محتويات
مفهوم الأدب في العصر الحديث
ما الذي يُفهم من لفظة الأدب في هذا العصر؟
إنَّ كلمة أدب موجودة منذ عصور الجاهلية، وقد اختلفت مدلولاتها تبعًا لكلّ عصرٍ وما درج استعمالها فيه، وأمَّا في العصر الحديث فتدلّ لفظة الأدب على الكلام الحسن سواء كان من الشعر أم من النثر الذي يُثير شعور القارئ ويُخلّف في نفسه أثرًا بالغًا، وهو كذلك فنّ الإبانة عمّا في النّفس والقدرة على تصوير المكنونات الدّاخليّة والمشاعر النفسية بشكلٍ يُؤثر بالمتلقي فينقل التجربة الشخصية إليه.[١]
عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث
ما الذي ساعد الأدب على الاستيقاظ من سباته؟
لقد مرّ العالم العربي بفترة ظالمٍ سائد منذ سقوط بغداد لمّا غزاها هولاكو وذلك عام 1258 ميلادي وحتى دخول نابليون إلى مصر وذلك عام 1798 ميلادي، وقد تراجع الشعر في تلك الفترة حتّى رأى أخيرًا فجر النور من جديد بفضل العديد من العوامل، ومن بينها:[٢]
- احتكاك لبنان بالغرب: وقد ظهر ذلك الاحتكاك في القرن السادس عشر الميلادي وما بعده، وذلك عن طريق البعثات الأوروبية إلى الدول العربيَّة وافتتاح مدارس أخرى إلى جانب القديمة، وأكبر مثالٍ على ذلك المدرسة التي أسّسها بطرس البستاني عام 1863 ميلادي.
- احتكاك مصر بالغرب: وذلك عن طريق حملة نابليون التي لم تكن حملة عسكرية فقط، بل كان هناك فيها احتكاك بين ثقافتين مختلفتين، خاصة أن نابليون قد ضمّن حملته عددًا من العلماء والأدباء، وأصدر صحيفتين فصار المجتمع العربي على اطلاع بثقافة أخرى غير التي ألفها.
- الصحافة: لقد كان للصحافة أثر بالغ في تغيير مسيرة الحياة الأدبية في الوطن العربي؛ فقد استطاع أرباب الأقلام أن يجدوا حاضنة آمنة لهم تُمكّنهم من نشر أفكارهم وتُمكن الشعب من قراءة تلك الأفكار، لأنّ الصحيفة كانت رخيصة الثمن مقارنة بالكتب وما إلى ذلك.
- انتشار الجامعات والمدارس: لقد كان العالم العربي قبل عصر النهضة يأخذ العلم عن طريق الكتاتيب وحلقات العلماء في المساجد، فكانت الجامعات والمدارس هي نقلة نوعية في عالم الأدب والمعرفة؛ فقد تمكّن الطلاب من أخذ العلم من أهله والقائمين عليه.
- انتشار المطابع: وذلك لمَّا دخلت أول مطبعة إلى مصر كانت تطبع الحروف العربية والفرنسية، فطُبع عليها الكثير من أمهات الكتب مثل: كتاب الأغاني، وكذلك العقد الفريد ومقدمة ابن خلدون.
- ظهور الترجمة: انتشرت الترجمة بشكل كبير على أيّام محمد علي الذي شجع عليها؛ لرغبة باطلاع أبناء أمته على العلوم الغربيَّة فتُرجم في عهده الكثير من الكتب الخاصة بالهندسة والطب، ثمّ اتّسعت الترجمة في عهد إسماعيل لتشمل كذلك الكتب الأدبية مثل ماجدولين وفي سبيل التاج.
تطور الأدب في العصر الحديث
كيف أخذت الحداثة طريقها إلى الأدب؟
إنَّ تطور الأدب في العصر الحديث كانت نتيجة حركتين وهما: حركة إحياء الأدب القديم، وكذلك حركة الترجمة التي خلقت رؤية جديدة في عالم الأدب، إنّ الهدف من إحياء الأدب القديم هو محاولة إيجاد قوى تُقاوم الانحطاط الذي كانت تمر به الثقافة العربية، وأشهر من قام على تلك الحركة هو إبراهيم اليازجي الذي أسهم في نشر النصوص القديمة ذات اللغة العالية والذوق الرفيع، وظهرت الترجمة على يد الطّهطاوي في زمن محمد علي الذي ترجم أول رواية فرنسية وهي تليماك.[٣]
لقراءة المزيد، انظر هنا: تطور الأدب في العصر الحديث.
