محتويات
- ١ قصيدة: وارحمتا للغريب في البلدِ
- ٢ قصيدة: أيها الراكبُ الميمّم أرضِي
- ٣ قصيدة: حتى متى أنا في حلّ وترحالِ
- ٤ قصيدة: لأني غريب
- ٥ قصيدة: شاعر ووطنه في الغربة
- ٦ قصيدة خطوات في الغربة
- ٧ قصيدة: ثمن الغربة
- ٨ قصيدة: جئتُ من شوقي أعاني
- ٩ قصيدة: يا طالما شاهدت طيفك في الكرى
- ١٠ قصيدة: وطن النجوم أنا هنا
- ١١ قصيدة أحن إلى ربوع حماة شوقًا
- ١٢ قصيدة: أبين واشتياق وارتياع
- ١٣ قصيدة: حديث المغاني بعدهن شجون
- ١٤ قصيدة: ولقد أجدّ هواي رسم دارس
- ١٥ قصيدة: لا تعذليه فإن العذل يولعه
- ١٦ قصيدة: ألا عرّس الإخوان في ساحة البلى
- ١٧ قصيدة: سعدت غربة النوى بسعاد
- ١٨ قصيدة: ذهب الصبا وتولت الأيام
قصيدة: وارحمتا للغريب في البلدِ
يقول الشاعر علي بن الجهم:[١]
وَارَحمَتا لِلغَريبِ في البَلَدِ ال
- نازِحِ ماذا بِنَفسِهِ صَنَعا
فارَقَ أَحبابَهُ فَما اِنتَفَعوا
- بِالعَيشِ مِن بَعدِهِ وَلا اِنتَفَعا
كانَ عَزيزًا بِقُربِ دارِهُمُ
- حَتّى إِذا ما تَباعَدوا خَشَعا
يَقولُ في نَأيِهِ وَغُربَتِهِ
- عَدلٌ مِنَ اللَهِ كُلُّ ما صَنَعا
قصيدة: أيها الراكبُ الميمّم أرضِي
أيها الراكب الميمِّم أرضي
- أقرِ من بعضيَ السَّلامَ لبعضِي
إنَّ جسمي كما علمتَ بأرضٍ
- وفؤادي ومالكيهِ بأرضِ
قُدِّر البينِ بيننا فافترقنا
- وطوى البينُ عن جفونيَ غمضي
قد قضَى الله بالفراقِ علينا
- فعسى باجتماعنا سوفَ يقضِي
قصيدة: حتى متى أنا في حلّ وترحالِ
يقول الشاعر أبو العتاهية:[٣]
حَتّى مَتى أَنا في حِلٍّ وَتَرحالِ
- وَطولِ سَعيٍ بِإِدبارٍ وَإِقبالِ
أُنازِعُ الدَهرَ ما أَنفُكَ مُغتَرِبًا
- عَنِ الأَحِبَّةِ لا يَدرونَ ما حالي
في مَشرِقِ الأَرضِ طَورًا ثُمَّ مَغرِبِها
- لا يَختُرُ المَوتُ مِن حِرصٍ عَلى بالي
وَلَو قَنِعتُ أَتاني الرِزقُ في مَهلٍ
- إِنَّ القُنوعَ الغِنى لا كُثرَةُ المالِ
قصيدة: لأني غريب
يقول الشاعر بدر شاكر السياب:[٤]
- لأنِّي غريبْ
- لأنَّ العراقَ الحبيبْ
- بعيدٌ وأنِّي هنا في اشتياقْ
- إليه إليها أنادي: عراقْ
- فيرجعُ لي من ندائي نحيبْ
- تفجَّر عنه الصدَى
- أحسُّ بأنِّي عبرتُ المدَى
- إلى عالمٍ من ردى لا يجيبْ
- ندائِي
- وإمَّا هززتُ الغصونْ
- فما يتساقطُ غيرُ الردى
- حجارْ
- حجار و ما من ثمارْ
- وحتَّى العيونْ
- حجارٌ وحتى الهواء الرطيبْ
- حجارٌ يندِّيه بعضُ الدمِ
- حجارٌ ندائي وصخرٌ فمِي
- ورجلاي ريحٌ تجوبُ القفارْ
قصيدة: شاعر ووطنه في الغربة
يقول الشاعر عبد الله البردوني:[٥]
كان صبحَ الخميس أو ظهرَ جمعَة
- أذهَلني عنِّي عن الوقتِ لوعَة
دهشةُ الراحلِ الذي لم يجرِّب
- طعمَ خوفِ النَّوى ولا شوقَ رجعة
حين ناءت إلى الصُّعود فتاة
- مثلُ أختي بنيَّة الصوت، ربعَهْ
منذ صارت مضيفةً لقَّبوها
- "سورنا" واسمها الطفوليِّ "شلعة"
إنَّ عصريَّة الأسامي علينا
- جلدُ فيلٍ على قوامِ ابن سَبعة
هل يطرِّي لونُ العناوين سفرًا
- ميّتًا زوَّقته آخرُ طبعهْ
