محتويات
أجهزة المساعدة البطينية
بشكلٍ عام فإنّ هناك مجموعةً من الأجهزة المساندة التي يتمّ استخدامها لعلاج بعض اضطرابات القلب والسيطرة عليها وتجاوز المشاكل الناتجة منها، ومن أهم هذه الأجهزة المساندة هي أجهزة المساندة البطينيّة، إذ تُعدّ هذه الأجهزة على أنّها مضخاتٍ صناعيّةٍ بحيث يتمّ تركيبها في منطقة البطين في القلب وذلك بهدف مساعدة حجرات القلب على ضخ الدم بالكمية الكافية والصحيحة إلى جميع أجزاء الجسم المختلفة، ومن الممكن أن يتمّ تركيبها في كلٍ من البطين الأيمن أو البطين الأيسر وذلك بحسب الحاجة لذلك وبحسب الجزء من القلب المُتضرّر والمُصاب، إلا أنّه في معظم الحالات فإنّه يتمّ تركيبه في البطين الأيسر وذلك بسبب حاجة البطين الأيسر إلى توزيع وضخّ الدم إلى جميع أجزاء الجسم كافة، بينما يعدّ البطين الأيمن مسؤولًا فقط عن ضخ الدم لإتمام الدورة الدمويّة الرئويّة، ولما لهذه الأجهزة من أهميّةٍ طبيّةٍ فإنّه سيتم الحديث في هذا المقال عن كلٍ من الأجزاء، والاستخدامات، والفوائد من استخدام هذه الأجهزة المساعدة البطينيّة.[١]
أجزاء أجهزة المساعدة البطينية
بشكلٍ عام فإنّه يتمّ تركيب أجزاء جهاز المساعدة البطينيّ أثناء القيام بعمليّة القلب المفتوح للمريض، وبالرغم من أنّ الأجزاء المكوّنة لجهاز المساعدة الطبيّة يختلف من نوعٍ تجاريٍّ إلى آخر إلا أنّهم يشتركون جميعا في بعض الأجزاء الرئيسة في ما بينهم جميعًا، ومن أهم هذه الأجزاء الرئيسة المكوّنة لأجهزة المساعدة الطبيّة ما يأتي:[٢]
- المضخّة الرئيسة: تُعدّ المضخّة الجزء الرئيس لهذه الأجهزة، ويتمّ تركيبها وغرسها داخل القلب وبالتحديد على رأس وقمة القلب في المنطقة التي يتمّ استقبال الدم فيها.
- أنبوب الدم: يتمّ توصيل هذا الأنبوب ليقوم بالوصل في ما بين المضخّة والشريان الأورطيّ وهو الشريان الرئيس الذي يقوم بتوزع الدم على أجزاء الجسم المختلفة.
- مجموعة القيادة والتحكّم: يتمّ وصل المضخّة مع هذا الجزء الذي يسمّى بمجموعة القيادة والتي تتكوّن من مجموعةٍ من الأسلاك والوصلات الكهربائيّة، وتقوم هذه المجموعة والجهاز بعبور الجلد في منطقة البطن للوصول إلى جهاز التحكّم المحوسب.
- جهاز التحكّم المحوسب: يُعدّ هذا الجزء من أهمّ الأجزاء في أجهزة المساعدة الطبيّة، والتي تعمل على إعطاء الأوامر للمضخّة كما تعمل على مراقبة هذه المضخّة والنظام كاملًا، ويقوم بإرسال رسائل للشخص المريض بما فيها رسائل الخطر، وذلك بهدف مساعدته على التحكّم بالجهاز ونظامه بالشكل الصحيح.
- مزوّد الطاقة: ويتكوّن من بطاريّاتٍ قابلةٍ لإعادة الشحن وهي مسؤولةٌ عن إبقاء الجهاز فعالًا.
استخدامات أجهزة المساعدة البطينية
بشكلٍ عام فإنّ الهدف من استخدام أجهزة المساعدة البطينيّة تصبّ جميعها في بوتقة مساعدة عضلة القلب والبطين فيها في عمليّة ضخ الدم ونقله من القلب إلى أجزاء الجسم المختلفة وإتمام الدورة الدمويّة، أمّا في ما يخصّ تفاصيل هذه الحالات والاستخدامات فهمي كما يأتي:[٣]
- وسيلةٌ للتعافي المؤقّت: يتمّ استخدام أجهزة المساعدة البطينيّة في بعض الحالات التي تحتاج إلى دعمٍ مؤقتٍ لعضلة القلب بحيث لا يستمرّ إلا لبضعة أيامٍ أو أسابيع، ومن الأمثلة على ذلك هو استخدام هذه الأجهزة أثناء التعافي من النوبات القلبيّة الحادّة والمؤقتة، أو في حالات التعافي من التهاب القلب الحاد والمؤقّت بعد الإصابة بالتهابٍ فيروسيّ مثلاً في أنسجته، وبشكلٍ عام فإنّ هذه الفئة من الاستخدام تشكّل نسبةً تقلّ عن خمسةٍ بالمائة فقط.
