فضل سورة ص

فضل سورة ص

هل ورد حديث صحيح في فضل سورة ص؟

كثيرًا ما ينتشر بين النّاس أحاديث منسوبة إلى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم في فضائل سّور القرآن الكريم، ولكنّ المعظم من هذه الأحاديث يكون ضعيفًا أو موضوعًا ولا يصحّ منها إلا الشّيء ما قلّ، وقد قصد واضعو هذه الأحاديث أن يرغّبوا النّاس في تلاوة القرآن الكريم، ومنها معظم ما ورد في فضائل سورة ص.^[١]

حيث ورد في فضل سورة ص عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو الحديث الذي رويَ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "كان رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا تضَوَّرَ مِنَ الليلِ قال: لا إلهَ إلا اللهُ الواحدُ القهارُ {ربُّ السماواتِ والأرضِ وما بينَهُما العزيزُ الغفارُ}،^[٢] فهذا يدلّ على الفضل الذي اختصّت به سورة ص.^[٣]

وممّا صحّ في هذه السّورة أيضًا ما رُوي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- إذ قال: "قرأ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ص وهو على المِنْبَر، فلمّا بلغ السجدةَ نزلَ فسجَدَ وسجدَ الناسُ معهُ، فلما كان يومًا آخر قرأَها، فلما بلغَ السجدةَ تهيّأ الناسُ للسجودِ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :إنما هِيَ توبةُ نبيّ، ولكنْ رأيتكُم تهيأتُم للسجودِ، فنزلَ فسجد وسجدوا".^[٤][٥]

ويمكنك قراءة المزيد حول سورة ص وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة ص

فضل سورة ص في التأثير إيجابًا على حياة المسلم

كيف يمكن أن تأثّر سورة ص على حياة المسلم؟

ورد في سورة ص بعض الأفكار التي من هدفها التّأثير في شخصيّة المسلم، ومن ذلك:

• ردعُ الإنسان عن السّير في طريق الضلال والكفر من خلال توبيخ المشركين وتهديدهم بمثل ما حلّ في الأمم الأخرى.^[٦]
• الأمر بالاقتداء والتزام الدّين القويم وبالرّسل السابقين كداود وأيوب وغيرهم وذكر مجازاتهم الجزاء الحسن على صبرهم.^[٦]
• الثناء على داود وسليمان وأيوب -عليهم السّلام-، وهذا مما يعزّز انتماء الإنسان المسلم إليهم ويعين على الاقتداء بهم.^[٦]
• ذكر يوم القيامة وإثبات أنّ البعث آت لا محالة، وأنّ كلًًّا سيجزى بفعله خيرًا أو شرًّا، وذكر نعيم المؤمنين المتقين ووصف أحوالهم يوم القيامة.^[٦]
• ذكرُ بعض العطايا الخيرة التي يُعطاها الإنسان المسلم في الدّنيا وشكرها، كما أعطي سليمان وشكر.^[٧]
• ذكرُ أنّ الله مع العبد المؤمن من خلال قصّة أيوب -عليه السّلام- فى الشفاء والابتلاء.^[٧]
• التّحذير من إبليس ومكائده، ولأنه هو من أغوى سيّدنا آدم -عليه السّلام- وحواء فكان سببًا في إخراجهما من الجنّة.^[٧]

وللاستزادة حول سورة ص وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة ص

كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة ص بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة ص

المراجع[+]

1. ↑ [جامعة المدينة العالمية]، الدخيل في التفسير، صفحة 375. بتصرّف.
2. ↑ رواه الوادعي ، في أحاديث معلة ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:462، ظاهر سند الحديث صحيح.
3. ↑ السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 201.
4. ↑ رواه البيهقي، في السنن الكبرى، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2/318، حديث حسن الإسناد صحيح.
5. ↑ صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 34. بتصرّف.
6. ^ ^{أ ب ت ث} ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 202. بتصرّف.
7. ^ ^{أ ب ت} الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 400. بتصرّف.