حانَ أن يُقلعَ الجناحان، طرنا
- حفنةً من حصى على صدرِ قلعة
مقعدي كان وشوشاتِ بلادي
- وجهُ أرضي في أدمعِي ألف شمعة
قصيدة خطوات في الغربة
يقول الشاعر بلند الحيدري:[٦]
- هذا أنا
- -ملقى- هناك حقيبتانْ
- وخطى تجوسُ على رصيفٍ لا يعودُ إلى مكانْ
- من ألفِ ميناءٍ أتيتْ
- ولألفِ ميناءٍ أصارْ
- وبناظري ألفُ انتظارْ
- لا ما انتهيتْ
- لا ما انتهيتَ فلم تزلْ
- حبلى كرومكَ يا طريقُ ولم تزلْ
- عطشَى الدنانْ
- أنا أخافْ
- أخافُ أنْ تصحو لياليَّ الصموتات
- الحزانْ
- فإذا الحياةُ
- كما تقولُ لنا الحياةُ:
- يدٌ تلوِّح في رصيفٍ لا يعودُ إلى مكانْ
- لا ما انتهيتْ
- فوراء كلِّ ليالي هذِي الأرضِ لي حبٌّ
- وبيتْ
- ويظلُّ لي حبٌّ وبيتْ
- وبرغمِ كلِّ سكونِها القلقِ الممضِّ
- وبرغمِ ما في الجراحِ من حقدٍ
- وبغضِ
- سيظلُّ لي حبٌّ وبيتْ
- وقد يعودُ بي الزمانْ
- لو عاد بِي
- لو ضمَّ صحو سمائي الزرقاءِ هدبِي
- أترى سيخفقُ لي بذلك البيتِ
- قلبُ
- أترى سيذكرُ إبنُ ذاك الأمسِ
- حبُّ
- أترى ستبسمُ مقلتانْ
- أم تسخران
- وتسألان
- أو ما انتهيتْ
- ماذا تريدُ ولمْ أتيتْ
- إنِّي أرى في ناظريك حكايةً عن ألف مَيتْ
- وستصرخانْ:
- لا تقبروهُ ففي يديهِ غدًا
- سينتحرُ الصباحُ فلا طريقَ ولا سنى
- لا اطردوهُ فما بخطوتِه لنا
- غيمٌ لتخضرَّ المنى
- وستعبرانْ
- هذا أنا
- -ملقى- هناكَ حقيبتانْ
- وإذا الحياةُ
- كما تقولُ لنا الحياة:
- يدٌ تلوح في رصيفٍ لا يعودُ إلى مكانْ
قصيدة: ثمن الغربة
يقول الشاعر جمال مرسي:[٧]
قد شفَّني الوجدُ لو تدرينَ يا أملُ
- والدمعُ في مقلتي ضاقتْ بهِ السبلُ
فانسالَ كالدُّرِّ فوق الخدِّ مكتئبًا
- لما رأى الصحبَ للأوطان قد رحلوا
سألتُهُ، و رياح الشوقِ تعصفُ بي
- ماذا دهاكَ، أبعد الشيبِ تنهملُ؟
أجابني: ومتى يا صاحِ تُهرقني
- وقد أصابكَ جُرحٌ ليس يندملُ
أليس في غربةٍ جُرِّعتَ قسوتها
- عمرًا طويلًا إذا ما قستها ثِِقَلُ؟
وفي فراقِ حبيبٍ قد حُرِمتَ بِهِ
- طعمَ الكرى والهنا يا صاحبي مللُ؟
كلٌّ طوى ليلَهُ واغتال غربتهُ
- وأنتَ لا زِلتَ بالدينارِ تنشغلُ
أغراك كسبٌ له بالبعد عن وطنٍ
- عشرينَ حوْلًا، طواك السهلُ والجبلُ
قلتُ اصمتي يا دموع العين وارتدعي
- فقد دها القلبَ من تثريبكِ الكللُ
أما علمتِ وأنتِ النارُ في كَبدي
- كيف اشتياقي لأرضِ النيلِ مشتعلُ؟
قصيدة: جئتُ من شوقي أعاني
يقول الشاعر صاحب الأبيات:[٨]
جئتُ من شوقِي أعاني
- في الهوى جورَ الزمانِ
أرسل الأشعارَ لحنًا
- صادقًا عذبًا وحانِ
فجأةً من بعدِ عمري
- لن أرى أغلَى مكانِ
وانكوى منِّي فؤادي
- كاليتيمِ إذا يُعانِي
يا ربوعًا لن أراهَا
- عشتُ يومًا في رباها
كانت النفسُ تغنِّي
- وترى فيها صِباها
ورياضًا كم رتَعنا
- وانطلقنا في سَماها
سوفَ تبقَى في خيالي
- كالجنانِ في بهاهَا
إن رحلتُ الآن قلبِي
- سوفَ أهديكَ وحبِّي
ودموعِي سوفَ تروي
- قصَّة الشوقِ بدربي
وعلى الذكرى سأبقَى
- أقسمُ الآن بربِّي
لستُ أنساكَ فحبِّي
