من هم أصحاب الفيل؟
أصحاب الفيل هم القومُ الذينَ قادهم سيّدهم أبرهة الأشرم من أرض الحبشة إلى بيت الله الحرام في مكّة المكرّمة ليهدمه بفيلٍ كان معه؛ وذلك لأنّه بنى كنيسةً عظيمةً، ورغم عظم هذه الكنيسة لم يقصدها ويزرها العرب، وبقوا يقصدون بيت الله الحرام؛ فأراد هدمه لينصرف العرب إلى الكنيسة التي بناها.[١]
أحداث قصة أصحاب الفيل
خروج ملك اليمن إلى أبرهة
كان لليَمن ملك اسمه أرياط، وكان أبرهة يكره أن يكون غيرُه مَلِكًا على اليمن، فأرادَ أن يُقصِيَه ويبعده عنها، وأن يحكمها هو بنفسه، فتنازعا عليها وتفرّق النّاس، وذهبَ بعضهم إلى أبرهة وبعضهم إلى أرياط، وتأزّمت الأمور حتّى سارَ كلّ قائدٍ بجيشٍ إلى الآخر، فلمّا اقترب الجيشانِ من بعضهما أرسَل أبرهة إلى أرياطَ واقترَحَ عليه أن يتلاقيا وحدهما، فيُقاتلا بعضهما دونِ اشتباكِ الجند، والذي يغلبِ الآخر يكن له حقّ السّيادة، فقَبِلَ بذلكَ أرياط.[٢]
وخرَجَ أبرهَة في طريقه لملاقاةِ أرياط وكان أبرهة قصيرًا سمينًا وأخذّ معه غلامًا ليحميه من خلفِه، وخرجَ أرياط إليه وكان طويلًا جميلًا، فلمّا تلاقيا ضرَبَ أرياط أبرهة بحربة كادَ يصيبُ بها رأسه، ولكنّها أصابته في جبينه فشقّتهُ وحاجِبَهُ وعينَهُ وأنفَه وشَفتَه، وكان هذا سبب تسميتِه بالأشرم، ثمّ وثبَ الغلامُ إلى أرياطَ فقتَلَه؛ وحينئذٍ سادَ أبرهة الحبشة بيَمَنِها.[٢]
سبب خروج أبرهة إلى مكّة
لمّا تمّ لأبرهةَ حكم الحبشة بنى كنيسةً عظيمةً لم يُرَ مثلها في وقتها؛ وكان رجلًا نصرانيًّا، وقد استعمَلَ فيها رخامًا وأحجارًا وأمتعةً أخذها من قصر بلقيس، وجعلَ فيها صُلبانًا مصنوعةً من ذهب ومن فضّة، وجعلَ منابرها من العاج، ومن خشبِ الآبنوس، وجعلها شديدة الارتفاع والمساحة، وظلّت هذه الكنيسة موجودةً حتّى العصر العبّاسيّ،[٢]وبعد أن أنهى أبرهة بناءَ الكنيسة كتب إلى النّجاشيّ، فقال: "إِنِّي قَدْ بَنَيْتُ لَكَ كَنِيسَةً، لَمْ يُبْنَ مِثْلُهَا لِمَلِكٍ كَانَ قَبْلَكَ، وَلَسْتُ بِمُنْتَهٍ حَتَّى أَصْرِفَ إِلَيْهَا حَجَّ الْعَرَبِ".[٣]
وحين وصلَت كلمةُ أبرهة إلى العربِ غضبوا منها، وثار رجلٌ من كنانةَ وأرادَ أن يُريَ أبرهةَ أنّ العرب لن تنصرف عن بيت الله، فذهبَ إلى تلكَ الكنيسة فبالَ فيها دونَ أن يراه أحد، ثمّ خرجَ وعادَ من حيثُ جاء.[٤]
قتال العرب لأبرهة الأشرم
لمّا علمَ أبرهة بأنّ رجلًا من العربِ الذين يقدّسونَ الكعبةَ هو صاحبُ هذا الفعل، اغتاظ غيظًا شديدًا، وأقسمَ أن يسيرَ إلى الكعبة ويهدمها بنفسه، ثمّ أمَرَ بأهلِ الحبشة ليجّهزوا للغزوِ، فجهّزوا أنفسهم وأعدّوا عدّتهم، وساقَ فيلًا ضخمًا ليهدِمَ به الكعبة، فلمّا علمت العرب بذلكَ استاءت له كثيرًا، ورأت أنّه لا بدّ عليهم دفعه عنهم.