- وسيلةٌ للتعافي بشكلٍ دائمٍ: ويُعدّ هذا الاستخدام من أكثر الاستخدامات شيوعًا، إذ يتمّ غرس وزراعة هذه الأجهزة في حالات المرضى الذين يُفترَض أن يتمّ علاجهم عن طريق زراعة قلبٍ كاملٍ إلا أنّ وضعهم الصحيّ لا يستحمل انتظارهم لوجود شخصٍ متبرّعٍ يتوافق مع الشخص المريض.
- طريقةٌ للعلاج الحتميّ: إذ يتمّ في هذه الحالات غرس وزراعة هذه الأجهزة البطينيّة المساعدة لعلاج حالات فشل عضلة القلب في مراحله المتقدّمة والنهائيّة، إلا أنّ ما يميّز هذه المجموعة هو ارتفاع أعمار المرضى المُصابين بفشل القلب بحيث تتجاوز أعمارهم السبعين عامًا ولا يستطيعون تلقي علاج فشل القلب عن طريق زراعة الأعضاء نتيجةً لتقدّم عمرهم.
- وسيلةٌ للعلاج الترشيحيّ: إذ يتم استخدام هذه الطريقة في العلاج كمرحلةٍ مؤقّتةٍ لمراقبة المرضى الذين يعانون من فشلٍ في عضلة القلب، وذلك بهدف قياس ومراقبة علاماتهم الحيويّة، ومعرفة في ما إذا كان الخيار الأمثل للسيطرة على حالاتهم هو إجراء زراعةٍ للقلب أم الإبقاء على العلاج باستخدام هذه الأجهزة البطينيّة المساندة.
فوائد أجهزة المساعدة البطينية
بشكلٍ عام فإنّ عمليّة زراعة الأجهزة المساعدة البطينيّة تُعدّ من الأمور التي يتمّ إجراؤها للأشخاص الذين يعانون من مشاكل واضطراباتٍ في القلب مثل الأشخاص الذين يحتاجون إلى عمليّة زراعة قلبٍ ولم يتمكنو من ذلك إما نتيجدةً لتقدّم أعمارهم أو نتيجةً لعدم استطاعتهم الانتظار حتى وجود متبرّعٍ مناسبٍ كما تم الذكر في العنوان السابق، لهذا السبب فإنّ عمليّة زراعة هذه الأجهزة تُعدّ بديلًا هامًا يمكنه إنقاذ أرواح العديد من الأشخاص الذين ينتمون إلى المجموعتين السابقتين، مما يؤدّي إلى تحسين نوعية حياة الأفراد والمرضى والتقليل من خطر الإصابة بمضاعافاتٍ لفشل القلب ومشاكله.[٤]
الآثار الجانبية لأجهزة المساعدة البطينية
بشكلٍ عام فإنّ إجراء عمليّة زراعة الأجهزة المساعدة البطينيّة قد تتسبّب في التأثير على بعض العلامات الحيويّة بعد العمليّة مباشرةً، كما قد تؤدّي إلى حدوث بعض الآثار الجانبيّة، ومن أهم هذه الآثار الجانبيّة التي ممكن حدوثها وطرق الوقاية منها وتجاوزها ما يأتي:[٥]
- حدوث التخثّرات الدمويّة: حيث إنّ تركيب هذه الأجهزة قد يؤدّي إلى حدوث وزيادة احتماليّة الإصابة بالتخثّراتٍ والتجلّطاتٍ الدمويةٍ وذلك باعتباره جسمًا غريبًا قد تم زراعته داخل الجسم، لهذا السبب فإنّه يجب إعطاء المريض بعد إتمام عمليّة الزراعة الأدوية التي تزيد من تميع الدم أو مضادّات الصفائح ومضادّات التخثّر وذلك تبعًا لتعليمات الطبيب المختص والمعالج.
- حدوث ضعفٍ مؤقتٍ في الجهاز التنفسي: حيث إنّه من الممكن حدوث تأثيراتٍ سلبيّةٍ مؤقتةٍ على القدرة على التنفس بالشكل الصحيح كأحد الآثار الجانبيّة لعمليّة زراعة هذه الأجهزة، وبشكلٍ عام فإنّه يتمّ تركيب جهاز تنفسٍ للمريض بعد إجراء العمليّة لمساعدته على التنفس، ويتمّ إزالته عند استطاعة المريض على التنفس وحده ويتم الاستمرار بمراقبة سرعة التنفس حتى بعد عودة المريض إلى المنزل.
