سبب نزول سورة النبأ

سبب نزول سورة النبأ
سبب-نزول-سورة-النبأ/

سبب نزول سورة النبأ

أين نزلت سورة النبأ؟

أورد المفسّرون أثرًا عن ابن عباس -رضي الله عنهما- يُبيّن فيه سبب نزول سورة النبأ، وهو أنّ أهل مكة من قبيلة قريش كانوا يجلسون عندما كان القرآن الكريم ينزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيتحدّثون ويتجادلون فيما بينهم حول الأمر العظيم الذي قد جاء به الإسلام، فكان منهم المصدّق ومنهم المكذّب، فنزل قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}،[١] فقيل إنّ عمَّ هنا بمعنى فيمَ، فيكون تقدير القول: فيمَ يتشدّد هؤلاء المشركون ويختصمون، ثمّ يأتي الجواب في الآية التالية وهي قوله تعالى: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}،[٢] فالله تعالى يُخبر أنّهم كانوا يتساءلون عن هذا الأمر العظيم.[٣]


وذكر الإمام الطبري أثرًا عن الحسن البصري رحمه الله، وهو أنّه لما بُعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، صار القوم يتساءلون فيما بينهم فنزلت هذه السورة، ومن خلال الآثار الواردة يتبيّن أنّ سورة النبأ نزلت في مكة،[٤] وقد ذكر الإمام الرازي تعدّد الأقوال في تفسير المقصود بالمتسائلين في هذه السورة، فالقول الأول أنّهم الكافرون، وقيل هم المؤمنون والكافرون، وأيضًا فقد تعدّدت أقوال المفسّرين في بيان معنى النبأ العظيم، فمنهم من قال أنّه يوم القيامة، وهو ما رجّحه الإمام الفخر الرازي، وقيل هو القرآن الكريم، وقيل أيضًا إنّه نبوّة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقيل هو البعث بعد الموت، وقيل غير ذلك.[٥]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة النبأ وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة النبأ


متى نزلت سورة النبأ؟

قال بعض العلماء إنّ سورة النبأ نزلَت بعد سورة المعارج، وسورة المعارج قد نزلت بعد رحلة الإسراء والمعراج قُبيل الهجرة، وعليه فإنّ سورة النبأ قد نزلت في وقت قريب من هذا التاريخ،[٦] وذكر ابن عاشور -رحمه الله- أيضًا أنّ هذه السورة قد نزلت بعد سورة المعارج، وأضاف أنّها قد نزلت قبل سورة النازعات، وفي ذلك إجابة لمن يتساءل متى نزلت سورة النبأ؟[٧]


وقد عدّها جابر بن زيد السورة الثمانين في ترتيب نزول سور القرآن الكريم، وذكر أيضًا أنّ سورة النبأ هي سورة مكيّة بالاتفاق، واختلفَ أهل العدّ في آياتها، فعدّها أهل المدينة والشام والبصرة أربعين آية، بينما هي إحدى وأربعين آية عند أهل مكة والكوفة.[٧]


كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة النبأ بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة النبأ


ما سبب تسمية سورة النبأ بهذا الاسم؟

سُميّت سورة النبأ بهذا الاسم لورود قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}[٨] في مطلعها،[٦] وهذا اسمها في أكثر المصاحف وكتب التفسير، وتُسمّى سورة "عمّ يتساءلون" في بعض مصاحف البلاد الإسلاميّة وفي بعض كتب التفسير كتفسير ابن عطية وتفسير الكشّاف، وأيضًا في بعض كتب الحديث كصحيح البخاري، وهذا من باب تسميتها بأول جملة فيها، وورد اسمها في تفسير القرطبي "سورة عم" من دون كلمة يتساءلون.[٧]


وتُسمّى أيضًا بسورة التساؤل؛ لوقوع كلمة "يتساءلون" في أوّلها، وسمّاها بعضهم سورة المعصرات؛ لورود قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}[٩] فيها، وبذلك يكون للسورة خمسة أسماء مشهورة، إلّا أنّ صاحب "الإتقان" اقتصر على أربعةً من هذه الأسماء، وهي: عم والنبأ والتساؤل والمعصرات.[٧]


وللاستزادة حول سورة النبأ وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة النبأ

المراجع[+]

  1. سورة النبأ، آية:1
  2. سورة سورة النبأ، آية:2
  3. القرطبي، شمس الدين، تفسير القرطبي، صفحة 170. بتصرّف.
  4. الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري، صفحة 149. بتصرّف.
  5. الرازي، فخر الدين، تفسير الرازي، صفحة 6-7. بتصرّف.
  6. ^ أ ب جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 33. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 5. بتصرّف.
  8. سورة النبأ، آية:1-2
  9. سورة النبأ، آية:14