فضل سورة الكوثر
هل خُصّصت سورة الكوثر بفضائل عن غيرها من السور؟
ورد في سورة الكوثر بعض الأحاديث المنكرة التي لا تصح وقام بتضعيفها العلماء ومن ذلك أنه لا يصح في ما ورد في فضل سورة الكوثر من قراءتها يوم الجمعة ألف مرة، والحديث الوارد القائل بأن من يقرأ سورة الكوثر يسقيه الله تعالى من أنهار الكوثر، ويعطى من الحسنات بعدد القرابين التي قربها العباد في يوم العيد هو حديث متروك، وما ورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو حديث متروك، والقائل بأن من يقرأ سورة الكوثر يجازيه الله تعالى بثواب حملة القرآن، وأن له بكل آية ثواب الذاكرين لله تعالى على كل حال.[١]
أما ما ورد في فضلٍ وتبشير بسورة الكوثر من آثار صحيحة أن أنس بن مالك قال: "بينما ذاتَ يومٍ بينَ أظهرِنا يريدُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذ أغفى إغفاءةً ثمَّ رفعَ رأسهُ متبسِّمًا فقلنا لهُ ما أضحكَكَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ نزلت عليَّ آنفًا سورةٌ {بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم} {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} ثمَّ قالَ هل تدرونَ ما الكوثرُ قلنا اللَّهُ ورسولُهُ أعلم قالَ فإنَّهُ نهرٌ وعدنيهِ ربِّي في الجنَّةِ آنيتُهُ أكثرُ من عددِ الكواكبِ ترِدُهُ عليَّ أمَّتي فيختلِجُ العبدُ منهم فأقولُ يا ربِّ إنَّهُ من أمَّتي فيقولُ لي إنَّكَ لا تدري ما أحدثَ بعدَكَ"[٢][٣]
وكذلك حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بيْنما أنا أَسيرُ في الجَنَّةِ، إذا أنا بنَهرٍ حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ، قال: قلْتُ: ما هذا يا جِبريلُ؟ قال: هذا الكَوثرُ الذي أَعْطاك ربُّك عزَّ وجلَّ. قال: فضَرَبتُ بيَدي فإذا طِينُه مِسكٌ أَذْفَرُ".[٤][٥]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الكوثر وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الكوثر
فضل سورة الكوثر في التأثير إيجابًا على حياة المسلم
كيف يستقي المسلم الفضائل من سورة الكوثر؟
للسورة العديد من الفوائد العملية التي يمكن للمسلم تطبيقها على حياته، ومن ذلك ما يأتي:
- ذبح الهدي وإطعامها وتوزيعها على الفقراء، شكرًا لله تعالى.[٦]
- تفضيل الدين على متاع الدينا من مال وولد.[٦]
- المحافظة على إقامة الصلاة، سواء أكانت فريضة أم نفلًا.[٦]
- اليقين بأن العزة في الدين، ليس في الجاه والمال.[٧]
- خير الله تعالى لا يقتصر على المال، فيقنع المسلم بما يرزقه الله تعالى من واسع أبواب خيره.[٧]
- شكر الله -تعالى- على نعم يكون من خلال عبادته، وكذلك بالصلاة و اليقين بأن الخير من الله وحده.[٨]
- الإخلاص لله تعالى في تأدية العبادات المفروضة والنوافل.[٩]
- اليقين بأن الله تعالى هو الذي ينفع ويضر، وليس لأحد بأن يضر أو ينفع من دون الله تعالى.[٩]
- اليقين التام بأن الدعوة إلى الله تعالى، مآلها الخير الوافي للداعية، ولا يضره ما يلاقيه من أعداء الإسلام والمسلمين.[٩]
وللاستزادة حول سورة الكوثر وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الكوثر
كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة الكوثر بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة الكوثر
المراجع[+]
- ↑ الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 547. بتصرّف.
- ↑ رواه الالباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:903، حديث صحيح.
- ↑ ناصر الدين الألباني، صحيح وضعيف النسائي، صفحة 48.
- ↑ رواه شعب الارناؤوط، في تخريج المسند، عن انس بن مالك، الصفحة أو الرقم:14079، حديث إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ احمد بن حنبل، مسند أحمد، صفحة 460.
- ^ أ ب ت مقاتل ن سلمان، تفسير مقاتل، صفحة 880. بتصرّف.
- ^ أ ب جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية، صفحة 239. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 6709. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 6710. بتصرّف.