فضل سورة الطارق
لم يرد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحاديثٌ صحيحةُ خاصّة في فضل سورة الطّارق، ولكنّ لقارئها من الأجر ما لقارئ القرآن الكريم بصفة عامّة.[١] وقد أورد بعضٌ من أهل العلم في فضل سورة الطّارق بعض الأحاديث الضّعيفة، أو التي لا تصحّ نسبتها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن ذلك:
- عن أبيّ بن كعبٍ -رضي الله عنه- أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "من قرأها أعطاه الله من الأجر بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات".[١]
- عن عليّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قال له: "يا عليّ من قرأها فكأنما قرأ ثلثي القرآن، وله بكل آية قرأها ثواب من يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر".[١]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الطارق وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الطارق
فضل سورة سورة الطارق في التأثير إيجابًا على حياة المسلم
جاء في مضامين سورة الطّارق بعض الفضائل والأفكار التي من شأنها تحسين حياة المسلم، ومن ذلك:
- إثبات أنّ اليوم الذي سيحاسب فيه الخلق على أعمالهم سيقع للمخلوقين كلّهم لا محالة، وأنّ الله -عزّ وجلّ- سيجزيهم ويحاسبهم على كلّ صغيرة وكبيرة فعلوها في الدّنيا؛ وهذا من شأنه أن يجعل الإنسان مترقّبًا للقاء الله -جلّ وعلا- في ذاك اليوم، فيُحسِنُ الطّاعات ويداوم عليها لكي لا يخزيه الله -سبحانه وتعالى- يوم القيامة.[٢]
- الرّدّ على المشركين، بإثبات أنّ البعث ممكن، وأنّ الله -جلّ وعلا- قادر على كل شيء، حيث إنّ بعض الناس قالوا إنّ الأجسام إن فنيت لا تعود؛ فقال الله -عزّ وجلّ- مجيبًا على دعواهم: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}،[٣] وهذا من شأنه أن يرفع من معنويّة المسلم، إذ إنّ الله -القادر على كلّ شيء- معه.[٤]
- حثّ عبيد الله على طاعة الله عزّ وجلّ وترك عصيانه، وذلك بالامتنان على العبد بأنّ الله -سبحانه وتعالى- خلقه، وتذكير العبيد بدقّة صُنع الله -عزّ وجلّ- وبحكمته في خلق الإنسان.[٢]
- تنويه أهل البصيرة الذين اتّبعوا الدّين وأطاعوا ربّهم بشأن القرآن الكريم وأنّه كلام الله تعالى وأنّ كلّ ما جاء فيه صدق، ليبقى العبد على اتّصال مع القرآن، فيداوم تلاوته وحفظه وتدبره.[٢]
- تثبيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ووعده بأنّ الله -سبحانه وتعالى- سينصره على أعدائه كلّهم، وفي هذا إشارة إلى أنّ الله -جلّ وعلا- سينصر المسلمِ على غير المسلم إذا هو اتّبع مراد الله -جلّ وعلا- لا مراد نفسِه وهواها.[٢]
وللاستزادة حول سورة الطارق وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الطارق
كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة الطارق بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة الطارق
المراجع[+]
- ^ أ ب ت الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 513. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 257 - 258. بتصرّف.
- ↑ سورة الطارق، آية:8
- ↑ الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر، صفحة 357. بتصرّف.