محتويات
جزر المالديف
جزر المالديف أو جمهورية المالديف رسميًّا، إحدى دول جنوب قارة آسيا، تبلغ مساحتها كاملةً أكثر من 298 كيلو مترً مربعًا، كان العرب قديمًا يطلقون عليها اسم ذيبة المَهَل، والراجح أنَّ الاسم الأخير قد تمَّ تحريفه لاحقًا ليتحول نطقه إلى مالديف، كانت المالديف لمدة 78 عامًا تحت حكم التاج البريطاني على اعتبارها إحدى محميات بريطانيا العظمى[١]، عاصمتها مدينة ماليه وهي عبارة عن جزيرة صغيرة تبلغ مساحتها 5.8 كيلو مترًا مربعًا، وعدد سكانها أكثر من 133 ألف نسمة لذلك تعدُّ من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم، وبرغم صغرها إلا أنَّها تتمتع بطابع عصري منظم وحديث، وتكثُر فيها الأسواق والمساجد[٢] ، وهذا المقال سيدور بالحديث حول جزر المالديف أين تقع وما حدودها السياسة والطبيعية.
أين تقع جزر المالديف
تقع جزر المالديف في مياه المحيط الهندي إلى الجنوب من قارة آسيا، وتحديدًا جنوب وغرب الهند وسريلانكا، يمرُّ فوقها من الجهة الجنوبية خطُّ الاستواء، وهي عبارة عن سلسلة طويلة تتألف من 1190 جزيرة مرجانية صغيرة تقريبًا مقسمة إلى ست وعشرين جزيرة مرجانة كبيرة، ويستوطن السكان ما يزيد على 185 جزيرة فقط وبقية الجزر للسباحة والصيد،[٣]، وتعدُّ جمهورية المالديف أصغر دولة في قارة آسيا على الإطلاق من حيث المساحة وعدد السكان أيضًا.[٤]
تاريخ جزر المالديف
يعتقد كثيرٌ من علماء الآثار أنَّ سكان المالديف الأوائل أي الذين استوطنوها قديمًا كانوا يبنون بيتوهم من الخشب وسعف النخل والمواد الأخرى القابلة للتلف، إذ لم يتركوا وراءهم أيَّ آثار من الممكن أن تدلَّ على وجودهم، فقد جعلتها المواد التي بنيت منها عرضةً للتلف بسبب الرياح والملح والمناخ الاستوائي، ولم يشيِّد الزعماء قصورًا من حجر ولا معابدًا كبيرة لأنَّ معتقداتهم لم تكن تتطلب تلك المعابد، ويرجَّح أنَّ أول قوم استوطنوا الجزر كانوا من سواحل جنوب القارة الهندية وسريلانكا من سلاسلة الدرفيدية قبل الميلاد بثلاثة قرون، ويعدُّ شعب غيرافارو الذي ينحدر من التاميل أوَّل من سكن في جزر المالديف، بالإضافة إلى بعض المهاجرين من جنوب شرق قارة آسيا حسب بعض الدراسات، وبعد توسع الإمبراطور أشوكا وصلت البوذية إلى جزر المالديف، وأصبحت هي الديانة السائدة في البلاد وبقيَت كذلك حتى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد روَّج ملوك المالديف قديمًا للبوذية، وكانت الكتابات والإنجازات الفنية للمالديف التي تتمثَّل في مختلف أنواع النحت الذي كان يُؤدى على درجة عالية من الإتقان كله يعود إلى هذه المرحلة، في نهاية القرن الثاني عشر بدأ الدين الإسلامي ينتشر في جزر المالديف، ويذكر ابن بطوطة الذي كان قد زار المالديف في القرن الرابع عشر الميلادي أنَّ أبا بركات البربري هو الذي نشرَ الإسلام فيها، معتمدًا على كثير من الأدلة منها أنَّ اللغة العربية كانت اللغة السائدة فيها على خلاف المناطق المجاورة التي تتكلم الفارسية والأردية، وأنَّ المذهب السائد كان المذهب المالكي وهو نفسه المتَّبع في شمال أفريقيا، رغم أنَّ البعض شكك في صحة هذه الرواية، في عام 1887م وقَّع سطان جزر المالديف عقدًا مع الحاكم البريطاني في سيلان لتحويل المالديف إلى محمية بريطانية والتخلي عن سيادة المالديف فيما يخصُّ مختلف المسائل السياسية الخارجية مع المحافظة على الحكم الداخلي الذاتي، وقد قبلت الحكومة في بريطانيا أن تقدم الحماية لجزر المالديف وأن تبقى بعيدة عن الإدارة المحلية والحكم الداخلي مقابل جزية تدفعها المالديف سنويًا، وفي عام 1965م حصلت جزر المالديف على استقلالها عن بريطانيا، وانضمَّت في عام 1982م إلى دول الكومنولث وانسحبت في عام 2016م احتجاجًا على انتقادات سياسة الفساد وحقوق الإنسان.[٥]
