محتويات
تاريخ الدولة العباسية
قامت الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية، وذلك بعد تخطيط طويل بسريّة تامة، باتفاق بين كلٍّ من العرب والفرس والأتراك، وقد كانت الكوفة مركزًا لهم في بادئ أمرهم، وقد استطاعوا النجاح بالقضاء على من تبقى من الأمويين -باستثناء عبد الرحمن الداخل- والذي فر من أيديهم وأسس دولته في الأندلس، وقد اتسم عصر حكم العباسيين بالتجديد والتغيير، إذ كان لاختلاط العرب بغيرهم من الحضارات الأخرى كالهندية والفارسية والتركية أثر كبير بذلك التجديد، فظهرت عدة شخصيات عبقرية، قامت بتأسيس بعض العلوم أو تطويرها، وكذلك الشعر، فقد تجددت قواعده بشكل كبير، وتاليًا سردٌ موجَز عن الرشيد هارون بن المهدي، وإجابةٌ عن سؤال: من هم البرامكة.[١]
خلافة هارون الرشيد
للإجابة عن سؤال: من هم البرامكة، يجب معرفة حكم ذلك الرجل الفاضل، والذي ذكره ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان، قائلًا: "كان هارون الرشيد من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، ذا حج وجهاد وغزو وشجاعة ورأي"، ذلكم هو الخليفة هارون الرشيد، والذي لطالما شوه المغرضون صورته، وأعطوا انطباعًا خاطئًا عنه، وذلك بابتكار القصص الخرافية، والروايات الواهية، وقد كان مولد الرشيد بالري حين كان أبوه أميرًا عليها وعلى خراسان في سنة مئة وثمانٍ وأربعين، وأمه إحدى أشهر الجواري في الدولة العباسية، وهي أم الهادي، الخيزران.[٢]
أمّا عن مناقبه، فقد كان الرشيد مُحبًّا للعلم، مبغضًا لكل جدال يضر الدين ولا ينفعه، وقال القاضي الفاضل في بعض رسائله: "ما أعلم أن لملك رحلة قط في طلب العلم إلا للرشيد فإنه رحل بولديه الأمين والمأمون لسماع الموطأ على مالك رحمه الله!"، وقد قال منصور بن عمار: "ما رأيت أغزر دمعًا عند الذكر من ثلاثة، الفضيل بن عياض والرشيد وآخر" وهذا دليل على أن الدنيا لم تغرِ الرشيد حتى أغوته، وألهته عن الآخرة، كما كان غيره، إنما كان ذكّارًا عبّادًا، وقد ورد أنه كان يحج عامًا ويغزو في سبيل الله تعالى عامًا، وقد كانت الدولة العباسية في عهده في أوج اتساعها وأنفتها، فهنئ الناس في عهده، فيا سعد من كان الرشيد حاكمَه، وتاليًا تذكر الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة.[٣]
من هم البرامكة
بعد الحديث عن خلافة الرشيد هارون، تتم الآن الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة، وهم عائلة فارسية الأصل، مجوسية المعتقد، أي أصولهم من المجوس وهم عبّاد النار، ويرجع أصلهم إلى جدهم الأكبر، وهو برمك المجوسي، والذي كان من سدنة بيت النار وخدّامه الكبار، ولا يذكر له إسلامًا، ولقبه يعني السادن الأكبر لمعبد النَوْبهار ببلخ، والنوبهار هو معبد كان يقصده ملوك الهند والصين وكابل، ويحجّون إليه، ولم يعرف عن البرامكة أثر واضح بيّن في التاريخ الإسلامي إلا في عهد الرشيد وما قبله بقليل، إذ كان يحيى بن خالد البرمكي هو المربي والمسؤول عن تربية الرشيد، أما زوجته فقد أرضعت الخليفة هارون الرشيد، وقد قام يحيى بن خالد على أمر وزارة الرشيد وقد فوضه الرشيد بكل الأمور، بحكم أنه كان زوج أمه بالرضاعة ومربيه، أما الفضل بن يحيى بن خالد فقد كان أخًا للخليفة هارون الرشيد من الرضاعة، وقد وكله على تربية ابنه الأمين بن هارون الرشيد، وبذلك يعرف بأنه كان للفرس أثر واضح في حياة الخلفاء العباسيين، وبهذا تكون قد تمت الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة.[٤]
عهد تحكم البرامكة
