من هو ذو النون

من هو ذو النون
من-هو-ذو-النون/

الأنبياء

النبيُّ مشتقٌ من النبأ وهو الإخبار كما أنَّه مشتقٌ من النبوَّة وهي الشرف والمكان المرتفع من الأرض، والنبيُّ ذو شرفٍ ورفعة وكذلك هو مخبرٌ عن الله -عزَّ وجلَّ- حيث أنَّ الله يُوحي إليه بشرعٍ لدعوة الناس إلى عبادة الله واتِّباع أمره، ويكون النبيُّ ذكرٌ من البشر يُرسل إلى قومٍ مؤمنين بشريعةٍ سابقة فهم لا يُرسلون إلى قومٍ كافرين ولا إلى قومٍ لم تبلغهم رسالة سابقة وكذلك لا يُنزل على الأنبياء كتابٌ خاصٌ بهم وهذا هو الفرق بين الأنبياء والرسل حيث أنَّ الرسل يُبعثون إلى قومٍ كافرين أو قومٍ لم تبلغهم رسالة سابقة.[١] وسيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن نبيِّ الله يونس -عليه السلام- وسبب تسميته ذو النون.

يونس -عليه السلام-

هو نبيٌّ من أنبياء الله،[٢] وهو يونس بن متَّى ويعود نسبه إلى بنيامين بن يعقوب -عليه السلام-[٣] وهو من عبَّاد بني إسرائيل فقد كان عبدًا صالحًا كثير الصلاة،[٤] هرب من الشام بدينه إلى شاطئ دجلة[٤] وقد أُرسل إلى أهل نينوى في العراق لدعوتهم إلى عبادة الله وذلك خلال القرن الثامن قبل ميلاد عيسى -عليه السلام- وكان عدد أهل هذه المدينة مائة ألفٍ أو يزيدون قال تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}[٥] وقد كان قومه عاكفين على عبادة الأوثان وكان اسم صنمهم عشتار كما أنّهم كانوا يعبدون الثور المجنَّح، ويقال أنَّه عُثِر على مقام النبيِّ يونس عليه السلام في بلدة كفرا الجنوبية في لبنان.[٣]


ذو النون

لُقِب يونس -عليه السلام- بذي النون وقد سمَّاه الله -عزَّ وجلَّ- بذلك؛ لأنَّه عندما دعى قومه إلى عبادة الله وحده وكذَّبوه واستمروا على كفرهم وعنادهم ولم يؤمنوا به، وعدهم بعذابٍ إن لم يتوبوا وتركهم مغاضبًا باجتهاده ظنَّا منه أنَّه قد أدَّى الرسالة واستقلَّ سفينةً عندما وصل إلى شاطئ البحر، وعند توسطهم البحر هاج بهم واضطرب فعلموا أنَّ بينهم صاحب ذنبٍ فاستهمُّوا بينهم على أنَّ من يقع السهم عليه سيلقوه في البحر فوقع السهم على يونس فحدَّثهم بقصته ثمَّ أشار عليهم أن يلقوه في البحر فألقَوه فالتقمه حوتٌ عظيم وذلك بأمرٍ من الله -عزَّ وجلَّ- وقيل أنَّه لبث في بطنه ثلاثة أيامٍ. وخلال ذلك كان ذو النون -عليه السلام- يسبِّح الله ويستغفره قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}[٦] فاستجاب الله له وأمر الحوت بأن يلقيه في العراء على ساحل البحر فوجد نفسه سقيمًا فحمد الله على نعمة النجاة فأنبت الله له شجرةً من يقطين فأكل منها واستظلَّ بها حتى عافاه الله ثم عاد إلى قومه فوجدهم مؤمنين منتظرين عودته ليتَّبعوه وقد متعهم الله في مدينتهم حتى حين وعندما ضلُّوا وأفسدوا سلَّط الله عليهم من دمَّر مدينتهم.[٣]

المراجع[+]

  1. "تعريف النبي والرسول"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
  2. "قصة يونس عليه السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "يونس"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "نبي الله يونس عليه السلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
  5. سورة الصافات، آية: 147.
  6. سورة الأنبياء، آية: 87.