نظام الحكم في جزر المالديف
بعد الحديث عن جزر المالديف وتاريخها لا بدُّ من المرور على نظام الحكم فيها، إذ تتبع جزر المالديف نظامًا جمهوريًّا في الحكم، ويتمُّ انتخاب رئيس الجمهورية وفق انتخابات عامة تجري في البلاد، ويشغل الرئيس أيضًا منصب رئيس الحكومة، حيثُ يتولى زمام الأمور لدورة تمتد لخمس سنوات، ويساعد مجلسُ الوزراء رئيسَ البلاد في إدارة شؤون الدولة والحكم، حيثُ يتكون مجلس الوزراء من تسعة أعضاء، ويوجد أيضًا مجلس تشريعي مؤلف من 48 عضوًا ولدورة مدتها خمس سنوات أيضًا، ويتمُّ تعيين أربعين عضوًا منهم من خلال الانتخابات ويقوم الرئيس باختيار الثمانية الآخرين، وتزاول اللجان المنتخبة الحكم المحلي في كل أتول أي منطقة تتألف من مجموعة جزر على حدة، كما يتمُّ تعيين حاكم أو كاتب لكل جزيرة، ويعيَّن رئيس القضاة من قبل رئيس الجمهورية، ليشرف على الالتزام بالقوانين في أرجاء البلاد، وإنَّ جميع القوانين التي يتم تطبيقها في جزر المالديف تستند إلى أحكام ونصوص الشريعة الإسلامية.[٦]
ديموغرافية جزر المالديف
يعدُّ سكان جزر المالديف من خلفيات عرقية متنوعة ومختلفة، تعكس من خلالها هويات وثقافات كثير من الأمم استقرت قديمًا على الجزر، ومن الراجح أنَّ المستوطنين الأوائل كانوا قد أتوا من سواحل جنوب الهند وسريلانكا، حيثُ كان معظمهم من الصيادين والبحارة، وقد تضاعف عدد السكان في عام 1978م إلى 200 ألف نسمة بعد أن كانت سابقًا 100 ألف نسمة، واستمرَّ النمو السكاني في الارتفاع حتى بلغت ذروتها في عام 1985م مسجلةً معدلًا ينحو 3.4%، ليصل عدد السكان إلى أكثر من 300 ألف نسمة، ولكن أشارت إحصائيات عام 2000م إلى تراجع معدلات النمو السكانية إلى 1.9%، وبعد أن كان متوسط عمر الفرد في المالديف 48 سنة في عام 1978م وصل في القرن الواحد والعشرين إلى 72 سنة تقريبًا، انخفضت نسبة وفيات الأطفال بشكل كبير لتصل إلى 12 طفل لكل ألف شخص، ويتحدث معظم السكان لغة الديفيهي وهي اللغة الرسمية في البلاد، وتحوي هذه اللغة عدد كبير من مفردات اللغة العربية، ويشار إلى أنَّ الإسلام هو الدين الرسمي لجمهورية جزر المالديف، وتبلغ نسبة المسلمين 100% حسب الإحصائيات الدولية، وفي دستور المالديف يجب أن يكون جميع المواطنين مسلمين، ومعظم السكان يتمسكون بتعاليم الدين ويظهرون ذلك في أعيادهم واحتفالاتهم الرسمية الدينية.[٧]
حدود جزر المالديف الطبيعية
تعدُّ جمهورية جزر المالديف مجموعةً كبيرة من الجزر المرجانية، تتكتل على شكل مجموعات صغيرة، وتقع في مياه المحيط الهندي جنوب قارة آسيا، وبالتحديد جنوب غرب شبه القارة الهندية، لذلك فإنَّ حدود جزر المالديف الطبيعية تتمثل في مياه المحيط الهندي التي تحيط بها من كل جانب في شمال المحيط الهندي.[٨]
حدود جزر المالديف السياسية