المدارس الأدبية في العصر الحديث
ما أهم التيارات والمدارس في الأدب الحديث؟
تنوعت المدارس الأدبيّة في عهد النهضة وكان من بينها:
المدرسة الاتباعية
اهتمّ أعلام المدرسة الاتباعية بمظهر الأدب والنسج المُتقن والكلمة الفخمة والعبارة الرّنانة، فنسجوا القصائدد الطويلة على أوزان الفراهيدي واتّبعوا القافية الواحدة وابتدؤوا قصائدهم بالتّصريع، فظهرت القصائد وكأنّها قطع هاربة من العصر العبَّاسي؛ إذ استعملوا اللفظة بدلالاتها القريبة الشائعة ولم يقتربوا من الرّمز، واستخدموا التّضمين في قصائد سواء تضمين النصوص الدّينية أم الشعرية، ومن أشهر روّاد تلك المدرسة: محمود سامي البارودي وأحمد شوقي.[٤]
المدرسة الرومانسية
قد ضمّت هذه المدرسة عدّة جماعات تحت نطاقها مثلجماعة أبولو وكذلك مدرسة الديوان ومدرسة المهجر، والسمة البارزة للمدرسة الرومانسيّة هي تقديس الذات الإنسانية لتصل إلى مرحلة التقديس، وكذلك فإنَّ الشعر هو تجربة خاصة للشاعر ويستقون صورهم الأدبية من الطّبيعة والمشاعر خاصة بالشاعر فقد يُرى شاعر قد سادت أشعاره مشاعر الفرح والتفاؤل، بينما الآخر سوداويٌّ إلى أبعد الحدود، وأشهر رواد تلك المدرسة جبران خليل جبران.[٥]
المدرسة الواقعية
جاءت المدرسة الواقعية ردًّا على المدرسة الرومانسية التي أكثرت من العاطفة وأفرطت بها، ودعت تلك المدرسة إلى ملاحظة دقائق الأمور واستخدامها في التصوير، وفي رأيهم لا بدّ للشاعر من أن يتفلت من حبال الخيال التي تقطع صلته بواقعه، ولا بدَّ للشاعر من أن يتجاوب مع محيطه، بتعبيرٍ آخر إنّ الواقعية تُحاول أن تنتزع من جميع المذاهب أنضج ما بها، ومن أشهر روّاد المدرسة الواقعية محمد مهدي الجواهري.[٦]
المدرسة الرمزية
لقد ظهرت هذه المدرسة في النصف الثاني من القرن العشرين، والمذهب فيه تعبير عن التجارب العاطفية والمعاناة الوطنية والقومية وغير ذلك، ويمتاز هذا المذهب بالوحدة الموضوعية للقصيدة بحيث لا يُمكن اقتطاع أي جزء من القصيدة، وتشير اللفظة في هذا المذهب إلى دلالات رمزية ولا ترمي إلى المعنى المُباشر المفهوم من الكلمة، ومن أشهر روّاد هذه المدرسة: بدر شاكر السيّاب، وكذلك محمود درويش.[٧]
الشعر في العصر الحديث
كيف كانت معالم الأدب في القرن العشرين؟
لقد تطور الشعر في العصر الحديث واتّخذ مناح لم تكن معروفة من قبل، وظهرت له خصائص وأغراض مختلفة، ومن ذلك:
خصائص الشعر في العصر الحديث
لقد امتاز الشعر الحديث بالعديد من الخصائص التي ميّزته عن التجارب الشعرية السَابقة، ومن ذلك:[٨]
- عدم الالتزام بقوانين الشعر التي سار عليها الأقدمون مثل توليد القوافي وغير ذلك.
- تميّز القصيدة باللغة السهلة البسيطة الواضحة والابتعاد عن الألفاظ الجزلة والصعبة، مع اشتمال القصيدة على بعض المصطلحات الصعبة.
- الإكثار من استخدام الأنواع البلاغية شريطة أن يخدم ذلك محتوى القصيدة دون محاولة الالتفاف حول المعنى أو المبالغة وتكلف البلاغة.
