موضوع تعبير عن نفسك

موضوع تعبير عن نفسك
موضوع-تعبير-عن-نفسك/

هواياتي التي أحبها 

أبلغ من العمر الخامسة عشر، وقد وُلدت لعائلة ذات دخلٍ متوسّط يُحبّ بعضها بعضًا ويعيشون معًا في ألفة ومحبة، ألحقني والدي في مدرسة البلدة وكان دائمًا ما يأمل أن أكون كما يحب وكما يُريد، نشأت في بيئة محافظةٍ تحمي العادات والتّقاليد بكلتا يديها، والأب له السطوة المُطلقة في كل شيء ولا يُخالف أوامره إلا مَن أراد أن يكون عاصيًا لتلك العادات وغير مبالٍ بما ستؤول إليه الأمور.


بسبب تلك البيئة التي خطت بها أوّل حياتي اختلفت هواياتي عن غيري من الأقران أو ربما اتّفقت، حقيقة لا أدري، أستيقظ دائمًا من الساعة الخامسة صباحًا وأحاول كلّ يومٍ ألّا أفوّت على نفسي مراقبة شروق الشمس وقد حافظت على تلك العادة منذ أن كان عمري عشر سنوات، أعمد دائمًا إلى مراقبة الشمس في خيوطها الأولى من نافذة غرفتي وأحيانًا أخرج إلى سطح المنزل لأتمكّن من رؤية أكبر قدرٍ ممكن من الفضاء العظيم، ولمَّا أنتهي من رؤية تلك اللوحة الفنية التي قلّ نظيرها أعود إلى فراشي فأتمّل في ذاكرتي تلك المناظر الرائعة التي لا أظنّ أنّ يدًا بشرية تقدير على رسمها.


ولمَّا أذهب إلى المدرسة وأعود منها أُمارس مع أصدقائي تلك الهواية الجميلة التي أظنّ مع كلّ يومٍ أمارسها بها أنَّي خلقت من جديد، إنَّها رياضة تسلق الجبال، لم أكن أعرفها قبل بهذا الاسم بل كنت أقول لأصدقائي هيّا بنا لنحاول أن نصل إلى قمة الجبل ذات اللون الرمادي الجميل، لمَّا كنت أضع يدي على الصخرة وأرتفع من مكانٍ إلى آخر أظنّ أنّي كنت أمتلك العالم بأسره، خاصّة وأنَّ نسمات الرّياح العليلة كانت تلعب بشعري وتأخذه يمنة ويسرة وترتطم بوجنتيّ بضع من أوراق الورود والأعشاب التي تتقاذفها الرياح لتحط أخيرًا على وجهي.


ثم آوي بعدها إلى النهر ذي اللون الأزرق الفيروزيّ الذي تبتهج روحي لمَّا تمسه يدي وكأنّه يهبني الحياة من جديد، إنَّه نهر القرية الصّافي الذي لا يجرؤ أيّ أحدٍ على تلويثه أبدًا، فأسبح فيه وأدع للماء الحرية في مداعبة خصلات شعري فأحسب نفسي ملكت الدنيا بأسرها، أستطيع الآن أن أحصر هواياتي بمراقبة الشروق والسباحة وتسلق الجبال ولم يبق إلا واحدة تلك التي أمارسها قبل النوم.


فلمَّا يحين موعد نومي أحمل كتابًا من الكتب التي ورثتها عن جدّي وأبدأ بمطالعة تلك الحروف ومحاولة فهمها على أنّ كثيرًا منها يستعصي عليّ، ولكنّي أحاول جاهدًا أن أفهم فحوى العبارة بأكملها، القراءة تستطيع أن تصقل ذاتي وتدعني أسبح في حياة غيري من النّاس، فتارة أكون في الهند وأخرى في السند وثالثة في الفضاء، ثم أخلد إلى النوم بعد أن أكون مارست كلّ ما أحبه في هذه الحياة.