بعد ذكر حدود جزر المالديف الطبيعية لا بد من الإشارة إلى حدودها السياسية مع الدول والكيانات السياسية التي تحيطُ بها، حيث تقع المالديف في جنوب غرب شبه القارة الهندية وجمهورية سريلانكا،[٩] وتبعد عن أقرب نقطة إليها في جنوب الهند مسافة تقدَّر بنحو 350 ميلًا،[١٠] ويحدُّها من الشمال مباشرة بحر لكديف الذي يقع جنوب غرب شبه القارة الهندية أيضًا،[١١] ويحدُّها من الشمال الغربي بحرُ العرب، ويحدُّها من الجنوب والغرب المحيط الهندي، وتبعد عنها جنوبًا جزيرة دييغو غارسيا بنحو 240 ميلًا.[١٢]
الاقتصاد في جزر المالديف
اشتُهرت المدينة قديمًا بتجارة الأصداف وحبال جوز الهند والأسماك والعنبر، وكانت تستخدم سفن تجارية لتحميل هذه المنتجات إلى سريلانكا ثمَّ نقلها إلى أماكن أخرى، وكانت في القرن الثاني الميلادي تعرف عند العرب باسم جزر المال عندما كانوا يسيطرون على طرق تجارة المحيط الهندي، وفي العصر الحديث بدأت الحكومة في عام 1989م ببرنامج إصلاح اقتصادي شامل، حبثُ بدأت برفع حصص الاستيراد وفتحت الصادرات للقطاع الخاص وسمحت بمزيد من الاستثمارات الأجنبية، وقد بلغ متوسط النمو للناتج المحلي الحقيقي والإجمالي ما يزيد على 7.5% سنويًا على مدار أكثر من عشر سنوات، وحاليًا تعدُّ السياحة هي أهم وأكبر صناعة للمالديف، فهي تمثل 28% من الناتج الإجمالي المحلي و60% من إيرادات العملة الأجنبية، بالإضافة إلى أنَّ صيد السمك يأتي في المرتبة الثانية، وفي عام 2007م تمتعت المالديف بأعلى إنتاج محلي للفرد في دول جنوب قارة آسيا عدا دول الخليج العربي.[١٣]
إلزامية التعليم في جزر المالديف
قديمًا كان يتلقَّى الأطفال في جزر المالديف عندما يبلغون ثلاث سنوات وأكثر التعليم في مدارس تقليدية مخصصة لهم، حيثُ يتعلمون العمليات الحسابية واللغة الديفيهية واللغة العربية ويتعلمون قراءة القرآن، لكنَّ مثل هذه المدارس لم تعُد موجودة فقد تمَّ استبدالها بالمدارس ذات النمط الغربي في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، وقد بنيت أول مدرسة من هذا النمط في عام 1927م، ومنذ عام 1976م قامت الحكومة بمشروع لتطوير التعليم والتربية، وكان ذلك المشروع عبارة عن برنامج شامل لتنمية التعليم شمل التوسع في التعليم لمختلف المراحل الابتدائية وتدريب المعلمين انتهاء بتطوير المناهج والإذاعة التعليمية والتعليم المجتمعي للكبار بالإضافة إلى تطوير طباعة والكتب المدرسية، أنشئت أول مدرسة من هذا النمط وتحت هذا المشروع في عام 1978م، وتتابعت بعدها افتتاح المدارس في مختلف الجزر، وبعدها تمَّ استكمال مشروع بناء مدارس ابتدائية تحت رعاية اليابان، وخلال السبعينات وحتى أواسط الثمانينات استمر إدخال البرامج الجديدة الأخرى، إلى أن بدأ تنفيذ خطة رئيسة من أجل التعليم في السنوات العشر الأولى للطفل وذلك من عام 1986م وحتى عام عام 1995م، ومن عام 1996م وحتى عام 2005م بدأ تنفيذ الخطة الثانية فيما يخصُّ أسس التطوير التربوي، وفي عام 2002م أعلن مكتب الرئيس أنَّ التعليم الشامل الابتدائي قد تحقق في المالديف بشكل كامل تقريبًا إذ ارتفع معدل المعرفة بالكتابة والقراءة إلى 98.82%، وفي عام 2005م كان تقريبًا 40% من مجموع عدد السكان طلابًا في المدارس.[١٤]
التنوع الحيوي في جزر المالديف
