أسباب حروب الردة

أسباب حروب الردة


أسباب-حروب-الردة/

ما هي حروب الردة؟

حروب الردة هي عبارة عن عددٍ من الحملات العسكرية التي أُطلقت على بعض القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية بين العام الحادي عشر والثاني عشر من الهجرة؛ أي بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتحديدًا في خلافة أبي بكر الصِّديق، وذلك نتيجة ارتداد هذه القبائل عن الإسلام، وأمّا عن معنى الرِّدة؛ فهي مصطلحٌ إسلاميٌّ يعني ترك الإسلام والرجوع عنه إلى الكفر كليًّا وظاهريًّا، أو ترك شيءٍ مما جاء به الإسلام والكفر به كما فعلت بعض القبائل برفض دفع الزكاة واعتبارها شكلًا من أشكال الجباية.[١]

وكانت أول مظاهر الردة في أواخر حياة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وتمثّلت في ادّعاء أفرادٍ للنبوة كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي، ولكن النبي -عليه الصلاة والسلم- لما يستعجل في قتالهم؛ لانشغاله في قتال الروم، كما أنّه -عليه الصلاة والسلام- قد توفي قبل محاربتهم، ليتصدى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لهذه المهمة في خلافته،[١] وآتيًا في هذا المقال بيانٌ لأسباب حروب الردة.


أسباب حروب الردة

تُعتبر حروب الردة التي وقعت بين المسلمين بقيادة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصِّديق -رضي الله عنه- من ناحيةٍ وبعض القبائل العربية كاملةً كقبيلتي غطفان وهوازن أو أفرادٍ منها كمسيلمة الكذاب، وطليحة الأسدي، وأفرادٍ من بني سُليم وغيرهم من ناحيةٍ أخرى من أعظم حدثٍ في التاريخ الإسلامي بعد وفاة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وآتيًا بيان أسباب حروب الردة التي قامت على هؤلاء. [٢][١]

العصبية القبلية

حيث عادت العصبية القبلية إلى القبائل العربية التي لم يتمكن الإسلام منها، وخاصةً القبائل التي كانت من أواخر من وفد إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل وفاته وهم من أطلق عليهم القرآن الكريم لفظ الأعراب، ووصفهم بالجفاء والغلظة في قوله تعالى: (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ)،[٣]

دعت كل قبيلةٍ إلى الإيمان بنبيٍّ خاصٍّ بها من أبنائها تعزيزًا للقبلية الجاهلية، فقد أدت الفتوحات الإسلامية وسرعة انتشار الإسلام في البوادي إلى الميل نحو العصبية القبلية، والاستجابة لدعوات بعض الزعامات مدعي النبوة كمسيلمة الكذاب وسجاح وغيرهما.[٤][١]

الامتناع عن دفع الزكاة

رفضت بعض القبائل دفع الزكاة -الركن الثالث من أركان الإسلام- واعتبرتها جزيةً كانت تُدفع للنبي -عليه الصلاة والسلام- وانتهت بوفاته، كما فعلت قبيلة هوازن حيث كانت رغبتهم في إسلامٍ منقوصٍ يوافق أهواءهم، ففرقوا بين الصلاة والزكاة.

وقد اختلف الصحابة في البداية حول محاربة مانعي الزكاة، إلا أنّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- أكّد على محاربتهم؛ لأنّهم يفرّقون بين أركان الإسلام، ويمتنعون عن أداء حقّ من حقوق الله وهو الزكاة؛ فوافقه الصحابة بعدها.[٢][١]

ربط بعضهم الإسلام بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم

فقد اعتقدت بعض القبائل العربية أنّ الولاء والانتماء كان لشخص النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه قد انتهى بوفاته، فلا ولاء للخليفة ولا لدولة المسلمين في المدينة المنورة، وأنّ مظاهر الإسلام انتهت بوفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-.[١]

تأديب من قاتل المسلمين

تأديب المرتدين الذين أغاروا على المدينة المنورة في ظل غياب جيش المسلمين المُقَاتِل في الشام بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة -رضي الله عنهما-، وكذلك قتلهم للثابتين على الإسلام من أبناء قبائلهم.[١]


