَرمِيًّا بِها كُلُّ مَخرَمِ
رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ
- عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ
وَما رَبَّةُ القُرطِ المَليحِ مَكانُهُ
- بِأَجزَعَ مِن رَبِّ الحُسامِ المُصَمِّمِ
فَلَو كانَ ما بي مِن حَبيبٍ مُقَنَّعٍ
- عَذَرتُ وَلَكِن مِن حَبيبٍ مُعَمَّمِ
رَمى وَاِتَّقى رَميِي وَمِن دونِ ما اِتَّقى
- هَوىً كاسِرٌ كَفّي وَقَوسي وَأَسهُمي
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ
- وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ
- وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
قصيدة: إذا حان من شمس النهار غروب
قال الشاعر تميم الفاطمي:[٧]
إذا حان من شمسِ النهار غُروبُ
- تذكَّرَ مشتاقٌ وحنّ غَريبُ
أَلا أَبْلِغا القَصْرَيْن فالمَقسَ أنّني
- إليهنّ مُذْ فارقتُهن كئيب
إلى ساحتَيْ دَيرِ القُصَيْر إلى الرُّبا
- فمِصْرِهما حيث الحياةُ تَطيب
منازل لم يُلْبَسْ بها العيشُ شاحبًا
- ولم تُلْفَ فيهنّ الخطوبُ تَنوب
هي الوطن النّائي الذي لم تزل لنا
- نفوسٌ إليه نُزّعٌ وقلوب
إنّي لأَهْوى الرِّيحَ من كلّ ما بَدَا
- بريّاه من ريح الشَّمال هُبوبُ
وما بلدُ الإنسان إلاّ الذي له
- به سَكَنٌ يَشْتاقه وحبيبُ
إلى الله أشكو وَشْكَ بَيْنٍ وفُرقةٍ
- لها بين أَثْناء القلوب نُدُوب
تُرى عندهم علمٌ وإن شَطَّت النّوَى
- بأنّ لهم قلبي عليّ رَقيبُ
لهم كَبِدي دوني وقلبي ومُهْجَتي
- ونفسي التي أَدْعو بها وأُجِيب
فآيَةُ حُزْني لوعةٌ وصبابة
- وعُنوان شوقي زَفْرةٌ ونحيب
وما فارَقونا يَرْتَضُون فِراقَنا
- ولكنْ مُلِمّاتُ الزمانِ ضُروبُ
لهم أنْفُسٌ مَرْضَى يقطِّعها الأسَى
- علينا وأكبادٌ تكادُ تذوب
فلِلشَّوق في الأكباد منهنّ رَنّةٌ
- وللدّمع في روض الخُدود سُكُوبُ
سيَشْفِين داءَ العبد بالقرب عاجلًا
- ويَعْلَمْنَ أنّا بالنجاح نئوب
وأنّ ظنونَ الناس إفكٌ وباطِلٌ
- وظَنُّ أميرِ المؤمنين مُصِيب
تَداركَ نصرَ الدِّين من بعد ما وَهَتْ
- دَعائِمهُ فارتدّ وهو قشيب
رحيل رأى فيه السعادةَ وَحْدَه
- وأكثَرَ فيه طاعنٌ وكذُوبُ
فأَمْضاه لَمّا أن أشاروا بتَرْكه
- وكلُّهم ممّا أتاه هَيُوب
يَسير به قلبٌ على الخطب قُلَّبٌ
- وصدرٌ بما تَعْيَا الصدورُ رَحيبُ
فخابوا وما إن خيَّب الله ظنَّه
- ولله فيما أنكروه غُيوب
وحلَّ ديارَ المارِقين فأصبحوا
- وكلُّهم خوفاً إليه مَنِيب
قصيدة: ولقد نظرت إلى الفراق ولم أجد
قال العلوي علي بن محمد:
- ولقد نظرتُ إلى الفراقِ فلم أجدْ
للموتِ لو فقد الفراق سبيلًا
ياساعةَ البين الطويلِ كأنما
- واصلت ساعات القيامةِ طولًا
لقراءة المزيد من الأشعار، إليك المقال الآتي: أبيات شعر عن الحبيب البعيد.
المراجع[+]
- ↑ "أضحى التنائي بديلا من تدانينا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
- ↑ "أسألك الرحيلا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
- ↑ "العين بعد فراقها الوطنا"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
- ↑ "الله جارك في انطلاقك"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
- ↑ "أترى قد اخترت الفراق خليلا"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
- ↑ "فراق ومن فارقت غير مذمم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
- ↑ "إذا حان من شمس النهار غروب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.