طموحاتي في الحياة

كلّما وقفت لأرى شروق الشمس أتذكر كلام أمي لي حين قالت لي: إنَّ كل إنسان مُسيرٌ لما خُلق له، وتبدأ تلك الجملة تحتل عقلي جيئة وذهابًا وأنا أقول في نفسي تُرى ما الذي خُلقت له أنا؟ ما هو المستقبل الذي ينتظرني في هذه الحياة، ولا أدري بنفسي إلا وأنا شارد الذهن بعض دقائق طويلة وأنا أدور حول الفكرة ذاتها، فكرت قليلًا ربّما يكون حلمي أن أكون طبيبًا فأنا دائمًا ما أسمع عن فضائل الأطباء وكيف يُنقذون النَّاس من الموت المُحتّم بإذن الله، وبقيت تلك الفكرة في رأسي أطوف حولها إلى أن ذهبت في إحدى المرات إلى المشفى بعد أن كُسرت يدي فرأيت الدماء والمرضى فعدلت عن الفكرة تمامًا.


لم أعدل عن الفكرة لأنني خفت من مهنة الطب، فالشجاعة لا تنقصني، ولكنني عدلت عن الفكرة لأنني لا أريد أن أُمضي حياتي بين المقصات والدماء والأمراض والبكاء، أظنّ أنَّ مهنة أخرى تُناسبني وتُناسب شغفي الكبير بالقراءة، نعم إنَّها مهنة التعليم لا بدَّ أن أكون معلمًا وأريد أن أختصّ في دراسة علم النفس لأعلم ما الذي يدور في خُلد الآخرين، وما هي الأمور التي يخجل النَّاس من البوح بها لبعضهم فتُشكل لديهم عقدًا نفسيةً يصعب الخلاص منها.


إنَّ اختصاص علم النفس يُمكنني من فهم العقول التي أتعامل معها عقول طلابي، تلك الأمانة التي أودعها الله لكل مُدرّسٍ فهو إمَّا أن يُنمّيها على الحسن من الأمور وإما أن تكون لعنة عليه إلى يوم القيامة إن هو أساء استثمارها، أطمح أن أكون صاحب مالٍ كثيرٍ حتى أساعد كل المظلومين في كلّ مكان.


فأنا ما زلت حاقدًا حتَّى الآن على الفقر الذي حرم صديقي سعيد من التّعليم وهو الرّاغب فيه، ويا للأسف أنّ أحدًا من العوائل لا تملك أكثر من قوت يومها حتّى تُساعده أو غيره، المال يستطيع أن يحلّ معظم الأمور ويجعل الإنسان هانئ البال مرتاحًا، فأنا لا أريد أن أقضي عمري أنتظر محصول البطاطا وأخاف عليه من الجراد الذي يأكله أو من الحشرات التي تؤذيه.


ليس ذلك استصغارًا بالمزارع فلولاه لما استطعنا أن نجد قوت يومنا، ولكن أعود إلى الجملة الأولى التي علّمتني إيّاها أمي أن كل إنسانٍ ميسرٌ لما خُلق له، أطمح أن أكون صاحب بصمةٍ في هذا المجتمع، وكم أتمنى من ربي أن تكون بصمتي على جدار الحياة إيجابية، فقد اكتفى المجتمع من السّوء والأشخاص السيئين، أمَّا بالنّسبة للحرفة التي يجدر بي تعلّمها إلى جانب دراستي فأتمنّى أن أتعلّم طريقة تركيب العطور، العطور هي المادة التي تُبهج النَّاس فيشعرون بالفرح لسببٍ بسيط جدًا وهو شمّ رائحة لطيفة، إذ إنّ الورود لا يُمكن أن توجد في كلّ مكان فيكون العطر غيضٌ من ذلك الفيض.

