محتويات
فشل النمو عند الأطفال
ينمو الإنسان منذ ولادته وحتى فترة البلوغ بنمو طولي مختلف بحسب كلّ مرحلة عمريّة، فبعض المراحل تترافق بتسارع في النمو، بينما يحدث نمو بطيء في مراحل أخرى، وأهم ما يجب النظر إليه عند دراسة نمو الطفل هو طول الوالدَين، إذ تدخل المورثات بشكل كبير في موضوع النمو، أمّا إذا كان الطفل يبدو بعمر جسدي أصغر من عمره الزمني، وبشكل لا يتوافق مع عائلته، فيمكن التوجه إلى وجود فشل في النمو، ولتأكيد ذلك فقد تم وضع جداول نمو خاصة تأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل، وبحسب هذه الجداول يُعرَّف قصر القامة بانخفاض الطول بمقدار انحرافيين معياريين عن قيمة الطول المتوسط، ويدخل في هذا الصدد قصر القامة العائلي، وقصر القامة المرافق لتأخر البلوغ، وفي حالات قليلة يتم تحديد السبب الموجود وراء فشل نمو الأطفال، ولأنّ الموضوع يحتاج اهمامًا كبيرًا وملاحظةً مبكرةً، كان من المهم التطرق لأفكار النمو وفشله للحد من مشاكله في عمر مبكر.[١]
أعراض فشل النمو عند الأطفال
في مراحل العمر المبكرة، قد يكون من الصعب ملاحظة تأخر النمو الطولي من قِبَل الأهل، بينما يتوجه نظرهم دائمًا باتجاه الوزن، وتشكو العديد من السيّدات من عدم اكتساب طفلها للوزن على الرغم من وجود تغذية جيّدة له، ويدخل في هذا الموضوع تشخيص تفريقي كبير لأمراض لا حصر لها قد تسبب فشل نمو الأطفال، ولكن هناك بعض الأعراض التي تُساعِد الأهل للتوجه لوجود تأخر في النمو عند طفلهم، وبالتالي التوجه وطلب المشورة الطبية بشكل عاجل، ومن أهم هذه الأعراض:[٢]
- تأخر في نمو الطفل مقارنةً بالأطفال الآخرين في نفس العمر.
- اختلاف في التناسب ما بين طول الذراعين والساقين، مقارنةً مع طول الجذع، وهذه العلامة تفيد بشكل كبير في تشخيص القزامة.
- فقدان الطاقة، الإمساك، والجلد الجفاف أعراض ترافق فشل نمو الأطفال بسبب قصور الغدة الدرقية.
- ملامح وجهية صغيرة مقارنةً مع العمر الزمني للطفل، وهذا ما يحدث في سياق عوز هرمون النمو بشكل كبير.
- الإسهال، والإمساك والإقياء، إذا كان سبب فشل النمو وجود أمراض في المعدة أو الأمعاء، والتي تترافق أحيانًا مع وجود دم في البراز.
أسباب فشل النمو عند الأطفال
تشرف الغدد الصماء والجهاز الهضمي، والمورثات على وجود نمو طبيعي لدى الطفل، وأيّ اضطراب يطال إحدى هذه المحاور سيتظاهر على شكل فشل في النمو وقصر في القامة، وهنا تفصيل أكبر في أسباب فشل نمو الأطفال:[٣]
- قصر القامة العائلي: قبل أن يَنسِب الطبيب فشل النمو إلى وجود مرض ما أو علّة عند الطفل، يجب أن يرى طول الأب والأم أولًا، إذ يتم حساب طول الطفل بحسب طولهما وفق قانون معين.
- تأخر البلوغ: يعود فشل النمو وقصر القامة في هذه الحالة إلى تأخر بلوغ الطفل، فعند مقارنته مع بقية الأطفال في نفس عمره يبدو أقلّ طولًا منهم، ولكن في مرحلة ما يصل هذا الطفل للبلوغ الطبيعي ويأخذ طوله الكامل دون أن يعاني من تأخر في النمو.