فقامَ رجلٌ منهم من أِشرافِ أهلِ اليمن يقال له ذو نفر، فدعا أهله والعربَ إلى قتالِ أبرهة، فأجابه لذلك بعضهم، فقام فسارَ بهم حتّى بلغَ أبرهة وقاتله، ولكنّه لم يفلِح في صدّ عدوانِ أبرهة؛ لضعفِ جيشه مقابل جيش أبرهة، فهُزِمَ وأخذه أبرهة أسيرًا.[٤]
تابع أبرهَةُ سيره مع جيشه الكبير يريدُ أن يحقّق مرادَه بهدمِ الكعبة، فبينما هو خارجٌ في طريقه، إذ تعرّض له نُفَيلُ بن حبيبٍ يريدُ قتاله، فتقاتل القومُ حتّى هُزِمَ قومُ نُفَيلٍ، وأُخِذّ نُفَيلُ أسيرًا، فلمّا أراد أبرهة قتلَ نُفيلٍ أخبرَه نُفيلٌ أنّه سيدلّه على الطّريقِ إلى أرضِ العربِ، فخلّاه دون أن يقتله ومضى سائرًا حيث أراد،[٥]
حين وصل أبرهة إلى الطّائفَ جاءه مسعود بن معتب الثّقفيّ ومعه قومه من ثقيفٍ، فطلبوا منه أن يدعَ لهم بيتَهم الذي يُعظّمونه واسمه "اللات"، وأخبروه أنّ البيتَ الذي تعظّمه العرب في مكّة، وبايعوه على السّمع والطّاعة، وأرسلوا معه دليلًا إلى مكّة يقال له أبو رُغال؛ فأخذّ أبرهة دليله أبا رغالٍ، وسارَ به إلى مكّة، فلمّا بلغوا واديًا يقالُ له وادي المَغمَس وهو وادٍ من أودية مكّة المكرّمة مات أبو رغال هناك.[٦]
وصول أبرهة وجيشه إلى مكة
حين وصل أبرهة إلى وادي المغمَس أرسلَ رجلًا حبشيًّا يُدعى: الأسودَ بن مقصودٍ في جُندٍ من جنودِه إلى مكّة المكرّمة، فدخلها الأسود فأخذ من أموالها، ونهب مئتي بعيرٍ كانت ترعى لعبد المطّلب بن هاشم، وهو سيّد قريشٍ وكبيرُها، فأرادَ القومُ أن يقاتلوه، ولكنّهم لمّا أدركوا أنه لا طاقةَ ولا قدرة لهم عليه تركوا قتاله.[٧]
إرسال أبرهة خبرًا لأهل مكة
أرسل أبرهة رجلًا حِميَريًّا يقال له حناطة إلى مكّة المكرّمة، وأخبره أن يسأل عن سيّد مكّة المكرّمة، ثمّ يأتيه ويخبره أنّهم جاؤوا لهدم الكعبة، فإن تركتمونا وما جئنا من أجله تركنا قتالكم، فذهَبَ حناطة فسألَ عن سيّد مكّة، فقيلَ له هو عبد المطّلب بن هاشم، فجاء إليه ثمّ أخبَرَه بمُرادِ أبرهة من المجيء إلى مكّة المكرّمة، وأنّه لا حاجة له في أن يقاتلهم.[٨]
موقف عبد المطلب مما حدث
حين سمع عبد المطّلبِ كلامَ حناطة رسول أبرهة أخبَرَه أن لا طاقة لقريشَ بمحاربةِ أبرهة، وأنّها لن تقفَ في مواجهتِه إن هو جاء لهدمِ الكعبة، فليس لهم أن يردّوه، فطلب منه حناطة أن يأتيَ معه إلى أبرَهة ليحدّثه بهذا الحديث.[٨]
لقاء أبرهة الأشرم وعبد المطلب
انطلقَ عبد المطّلبِ مع بعض أبنائه للقاء أبرهة، فلمّا وصلَ معسكَرَ أبرَهة، سألَ عن مكانِ ذي نفر وهو الرّجلُ الذي قاتلَ أبرهَةَ أوّلَ الأمرِ، فهزمَه وأخذه أسيرًا، فجاءَهُ عبدُ المطلبِ حيث أسرِه وكانا صديقين من قبل، ثمّ أرسَلَ إلى رجلٍ اسمُهُ أُنَيس وهو قائد الفيل، فأخبرَه أن يشفَعَ في المئتي بعيرٍ التي أُخِذّت من عبد المطّلب عندَ أبرهة ليردها إليه.[٨]
فذهبَ أُنَيسُ إلى أبرهَةَ وقال له: "أَيُّهَا الْمَلِكُ هَذَا سَيِّدُ قُرَيْشٍ بِبَابِكَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ وَهُوَ صَاحِبُ عِيرِ مَكَّةَ وَهُوَ الَّذِي يُطْعِمُ النَّاسَ بِالسَّهْلِ، وَالْوُحُوشَ فِي رُؤوسِ الْجِبَالِ، فَأْذَنْ لَهُ عَلَيْكَ، فَلْيُكَلِّمْكَ فِي حَاجَتِهِ"، فأذِنَ أبرَهة لعبد المطّلب، فلمّا دخلَ عليه عبد المطّلبِ، ورآه أجلّه ونزلَ عن عرشِه وجلسَ على الحصيرِ لكي لا يكون أعلى منه إكرامًا له، ثمّ سأله عن حاجته، فأخبرَه أنّه يريدُ البعيرَ التي أُخِذَت منه.[٩]