- بين أضلاعِي يلبِّي
موطنِي يا عزَّ ذاتي
- يا ربيعَ الأمنياتِ
أنت لو تهتُ ملاذِي
- عندما تقسُوا حياتي
أنتَ في القلبِ شراعٌ
- كان لي طوقَ النجاةِ
سيظلُّ العشقَ فيكَ
- ولهي حتَّى المماتِ
قصيدة: يا طالما شاهدت طيفك في الكرى
يقول الشاعر مصطفى عباس:[٩]
يا طالَما شاهدتُ طيفَكِ في الكَرى
- ورأَيْتُ كلَّ الحُسْنِ فِيكِ تَصَوَّرا
يا طالما شبَّ الغَرامُ بخافِقِي
- والجَفْنَ في عينيَّ حبُّكِ أَسهَرا
يا طالما حَمَّلتُ يا أقصى المُنَى
- ريحَ الصَّبا منِّي السَّلامَ إذا سَرَى
ولَكَمْ بعثتُ معَ النَّسِيمِ قصيدةً
- والنَّفسُ وَلْهَى والفؤادُ تَحَسَّرا
والقَلْبُ منِّي كم يغادرُ أضلُعِي
- ويَهِيمُ وجْدًا إنْ رُؤَاكِ تذكَّرا
ولكَمْ تشبَّثَ في المطايا مُدْنَفًا
- وطلبتُ منه العَوْدَ لكِنْ أَنْكَرا
وإذا الحُداةُ ترنَّموا بحُدائهمْ
- وحُداؤهمْ من غيرِ خَمْرٍ أَسكَرا
ألفَيْتِنِي أبكي كطِفلٍ كلّما
- رحَلوا إليكِ، ونورُ وجهِكِ أسفَرا
أتجرَّع الحسراتِ، أرتشفُ الأسى
- لله كم سَالتْ دموعي أنْهُرا
يا طالَما أرجوْ وصالكِ بُرهةً
- واليومَ جئتُ إليكِ يا أمَّ القُرى
قصيدة: وطن النجوم أنا هنا
يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:[٩]
وطنَ النجومِ، أنا هُنا
- حدّقْ أتَذكُرُ مَن أنا؟
ألمحتَ في الماضيْ البعيدِ
- فتًى غريرًا أَرعنَا؟
جذلانَ يَمرحُ في حقولكَ
- كالنّسيمِ مُدندِنَا
أنا ذلكَ الوَلَدُ الّذي
- دُنياهُ كانت ههُنَا
أنا مِن مِياهكَ قطرةٌ
- كفاضتْ جداولَ مِن سَنا
أنا مِن تُرابكَ ذرّةٌ
- ماجتْ مواكبَ مِن مُنَى
أنا مِن طيوركَ بُلبل
- غنَّى بمجدكَ فاغتنَى
حمَلَ الطَّلاقة والبشاشةَ
- مِن ربوعكَ للدُّنا
كم عانقتْ روحِيْ رُباكَ
- وصفّقتْ في المُنحنَى
قصيدة أحن إلى ربوع حماة شوقًا
يقول الشاعر مصطفى عباس أيضًا:[٩]
أحنُّ إلى ربوع حماةَ شوقًا
- وأذكرُ ماضيًا عذبًا جميلا
نواعيرُ المياه بلا فُتورٍ
- تقلِّبُ في حماةَ السَّلسبِيلا
أحنُّ إلى أبي وأخيْ وأمّيْ
- وأذكُرُ يومَ أزمعتُ الرّحِيلا
تقولُ الأمُّ: يا طفليْ سلامًا
- وربُّ الكونِ يَهديكَ السَّبيلا
إذا بَعُدتْ ديارُ الأهلِ عنِّي
- غدَا قلبيْ بساحتِهِمْ نَزيلا
قصيدة: أبين واشتياق وارتياع
يقول الشاعر ابن الأبّار:[٩]
أَبَيْنٌ واشتياقٌ وارتياعُ؟
- لقد حُمِّلتَ ما لا يُستَطاعُ
تملّكني الهوى فأطعتُ قسرًا
- ألاَ إنَّ الهوى ملِكٌ مطاعُ
وروَّعني الفراقُ على احتمالي
- ومَن ذا بالتفرُّق لا يُراعُ؟
وليس هوى الأحبة غَير عِلقٍ
- لديَّ فلا يُعارُ ولا يُباعُ
فَلِلعبَراتِ بَعدهمُ انحدارٌ
- وللزفَرَات إثرَهُمُ ارتفاعُ
نأَوْا حقًا ولا أدري أيُقضَى
- تلاقٍ؟ أو يُباح لنا اجتماعُ؟
قصيدة: حديث المغاني بعدهن شجون
يقول الشاعر ابن الصباغ العقيلي:[١٠]
حديثُ المغاني بَعدهُنَّ شُجُونُ
- وأوْجُه أيامِ التباعُدِ جُونُ
لَحَا اللهُ أيَّامَ الفِراقِ فكمْ شَجَتْ
- وغادرتِ الجَذْلاَن وَهْوَ حَزينُ
وحَيَّا دِيارًا في رُبَى غرناطة
