فضل سورة الفتح

فضل سورة الفتح
فضل-سورة-الفتح/

فضل سورة الفتح

هي السورة التي قرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذهابه لفتح مكّة، وقد ورد ذلك في حديثٍ عن رسول الله: "قَرَأَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الفَتْحِ في مَسِيرٍ له سُورَةَ الفَتْحِ علَى رَاحِلَتِهِ، فَرَجَّعَ في قِرَاءَتِهِ. قالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ يَجْتَمِعَ عَلَيَّ النَّاسُ لَحَكَيْتُ لَكُمْ قِرَاءَتَهُ"،[١][٢] وقد جاء في فضلها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نزَلَتْ عليَّ البارِحَةَ سورةٌ هي أحَبُّ إليَّ منَ الدنيا وما فيها إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ".[٣][٤]


كما ورد في فضلها أن كان عمر ورسول الله في سفرٍ وحاول عمر التحدّث إلى رسول الله أكثر من مرةٍ فلم يجبه: "قالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي حتَّى كُنْتُ أمامَ النَّاسِ، وخَشِيتُ أنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَما نَشِبْتُ أنْ سَمِعْتُ صارِخًا يَصْرُخُ بي، قالَ: فَقُلتُ: لقَدْ خَشِيتُ أنْ يَكونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ، قالَ: فَجِئْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَسَلَّمْتُ عليه، فقالَ: لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهي أحَبُّ إلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ، ثُمَّ قَرَأَ: {إنَّا فَتَحْنا لكَ فَتْحًا مُبِينًا}".[٥][٦]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الفتح وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الفتح


فضل سورة الفتح في التأثير إيجابًا على حياة المسلم

ما من سورةٍ في القرآن الكريم إلّا وتحمل في طياتها الكثير من العبر والدروس التي تؤثر إيجابًا على حياة المسلم، ومن ذلك ما جاء في سورة الفتح:


  • من واجب المسلم أن يطيع الله ورسوله طيلة حياته، ولكن كلّ إنسانٍ على قدر استطاعته وقدرته؛ فلا يكلّف الله نفسًا إلّا وسعها، وذلك ما كان في فتح مكّة؛ حيث أسقط الله واجب الغزو عن الأعمى والأعرج؛ لعلّة في جسدهم تجعلهم غير قادرين على ذلك.[٧]


  • من واجب المسلم أن يطيع الله ورسوله لكي يحصل على ما وعده الله به؛ فاقد وعد الله المؤمنين والمؤمنات بجنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها.[٨]


  • من واجب المسلم تجاه دينه وربّه أن لا يشغله عنهم شاغل كالأهل أو الأولاد أو جمع المال؛ فلا بدّ أن يعطي كلًّا حقّه، وحق الله -تعالى- ورسوله ودينه فوق كلّ شي؛ فالله بيده مقاليد جميع الأمور، وليس من الصواب أن يجعل الإنسان من أهله وحياته وأمواله حجةً يبرر بها تقصيره في واجباته تجاه الله تعالى.[٩]


  • من فضل الله -تعالى- على عباده أنّه يغفر ذنوب مَن يشاء من عباده وذلك رحمة وفضل من الله تعالى على عباده، ويعذّب مَن يشاء من عباده وذلك يجسّد عدل الله تعالى، فعلى الإنسان أن يعلم أن الله -تعالى- مالك السماوات والأرض بيده كل شيء، فلا بدّ أن يعمل صالحًا ليجزيه جزاء عمله، وأن يتوب لله إن أخطأ في حياته فالله إن شاء غفر لهم.[١٠]



وللاستزادة حول سورة الفتح وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الفتح


كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة الفتح بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة الفتح


المراجع[+]

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مغفل، الصفحة أو الرقم:794 ، حديث صحيح.
  2. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 142. بتصرّف.
  3. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1/114، حديث صحيح.
  4. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 244. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:5012 ، حديث صحيح.
  6. زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري، زين الدين أبو يحيى السنيكي المصري الشافعي ، كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري، صفحة 294. بتصرّف.
  7. إسماعيل حقي، روح البيان، صفحة 32. بتصرّف.
  8. إسماعيل حقي، روح البيان، صفحة 19. بتصرّف.
  9. إسماعيل حقي، روح البيان، صفحة 26-27. بتصرّف.
  10. إسماعيل حقي، روح البيان، صفحة 28. بتصرّف.