نبذة عن الأخطل

نبذة عن الأخطل


نبذة عن الأخطل

من هو الأخطل؟

الشاعر الأخطل أو المعروف بالأخطل الكبير أو الأخطل التغلبي يُعد من أشهر شعراء العرب في العصر الأموي، وأصله من تغلب، واسمه غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو من بني تغلب وكنيته أبو مالك، ولد عام 19 للهجرة الموافق 640 للميلاد في منطقة الحيرة في العراق، ونشأ على المسيحية من أبٍ تغلبي فقير، وكانت نشأته في مدينة دمشق، وأكثر تواصله كان مع الأمويين، وهذا ما جعله ينظم الشعر مادحًا لهم، حيث عُدّ من أحد الثلاثة الذين اتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم في ذلك الوقت، وهم: جرير، والفرزدق، والأخطل، وفي عام 661 ميلادياً أُطلق عليه الشاعر الأموي.[١][٢]


الشاعر الأخطل كان مسيحيًا، إلا أنه لم يكن ملتزمًا بتعاليم ديانته، فقد كان يشرب الخمر ويدمنها، ومع أنه كان ذا صنعة لفظية قوية في شعره، إلا أن السبب الرئيسي من نظمه الشعر هو أن يكتسب منه المال، ولعل ذلك ما جعله يتجه لمدح الخلفاء والتقرب منهم، فقد كان مقربًا من الخليفة الأموي اليزيد الأول وجنرالاته زياد بن أبوحة، والحجاج، كما جعله الخليفة عبد الملك بن مروان شاعر الدولة الأموية الرسمي؛ وذلك ليدافع عن الدولة ضد الأعداء باستخدام شعره.[٢][٣]


خصائص شعر الأخطل

تميز شعر الأخطل بالبلاغة، فقد كان بليغًا ويُجيد اختيار الألفاظ في شعره، بالإضافة إلى إتقانه لأسلوبي الهجاء والمدح في الشعر، حيث أُطلق عليه الشاعر مصقول الألفاظ، وقد تناولت قصائده معظم الأغراض الشعرية، فقد كان يعتمد في تنظيم شعره على الإطار التقليدي للشعر العربي المتوارث من العصر الجاهلي، إلا أنه لم يكن يعتمد على المديح الفردي الذي عُرف بالجاهلية، بل ارتقى به إلى الشعر السياسي الذي سخره لخدمة الخلافة الأموية وتأييدها وهجاء أعدائها.[٤][٣]


الأخطل والهجاء

تميز الأخطل بأسلوب هجائه في الشعر منذ شبابه، فقد كان هجاؤه هجوميًا وموجعًا من غير فحش، حيث يقوم بطعن القبيلة أكثر مما يطعن بالفرد المهجو نفسه، واشتهر بهجائه لصديقه جرير كثيرًا، كما قام بهجاء الأنصار بعد حادثة وقعت بين أحد الأنصار ويزيد بن معاوية، فقام بهجاء الأنصار ووصفهم بأنهم فلاحون، ويشربون الخمر وما إلى ذلك، وكانت مقدمة قصيدته الهجائية للأنصار كالآتي:[٥][٤]

ذهبت قريشُ بالمكارم والعلى

واللؤم تحت عمائم الأنصارِ

فذروا المكارم لستم من أهلها

وخذوا مساحيكم بني النجارِ


الأخطل والمدح

اشتهر الأخطل بمدحه للخلفاء والأمراء الأمويون كما ذكرنا في السابق، وكانت قصيدته خف القطين فراحوا منك أو بكروا من أشهر قصائده التي مدح فيها الخليفة عبد الملك بن مروان، وكانت بدايتها:[٦]