- وإنّيِ بِذَاك القُرْبِ فيه ضَنِينُ
لَيَالِيَ أنفقْتُ الشبابَ مُطاوِعًا
- وعُمْري لدى البيضِ الحِسَانِ ثَمينُ
فأرخَصْتُ فيها مِن شبابي ما غَلَا
- وغُرْمِي على مَالِ العَفَافِ أمينُ
خليليَّ -لا أمْرٌ- بأربُعها قِفا
- فَعِنْدي إلى تلك الرُّبُوع حَنينُ
ألمْ تَرَيَاني كلَّما ذَرَّ شَارقٌ
- تَضَاعَفَ عندي عَبْرةٌ وأَنينُ
قصيدة: ولقد أجدّ هواي رسم دارس
يقول الشاعر ابن زمرك:[١٠]
وَلَقدْ أجَدَّ هوايَ رَسْمٌ دارسٌ
- قد كان يخفَى عن خَفِيِّ تَوَهُّمِ
وذكرْتُ عهدًا في حِمَاهُ قد انْقَضَى
- فَأطَلْتُ فِيه تَرَدُّدي وَتَلوُّمِي
وَلَرُبَّما أشجَى فؤادي عِنْدَهُ
- وَرْقَاءُ تَنفُثُ شَجْوَها بِتَرنُّمِ
لا أَجْدَبَ اللهُ الطلولَ فطَالما
- أَشْجَى الفَصِيحَ بها بُكاءُ الأَعْجَمِ
يا زَاجِرَ الأظْعان يَحْفِزُها السُّرَى
- قِفْ بي عَلَيْها وَقْفَةَ الْمُتَلَوِّمِ
لِتَرَى دُمُوعَ العاشقينَ بِرَسْمها
- حُمْرًا كَحَاشِية الرِّدَاءِ المُعْلَمِ
دِمَنٌ عَهِدْتُ بها الشَّبِيبةَ والهَوَى
- سُقْيا لَها ولِعَهْدِها المتقَدِّمِ
قصيدة: لا تعذليه فإن العذل يولعه
يقول الشاعر ابن زريق البغدادي:[١١]
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
- قَد قَلتِ حَقًا وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي لَومهُ حَدًا أَضَرَّبِهِ
- مِن حَيث قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلًا
- مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعًا بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
- فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
- مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
- رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
- مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ الله يَذرَعُهُ
إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
- وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
- للرزق كدًا وكم ممَّن يودعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
- رزقًا وَلا دَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
- لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصًا فلَستَ تَرى
- مُستَرزِقًا وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
- بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُهُ
- إِرثًا وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
- إِرثًا وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
أستَودِعُ الله فِي بَغدادَ لِي قَمَرًا
- بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
- صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
- وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
- عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
- بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكًا فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
- وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِسًا ثَوبَ النَعِيم بِلا
- شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ الله يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
- كَأسًا أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
- الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
- لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها
- بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
- بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
- لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
- بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
- عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعًا فَرِقًا
- فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست
- آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ
هَل الزمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا
- أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
فِي ذِمَّةِ الله مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
- وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
- كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
- جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي
- بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبٌ فرجًا
- فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
- جِسمي سَتَجمَعُنِي يَومًا وَتَجمَعُهُ
وَإِن تُغِلُّ أَحَدًا مِنّا مَنيَّتَهُ
- فَما الَّذي بِقَضاءِ الله يصنَعُهُ
قصيدة: ألا عرّس الإخوان في ساحة البلى
يقول الشاعر ابن خفاجة:[١٠]
أَلَا عَرَّسَ الإخوانُ في ساحة البِلَى
- وما رَفَعُوا غَيْر القُبُورِ قِبَابا
فدمْعٌ كمّا سحَّ الغمامُ ولَوْعةٌ
- كما ضَرَّمتْ ريحُ الشمال شِهَابا
إذا اسْتَوْقَفَتْني في الديار عشيةً
- تلذذتُ فيها جِيئةً وذهابا
أَكُرُّ بِطرْفي في مَعَاهدِ فِتْيةٍ
- ثَكِلْتُهُمُ بِيضَ الوُجُوهِ شَبَابا
فَطال وُقُوفي بين وَجْدٍ وزَفْرةٍ
- أُنَادي رُسُومًا لا تُحيُر جَوَابا
وأمحو جميلَ الصَّبْرِ طورًا بِعَبْرَةٍ
- أَخُطُّ بها، في صفحتيَّ، كِتابا
وَقَدْ دَرَستْ أجْسَامُهم ودِيَارُهُم
- فَلَمْ أرَ إلَّا أَقْبُرا وَيَبابا
قصيدة: سعدت غربة النوى بسعاد
سَعِدَت غَربَةُ النَوى بِسُعادِ
- فَهيَ طَوعُ الإِتهامِ وَالإِنجادِ
فارَقَتنا وَلِلمَدامِعِ أَنوا
- ءٌ سَوارٍ عَلى الخُدودِ غَوادِ
كُلَّ يَومٍ يَسفَحنَ دَمعًا طَريفًا
- يَمتَري مُزنَهُ بِشَوقٍ تَلادِ
واقِعًا بِالخُدودِ وَالحِرُّ مِنهُ
- واقِعٌ بِالقُلوبِ وَالأَكبادِ
وَعَلى العيسِ خُرَّدٌ يَتَبَسَّم
- نَ عَنِ الأَشنَبِ الشَتيتِ البُرادِ
كانَ شَوكَ السَيالِ حُسنًا فَأَمسى
