محتويات
صدق التوجه لله تعالى
يشترط في التوبة -مهما كان الذنب- أن تكون النية خالصة لله تعالى، وكون الباعث على التوبة حب الله تعالى، وأن يكره المعصية لكونها مغضبة لله تعالى ومنهيٌّ عنها شرعًا لا لأنها مفسدة لحياته فقط ومضرة له.[١]
الاستغفار من ذنب الزنا
التوبة النصوح تتضمن الاستغفار باللسان،[٢] "التوبَةُ من الزِّنا أيسَرُ من التوبةِ من الغِيبةِ إنَّ صاحبَ الزِّنا إذا تابَ تابَ اللَّهُ عليهِ وصاحبُ الغيبَةِ لا توبةَ لَهُ حتَّى يأتيَ صاحبَهُ فيَستغفرُ لهُ"،[٣][٤] وما دلت عليه الآيات بمغفرة الذنب عند الاستغفاروترك الإصرار على الذنب.[٥]
الندم على الفعل
قال البعض إن الندم ركن من أركان التوبة، ويستلزم الندم الإقلاع عن معصية الزنا والعزم على عدم العودة، وإن كان للخوف من النار أو الطمع في الجنة فتعتبر توبة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ"،[٦] فالتوبة تستلزم ندم الزاني على فعله.[٢]
العزم على عدم العودة إلى الزنا
التوبة تستلزم الصدق القلبي بألّا يعود لارتكاب ذنب الزنا وكره الرجوع إليه،[٢] فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع إلى الذنب عند ضعف الإرادة.[٧]
العمل الصالح
إن من تمام التوبة، إلحاقها بالعمل الصالح، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}،[٨][٩] وذهب المذهب الحنبلي في رأي له باعتبار التوبة المقترنة بالعمل الصالح شرطًا لسقوط حد الزنا عن الزاني.[١٠]
الحفاظ على العبادات
الحفاظ على العبادات من شأنها أن تغفر ذنوب المسلم العاصي، سواء أكانت فرائض أم نوافل، والإكثار من النوافل؛ فالحسنات يذهبن السيئات.[١١]
مجالسة أهل الصلاح
التوبة النصوح تشمل عدم مخالطة أهل السوء، لما في ذلك من المعاونة على فعل الطاعة، فكان هذا الأمر مما يدعو به الأنبياء الله تعالى، قال تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.[١٢][٢]
غض البصر
غض البصر يخلص القلب من أسباب الشهوة، ويعين على إطفاء نار الشهوة، ويسد بابًا من أبواب جهنم، غير أنه يعتبر واجبًا في جميع الحالات لا في حالة التوبة من الزنا فقط، فإطلاق النظر بوابة مؤدية للزنا،[١٣] قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}،[١٤] فالأمر بغض البصر مطلق، فينبغي غض البصر عن كل ما يستدعي غض البصر عنه.[١٥] وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا: "لاَ يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلاَ تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ".[١٦][١٥]
الابتعاد عن أسباب الوقوع في الزنا
هناك العديد من الأسباب المؤدية إلى الزنا، ومنها ما يأتي: إطلاق النظر ومشاهدة ما يغضب الله تعالى والتبرج واختلاط الرجال بالنساء، حيث هذه الأسباب تجعل المسلم يقترب من خطوات الشيطان، وعليه أن يبتعد عن كل شيء من شأنه أن يكون بابًا مؤديّاً لمعصية الزنا.[١٧]
المراجع[+]
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 120. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 121. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن عساكر، في معجم الشيوخ، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1/56، غريب جدا.
- ↑ الديلمي، كتاب الفردوس بمأثور الخطاب، صفحة 77.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 122.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن معقل، الصفحة أو الرقم:5/194، اسناده صحيح.
- ↑ محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 227. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية:82
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 117. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 5571. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 17591. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء، آية:83
- ↑ محمد الحمد، كتاب دروس رمضان، صفحة 128. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:30
- ^ أ ب سعيد القحطاني، كتاب إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب، صفحة 433.
- ↑ رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:338 ، صحيح.
- ↑ عبدالله حماد، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي، صفحة 4. بتصرّف.