ما هي أركان الصيام

ما هي أركان الصيام
ما-هي-أركان-الصيام/

ما هي أركان الصيام عند الشافعية والمالكية؟

فيما يلي أركان الصيام عند كل من الشافعية والمالكية:


نية الصيام

  • المذهب المالكيّ: فقد اعتبروا الإتيان بالنيّة ركنًا للصيام، وذهب فريق منهم إلى اعتبار أنّ الإتيان بالنيّة شرط للصيام وليس ركنًا، واقتصر هذا الفريق على اعتبار الإمساك هو الركن الوحيد للصيام، لكنّ المعتمد عند المالكية، اعتبار النية ركنًا للصوم.[١]
  • المذهب الشافعي: قالوا بأنّ النيّة ركن للصيام، ويجب على المسلم تجديده للنية عن كل يوم ينوي به الصيام، ولا بد من تبييتها، بالإتيان بها قبل طلوع الفجر الصادق، ولا بدّ من تعيين النيّة، كأن يقول نويت صوم يوم غد من شهر رمضان فرضًا، واعتبروا النطق لفظًا بالنية من باب السنّة، ولا يجزؤه أن يتسحر، فلا بد من الإتيان بالنيّة.[٢] واستدلوا على ذلك بالحديث الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه سلم: {مَن لم يبيِّتِ الصِّيامَ قَبلَ الفجرِ فلا صِيامَ لَهُ}.[٣][٤]


الإمساك عن المفطرات

ويكون من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وهذا الركن اتّفق عليه جميع الفقهاء.[٥]


واعتبرت المذاهب الفقهية المفطرات ما يأتي:

  • المذهب الشافعي: الأكل والشرب، وصول عين إلى الجوف من منفذ مفتوح، القيء المتعمد، الجماع عن تعمّد، الاستمناء، الجنون والردّة.[٦]
  • المذهب المالكي: الجماع عمدًا، الاستمناء، القيء عمدًا، وصول متحلل للحلق، حتى لو وصل سهوًْا، بعكس وصول الجامد للحلق، فلا خلل في الصيام في هذه الحالة، وصول دخان البخور إلى الحلق، وصول أثر من ماء المضمضة أو رطوبة سواك إلى الحلق، ووضعوا هذا المنقض فقط في صوم الفرض، فلا يفسد صوم النفل إن وصل للحلق أثر من ماء المضمضة.[٧]


وجود الفرد الصائم

وهذا ركن زاده الشافعيّة عن المالكيّة،[٨] وعبّروا عنه بشرط الصوم من حيث الفاعل، فاشترطوا في الشخص عّدة أوصاف، وهي: الإسلام، العقل، النقاء عن الحيض والنفاس للمرأة، عدم الإغماء طيلة النهار.[٩]


ما هي أركان الصيام عند الحنفية والحنابلة؟

الإمساك عن المفطرات

ويكون بالامتناع عن كل مفطر من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وهو ركن متفق عليه عند جميع المذاهب، وهو الركن الوحيد عند كل من المذهب الحنفي والمذهب الحنبلي،[٨] وتقسيم المفطرات عند المذهبين، كالتالي:

  • المذهب الحنفي: الجماع عمدًا، الاكل والشرب عمدًا، الاستمناء عمدًا، وصول شيء للجوف عمدًا أو عن طريق الخطأ من منفذ مفتوح ويستنثنى غبار الطريق ودخان السيارات، وابتلاع ما لا يؤكل عادة، القيء عن عمد.[١٠]
  • المذهب الحنبلي: الاكل والشرب ع عمد، ابتلاع ما بين أسنانه وهو متذكر لصيامه مختار لذلك، ابتلاعه لدم كان قد نزل من فمه عن عمد، ابتلاع النخامة عن عمد، وصول قطرة الأذن للجوف، وصول الكحل لجوفه، الاحتقان في الدبر، الحجامة، القيء عمدًا، الاستمناء، الجماع سواء عن عمد أو ناسْيًا لصومه، الردة.[١١]


