
- اقرأ أيضاً
- كيفية صلاة عيد الأضحى
- فضل سورة العنكبوت
فضل الصدقة في دفع البلاء
إنّ للصدقة فضلاً عظيماً في دفع البلاء ورفعه عن العِباد، وهذا الأمر يعرفه عوامّ النّاس وخاصّتهم في مختلف الأزمنة، لأنّ الصدقة لها فضائل عظيمة بيّنها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وما زال أثرها ونفعها في دفع أنواع البلاء مقروناً بالتجربة بين النّاس، ولا تنفع الصدقة في دفع البلاء الدنيويّ فحسب، بل تدفع عن المسلم البلاء في الآخرة أيضاً، ومن النصوص الشرعية الدالّة على ذلك ما يأتي:[١]
- الصدقة سببٌ لرضا الله -تعالى- ودفع غضبه، وهي تقي المسلم من ميتة السوء، ويدل على ذلك ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ).[٢]
- الصدقة تجلب الثواب والحسنات، وتدفع عن العبد السيئات والذنوب، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّدقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يطفئُ النَّارَ الماءُ).[٣]
- الصدقة تقي صاحبها من عذاب الله في الآخرة، لِذلك قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ)،[٤] وأوصى النساء بالصدقة فقال لهنّ: (تَصَدَّقْنَ، يا مَعْشَرَ النِّساءِ، ولو مِن حُلِيِّكُنَّ).[٥]
- جاء في الأثر: "باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة".
أثر الصدقة في دفع الضيق وانشراح الصدر
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَثَلَ البَخِيلِ والْمُتَصَدِّقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عليهما جُنَّتانِ مِن حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أيْدِيهِما إلى ثُدِيِّهِما وتَراقِيهِما، فَجَعَلَ المُتَصَدِّقُ كُلَّما تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ انْبَسَطَتْ عنْه، حتَّى تُغَشِّيَ أنامِلَهُ وتَعْفُوَ أثَرَهُ، وجَعَلَ البَخِيلُ كُلَّما هَمَّ بصَدَقَةٍ قَلَصَتْ، وأَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكانَها)،[٦] قالَ: "فأنا رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: بإصْبَعِهِ في جَيْبِهِ فلوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُها ولا تَوَسَّعُ".
وهذا الحديث النبويّ الشريف يبيّن عواقب البخل الوخيمة، حيث يُشبّه النبيّ الكريم المتصدِّق والبخيل برجلين على كل واحدٍ منهما ثوب قصير من حديد على عنقه إلى صدره، فإذا تصدّق المرء اتّسع الثوب وطال حتى يستر بدن صاحبه، وإذا بخل وأمسك يده عن الخير ضاق عليه الثوب حتى كاد يخنقه، وهذا المثال كِناية على انشراح نفس المتصدّق، وكلّما فعل ذلك بسط الله عليه من فضله، أمّا البخيل فهو ضيّق الصدر كثير الغمّ والهم، وكلّما أمسك عن الخير ضيّق الله عليه.[٧]
فضائل الصدقة وفوائدها
تَحدّثنا سابقاً عن فضل الصدقة في دفع البلاء، وفي الحقيقة هناك العديد من الفضائل والآثار الأخرى للصدقة، والتي تعود بالنّفع والخير على الفرد والمجتمع، ونذكر منها ما يأتي:[٨]
- الصدقة تطهّر النفس وتزكّيها، وتُقرّب العبد إلى خالقه -عز وجل-.
- الصدقة سببٌ لحفظ مال صاحبها والبركة والنماء فيه.
- سببٌ لمحبّة الله -تعالى- ورِضاه.
- سببٌ للسعادة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يفرح العبد بالعطاء وقضاء حوائج الناس، وفي الآخرة يفرح بالأجر والثواب العظيم.
- سببٌ لنشر المحبة والرحمة والمودّة بين أفراد المجتمع، وهي بابٌ من أبواب التكافل الاجتماعي.
المراجع[+]
- ↑ ابن القيم، الوابل الصيب، صفحة 31-32. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3309، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:3224، صححه الألباني.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم:1417، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زينب امرأة عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1000، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1021، صحيح.
- ↑ "شرح حديث المتصدق والبخيل"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2023. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2529، جزء 6. بتصرّف.