محتويات
من هي سجاح التميمية؟
سجاح -بضم السين وفتح الحاء- بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية، تنتمي إلى بني يربوع من بطون قبيلة بني تميم، وضُرب بها المثل في الكذب فقيل: أكذب من سُجَاح؛ فهي من الذين ادعوا النبوة بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وكانت صاحبة بيان وقدرةٍ على تطويع اللغة؛ فكانت كثيرة الأسجاع فصيحة اللسان تجذب إليها الأسماع، مما أهَّلها لقيادة قومها قيادةً حربيةً بعزمها على غزو المدينة المنورة ومحاربة أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- في خلافته.[١][٢]
ملخص قصة سجاح التميمية
قدوم سجاح إلى بني تميم
قدمت سجاح التميمية إلى قومها على رأس جيشٍ قاصدةً غزو المدينة المنورة وتبعها، وذلك بعد ادعائها النبوة أسوةً بغيرها من الذين ظهروا قبيل أو بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وادعوا النبوة، وتزامن قدومها مع بداية تمرد بني تميم على خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- حين امتنعوا عن دفع الزكاة إليه أو تقسيمها بين مستحقيها.[٣][٢]
مراسلة سجاح لبني تميم
عندما وصلت سجاح التميمية بجيشها إلى منطقةٍ قريبةٍ من قبيلتها تميم، بدأت في مراسلة بطون القبيلة وكبارها طالبةً منهم الدعم والمساندة، فاستجاب لها بعضهم كعطارد بن حاجب ومالك بن نويرة الذي انفصل عنها بعد الهزيمة التي مُنيا بها في حربهم ضد أحد بطون بني تميمٍ يقال لهم: بنو الرباب، ونتيجةً لذلك عادت إلى طلب المساندة من بطون بني تميمٍ لغزو المدينة، لكنها فشلت في التأليف بين تلك البطون المتناحرة أصلًا لأسبابٍ سياسيةٍ وسياديةٍ، وعندها سجاح قررت التوجه نحو اليمامة لمحاربة مسيلمة الكذاب.[٢]
اتفاق سجاح مع مسيلمة
كان مسيلمة الكذاب أحد مدعي النبوة، وكان منشغلًا بمحاربة القبائل المجاورة، كما كان يتأهب لصد جيش المسلمين المرتقب، وكانت سجاح قد توجّهت بجيشها لقتال مسيلمة؛ مما دفعه إلى مهادنة سجاح والاتفاق معها طالما أنّ هدفهما واحدٌ وهو محاربة مقر الخلافة والقضاء عليه، فأرسل إليها حين اقترب جيشها من اليمامة هديةً من عطر؛ كنايةً عن دعوة مسيلمة الكذاب لها بالزواج، فقبلت.[٣][١]
واتفق مسيلمة مع سجاح على دمج الجيشيْن معًا لمحاربة المسلمين، ودفع نصف غلَّات اليمامة إليها، وبعد ثلاثة أيامٍ من الزواج عادت سجاح إلى قومها بني تغلب حاملةً معها الغلَّات وتاركةً خلفها مندوبًا عنها، ثم غزا جيش المسلمين مسيلمة، ووقعت معركة اليمامة التي انتصر فيها المسلمون، وقُتل مسيلمة الكذاب.[١][٢]
مصير سجاح التميمية
عاشت سجاح بقية حياتها حتى وفاتها في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة 55هـ مع أخوالها من بني تغلب الذين نفاهم معاوية في عام الجماعة، وكانت مغمورةً لا يذكرها أحد، وقيل في روايات إنّها أسلمت وحَسُن إسلامها، وانتقلت إلى البصرة، وأقامت فيها إلى أن توفيت.[٣][١]
ردة بني تميم
بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- امتنع عدد من قبيلة تميم وزعمائها من أداء الزكاة، واستجاب بعضهم لادعاء سجاح للنبوة، وأرادوا استغلال ذلك لصالح قبيلتهم كمالك بن نويرة، لكن الأمر لم يطل؛ لأنّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- سارع في محاربة المرتدين، وأرسل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- لقتال بني تميم، ولم يحدث بينهم قتال كبير، إلا أنّ ردتهم انتهت بعد قتال خالد لهم.[٤]
المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 241-242. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 352-353. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ياسين الخطيب، الروضة الفيحاء في أعلام النساء، صفحة 97. بتصرّف.
- ↑ محمد سهيل طقوش، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية، صفحة 72-73. بتصرّف.
ملخص المقال
سجاح التميمية هي إحدى مدّعي النبوة بعد وفاة النبي محمد، وقادت قومها بني تميم في محاولة لغزو المدينة المنورة وقتال أبي بكر، وتواصلت مع بطون القبيلة طلبًا للدعم، ثم اتجهت لمحاربة مسيلمة الكذاب، إلا أنّهما اتفقا على الزواج ودمج الجيشين، وبعد هزيمة مسيلمة وقتله في معركة اليمامة، عاشت سجاح مع بني تغلب حتى وفاتها في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقيل في بعض الروايات أنّها أسلمت.
أسئلة شائعة
بعد وفاة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ظهر عدد من الأشخاص الذين ادعوا النبوة في مختلف أنحاء الجزيرة العربية، وكانوا يعرفون باسم 'مدعي النبوة'.
كانت سجاح معروفة بقدرتها على تطويع اللغة واستخدام الأسجاع، مما جعلها تجذب الكثير من الأتباع بفضل فصاحتها وبلاغتها.
بعد مواجهات عسكرية، اتفقت سجاح مع مسيلمة الكذاب على الزواج وتوحيد جهودهما لمحاربة المسلمين، لكن هذا التحالف لم يدم طويلاً.
تزوجت سجاح من مسيلمة الكذاب، لكن زاوجهما لم يطل؛ لأنّه قُتل في حروب الردة في معركة اليمامة على يد المسلمين.
نُفيت سجاح زمن معاوية هي وبني تغلب إلى العراق، وقيل في بعض كتب التاريخ أنّ سجاح تابت وأسلمت وحسن إسلامها وبقيت في البصرة إلى أن توفيت.