يوجد في جزر المالديف تنوعٌ حيوي كبير، إذ يوجد عدد كبير من الشعاب المرجانية في أرخبيل المالديف وأكثر من 2000 نوع من أنواع الأسماك، حيثُ وُجِدَ فيها أسماك شعب مرجانية ملونة وأسماك قرش مرجانية وثعابين المواري، بالإضافة إلى أنواع مختلفة وواسعة من شعاع النسر والأشعة، وتشكل مياه المالديف موطنًا لأسماك القرش الحوت، وفيها أنواع كثيرة ونادرة وذات قيمة بيولوجية وتجارية، وفي البحر يوجد السلاحف الخضراء والجلدية وسلحفاة منقار الصقر وغيرها، وقد تصل تماسيح المياه المالحة إلى الشواطئ وتعيش في مناطق المستنقعات، ونظرًا لصغر الجزر فإنَّ الزوراحف البرية نادرة فيها، وتقتصر على أحد أنواع أبو بريص ونوع من سحلية ثعبان الذئب والثعبان الأعمى غير الضار، وتقتصر الطيور على أنواع الطيور البحرية المهاجرة من أوروبا وآسيا وعدد منها مرتبط بشبه القارة الهندية، كطيور الفرقاطة ومالك الحزين الرمادي والوحوش، وأنواع الثدييات قليلة في المالديف كالثعلب الطائر وبعض أنواع من الزبابة وأدخل البشر القطط والفئران والجرذان، وفي محيط الجزر يوجد دلافين وحيتان، ويوجد أنواع كثيرة من قنديل البحر وشقائق النعمان والكركند وسرطان البحر والجمبري والروبيان وأنواع قليلة من الحريش والديدان والعقرب والعناكب وغير ذلك.[١٥]
السياحة في جزر المالديف
حتى أوائل السبعينيات كانت جزر المالديف مجهولة سياحيًّا، وبسب الجغرافيا الاستثنائية التي تمتلكها المنطقة باعتبارها أرخبيلًا مكونًا من مئات الجزر، بدأت السياحة تُعطى أهمية أكبر فيها، فنشط العمل على المشاريع السياحية وأصبحت تمثل 28% من الناتج المحلي وأكثر من 60% من إيرادات العملة الأجنبية وما يزيد على 90% من الإيرادات الضريبية للحكومة، فساهم تطوير وتنمية السياحة في تنمية وتعزيز نمو الاقتصاد الإجمالي في المالديف، حيثُ يوجد فيها حاليًا أكثر من 92 منتجعًا، ومن أهم المعالم السياحية فيها: منتجع جزيرة باندوس ومنتجع قرية كورامبا وغيرها من المنتجعات والأماكن السياحية المهمة.[١٦]
المراجع[+]
- ↑ "المالديف"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-08. بتصرّف.
- ↑ "ماليه"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "جزر المالديف: سحر الطبيعة في أبهى صورها"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-31. بتصرّف.
- ↑ "المالديڤ"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "المالديف"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "المالديف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "المالديف"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ لجنة التأليف والنشر، الأطلس الجغرافي للمملكة العربية السعودية المرحلة المتوسطة، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ "المالديف"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "اين تقع جزر المالديف ؟ خريطة المالديف"، tourismmaldiveislands.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-08. بتصرّف.
- ↑ "بحر لكديف"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-08. بتصرّف.
- ↑ "اين تقع جزر المالديف ؟ خريطة المالديف"، tourismmaldiveislands.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-08. بتصرّف.
- ↑ "المالديف"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "التعليم في جزر المالديف"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "الحياة البرية في جزر المالديف"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
- ↑ "المالديف"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.