- محاولة الابتعاد عن بعض الأغراض الشعرية مثل المدح والفخر، وتعويض ذلك بالأغراض الوطنية وكذلك الشعبية.
- استخدام الخيال بشكل كبير، وذلك بما يتناسب مع المطلوب من القصيدة دون المبالغة بما لا يخدم المحتوى.
- إظهار السخرية والإكثار منها، ويظهر ذلك جليًّا عند طرح الأسئلة المحيرة التي غالبًا لا يُمكن إيجاد إجابة مقنعة لها.
- محاولة التعاطف مع المخطئين؛ وقد ظهرت هذه السمة لأنّ الشعر الحديث مستقى من الشعر الغربي الذي برزت لديه هذه السمة.
- استخدام اللغة العامية في بعض الأحيان، وأوّل من أتى على ذلك الشاعر حسين شفيق.
- إفراد الزوجة بالمشاعر العاطفية والحب والغزل.
- انتشار الملاحم الشعرية، وكذلك تطور الشعر الاجتماعي وظهور الكثير من الشاعرات في الميدان.
- الميل إلى الاهتمام بالطبيعة وتأملها ومعرفة أسرارها وماهيتها.
- نضوج شخصية الشاعر، وذلك بانصرافه عن الشعر الغنائي أو عن الهجاء وميله إلى الشعر الهادف الذي يُوافق رأي الجماعة.
لقراءة المزيد، انظر هنا: خصائص الأدب في العصر الحديث.
أغراض الشعر في العصر الحديث
اختلفت أغراض الشعر في العصر الحديث عن أغراضه في العصور السابقة مثل الجاهليّة أو الأمويّة أو العباسية، ومن تلك الأغراض:[٩]
- الشعر التّاريخي: وقد كان الهدف من الشعر التّاريخي هو إحياء الضمائر التي ماتت، والتّغني بأمجاد الأقدمين الذين بذلوا أرواحجهم في سبيل إعلاء الكرامة العربيّة، وذلك من أهمّ متطلبات الشعب في تلك الفترة.
- الشعر الوطني: المقصود من الشعر الوطني هو تنمية الشعور الوطني والقومي في نفس القارئ، وقد جاء ذلك النّوع من الشعر ردًّا على العدوان الظالم والاحتلال الغاشم الذي كان مسيطرًا في تلك الفترة.
- شعر الإصلاح: لقد ركّز الشعر الإصلاحي على ضرورة التغيير من المجتمعات نحو الإيجابيّة وتحقيق الإصلاح الاجتماعي، والارتكاز على الإسلام كأهم مُغيّر للشعوب نحو الأفضل، والتركيز على تبني قضايا المرأة وإنصافها ومدح الرسول عليه الصلاة والسلام.
- الشعر التمثيلي: معنى الشعر التمثيلي أي: تأليف مسرحيّات نصها من الشعر، وقد ظهر هذا النوع على يد الشّاعر أحمد شوقي بعد أن نظم عددًا من المسرحيَّات الشعريَّة، ومن بينها كليوبترا والست هدى وعلي باك الكبير.
أشهر شعراء العصر الحديث
برز العديد من الشعراء في العصر، ومن أهمهم:
- محمود سامي البارودي: وقد عاش ما بين عام (1839م - 1904م)، وقد ذكر البارودي في مقدمة ديوانه أنَّه يُحاكي الشعراء الأقدمين في أسلوبهم، وهو من أتباع المدرسة التقليدية أو الاتباعية، وله كتاب أطلق عليه اسم مختارات البارودي.[١٠]
- أحمد شوقي: وقد عاش ما بين عام (1868م - 1932م)، وقد أُطلق عليه لقب أمير الشعراء؛ بسبب انطلاقته العالية بعد الكبوة التي كان الشعر يُعاني منها في تلك المرحلة، وهو من أتباع المدرسة التقليدية، وللنقاد الكثير من الدراسات حول شعره.[١١]
- أحمد زكي أبو شادي: وقد عاش ما بين عامي (1892م - 1955م)، وقد غلب على شعره التغني بالطبيعة والحديث عن التجارب العاطفية، وقد آمن أنَّ وظيفة الشعر هي التعبير عن الوجدان وكان من رواد المدرسة الرومانسية.[١٢]
- بدر شاكر السياب: وقد عاش هذا الشاعر ما بين عام (1926م - 1964م)، وقد بدأ السياب حياته الأدبية مع الشعر الرومانسي ثم انتقل إلى الواقعي ليقف أخيرًا وقفة الصدق مع المدرسة الرمزية فيسطر فيها أعظم ما خطّه الأدب.[١٣]
لقراءة المزيد، انظر هنا: أشهر شعراء الأدب في العصر الحديث.