خَفَّ القَطينُ فَراحوا مِنكَ أَو بَكَروا

وَأَزعَجَتهُم نَوىً في صَرفِها غِيَرُ

كَأَنَّني شارِبٌ يَومَ استُبِدَّ بِهِم

مِن قَرقَفٍ ضُمِّنَتها حِمصُ أَو جَدَرُ

جادَت بِها مِن ذَواتِ القارِ مُترَعَةٌ

كَلفاءُ يَنحَتُّ عَن خُرطومِها المَدَرُ

لَذٌّ أَصابَت حُمَيّاها مُقاتِلَهُ

فَلَم تَكَد تَنجَلي عَن قَلبِهِ الخُمَرُ

كَأَنَّني ذاكَ أَو ذو لَوعَةٍ خَبَلَت

أَوصالَهُ أَو أَصابَت قَلبَهُ النُشَرُ

شَوقًا إِلَيهِم وَوَجداً يَومَ أُتبِعُهُم

طَرفي، وَمِنهُم بِجَنبَي كَوكَبٍ زُمَرُ

حَثّوا المَطِيَّ فَوَلَّتنا مَناكِبُها

وَفي الخُدورِ إِذا باغَمتَها الصُوَرُ


كما كان يستخدم مدائحه من أجل نصرة قومه بني تغلب وتحريض بني أمية على القيسية، أيّ بنو قيس الذين كانوا يُعادون قومه، مثالًا على إحدى قصائده:[٤]

بني أمية إني ناصح لكم

فلا يبتنّ فيكم آمناً زفرُ


وبقي الأخطل مستمرًا في نصرة ومدح الخلفاء والأمراء الأمويون حتى في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، ولكن بعض أعدائه استطاع النيل منه أمام الخليفة الوليد بن عبد الملك خاصةً أنه كان أكثر تدينًا من أبيه عبد الملك بن مروان وأكثر اتصافًا بالتقوى وليس من الراغبين بالشعر والأدب، فقلة بذلك نفوذ الأخطل وأصبح كلامه غير مسموع؛ مما اضطره الأمر في نهاية المطاف الابتعاد عن البلاط خوفًا من أعدائه.[٤]


حياة الأخطل الشخصية

كان الأخطل التغلبي متزوجًا بامرأة من قومه كما قيل، وهي أم مالك رزق، وأنجب منها ولدين، ثم طلقها وتزوج امرأة غيرها، وكان سبب الطلاق مجهولًا، إلا أنهما ظلا يذكران بعضهما البعض حتى بعد الطلاق، حيث كتب العديد من الأبيات الشعرية على فراقها، منها:[٤][٣]

كلانا على هَمٍّ يبيتُ كأنما

بجنبيه من مَسِّ الفراشِ قروح

على زوجها الماضي تنوحُ وإنني

على زوجتي الأخرى، كذاك أنوحُ


كما نظم بضعة أبيات شعرية في رثائها أيضًا عند وفاتها، بالرغم من قلة استخدامه لأسلوب الرثاء في قصائده الشعرية.


أبرز صفات الأخطل

كان الأخطل يتميز بكل من الصفات الآتية:[٤]

  • كان مسرفًا في الشرب، ومرحًا وبارعًا في التهكم والهجاء، ولكنه في ذات الوقت كان عفيفًا يتجنب الابتذال بالقول.
  • كان عفيف اللسان بالرغم من سلاطته.
  • كان متخلقًا بأخلاق البدو، حيث كان يرتدي من ملابسهم وأزيائهم.
  • كان محبًا للصحراء وينفر من أجواء المدينة.
  • كان يتميز بجرأته ودهائه، كما كان مطالعًا واسعًا، فقومه كانوا يأخذون برأيه في الكثير من الأمور.


وفاة الأخطل

توفي الأخطل في السنة الخامسة من خلافة الوليد بن عبد الملك، أيّ في سنة 710 ميلادي، وكان يبلغ من العمر عندها سبعون عامًا تقريبًا، وقيل أنه تُوفي بين قومه في الجزيرة، كما أنه مات على دينه المسيحية بالرغم من محاولات الخليفة عبد الملك من ترغيبه بالدين الإسلامي لاعتناقه والدخول إليه.[٤][٣]


قصائد الأخطل

إن الأخطل كانت كل حياته تتركز على نظم الشعر، لا سيما أنه كان يتكسب منه، ولذلك فإن رصيده الشعري كبير جدًا، فقد ترك ما يزيد على 157 قصيدة شعرية، وله ديوان شعري مطبوع جُمعت فيه كل قصائده، إضافة إلى كتب أخرى تناولت حياته وتفاصيلها بالدراسة والنقد والتدقيق،[٣] وفي ما يأتي ذكر لأبرز قصائد الأخطل وأكثرها شهرة، وهي حسب البيت الأول، منها:[١]