- دونَهُ لِلفِراقِ شَوكُ القَتادِ
شابَ رَأسي وَما رَأَيتُ مَشيبَ ال
- رَأسِ إِلّا مِن فَضلِ شَيبِ الفُؤادِ
وَكَذاكَ القُلوبُ في كُلِّ بُؤسٍ
- وَنَعيمٍ طَلائِعُ الأَجسادِ
طالَ إِنكارِيَ البَياضَ وَإِن عُم
- مِرتُ حينًا أَنكَرتُ لَونَ السَوادِ
نالَ رَأسي مِن ثُغرَةِ الهَمِّ ما لَم
- يَستَنِلهُ مِن ثُغرَةِ الميلادِ
زارَني شَخصُهُ بِطَلعَةِ ضَيمٍ
- عَمَّرَت مَجلِسي مِنَ العُوّادِ
يا أَبا عَبدَ الله أَورَيتَ زَندًا
- في يَدي كانَ دائِمَ الإِصلادِ
أَنتَ جُبتَ الظَلامَ عَن سُبُلِ الآ
- مالِ إِذ ضَلَّ كُلُّ هادٍ وَحادِ
فَكَأَنَّ المُغِذَّ فيها مُقيمٌ
- وَكَأَنَّ الساري عَلَيهِنَّ غادِ
وَضِياءُ الآمالِ أَفسَحُ في الطَر
- فِ وَفي القَلبِ مِن ضِياءِ البِلادِ
كانَ في الأَجفَلى وَفي النَقَرى عُر
- فُكَ نَضرَ العُمومِ نَضرَ الوِحادِ
وَمِنَ الحَظِّ في العُلى خُضرَةُ المَعرو
- فِ في الجَمعِ مِنهُ وَالإِفرادِ
كُنتُ عَن غَرسِهِ بَعيدًا فَأَدنَت
- ني إِلَيهِ يَداكَ عِندَ الجِدادِ
ساعَةً لَو تَشاءُ بِالنِصفِ فيها
- لَمَنَعتَ البِطاءَ خَصلَ الجِيادِ
لَزِموا مَركَزَ النَدى وَذَراهُ
- وَعَدَتنا عَن مِثلِ ذاكَ العَوادي
غَيرَ أَنَّ الرُبى إِلى سُبُلِ الأَنوا
- ءِ أَدنى وَالحَظُّ حَظُّ الوِهادِ
بَعدَما أَصلَتَ الوُشاةُ سُيوفًا
- قَطَعَت فِيَّ وَهيَ غَيرُ حِدادِ
مِن أَحاديثَ حينَ دَوَّختَها بِالرَأ
- يِ كانَت ضَعيفَةَ الإِسنادِ
فَنَفى عَنكَ زُخرُفَ القَولِ سَمعٌ
- لَم يَكُن فُرصَةً لِغَيرِ السَدادِ
ضَرَبَ الحِلمُ وَالوَقارُ عَلَيهِ
- دونَ عورِ الكَلامِ بِالأَسدادِ
وَحَوانٍ أَبَت عَلَيها المَعالي
- أَن تُسَمّى مَطِيَّةَ الأَحقادِ
وَلَعَمري أَن لَو أَصَختُ لِأَقدَم
- تُ لِحَتفي ضَغينَةَ الحُسّادِ
حَمَلَ العِبءَ كاهِلٌ لَكَ أَمسى
- لِخُطوبِ الزَمانِ بِالمِرصادِ
عاتِقٌ مُعتَقٌ مِنَ الهونِ إِلّا
- مِن مُقاساةِ مَغرَمٍ أَو نِجادِ
لِلحَمالاتِ وَالحَمائِلِ فيهِ
- كَلُحوبِ المَوارِدِ الأَعدادِ
مُلِّئَتكَ الأَحسابُ أَيُّ حَياءٍ
- وَحَيا أَزمَةٍ وَحَيَّةِ وادِ
لَو تَراخَت يَداكَ عَنها فُواقًا
- أَكَلَتها الأَيّامُ أَكلَ الجَرادِ
أَنتَ ناضَلتَ دونَها بِعَطايا
- رائِحاتٍ عَلى العُفاةِ غَوادي
فَإِذا هُلهِلَ النَوالُ أَتَتنا
- ذاتَ نَيرَينِ مُطبِقاتُ الأَيادي
كُلُّ شَيءٍ غَثٌّ إِذا عادَ وَال
- مَعروفُ غَثٌّ ما كانَ غَيرَ مُعادِ
كادَتِ المَكرُماتُ تَنهَدُّ لَولا
- أَنَّها أُيِّدَت بِخَيرِ أَيادِ
عِندَهُم فُرجَةُ اللَهيفِ وَتَص
- ديقُ ظُنونِ الزُوّارِ وَالرُوّادِ
بِأَحاظي الجُدودِ لا بَل بِوَش
- كِ الجِدِّ لا بَل بِسُؤدَدِ الأَجدادِ
وَكَأَنَّ الأَعناقَ يَومَ الوَغى أَو
- لى بِأَسيافِهِم مِنَ الأَغمادِ
فَإِذا ضَلَّتِ السُيوفُ غَداةَ الرَو
- عِ كانَت هَوادِيًا لِلهَوادي
قَد بَثَثتُم غَرسَ المَوَدَّةِ وَالشَح
- ناءِ في قَلبِ كُلِّ قارٍ وَبادِ
أَبغَضوا عِزَّكُم وَوَدّوا نِداكُم
