محتويات
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أول من أسلم من النساء
أجمعت كتب السيرة أنَّ أول من أسلم لله بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- زوجة النبي -عليه الصلاة والسلام- وأم المؤمنين الأولى؛ فكانت هي أول من آمن من النساء، وقيل هي أول من آمن مطلقًا من النساء والرجال،[١] وأما ثاني من أسلم من النساء؛ فتذكر الروايات إلى أنّ ثاني من أسلم من النساء هي فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب وأسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-.[٢]
اسم خديجة ونسبها
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، وأمّها فاطمة بنت زائدة بن الأصم، وكانت عائلتها من أشراف مكة وساداتها، وأصحاب السيادة فيها، وتزوجت قبل النبي -عليه الصلاة والسلام- من أبي هالة بن زرارة بن نباش التميمي، وبعده عتيق بن عابد المخزومي، وكانت خديجة -رضي الله عنها- صاحبة مال وتجارة.[٣]
زواج خديجة بنت خويلد بالنبي
كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُتاجر لخديجة -رضي الله عنها- في مالها، ولما رأت منه صدقًا وأمانةً؛ فأرسلت إلى النبي تُخبره برغبتها بالزواج منه، فذهب النبي -عليه الصلاة والسلام- لخطبتها؛ فتزوجها وهي في الأربعين من عمرها، وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وأنجبت له: زينب، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة، والقاسم، وعبد الله اللذين توفيا صغارًا.[٣]
دور خديجة في تثبيت النبي ونصرته
بُعث النبي وهو في الأربعين من عمره حيث جاءه جبريل -عليه السلام- وهو في غار حراء الذي كان يخلو فيه للتفكر، فنزل عليه الوحي وأمره بالقراءة، وعاد النبي عندها فزعًا خائفًا إلى بيته؛ فطمأنته السيدة خديجة وواسته، وذهبت به إلى قريبها ورقة بن نوفل، وأخبرته بما حصل مع النبي، فعلم أنّه رسول الله، وأنَّ ما جاءه هو ما جاء إلى الرسل من قبله، فكانت بذلك أول من آمن به ونصره، وبقيت تُسانده في دعوته وما يلاقيه من تكذيب قومه إلى أن توفيت.[٣]
فضائل أم المؤمنين خديجة
إنّ لأم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- فضائل امتازت بها عن سائر النساء، وفيما يأتي ذكرها:[٤][٥]
- هي أول من أسلم من النساء، وأم المؤمنين الأولى، وزوجة النبيِّ -عليه الصلاة والسلام- التي لم يتزوج من غيرها وهي على قيد الحياة.
- حب النبي -عليه الصلاة والسلام- الشديد للسيدة خديجة -رضي الله عنها-؛ فهي أولى زوجاته وأم جميع أولاده عدا إبراهيم، عاشت مع رسول الله تحمل همومه، وتواسيه وتشدُّ من عزيمته.
- وفاء النبيُّ لذكراها بعد موتها، فكان يذكرها ويُكرم صاحباتها، كما روت عائشة -رضي الله عنها-: (ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا في صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّما قُلتُ له: كَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إلَّا خَدِيجَةُ، فيَقولُ: إنَّهَا كَانَتْ، وكَانَتْ، وكانَ لي منها ولَدٌ).[٦]
- بشرها النبي -عليه الصلاة والسلام- على لسان جبريل ببيت في الجنة من قصب، كما جاء في الحديث: (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذِه خَدِيجَةُ قدْ أَتَتْكَ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ، أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أَتَتْكَ، فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبَ فيه وَلَا نَصَبَ).[٧]
- شهد النبي -عليه الصلاة والسلام- لخديجة -رضي الله عنها- بأنّها كانت خير النساء في زمانها، كما جاء في الحديث: (خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ).[٨][٩]
وفاة أم المؤمنين خديجة
توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها- في السنة العاشرة من البعثة، توفى الله تعالى أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-، وكانت وفاتها بعد وفاة أبي طالب عم النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فسُمّي هذا العام بعام الحزن؛ لأنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- فقد أكثر من كان يُسانده.[١٠]
المراجع[+]
- ↑ محمد إلياس الفالوذة، الموسوعة في صحيح السيرة النبوية \ العهد المكي، صفحة 245. بتصرّف.
- ↑ "ثاني امرأة دخلت في الإسلام"، إسلام ويب، 26/11/2006. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 80-83. بتصرّف.
- ↑ السهيلي، الروض الأنف، صفحة 273-280. بتصرّف.
- ↑ "فضائل أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-05-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3818، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2432، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2430، جديث صحيح.
- ↑ "شرح حديث: خير نسائها خديجة"، الدرر السنية. بتصرّف.
- ↑ خالد الحمودي، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، صفحة 14-15. بتصرّف.
ملخص المقال
أول من أسلم من النساء هي السيدة خديجة بنت خويلد، زوجة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد كانت خديجة من أشراف مكة وتزوجت النبي بعد أن رأت صدقه وأمانته، وقد نصرت النبي في دعوته وواسته وساندته عند نزول الوحي، ولخديجة -رضي الله عنها- فضائل عديدة، منها: أنّها أولى زوجاته وأم جميع أولاده عدا إبراهيم، وقد بشرها النبي ببيت في الجنة، وتوفيت -رضي الله عنها- في السنة العاشرة من البعثة وسمي عام وفاتها بعام الحزن.
أسئلة شائعة
أول من أسلم من الصبيان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
أول الرجال إسلامًا هو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.
أول من أسلم من الموالي-وهم الخدم الذين يُعتقون ويُنسبون إلى معتقهم ويكونون موالين له-: زيد بن حارثة، وأول من أسلم من العبيد: بلال بن رباح -رضي الله عنهما-.