بعد الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة، سيتمّ ذكر موجز سريع عن عهد تسلط ونفوذ البرامكة، فقد تمت المعرفة بأنه قد كان هناك قرب وود بين الأسرة البرمكية وهارون الرشيد، وعند تنصيب الرشيد خليفة قال له مربيه يحيى البرمكي وهو الذي بمقام والده: "قلدتك أمر الرعية وأخرجته من حقي إليك، فاحكم في ذلك بما ترى من الصواب، واستعمل من رأيت، وأعزل من رأيت"، وقد ظهرت أمارات نفوذهم الكبير عندما كتب هارون الرشيد بولاية العهد لابنه الأمين، والذي لم يكد يبلغ الخامسة عشر من العمر، مع أن الأحقية بالأصل لابنه عبد الله "المأمون"، فقد قال أبوه الرشيد فيه: "إن فيه حزم المنصور، ونسك المهدي، وعزة الهادي، ولو شئت أن أقول الرابعة مني لقلت"، ولكنه قدم الأمين لكونه هاشمي الأب والأمن وذلك لم يجتمع لأحد من بني العباس إلا قليل، وعبد الله فارسي الأم.[٥]
واستشار الرشيد حاشيته فأشاروا بولاية العهد لابنه محمد الأمين، ولم يُبدِ البرامكة شيئًا من الرفض، إلا بعد عدة سنوات، لما رأوا نفوذ أم الأمين زبيدة، فعملوا على إرجاع فكرة ولاية العهد للمأمون في مجلس الرشيد، فاستغلوا قربهم من الرشيد ومنزلتهم عنده، ووجدوا بغيتهم في شخص المأمون الأخ الأكبر، ولكونه فارسي الأم، واستطاع البرامكة أن يجعلوا الرشيد يعقد البيعة لولده عبد الله المأمون، على أن تكون ولاية العهد له من بعد أخيه الأمين، وذلك في سنة "182هـ / 798م"، بعد مضي نحو ثماني سنوات من بيعته الأولى للأمين، وبذلك تمت الإجابة بشكل مفصل أكثر عن سؤال: من هم البرامكة.[٥]
نكبة البرامكة
بعد الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة، ومعرفة مدى نفوذهم في القصر العباسي في عهد الرشيد، يتم الآن ذكر أهم بند من بنود الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة، وهو وقت انتهاء نفوذهم، وتشريدهم، فدوام الحال من المحال، إذ إن التناغم بين البرامكة والشريد كان يثير استفزاز منافسيهم من الوزراء والحاشية، والحق بأن قصة نكبتهم وأحداثها غير واضحة تمامًا، إذ كثر فيها اللغط، وصار كلٌّ يروي بما يوافق هوه، دونما تثبت وتأكد من صحة القول، حتى أن بعضهم اتهم البرامكة بأنهم من الشيعة، ومنهم من قال بأنهم كانوا يؤثرون مصلحة العلويين على مصلحة الرشيد، وكل ذلك مما لا يصح قوله، إذ إنهم -والله أعلم- أسرة فاضلة.[٢]
ولكن في كل عصر ووقت، هناك من لا يحب اجتماع المسلمين على أمر، وشغله الشاغل، هو الإيقاع بين كل مجتمعين عن طريق الفتنة والمكائد، وأرجح ما قيل عن نكبة البرامكة، أن جعفر بن يحيى البرمكي قد فكّ أسر أحدهم، وكان من أهل البيت، فأشفق عليه جعفر وعلم بان سجنه لن يقل عن فك أسره لبرائته، فأوصل الخبرَ أحد وزراء الرشيد وهو الفضل بن ربيع، وكان يتحين الفرصة ليؤلب بين الرشيد والأسرة البرمكية، فضخم له الأم، وأشعره بان البرامكة يضمرون الشر له، فأدرك الرشيد بانه محاط بهم، فمال عليهم ميلة واحدة، وقتل جعفر وشرد البرامكة، وبذلك انتهى عهد تحكم البرامكة، وتمت معرفة الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة.[٢]
المراجع[+]
- ↑ "مختصر قصة الخلافة العباسية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "خلافة هارون الرشيد"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "هارون الرشيد.. خليفة عادل وإمام مجاهد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "البرامكة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "البرامكة"، www.alhakawati.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.