رؤيتي إلى المستقبل

يبحث الإنسان دائمًا عن كلّ ما هو جميل في الحياة، وإن لم يجد لا بدَّ له أن يخلق الجمال في نفسه وروحه، ولكن من يتأمّل الوجود العظيم فإنّ الأرض لن تضيق به ودائمًا ما سيجد فسحة صيرة يرى فيها كلّ ما هو لطيف وجميل، وهذه الرؤية التي تعلّمتها منذ نعومة أظفاري، ولا بدَّ للإنسان من أن يبتعد في نظره عن نصف الكأس الفارغ ويُبقي ناظره على النص الممتلئ، فكأس الحياة لم يمتلئ من قبل لأي إنسان فكيف سيمتلئ الآن لنا؟


أنظر إلى المستقبل بعيني طفلٍ حالمٍ يُحاول دائمًا أن يُمسك بلعبته الصغيرة فلا يتركها، وهذه اللعبة التي اعتدت على التمسّك بها هي الأحلام ولكنّها ليست تلك التي لا تتحقق، بل هي التي ستتحقق بمشيئة الله، فالإرادة تدعم الإنسان دائمًا ليكون ذاك الشخص الذي يريد، أرى أنَّ أمور عائلتي ستكون مستقبلًا على أحسن ما يُرام بإذن الله، فأخي رائد يُتمّ الآن آخر مرحلةٍ من مراحل دراسته الجامعية، وقد تخصّص بفرع المعلوماتية.


يقول أخي إنَّ المستقبل الآن هو لعالم الأرقام، وحقيقة إنّي أوافقه في هذا الرأي فكلّ ما يدور من حولنا الآن هو أرقام، حتّى أنّ الإنسان باتت لديه مقدرة على شراء ما يُريد عبر صفحات الإنترنت دون أن يخطو من بيته خطوة واحدة، ولكن لكبار السّن رأي آخر فهم لا يُؤمنون إلا بما تشتريه أيديهم الآمنة على حدّ تعبيرهم، ولكنّ التطور سيدخل إلى أيّ بيتٍ شئنا ذلك أم أبيناه، وأرى أنّ بعد عدة سنوات سيكون الحديث فقط للتكنولوجيا التي تُريح الإنسان لتفسح له مجالًا للتفكير بمستقبله وما يصنع فيه.


لكن مع انقسام النَّاس ما بين مُعارضٍ للحداثة التقنية ومؤيّدٍ لها يجد الإنسان أنَّ جميعهم يستخدمونها، فكم تفرح جدّتي عندما ترى عمي على شاشة الهاتف المحول وهو يكلّمها بالصوت والصورة ويبعد عنها آلاف الأميال فترى حركاته وسكناته وكل شيء عنه، مَن يدري فلربما اخترعوا في الأيّام القادمة ما يصعب تصديقه بالنسبة لنا الآن، فلربما سيستطيع الإنسان في المستقبل أن يركب طبقًا طائرًا بدل السيارات وتنقرض السيارات للخروج من مسألة الازدحام المروري.


ربما يكون غير الطبق الطائر، وهل كان الإنسان الذي يركب على الجمل يُصدّق أنّ آلة سيركب بهها وتوصله من دولة إلى أخرى بساعتين أو ثلاثة وهي الرحلة التي كانت تستغرق منهم شهورًا وأيَّامًا، إنَّ ما أؤمن به حقيقة أنَّ العلم لا يتوقف عند حدٍّ معين وكلّ جيلٍ سينفي قدرة العلم على إيجاد ما هو أحدث، ولكن من المؤكد أنّ الجديد سيكون أفضل من القديم من ناحية اختصار الوقت والسرعة، أخيرًا هذا هو أنا بجميع ما أحمله من الأفكار والآراء، ربما تكون أفكاري خاطئة في نظر غيري ولكن هذه هي الحقيقة التي أؤمن بها وأرى إشراق النجاح من بين ثنايها.



لقراءة المزيد، انظر هنا: تعبير عن الحلم في المستقبل.