ما الفرق بين أركان الصيام عند المذاهب الأربعة؟

اتفقت المذاهب الفقهية في اعتبار الإمساك عمّا يفطر ركنًا للصوم، واختلفو في النية، فبعضهم قد جعلها شرطًا، وتفصيل الإتيان بالنيّة عند من قال بركنيتها، وعند من قال بشرطها، ما يأتي:

  • المذهب الحنفي: الإتيان بالنيّة شرطًا لصحة صيام المسلم الصائم، وتتحقق عندهم بنية القلب والعزم على الصوم، وأوجبوا الإتيان بها كل يوم، ولم يشترطوا لصحة النية في شهر رمضان بأن يبيّت النيّة من الليل أو أن يعيّن فرضية صومه.[١٠]
  • المذهب المالكي: قال بركنيّة الإتيان بالنية لصحة الصوم، وقال بإجزاء الإتيان بالنية في بداية شهر رمضان فقط.[١٠]
  • المذهب الحنبلي: اعتبروا الإتيان بالنية شرطًا لصحة الصوم، ومحلها القلب، دون الحاجة بإجراءها على اللسان، واشترطوا لصحة صوم رمضان، أن يعيّن نية الصيام، وأن يوم بتبيت النيّة.[١٢]
  • المذهب الشافعي: جعلوا النيّة ركنًا للصوم، وزادوا على الأركان ركن وجود الفرد الصائم،[٨] ومثّلوا لهذا الركن بالأوصاف التي تجب أن تكون متوافرة في الشخص لتصحّ منه عبادة الصوْم.[٩]


واختلاف الفقهاء في اعتبار النية شرطًا أو ركنًا، عائد لاعتبارها داخلة في العبادة او خارجة عنها، والأكثر على أنها ركن من العبادة، فمن اعتبر أن النيّة ركن في الصيام فمن باب أنّها داخلة في ماهيّة الصيام، ومن اعتبرها شرطًا للصوم باعتبار أنّها متقدمة على عبادة الصوْم، وذهب العلائي من الشافعيّة بأنّ الفارق باعتبار النية ركنًا هو توقف صحّة الصوم عليها، أما فيما يتعلق بتوقف حصول الثواب من الله تعالى فهنا يتم جعل النيّة شرطًا.[١٣]


وتفرّد الشافعيّة في إضافة ركن وجود الفرد الصائم، وذلك عائد عندهم لتقسيم شروط الصيام لقسيمن؛ شروط وجوب، وشروط صحّة، ومثّلوا لشروط الوجوب بوجود الفرد الصائم وما يجب أن يتوفّر فيه من صفات ليجب عليه الصيام.[١٤]


ما الذي يبطل صيام الفرض والتطوع؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: ما هي مبطلات الصيام



المراجع[+]

  1. عبدالرحمن الجزيري، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 494. بتصرّف.
  2. عبدالرحمن الجزيري، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 495. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 82.
  4. رواه ان عبدالبر، في الاستذكار، عن حفصة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3/170، فرد في إسناده.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 19. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 88. بتصرّف.
  7. كوكب عبيد، كتاب فقه العبادات على المذهب المالكي، صفحة 307-310. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت 113، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 113. بتصرّف.
  9. ^ أ ب القليوبي، كتاب حاشيتا قليوبي وعميرة، صفحة 77. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت نجاح الحلبي، كتاب فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 129. بتصرّف.
  11. سعاد زرزور، كتاب فقه العبادات على المذهب الحنبلي، صفحة 395. بتصرّف.
  12. سعاد زرزور، كتاب فقه العبادات على المذهب الحنبلي، صفحة 394. بتصرّف.
  13. السيوطي، كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي، صفحة 43. بتصرّف.
  14. وهبه الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 1681. بتصرّف.