- الأمراض الجهازية المزمنة: تطال هذه الأمراض في آلياتها العديد من أجهزة الجسم، كأمراض الكلى، وسوء الامتصاص، وأمراض القلب والسكري، مما يتداخل مع نمو الطفل ويتسبب في تأخره.
- الأمراض الغديّة: يُعد هرمون النمو وهرمون الغدة الدرقية المسؤولان بشكل أساسي عن نمو الطفل، وبالتالي وجود أي نقص في إفراز هذان الهرمونان يترافق مع مشاكل في النمو، كما يمكن أن تسببمتلازمة كوشينغ فشلًا في النمو، كما يدخل البلوغ المبكر ضمن المشاكل الغديّة، إذ يكتسب الطفل نموًا سريعًا خلال فترة مبكرة، ولكن بسبب الهرمونات الجنسية تتوقف العظام عن النمو، وينتهي الحال بقصر القامة.
- اضطرابات خلقيّة: يترافق نقص نمو الجنين داخل الرحم مع حدوث بطء في النمو لاحقًا، كما يمكن أن يكون السبب وجود متلازمة وراثية ولادية ناتجة عن حذف صبغين كما يحدث فيمتلازمة تيرنر، والتي تحدث عند الفتيات بسبب غياب في الصبغي X، مما يتسبب بحدوث قصر القامة وفشل في البلوغ، مع وجود اضطرابات كلوية.
تشخيص فشل النمو عند الأطفال
لا يمكن اعتماد اختبار واحد في تشخيص فشل نمو الأطفال، وذلك بسبب تعدد أسباب هذه الحالة المرضية، والتي تمَّ ذِكرها سابقًا، ولكن إذا ما لاحظ الأهل وجود بطء في نمو الطفل فمن الأفضل التوجه لطبيب أطفال، من أجل إجراء فحص جسدي كامل، وقد يطلب بعض التحاليل التي تُساعِد في التوجه للسبب، ومن أهم هذه التحاليل:[٤]
- قياس مستوى هرمون النمو في الدم، من خلال حثّ الغدّة النخاميّة على إفرازه باستخدام مواد معيّنة.
- قياس مستوى الهرمونات المسؤولة عن النمو كهرمون الدرق.
- إجراء دراسة صبغية لكشف وجود اضطراب صبغي متسبب في حدوث فشل النمو.
- إجراء أشعة سينية للتأكد من العمر العظمي.
- إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للبحث عن وجود أي مشاكل قد تطال الغدة النخاميّة.
علاج فشل النمو عند الأطفال
تُعالَج كل حالة بشكل منفرد تمامًا، بسبب اختلاف الخيارات العلاجية واختلاف الأنسجة الهدف، ولأنّ كل طفل يُعد حالةً فريدةً يجب استقصاؤها بشكل كامل ودقيق، فوجود فشل في النمو يعود بالعديد من العواقب الوخيمة على نفسيّة الطفل، ولذلك هنا بعض الخيارات العلاجيّة التي تُفيد في بعض الحالات:[٢]
- يُعطى الطفل هرمون النمو على شكل حقن عضلية يوميًا ولعدة سنوات، مع وجود مراقبة دوريّة من قِبَل الطبيب، ويُمكن إعطاء هذه الحقن من قِبَل أحد الواليدين في حال وجود خبرة في هذا الأمر، ويُعطَى هذا العلاج فقط في حال ثَبُت أن فشل النمو مرتبط بنقص هذا الهرمون، أو ناتج عن متلازمة تيرنر.
- يُعطى هرمون الغدة الدرقية للأطفال المصابين بقصور في الغدة، إذ يتمكّن بعض الأطفال من الحصول على نمو طبيعي في غضون عدة سنوات من هذه المعالجة، بينما يحتاج آخرون لتناول هذا الهرمون لفترة أطول.
المراجع[+]
- ↑ "Growth Failure", emedicine.medscape.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
- ^ أ ب "Understanding Delayed Growth and How Its Treated", www.healthline.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
- ↑ "Pediatric Growth Disorders ", childrensnational.org, Retrieved 2020-05-12. Edited.
- ↑ "What Is a Growth Disorder?", kidshealth.org, Retrieved 2020-05-12. Edited.