- فَقَرَوكُم مِن بِغضَةٍ وَوِدادِ
لا عَدَمتُم غَريبَ مَجدٍ رَبَقتُم
- في عُراهُ نَوافِرَ الأَضدادِ
قصيدة: ذهب الصبا وتولت الأيام
يقول الشاعر محمود سامي البارودي:[١٣]
ذَهَبَ الصِّبَا وَتَوَلَّتِ الأَيَّامُ
- فَعَلَى الصِّبَا وَعَلَى الزَّمَانِ سَلامُ
تَاللَّهِ أَنْسَى مَا حَيِيتُ عُهُودَهُ
- وَلِكُلِّ عَهْدٍ فِي الْكِرَام ذِمَامُ
إِذ نَحْنُ فِي عَيْشٍ تَرِفُّ ظِلالُهُ
- وَلَنَا بِمُعْتَرِك الْهَوَى آثَامُ
تَجْرِي عَلَيْنَا الْكَأْسُ بَيْنَ مَجَالِسٍ
- فِيهَا السَّلامُ تَعَانُقٌ وَلِزَامُ
فِي فِتْيَةٍ فَاضَ النَّعِيمُ عَلَيْهِمُ
- وَنَمَاهُمُ التَّبْجِيلُ وَالإِعْظَامُ
ذَهَبَتْ بِهِمْ شِيَمُ الْمُلُوكِ فَلَيْسَ فِي
- تَلْعَابِهِمْ هَذْرٌ وَلا إِبْرَامُ
لا يَنْطِقُونَ بِغَيْرِ آدَابِ الْهَوَى
- سُمحُ النُّفُوسِ عَلَى الْبَلاءِ كِرَامُ
مِنْ كُلِّ أَبْلَجَ يُسْتَضَاءُ بِنُورِهِ
- كَالْبَدْرِ حَلَّى صَفْحَتَيْهِ غَمَامُ
سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لا يَسُوءُ جَلِيسَهُ
- بَيْنَ الْمَقَامَةِ وَاضِحٌ بَسَّامُ
مُتَوَاضِعٌ لِلْقَوْمِ تَحْسَبُ أَنَّهُ
- مَوْلىً لَهُمْ فِي الدَّارِ وَهْوَ هُمَامُ
تَرْنُو الْعُيُونُ إِلَيْهِ فِي أَفْعَالِهِ
- وَتَسِيرُ تَحْتَ لِوَائِهِ الأَقْوَامُ
فَإِذَا تَكَلَّمَ فَالرُّؤُوسُ خَوَاضِعٌ
- وَإِذَا تَنَاهَضَ فَالصُّفُوفُ قِيَامُ
نَلْهُو وَنَلْعَبُ بَيْنَ خُضْرِ حَدَائِقٍ
- لَيْسَتْ بِغَيْرِ خُيُولِنَا تُسْتَامُ
حَتَّى انْتَبَهْنَا بَعْدَ مَا ذَهَبَ الصِّبَا
- إِنَّ اللَّذَاذَةَ وَالصِّبَا أَحْلامُ
لا تَحْسَبَنَّ الْعَيْشَ دَامَ لِمُتْرَفٍ
- هَيْهَاتَ لَيْسَ عَلَى الزَّمَانِ دَوَامُ
تَأْتِي الشُّهُورُ وَتَنْتَهِي سَاعَاتُهَا
- لَمْعَ السَّرَابِ وَتَنْقَضِي الأَعْوَامُ
وَالنَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَارِدٌ
- أَوْ صَادِرٌ تَجْرِي بِهِ الأَيَّامُ
لا طَائِرٌ يَنْجُو وَلا ذُو مِخْلَبٍ
- يَبْقَى وَعَاقِبَةُ الْحَيَاة حِمَامُ
فَادْرَأْ هُمُومَ النَّفْسِ عَنْكَ إِذَا اعْتَرَتْ
- بِالْكَأْسِ فَهْيَ عَلَى الْهُمُومِ حُسَامُ
فَالْعَيْشُ لَيْسَ يَدُومُ فِي أَلْوَانِهِ
- إِلَّا إِذَا دَارَتْ عَلَيْهِ الْجَامُ
مِنْ خَمْرَةٍ تَذَرُ الْكَبِيرَ إِذَا انْتَشَى
- بَعْدَ اشْتِعَالِ الشَّيْبِ وَهْوَ غُلامُ
لَعِبَ الزَّمَانُ بِهَا فَغَادَرَ جِسْمَهَا
- شَبَحًا تَهَافَتُ دُونَهُ الأَوْهَامُ
حَمْرَاءُ دَارَ بِهَا الْحَبَابُ فَصَوَّرَتْ
- فَلَكًا تَحُفُّ سَمَاءَهُ الأَجْرَامُ
لا تَسْتَقِيمُ الْعَيْنُ فِي لَمَعَانِهَا
- وَتَزِلُّ عِنْدَ لِقَائِهَا الأَقْدَامُ
تَعْشُو الرِّكَابُ فِإِنْ تَبَلَّجَ كَأْسُهَا
- سَارُوا وَإِنْ زَالَ الضِّيَاءُ أَقَامُوا
حُبِسَتْ بِأَكْلَفَ لَمْ يَصِلْ لِفِنَائِهِ
- نُورٌ وَلَمْ يَسْرَحْ عَلَيْهِ ظَلامُ
حَتَّى إِذَا اصْطَفَقَتْ وَطَارَ فِدَامُهَا