كم عدد حروب الردة؟

أطلق أبو بكر الصديق سبعة ألوية بقيادة الصحابة لقتال المرتدين من القبائل العربية في الجزيرة العربية، وهذه الألوية هي:[٥]

  • لواء خالد بن الوليد، وأُرسل إلى طليحة بن خويلد الأسدي في بزاخة، ومن انضم إليهم من مرتدي طيء وعبس وذبيان.
  • لواء عكرمة بن أبي جهل، وأُرسل إلى مسيلمة الكذاب المتنبئ باليمامة، وخاض معركة اليمامة، ثم انتقل منها إلى دبا.
  • لواء شرحبيل بن حسنة، وأرسل مددًا إلى عكرمة بن أبي جهل.
  • لواء المهاجر بن أبي أمية المخزومي إلى اليمن لمحاربة الأسود العنسي، ثم أُرسل لمحاربة المرتدين من قبيلة كندة وفي حضرموت.
  • سويد بن مقرن، وأُرسل إلى تهامة اليمن.
  • العلاء بن الحضرمي، وأرسل إلى الحطيم بن ضبيعة، وإلى المرتدين من ربيعة في البحرين.
  • حذيفة بن محصن الغلفاني، وأُرسل إلى ذي التاج لقيط بن مالك الأزدي، المتنبئ في عُمان.


موقف أبي بكر الصديق من حروب الردة

بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- سخّر الله لهذه الأمة واحدًا من أعظم رجالاتها وقادتها عبر التاريخ، ألا وهو الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- والذي وقف بكل قوةٍ وثباتٍ وحزمٍ مدافعًا عن الإسلام ووحدته كدينٍ واحد وشريعة متكاملة دون انتقاصٍ أو تجزيءٍ، ورفض جميع اقتراحات الصحابة -رضوان الله عليهم- الداعية إلى تأخير سرية أسامة بن زيد -رضي الله عنه- إلى أطراف الشام لقتال الروم، أو مهادنة القبائل العربية المُرتدة حمايةً للمدينة المنورة من هجماتهم الغادرة.

كانت عبقرية الصديق واحدةً من أفضل العبقريات العسكرية والقيادية إذ بحنكته وصبره ونفاذ بصيرته استطاع إخضاع كافة المرتدين وبسط هيمنة الدولة الإسلامية على شبه الجزيرة العربية ثانيةً موحدةً تحت لواء الخلافة الراشدة في المدينة المنورة.[٦]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ عبد العظيم المطعني، عقوبة الارتداد عن الدين بين الأدلة الشرعية وشبهات المنكرين، صفحة 50-54. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "القبائل التي ارتدت عن الإسلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2018. بتصرّف.
  3. {التوبة: الآية 97}
  4. "سبب ارتداد كثير من القبائل العربية عن الإسلام"، إسلام أون لاين، 28/5/2002، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2024. بتصرّف.
  5. محمد سهيل طقوش، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية، صفحة 63. بتصرّف.
  6. الردة،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرف

brief ملخص المقال

حروب الردة هي حملات عسكرية قادها الخليفة أبو بكر الصديق ضد القبائل العربية التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة النبي محمد، وتمثّلت أسباب هذه الحروب بسبب العصبية القبلية، ورفض البعض دفع الزكاة، وربط بعضهم الإسلام بشخص النبي؛ فبوفاته ينتهي الالتزام بأحكامه، وانتهت حروب الردة بانتصار المسلمين وبسط سيطرة دولة الخلافة على شبه الجزيرة العربية، وقد أسهمت قيادة أبي بكر الصديق الحكيمة والثابتة في إعادة توحيد الدولة الإسلامية مجددًا.

brief

faqأسئلة شائعة

  • من أبرز المرتدين الذين ادعوا النبوة:[7]

    • مسيلمة الكذاب.
    • الأسود العنسي.
    • سجاح التميمية.
  • من أبرز نتائج حروب الردة:[4]

    • انتصار جيوش المسلمين.
    • توحيد الجزيرة العربية مجددًا تحت راية الخلافة الإسلامية بقيادة أبي بكر الصديق.
    • زيادة مهابة المسلمين والدولة الإسلامية أمام أعدائهم.