نماذج من الشعر الحديث
لقد استطاع الأدباء في العصر الحديث تسطير العديد من الملام الأدبية التي كان لها فضلٌ في رسم القصيدة العربية ومن بين ذلك:
- قال الشاعر عمر أبو ريشة واصفًا الغربة التي يعيشها مع ذاته ومع الآخرين في قصيدة رسالتها المترجمة:[١٤]
- وتلاقَينا غَريبين هنا
- لم تكُن أنتَ ولا كنتُ أنا
- بدَّلت منَّا اللّيالي وانتهى
- عبثَ الكأسُ وإغراءُ الجنى
- موسمُ الوردِ أخذنَا عطرَه
- وتركنَا فيهِ غصّنا لينا
- وافترَقنا ونأَى العهدُ بنا
- ونسينَا وتناستنَا المُنى
- لا تُثِر ذِكرى هوانا ربما
- نفرًت عن مقلتيّ الوسنا
- آن للنّعشِ الذي أودعتُه
- كلّ أشلاءِ الصّبا أن يدفنا
- امضِ من دربي فما أحسبُه
- في خريفِ العمرِ إلا هيّنا
- أبدع بدر شاكر السياب في توظيف الرمز لوصف غربته عن وطنه العراق في قوله:[١٥]
- لأنّي غريب
- لأنّ العراقَ الحبيبُ
- بعيدُ وأنّي هنا في اشتياق
- إليهِ إليها أُنادي: عراق
- فيرجعُ لي من ندائي نَحيب
- تفجّر عنه الصدى
- أحسّ بأني عبرت المدى
- إلى عالم من ردى لا يجيب
- ندائي
- وإمّا هززت الغصون
- فما يتساقط غير الردى
- حجار
- حجار وما من ثمار
- وحتى العيون
- حجار وحتى الهواء الرطيب
- حجار يندّيه بعض الدم
- حجار ندائي وصخر فمي
- ورجلاي ريح تجوب القفار
النثر في العصر الحديث
كيف كانت بداية العصر الحديث في الأدب؟
تنوعت أشكال النثر وخصائصه في العصر الحديث ومن بينها:
أشكال النثر في العصر الحديث
اختلفت أشكال النثر في العصر الحديث عن باقي العصور؛ وذلك حسب متطلبات العصر نفسه واختلاف الحياة الاجتماعية، ومن أبرز تلك الأشكال:[١٦]
- المقال: تطورت المقالة في العصر الحديث؛ وذلك بسبب انتشار الصحافة بين أيدي النّاس وسهولة وصولها إلى كافة فئات المجتمع، حتى أنّ أهم الأدباء والكُتّاب الكبار كان مشوارهم الأدبي عبارة عن مجموعة من المقالات في الصحف ومن أبرزهم العقاد والمنفلوطي.
- المسرحية: برز الفن المسرحي والكتابات المسرحية على يد محمد تيمور الذي درس ذلك الفن في فرنسا ثم عاد لتطويره في البلاد العربية، فكان يكتب ويُمثل وينقد ما فعله، ثم ظهرت فرق عديدة من بينها: فرقة الريحاني وعلي الكسار.
- القصة: لمَّا كان الاحتكاك العربي بالاحتكاك الغربي أخذ الأدباء بعض الجولات بين القصص الغربية، وكان أولهم الطهطاوي الذي ترجم مغامرات تليماك من اللغة الفرنسية، ثم حذا حذوه بعض الأدباء مثل حافظ إبراهيم والمنفلوطي.
- الرواية: لقد ظهرت الرواية كحاجة أدبية في تلك الفترة، إذ تُعد تأريخًا للواقع الاجتماعي الذي يعيشه الشعب في تلك الآونة، وكان أشهر من ركب ذلك النوع من النثر محمد حسين هيكل عن روايته زينب.
- الخطابة: لقد انتعشت الخطابة في العصر الحديث؛ وذلك بسبب الحاجة إليها بعد أن دبّ الحماس في أبناء الشعب إثر الانتصارات عام 1919 ميلادي، وتنوعت الخطابة فكانت منها السياسية والدينية وغير ذلك.
