ما هو العمل الصالح

ما هو العمل الصالح
ما-هو-العمل-الصالح/

أهمية العمل الصالح

للعمل الصالح مكانةٌ كبيرةٌ في الإسلام، فقد أمر الله -تعالى- به، قال سبحانه في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}،[١] ثمّ إنّ العمل الصالح هو الغاية من خلق السماوات والأرض، فقد قال سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ}،[٢] ثمّ إنّ العمل الصالح هو ثمرة الإيمان، وقد قرن الله -تعالى- بينهما في كثيرٍ من الآيات، فقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}.[٣][٤]

ما هو العمل الصالح

العمل الصالح هو: كل ما يحبه الله -تعالى- ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة مثل: الصلاة، الصوم، الذكر، بر الوالدين، وغيرها من الأعمال الصالحة، كما أنّ العمل الصالح يكون باجتناب الأعمال والأقوال والاعتقادات الباطلة ممّا نهى عنه الإسلام مثل: الشرك، النفاق، السرقة، شرب الخمر، وغيرها الكثير من الأعمال الفاسدة، وإذا أراد العبد أن يقوم بالأعمال الصالحة، فعليه أن يجاهد نفسه أمام ملذّات الدنيا وشهوات النفس، وأن يسارع بالأعمال الصالحة قبل وقوع الفتن، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا"،[٥] وعليه أنّ يسارع بالأعمال الصالحة قبل أن يدّركه الموت، فقد قال سبحانه: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}،[٦] وهنالك أيام العمل الصالح فيها أفضل من غيرها من أيام السنة مثل: العشر الأوائل من ذي الحجة، ودليل ذلك الحديث المروي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ".[٧][٨]

شروط قبول العمل

يشترط لقبول العمل أنّ يكون فاعله مسلما، ودليل ذلك قول الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،[٩] وقد ذكر سبحانه في كثيرٍ من الآيات أنّه لا يقبل أعمال الكافرين، فقد قال سبحانه: {وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}،[١٠] وقال سبحانه: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}،[١١] كما يشترط لقبول العمل أنّ يكون خالصا لله تعالى، فقد قال سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}،[١٢] كما أنّ من شروط قبول العمل أنّ يكون صالحاً وموافقاً لشرع الله تعالى، فقد قال سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.[١٣][١٤]

ثمرات العمل الصالح في الدنيا والآخرة

وعد الله -تعالى- في القرآن العظيم من يعمل العمل الصالح بالعديد من الأمور التي تعود عليه بالفائدة في الدنيا والآخرة، فالعمل الصالح له ثمراتٌ طيبة، وعواقب حسنة، وأجوراً كبيرة في الدنيا والآخرة، ومن يعلم هذه الثمرات سيحرص على أنّ يكون كل عمله صالحا، وفيما يأتي بيان بعض هذه الثمرات:[١٥]

  • الاستخلاف في الأرض، تمكين الدين، الأمن بعد الخوف: فقد قال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.[١٦]
  • دخول جنات النعيم: فقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.[١٧]
  • الحياة الطيبة: فقد قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[٩]
  • تكفير السيئات: فقد قال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[١٨]
  • تبديل السيئات إلى حسنات: فقد قال سبحانه: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[١٩]
  • المغفرة والأجر العظيم: فقد قال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}.[٢٠]
  • الخلود في الجنة: فقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.[٢١]
  • الأجر الغير منقوص ولا مقطوع: فقد قال سبحانه: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}.[٢٢]
  • وصفهم الله -تعالى- بخير البرية: فقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}.[٢٣]
  • يحبهم الله ويحببهم إلى عباده المؤمنين: فقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}.[٢٤]

علامات قبول العمل الصالح

إنّ المسلم إذا علم أنّ كثيراً من الأعمال الصالحة ترد ولا يقبلها الله تعالى، سيبقى خائفاً بعد قيامه بها، خشية عدم قبولها، وهنالك أسبابٌ كثيرة لعدم قبول الأعمال،[٢٥] لكن هناك بعض العلامات التي تدل على قبول العمل من الله تعالى، ومن هذه العلامات:[٢٦]

  • عدم الرجوع إلى الذنب بعد الطاعة.
  • الخوف من عدم قبول العمل.
  • عدم الغرور والإعجاب بالعمل.
  • حب الطاعات وكراهية المعاصي.
  • الرجاء وكثرة الدعاء.
  • حب الصالحين وبُغض أهل المعاصي.
  • كثرة الاستغفار.

المراجع[+]

  1. سورة المؤمنون، آية: 51.
  2. سورة هود ، آية: 7.
  3. سورة الكهف، آية: 107.
  4. "مكانة الإيمان والعمل الصالح"، alsubail.af.org.sa. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 118، حديث صحيح.
  6. سورة المؤمنون، آية: 99،100.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 969، حديث صحيح.
  8. "ما هو العمل الصالح؟ وما هي واجباتي تجاه نفسي؟"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  9. ^ أ ب سورة النحل ، آية: 97.
  10. سورة المائدة، آية: 5.
  11. سورة الفرقان، آية: 23.
  12. سورة البينة، آية: 5.
  13. سورة الكهف، آية: 110.
  14. "شروط العمل الصالح"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  15. "فضل العمل الصالح وثمراته في العاجلة والآجلة"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  16. سورة النور، آية: 55.
  17. سورة يونس، آية: 9.
  18. سورة العنكبوت، آية: 7.
  19. سورة الفرقان، آية: 70.
  20. سورة المائدة، آية: 9.
  21. سورة هود، آية: 23.
  22. سورة الإنشقاق، آية: 25.
  23. سورة البينة، آية: 7.
  24. سورة مريم، آية: 96.
  25. "أسباب عدم قبول الأعمال الصالحة وحبوطها"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  26. "علامات قبول الطاعة"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.