فضل سورة الشمس
هل ورَدَت أحاديث صحيحة في أفضليّة سورة الشّمس على سائر السّور؟
لم يرد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحاديث مخصوصة صحيحةً في فضل سورة الشمس، ولكنّ لقارئها ما لقارئ باقي السّور في القرآن الكريم من فضل، وقد وردت عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعض الأحاديث غير الصّحيحة في فضل هذه السّورة، ومن ذلك:
- عن سلمانَ الفارسيّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْفطر بعد مَا يُصَلِّي عِيدَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسبح اسْم رَبك الأعلى، وفى الثَّانِيَة بالشمس وَضُحَاهَا، وفى الثَّالِثَة وَالضُّحَى، وَفِي الرَّابِعَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ كُلَّ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ، وَكَأَنَّمَا أَشْبَعَ جَمِيعَ الْيَتَامَى وَدَهَنَهُمْ وَنَظَّفَهُمْ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَيُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً"، وهَذَا الحَدِيث موضوعٌ على النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وفي رواتِه مجهولون.[١]
- عن أبيّ بن كعبٍ -رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قرأَها فكأَنَّما تصدّق بكلّ شيء طلعت عليه الشمس والقمر"، وهذا حديثٌ لا يصحّ أن يُنسبَ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[٢]
- عن عليّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّمَ- قال: "يا علىّ مَن قرأَ {والشَّمْسِ وَضُحَاهَا}[٣] فكأَنَّما قرأَ الزَّبور، وله بكلّ آية قرأَها ثواب مَن صلَّى بين الرّكن والمقام أَلفَ ركعة"، وهذا حديث مردود لا يصح.[٢]
كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة الشمس بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة الشمس
هل ورد فضل مخصوص لسورة الشمس في قضاء الحاجة؟
لم يرد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حديثٌ صحيحٌ يجعلُ لسورة الشّمسِ أفضليّةً على باقي السّور في مسألة قضاء الحاجة وغيرها، بل هي سورة من سور القرآن الكريمِ ولقارئها من الأجر والمثوبة عند الله -جلّ وعلا- ما لقارئ القرآن الكريم من الأجر والمثوبة، وكلّ ما ورَدَ فيها من أحاديث ضعيف والله -سبحانه- أعلم.[٢]
وللاستزادة حول سورة الشمس وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الشمس
فضل سورة الشمس في التأثير إيجابًا على حياة المسلم
ما هو أطول قسم في القرآن الكريم؟
إن من شأنِ القرآن الكريمِ أنّه يؤثّر في نفوسِ قارئيه، ويدعوهم إلى البرّ والفضل، وقد دعت سورة الشّمس إلى بعض الفضائل، منها:
- التّرغيبُ بتزكية النّفس، فقد اعتنت سورة الشّمس اعتناءً بالغًا بتزكيةِ النّفس، إذ جاء ذلكَ بعدَ أحد عشر قسمًا من الله عزّ وجلّ، ولم يقسِم الله في القرآن الكريمِ قسمًا أطول من هذا القسم ولا يُقسِمُ العَظيم إلا لأجلِ عظيم، وهذا يدلّ المسلم على عِظَمِ فلاحِهِ إن هو زكّى نفسَه كما أرادَ مولاه منه.[٤]
- التَّحذيرُ من تَدْسِيَة النّفس وتركها لشهواتها وملذّاتها، وأنّ في ذلكَ خيبةً وخسارةً عظيمتين.[٥]
- التّحذيرُ من تكذيب الرّسل -صلّى الله عليهم- وأنّ ذلكَ يودي بالإنسانِ إلى المهالك.[٥]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الشمس وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الشمس
المراجع[+]
- ↑ ابن الجوزي، الموضوعات لابن الجوزي، صفحة 131-132. بتصرّف.
- ^ أ ب ت الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 522. بتصرّف.
- ↑ سورة الشمس، آية:1
- ↑ ابن عبد السلام، تفسير العز بن عبد السلام، صفحة 457. بتصرّف.
- ^ أ ب أَبُو اليُمْن العُلَيْمي، فتح الرحمن في تفسير القرآن، صفحة 375-376. بتصرّف.