- وَثَبَتْ فَلَمْ تَثْبُتْ لَهَا الأَجْسَامُ
وَقَدَتْ حِمَيَّتُهَا فَلَوْلا مَزْجُهَا
- بِالْمَاءِ بَعْدَ الْمَاءِ شَبَّ ضِرَامُ
تَسِمُ الْعُيُونَ بِنُورِهَا لَكِنَّهَا
- بَرْدٌ عَلَى شُرَّابِهَا وَسَلامُ
فَاصْقُلْ بِهَا صَدْأَ الْهُمُومِ وَلا تَكُنْ
- غِرًّا تَطِيشُ بِلُبِّهِ الآلامُ
وَاعْلَمُ بِأَنَّ الْمَرْءَ لَيْسَ بِخَالِدٍ
- وَالدَّهْرُ فِيهِ صِحَّةٌ وَسَقَامُ
يَهْوَى الْفَتَى طُولَ الْحَيَاةِ وَإِنَّهَا
- دَاءٌ لَهُ لَوْ يَسْتَبِينُ عُقَامُ
فَاطْمَحْ بِطَرْفِكَ هَلْ تَرَى مِنْ أُمَّةٍ
- خَلَدَتْ وَهَلْ لاِبْنِ السَّبِيلِ مُقَامُ
هَذِي الْمَدَائِنُ قَدْ خَلَتْ مِنْ أَهْلِهَا
- بَعْدَ النِّظَامِ وَهَذِهِ الأَهْرَامُ
لا شَيءَ يَخْلُدُ غَيْرَ أَنَّ خَدِيعَةً
- فِي الدَّهْرِ تَنْكُلُ دُونَهَا الأَحْلامُ
وَلَقَدْ تَبَيَّنْتُ الأُمُورَ بِغَيْرِهَا
- وَأَتَى عَلَيَّ النَّقْضُ وَالإِبْرَامُ
فَإِذَا السُّكُونُ تَحَرُّكٌ وَإِذَا الْخُمُو
- دُ تَلَهُّبٌ وَإِذَا السُّكُوتُ كَلامُ
وَإِذَا الْحَيَاةُ وَلا حَيَاةَ مَنِيَّةٌ
- تَحْيَا بِهَا الأَجْسَادُ وَهْيَ رِمَامُ
هَذَا يَحُلُّ وَذَاكَ يَرْحَلُ كَارِهًَا
- عَنْهُ فَصُلْحٌ تَارَةً وَخِصَامُ
فَالنُّورُ لَوْ بَيَّنْتَ أَمْرَكَ ظُلْمَةٌ
- وَالْبَدْءُ لَوْ فَكَّرْتَ فِيهِ خِتَامُ
لقراءة المزيد من الاقتباسات عن الغربة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: اقتباسات عن الغربة.
المراجع[+]
- ↑ "وارحمتا للغريب في البلد"، بوابة الشعراء، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-09.
- ↑ "عبد الرحمن الداخل"، غود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-09. بتصرّف.
- ↑ "حتى متى أنا في حل وترحال"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-09.
- ↑ "لأني غريب شعر"، أنفاس، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-09.
- ↑ "شاعر ووطنه في الغربة"، كنوز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-09.
- ↑ "خطوات في الغربة"، بوابة الشعراء، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-09. بتصرّف.
- ↑ "ثمن الغربة"، بوابة الشعراء، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-09.
- ↑ "جئت من شوقي أعاني"، واتباد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-10.
- ^ أ ب ت ث "أشواق الغربة وبكاء الديار"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-11.
- ^ أ ب ت "من شعر الغربة عن الوطن"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-11.
- ↑ "لا تعذليه فإن العذل يولعه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-11.
- ↑ "سعدت غربة النوى بسعاد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-11.
- ↑ "ذهب الصبا وتولت الأيام"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-11.