- حدوث تغيّراتٍ في قراءات ضغط الدم: من المُحتمل أن تؤثّر عمليّة الزراعة على قراءات ضغط الدم لدى المريض، ولهذا السبب فإنّه يتم الاستمرار بمراقبة ضغط الدم وتسجيلها أثناء بقاء المريض في المستشفى، أو بعد خروج المريض وعودته إلى المنزل.
- حدوث تجمّعٍ للسوائل في منطقة الصدر: يُعدّ حدوث ذلك أحد الآثار الجانبيّة المُحتملة التي من الممكن حدوثها بعد إجراء العمليّة لهذا السبب فإنّه يتمّ وضع أنبوب قسطرةٍ في أحد الأوردة الرئيسة، والكبيرة في منطقة الرقبة بهدف التخلّص من أيّ سوائل يتم تجمّعها بعد إجراء العمليّة، ومن الجدير ذكره أنّ هذا الأنبوب يتمّ وضعه أثناء بقاء المريض في المشفى فقط.
كيفية الاستعداد لزرع جهاز المساعدة البطينية
قبل البدء بإجراء عمليّة زراعة الجهاز البطينيّ المساعد فإنّه يتمّ إدخال المريض إلى المشفى وإبقائه هناك عدّة أيامٍ لاتخاذ إجراءات الاستعداد لتركيب وزراعة هذا الجهاز، وبشكلٍ عام فإنّ عمليّة الاستعداد لهذه العمليّة تشمل ما يأتي:[٦]
- تعريف المريض بوضعه وحالته الصحيّة وتوعيته عن الجهاز وكيفيّة التعايش معه بعد الانتهاء من إجراء عمليّة الزراعة.
- إجراء فحوصاتٍ مخبريّةٍ للدم لقياس ومعرفة عدّة أمورٍ منها معرفة وظائف الكبد، والكلى، ومعرفة قوة الدم، إضافةً إلى مستوى خلايا الدم المختلفة في الدم والدلائل الناجمة عنها.
- إجراء صور أشعةٍ سينيّةٍ للصدر بهدف تصوير القلب ومعرفة وضعه قبل إجراء العمليّة.
- إجراء تخطيطٍ كهربائيّ للقلب، وذلك بهدف معرفة الوضع الصحيّ للقلب قبل إجراء الزراعة أيضًا.
- إجراء صورةٍ إيكو وصدى القلب، حيث تتميّز هذه الصورة بأنها صورٌ متحرّكةٌ ثلاثيّة الأبعاد للقلب حيث تعدّ أيضًا أحد أهمّ الطرق التي يتم فيها قياس ومعرفة كفاءة القلب قبل إجراء عمليّة الزراعة.
النتائج المرجوة من أجهزة المساعدة البطينية
بحسب دراسةٍ أجريت على 20,939 من الأشخاص المشاركين في الدراسة والذين تم إجراء زراعةٍ لأجهزةٍ بطينيّةٍ مساعدةٍ لهم في الفترة المُمتدّة ما بين الأعوام 2008 وحتى عام 2017، فإنّه تم دراسة مدى فاعليّة هذه الأجهزة ونتائجها المرجوّة على هؤلاء المرضى، حيث أظهرت نتائج هذه الدراسة أنّه بالرغم من الرعاية الحثيثة التي يتعرّض لها المرضى إلا أنّ المرضى الكبار في السن قد يحدث لديهم نزفٌ أو تخثّرٌ في الدم، الأمر الذي بدوره يعمل على زيادة نسبة الوفيات من هذه الفئة العمريّة بالرغم من فاعليّة وكفائة عمليّات زراعة الأجهزة البطينيّة المساعدة.[٧]
المراجع[+]
- ↑ "Ventricular assist device (VAD)", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-05-22. Edited.
- ↑ "Left Ventricular Assist Devices (Mechanical Circulatory Support MCS)", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-05-22. Edited.
- ↑ "Ventricular Assist Devices", www.ahajournals.org, Retrieved 2020-05-22. Edited.
- ↑ "Ventricular Assist Devices", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-05-23. Edited.
- ↑ "Recovery after LVAD Surgery", stanfordhealthcare.org, Retrieved 2020-05-23. Edited.
- ↑ "Ventricular Assist Devices (VAD)", cardiacsurgery.ucsf.edu, Retrieved 2020-05-23. Edited.
- ↑ "Clinical Outcomes After Left Ventricular Assist Device Implantation in Older Adults", heartfailure.onlinejacc.org, Retrieved 2020-05-23. Edited.