فلمّا رأى النّجاشيّ مطلَبه قال: "لَقَدْ كُنْتَ أَعْجَبْتَنِي حِينَ رَأَيْتُكَ، ثُمَّ قَدْ زَهِدْتُ فِيكَ حِينَ كَلَّمْتَنِي، أَتُكَلِّمُنِي فِي مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَبْتُهَا لَكَ، وَتَتْرُكُ بَيْتًا هُوَ دِينُكَ، وَدِينُ آبَائِكَ قَدْ جِئْتُ لِأَهْدِمَهُ لَا تُكَلِّمُنِي فِيهِ؟"، فأجابه عبد المطّلب أنّه هو ربّ هذه الإبل -أي صاحبها وراعيها- وأما البيت الحرام؛ فإنّ له ربًا يحميه، فردّ أبرهة الإبل إلى عبد المطّلبِ، وعادَ عبد الطّلب إلى قومه قريشَ فأخبرَهم بأنّ أبرهة عازمٌ ومصرٌّ على هدم الكعبة، وأمرهم بالخروج من مكّة إلى الجبال.[٩]
توجّه أبرهة الأشرم إلى الكعبة المشرفة
توجّه أبرهة الأشرم وجيشه إلى الكعبة المشرفة، وقبل وصولهم وقف عبد المطّلبِ عند الكعبة، فأمسك بحلقة بابها، وأخذ يدعو الله -عزّ وجلّ- أن يزيلَ هذه الغمّة عنهم، وأخذ بعض أبنائه معه يدعونَ أن يحميَ الله بيته من الهدم، ومما قاله عبد المطّلب:[١٠]
"الَلهُمَّ إِنَّ الْعَبْدَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ حَلَالَكْ
لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ وَمِحَالُهُمْ غَدْوًا مِحَالَكْ
إِنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَقِبْلَتَنَا فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكَ"
ثمّ ذهبوا إلى الجبالِ تحرُّزًا من كيدِ أبرهة، وفي هذا الوقت قدم أبرهة يريدُ هدمَ الكعبة، فلمّا دفعوا الفيلَ إلى الكعبة ليهدمها جاء إليه نُفَيلُ بن حبيبٍ ووقف عند أذنه فقال له: "ابْرُكْ مَحْمُودُ وَارْجِعْ رَاشِدًا مِنْ حَيْثُ أَتَيْتَ فَإِنَّكَ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ"، وكان اسم الفيل محمود، فجلسَ ولم يتقدّم لهدمِ الكعبة،[١٠] وظلّ القومُ يحاولون دفع الفيل ليتحرك لهدم الكعبة، ولكنّ محاولاتهم كلّها باءت بالفشل، فقادوا الفيلَ إلى جهة الشّام فقام وسار، وقادوه إلى جهة اليمن فقام وسار، وكلّما قادوه إلى جهة الكعبة توقّف عن السّير.[١١]
إرسال الله تعالى لطيور الأبابيل
أثناء انشغال أبرهة وجيشه بالفيل يريدون دفعه لهدم الكعبة، إذا بطيور جاءت من جهة البحر، تحمل أحجارًا في أقدامها ومنقارها، فألقَتِ الطّيورُ الحجارة على جيشِ أبرَهة وهي حجارةٌ من سجيل كما ورد في سورة الفيل؛ أي حجارة من السماء وقيل من الجحيم كالتي نزلت على قوم لوط -عليه السلام-،[١٢] وما أُصيبَ أحد بحجرٍ من هذه الحجارة إلّا هَلَك، فخرجَ القومُ يريدونَ النّجاة ويبحثونَ عن نفيل بن حبيبٍ ليَدلَهم على الطّريق، فخرجوا يتساقطونَ هنا وهناك، وحملوا أبرهةَ مُصابًا كلّما مشوا فيه قليلًا سقط حتّى مات هو جنوده في الطريق، وحين رأى نفيل حالهم كذلكَ قال:[١١]
"أَلَّا حُيِّيتِ عَنَّا يَا رُدَيْنَا
نَعِمْنَاكُمْ مَعَ الْإِصْبَاحِ عَيْنَا
رُدَيْنَةُ لَوْ رَأَيْتِ فَلَا تَرَيْهِ
لَدَى جَنْبِ الْمُحَصَّبِ مَا رَأَيْنَا
