الأصدقاء
إنّ وجودَ الأصدقاء حول الإنسان من أثمن الأشياء في هذا الوجود، فلو تخيّلَ أحدُهم عدم وجود أصدقائه الحقيقيّين في حياته فإنه سيعيش في حالةٍ من الوِحدة والكدر، فالأصدقاء هم جنة الحياة، وسبب الابتسامة، والبيت الذي نلجأ إليه عند وقوع الأزمات أو المرور بلحظات الشدة، وعلى الجانب المقابل فإنه لا يمكن للإنسان أن يعيش لحظات الفرح دون وجود الأصدقاء إلى جانبه، ولأهمية الأصدقاء في حياة الإنسان فقد كان للشعراء مواقف من أصدقائهم، فبادروا بكتابة شعر عن الأصدقاء لذكر أثرهم الطيب في حياتهم، وما كان لهؤلاء الأصدقاء من فضل على شتى مجالات الحياة، وفي هذا المقال سيتم تناول شعر عن الأصدقاء.
شعر عن الأصدقاء
إن كتابة شعر عن الأصدقاء ليس بالأمر السهل، فالشعر إن لم يخرج من الوجدان فإنه سيتكون متكلفًا، وهذا الأمر لم يظهر في شعر معظم ما كُتب من شعر عن الأصدقاء، واختلف الشعراء في طريقة تعبيرهم عن محبتهم لأصدقائهم ويعود ذلك إلى اختلاف المدارس الشعرية التي ينتمي إليها هؤلاء الشعراء، وفيما يأتي ذكر شعر عن الأصدقاء حيث نسبت الأبيات أدناه إلى قائلها:
- أدونيس: في العامِ الألفيْنِ أعني الآنَ، عنيتُ غدًا، أو بعدَ غدِ، أدعوكَ إلى مائدتي وتكونُ الشمسُ، يكونُ الماءُ، يكون العشبُ ضيوفًا نتخاصمُ، أيَّ رؤانا أعصفُ أيُّ خُطانا أنأى نتصالحُ تحتَ سماءِ الشعر ونعلنُ مملكةَ الخصميْنْ ووَحدةَ هذينِ الخصميْن
- البحتري: إِذا ما صديقيْ رابَني سوءُ فعلِهِ ولم يكُ عمّا رابَني بمُفيقِ صبرتُ على أشياءَ منهُ تُريبني مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ كَمْ صَدِيقٍ عرَّفْتُهُ بِصَديقِ صَارَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيقِ العتِيقِ وَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ في طَرِيقٍ صَارَ بَعْدَ الطَّريقِ خَيْرَ رَفِيق
- إيليا أبو ماضي: يا مَن قَربتَ من الفؤا دِ وأنتَ عن عيني بعيدْ شوقي إليكَ أشدُّ مِن شوقِ السليمِ إلى الهُجودْ أهوى لقاءَكَ مثلَما يَهوى أخو الظمأِ الورودْ وتصدُّني عنكَ النّوى وأصدُّ عن هذا الصدودْ وردت نَميقَتك التي جمعتْ من الدُّرِّ النضيدْ فكأنّ لفظَكَ لؤلؤٌ وكأنّما القرطاسُ جيدْ
اختيار الأصدقاء
يعدُّ اختيار الأصدقاء الذي نشاركهم هذه الحياة من أهمّ المسائل التي يجب على الإنسان أن ينتبه إليها، فالأصدقاء لهم تأثير كبير على تكوين شخصية الإنسان خاصة في بعض المراحل الحياتية التي من أهمها مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة، ففي مرحلة الطفولة تتشكل شخصية الطفل فيحب بعض الأشياء ويكره بعضها ويميل إلى اتخاذ بعض السلوكيات من تأثير الأصدقاء عليه، أما في مرحلة المراهقة فإنه تأثير الأصدقاء يكون كبيرًا على سلوك الفرد، حيث تتميز هذه مرحلة المراهقة بحب التجربة والميل إلى استكشاف الأشياء، وهذا الأمر يدفع بعض الأصدقاء طلب تجربة بعض الأمور من أصدقائهم والتي فيها هلاك الإنسان، كالتدخين والمواد المسكرة والمواد المخدِّرة بعكس الأصدقاء الخيِّرين الذين يقودون الإنسان إلى التقوى والصلاح.