خصائص النثر في العصر الحديث
امتاز النثر الحديث بالعديد من الخصائص التي لم تكن موجودة في غيرها، ومن بينها:[١٧]
- مخاطبة النثر في تلك الفترة لأبناء الأمة بمختلف طبقاتها، فلم يعد الخطاب موجهًا للفئة المثقفة.
- بساطة العبارة وعدم المبالغة في التزيين اللفظي والابتعاد قدر الإمكان عن الزخرفة التي تُوقع الكلمة في شرك الغموض.
- الملائمة بين أفكار الكاتب وأفكار القُرّاء، بحيث لا يُؤتى بأفكار غريبة لا تتلاءم مع منطق الشعوب.
- محاولة استقاء الأفكار من الشارع حتى تكون قريبة من النّاس، والابتعاد عن الأفكار التي لا تخدم تلك الفترة.
- الاهتمام بالجانب النفسي والإنساني وتناول هذا الجانب في الكتابة.
- العناية بالأحداث التاريخية وصبها في قالب قصصي أو روائي، حتى تكون في متناول كافة الطبقات.
- اللعب على وتر الكلمات في النثر للتأثير في الجماهير المتلقية.
أشهر أعلام النثر في العصر الحديث
برز الكثير من الأدباء الذين أسهم حبرهم في رسم اللوحة النثرية في العصر الحديث، ومن بينهم:
- مصطفى صادق الرافعي: وقد عاش بين عامي (1298هـ - 1356هـ)، وتعود أصوله إلى مدينة طرابلس في لبنان وقد عاش حياته في مصر، أُطلق عليه لقب فيلسوف القرآن، وله العديد من الكتب الهامة من بينها: وحي القلم وأوراق الورد والسحاب الأحمر.[١٨]
- سيد قطب: وقد عاش ما بين عامي (1906م - 1966م)، وقد كان من الأدباء الإسلاميين وله كتابه الشهير في ظلال القرآن، وقد ولد في مصر وتأثر بكتابات عباس محمود العقاد كثيرًا.[١٩]
- عبد الرحمن منيف: لقد عاش منيف ما بين عامي (1933م - 2004م)، وقد عدّه النقاد من أعظم من كتب رواية في القرن العشرين، وتعود أصوله إلى المملكة العربية السعودية، ومن أهم رواياته مدن الملح.[٢٠]
نماذج من النثر الحديث
من أجمل ما خطه الأباء في ثنايا النثر الحديث:
- قال الأديب العظيم مصطفى صادق الرافعي في كتابه أوراق الورد واصفًا حاله مع الحبيبة:[٢١]
"لقد غضبت وكرَّ هجرُها على وَصْلِها، وانشقَّ الزَّمنُ زمنين، أحدُهما مثلها غضبانُ مبتعدٌ وكأنما كان لها خاصَّةً، فلما ذهبت لحق بها. إنه الحبُّ يخلق بها خلقاً فيَّ وبزمنها خلقًا في زمني؛ ليُشْعِرَنا بهذا التَّغييرِ الخالقِ المتصرِّفِ أننا لا نتحابُّ في ذاتِ نفسَيْنا، بل في الجلالِ الأعظم الذي منه نفسُنا ونفسي، فإذا تغاضبنا وقَسَمتْنا أهواؤنا رجعنا قطعتين من المادَّة ليس في كلتيهما إلا قانونُ الثِّقل وزادت عواطفنا وزناُ جديدًا من الغيظ".
- وقد أطلق طه حسين العنان لقلمه واصفًا فلسفة الحب والذات في آنٍ معًا:[٢٢]
"ولكن هي نفس الإنسان ضعيفة حقًا وقوية حقًا، لقد أقبلت عليّ نفس سيدي كما أقبلت على غيري تلتمس عندي الحب ولذاته وآثامه، فلما وجدت مني امتناعًا وصدودًا عنه ونفورًا ملحًا منه، أعرضت عن الحب ولذاته وآثامه، أو أرجأت الحب ولذاته وآثامه وتعلقت بي أنا، تريد أن تقهرني وتغلبني على أمري تنتصر عليّ وتظهر مني بما تريد".