إِذًا لَعَذَرْتِنِي وَحَمِدْتِ أَمْرِي
وَلَمْ تَأْسَيْ عَلَى مَا فَاتَ بَيْنَا
حَمِدْتُ اللَّهَ إِذْ أَبْصَرْتُ طَيْرًا
وَخِفْتُ حِجَارَةً تُلْقَى عَلَيْنَا
وَكُلُّ الْقَوْمِ يَسْأَلُ عَنْ نُفَيْلٍ
كَأَنَّ عَلَيَّ لِلْحُبْشَانِ دَيْنَا"
الدروس والعبر المستفادة من قصة أصحاب الفيل
إنّ قصة أصحاب الفيل من القصص المليئة بالدروس والعبر، ومن أبرزها:[١٣]
- ضرورة الالتجاء إلى الله تعالى والأخذ بالأسباب؛ لتحقيق التّوكّل عليه، كما فعل عبد المطلب.
- أهمّيّة دعاء الله -عزّ وجلّ- وطلب الأشياء المُرادة منه.
- الرّضا بقضاء الله -عزّ وجلّ- حتّى وإن لم يَكُن متماشيًا مع ما نحبّه ونراه من أمور.
- نهاية وعاقبة المتجبرين مثل أبرهة الأشرم وجنوده.
- حفظ الله تعالى لبيته الحرام وحمايته له.
المراجع[+]
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 140-141. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 137-141. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية ط الفكر، صفحة 170. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 140-141. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية ط هجر، صفحة 143. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 142. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 143. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 144. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 145. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 146. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 147-149. بتصرّف.
- ↑ القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 177. بتصرّف.
- ↑ مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 299. بتصرّف.
ملخص المقال
أصحاب الفيل هم قوم قادهم أبرهة الأشرم من الحبشة لهدم الكعبة بفيل ضخم، بعد أن بنى كنيسةً عظيمةً ليتّجه إليها الناس ويقصدوها بدل الكعبة المشرفة، وبعد أن أصبح أبرهة ملكًا لليمن بعد هزيمته لأرياط، توجّه لهدم الكعبة، وأرسل عدد من جنده إلى مكة قبل أن يصل إليها؛ فاستولوا على إبل لعبد المطلب سيد قريش، فخرج عبد المطلب للقاء أبرهة ليطلب منه إعادة إبله، فأعاد له الإبل، وأكّد عبد المطلب لأبرهة أن الله سيحمي البيت الحرام، وخرج عبد المطلب وأهل مكة إلى الجبال؛ خشيةً من بطش أبرهة وجيشه، وعندما وصل أبرهة إلى الكعبة وحاول هدمها؛ أرسل الله طيورًا تحمل حجارة أهلكت أبرهة وجيشه، وفي القصة دروس كثيرةٌ مستفادة، منها: أهمية التوكل على الله والتوجّه إليه بالدعاء والرضا بقضائه، وعاقبة ونهاية المتجبرين الشديدة، وحفظ الله لبيته الحرام.
أسئلة شائعة
سورة الفيل من سور القرآن الكريم التي تناولت وتحدّثت آياتها عن قصة أصحاب الفيل وما حصل لهم، وسمّيت بسورة الفيل نسبةً لقصتهم.[14]
من أبرز وأهم الأحداث التي حدثت في عام الفيل الذي حصلت فيه قصة أصحاب الفيل: ولادة النبي -عليه الصلاة والسلام-.[15]
نعم بالتأكيد، فقد ذكرت بالقرآن الكريم، وكذلك وردت في كتب السير تفصيلًا، ومن أبرز الكتب التي وردت فيها هو كتاب البداية والنهاية لابن كثير