حديث الرسول عن اختيار الزوج
وضّح النبي الكريم أهم المعاير في اختيار الزوج الصالح؛ فالدين والخلق مقدمٌ على كافة المعايير الأخرى، فقد ثبت عن النبي الكريم أنه قال: (إذا أتاكم مَن ترضونَ خلقَهُ ودينَهُ فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تَكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ).[١]
وهو حديث صحيح، رواه ابن ماجه في سننه، ورواه الحاكم في المستدرك وذكر أنه حديث صحيح الإسناد، وأخرجه الترمذي في سننه بلفظ: (إذا خطبَ إليكم مَن ترضَونَ دينَه وخلقَه ، فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تَكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريض).[٢][٣]
شرح الحديث
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على تزويج الرجل الصالح، وأظهر النتائج السلبية التي تعود على الفرد والمجتمع عند رفضه، ويبين الحديث الشريف العديد من المعاني المستفادة التي سنبينها فيما يأتي:[٤]
- (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه)
عند وصول الفتاة لسن الزواج يتقدم العديد لها للزواج؛ فإذا خطب صاحب الخلق والدين، ومن يستحسن الأهل والأقارب صفاته الحسنة وخلقه الجميل؛ يجب إجابة طلبه وتزويجه الفتاة إذا وافقت على الزواج منه.
وخلق الزوج يتمثل بحسن معاشرته، ودينه يتمثل بالتزام المأمورات واجتناب المنهيات، وهذا لا يعني اقتصار معاير اختيار الزوج على الخلق والدين فقط، وإنما بيانٌ لأفضل الصفات التي يجب مراعاتها وتقديمها على سائر المعاير الأخرى.
- (إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض)
إن التركيز على معاير المال، أو الجمال، أو الحسب والنسب، وإهمال معيار الدين والخلق؛ يؤدي إلى الفتنة في الأرض، وقد يؤدي التركيز على هذه المعاير إلى بقاء أكثر الفتيات وأكثر الشباب بلا زواج؛ مما يؤدي إلى انتشار الفواحش في المجتمع؛ كالزنا وإطلاق البصر إلى المحرمات، ويترتب عليه قطع النسب، ويقل الصلاح والعفة في المجتمع.
- (وفساد عريض)
يصف النبي الكريم الأثر السلبي الذي يسببه عزوف الفتيات عن اختيار صاحب الخلق والدين؛ حيث إنه ينشر البلاء والعقوبة والفساد الكبير الواسع والمستمر في الأرض، ويُعرض الشباب إلى فتح أبواب الشهوة وإشباعها في مسار غير صحيح.[٥]
ثمار اختيار معيار الدين في الزوج
اتفق الفقاء على أن المعيار الأساسي الذي يُظهر كفاءة الزوج للزواج هو الدين، وقد جعله الإمام أبو حنيفة والشافعي المعيار الأول في الاختيار، وجعله الإمام مالك وابن حنبل المعيار الوحيد عند إجابة طلب التزويج، وسنذكر بعض الثمار والنتائج المترتبة على اختيار صاحب الدين للزواج فيما يأتي:[٦]
- الحصول على عقد زواج صحيح شرعاً، وتتوفر فيه جميع الشروط والواجبات.
- انتهاء الفتنة والفساد في المجتمع، وانتشار الصلاح والذرية الطيبة.
- تجنيب الأمة ويلات وآثار الفساد والفتن التي ستحيط بالمجتمع عند رفض الزوج الصالح وتقديم غيره للزواج.
- العيش الهادئ المستقر للزوجة، والقدرة على بناء أسرة صالحة قائمة على حدود الله -تعالى-.
- ضمان الدوام والاستمرار في الزواج، فقد جاء في الأثر: "ما كان لله دام واتَّصل، وما كان لغيرِ الله انقطع وانفصل".
- حفظ الحياة الزوجية من أي ضرر قد يصيبها.
المراجع[+]
- ↑ رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1967، حسن.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1084، حسن صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2242. بتصرّف.
- ↑ الهرري، شرح سنن ابن ماجه للهرري، صفحة 365. بتصرّف.
- ↑ الصنعاني، التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 497. بتصرّف.
- ↑ "معيار اختيار الزوج"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022. بتصرّف.