- وأمَّا غسان كنفاني فكان له رأيٌ آخر في محاولات الحب مع غادة السمان:[٢٣]
"لا تكتبي لي جوابًا ولا تكترثي، لا تقولي شيئًا إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه الوحيد، وسأظل أعود: أعطيكِ رأسي المبتل لتجففيه بعد أن اختار الشقي أن يسير تحت المزاريب".
أهمية الأدب الحديث
لماذا كان للأدب الحديث وقع مختلف في نفوس القُرّاء؟
لقد كان للأدب الحديث في المسيرة الأدبية تأثيرٌ واضح وأهمية عالية، وتجلّى ذلك في:[١٧]
- ردم الهوة بين المتلقي العامي وكاتب الأدب التي كانت موجودة منذ الأزل.
- إيجاد نوع أدبي يهتم بتجربة الإنسان العاطفية والثورية والقومية والدينية وغير ذلك.
- الخروج عن قيد الأوزان والقوافي التي كبّلت روح الشاعر لفترات طويلة.
- ترك العنان للقلم الأدبي ليُسطر روح الشاعر والأديب وينقل ذلك للجمهور.
- محاكاة العديد من الفنون الغربية مثل المسرح والرواية.
- التعرف على العديد من الفنون الغربية من خلال حركة الترجمة.
كتب عن الأدب الحديث
ما أبرز الأعمال التي جسدت الأدب الحديث في لوحات مختلفة؟
لقد ظهرت العديد من الكتب التي كان لها باعٌ عظيمٌ في مناقشة الأدب الحديث والحديث عنه، ومن بينها:
- الأدب العربي الحديث "مختارات": يُحاول هذا الكتاب أن يصف حال المجتمع العربي في العصر العثماني وكيفية تقهقر الأدب في تلك الفترة، وما هي العوامل التي ساعدت في نهضة الأدب من غيبوبته، ويقع الكتاب في 798 صفحة لمؤلفه محسن جاسم الموسوي.[٢٤]
- الأدب العربي الحديث "الشعر": لكاتبه سامي يوسف أبو زيد، وقد تناول الكتاب في حديثه حركة سامي البارودي ونهضة الشعر منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وما هي العوامل التي ساعدت على ذلك، ويقع الكتاب في 400 صفحة.[٢٥]
- الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث: لمؤلفه يحيى إبراهيم عبد الدايم، ويتناول هذا الكتاب التراجم الذاتية في الأدب الحديث، وذلك بصورة سهلة وسلسة ومختصرة، يقع الكتاب في 524 صفحة.[٢٦]
لقراءة المزيد، انظر هنا: كتب الأدب العربي الحديث.
المراجع[+]
- ↑ جامعة أم القرى، مدخل لدراسة الأدب، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ بحث منشور على الإنترنت، الأدب الحديث، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ يوسف عز الدين، في الأدب العربي الحديث، صفحة 25. بتصرّف.
- ↑ نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑ نسيب النشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 165. بتصرّف.
- ↑ نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 325. بتصرّف.
- ↑ نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 469. بتصرّف.
- ↑ محاضرات في اللغة العربية، خصائص الشعر في العصر الحديث، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ محاضرات في اللغة العربية، خصائصٌ الشعر في العصر الحديث، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ نسيب نشّاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 48.
- ↑ نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 63. بتصرّف.
- ↑ نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 230. بتصرّف.
- ↑ نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 519. بتصرّف.
- ↑ "رسالتها المترجمة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "لأني غريب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/3/2021.
- ↑ حسين الهنداوي، أشكال الخطاب النثري الحديث، صفحة 48. بتصرّف.
- ^ أ ب حسين علي الهنداوي.، أشكال الخطاب النثري الحديث، صفحة 52. بتصرّف.
- ↑ " مصطفى صادق الرافعى"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "سيد قطب"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "عبد الرحمن منيف"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2021. بتصرّف.
- ↑ مصطفى صادق الرافعي، أوراق الورد، صفحة 5.
- ↑ طه حسين، دعاء الكروان، صفحة 65. بتصرّف.
- ↑ "غسان كنفاني"، كود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2021.
- ↑ محسن جاسم الموسوي، الأدب العربي الحديث مختارات، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ سامي يوسف أبو زيد، الأدب العربي الحديث، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ يحيى عبد الدايم، الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث، صفحة 5. بتصرّف.