  • آذنوا بالبين جيرانهم.
  • إذا ذكر النساء بيوم خير.
  • تقول وقد ظللت بعوف سوء.
  • ألم على عنبات العجوز.
  • أودت عكب ما تحس وخالد.
  • أصلي حيث تدركني صلاتي.
  • ألا بان بالرهن الغداة الحبائب.
  • ما زالت الدور والأبواب تدفعني.
  • حبيب بن عتاب أرى الأمر جنبة.
  • راح تعارف فيها معشر شطر.
  • قد غرهم مني لئيم جنبا.
  • لخولة بالدومي رسم كأنه.
  • تعيب الخمر وهي شراب كسرى.
  • لجيم بن صعب لم تنلها عداوتي.
  • يا عامر ابن عمير أنت مدرهنا.
  • هجاني الألأمان ابنا دخان.
  • عقدنا حبلنا لبني شئيم.
  • لست بصائم رمضان طوعا.
  • هلا أنختم لابن وحف فإنه.
  • هلا زيادا إذ زياد جانح.
  • ألا جعل الله الأخلاء كلهم.
  • أراح الله عبد القيس منا.
  • أبلغ بني عوف بأن جنابهم.
  • لولا هوان الخمر ما ذقت طعمها.
  • ويها بني تغلب ضربا ناقعا.
  • يا مرسل الريح جنوبا وصبا.
  • ما لعياض جب خصييه مسحت.
  • حباني إذ جهلت بنو زهير.
  • حريث ابن مسعود عليه رحالة.
  • إني أبيت وهم المرء يعمده.
  • سعى لي قومي سعي قوم أعزة.
  • بنو دارم عند السماء وأنتم.
  • مالك عز التغلبي الذي له.
  • أما أبو سعد فلم تثأروا به.
  • خلعت عنان الفودجية بعدما.
  • تقول أبا عمرو علي فلا تعد.
  • سرين لبلكوث ثلاثا عواملا.
  • ألا حييا دارا لأم هشام.
  • نبئت أن الخزرجيين حافظوا.
  • بني مسمع أنتم ذؤابة معشر.
  • ألا يا اسقياني وانفيا عنكما القذى.
  • لعن الإله من اليهود عصابة.
  • هجوت ابن الفريعة إذ هجاني.
  • عفا من آل فاطمة الدخول.
  • غدا ابنا وائل ليعاتباني.
  • قد كشف الحلم عني الجهل فانقشعت.
  • دعاني امرؤ أحمى على الناس عرضه.
  • صحا القلب عن أروى وأقصر باطله.
  • ومحبوسة في الحي ضامنة القرى.
  • ألم تعرض فتسأل آل لهو.
  • ومسترق النخامة مستكين.
  • عفا الجو من سلمى فبادت رسومها.
  • صحا القلب إلا من ظعائن فاتني.
  • ألا يا اسلما على التقادم والبلى.
  • عفا واسط من أهله فمذانبه.
  • أعاذل ما عليك بأن تريني.
  • عفا ممن عهدت به حفير.
  • خليلي قوما للرحيل فإنني.
  • هنيء أجيبي دعوة إن سمعتها.
  • حي المنازل بين السفح والرحب.
  • إني أظن نزارا سوف يجمعها.
  • أجرير إنك والذي تسمو له.
  • أتنكر الدار أم عرفان منزلة.
  • عفا دير لبى من أميمة فالحضر.
  • خف القطين فراحوا منك أو بكروا.
  • ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر.
  • أعضاد زيد الله في عنق الجمل.
  • يمشون حول جنابيه وبغلته.
  • أتغضب قيس أن هجوت ابن مسمع.
  • تغير الرسم من سلمى بأحفار.
  • هل تعرف اليوم من ماوية الطللا.
  • لمن الديار بحائل فوعال.
  • لقد جاريت يا ابن أبي جرير.
  • كذبتك عينك أم رأيت بواسط.
  • بانت سعاد ففي العينين تسهيد.
  • الكاملبان الشباب وربما عللته.
  • أقفرت البلخ من عيلان فالرحب.
  • عفا من آل فاطمة الثريا.
  • أتاني ودوني الزابيان كلاهما.
  • رأيت قريشا حين ميز بينها.
  • بانت سعاد ففي العينين ملمول.
  • لعمري لقد أسريت لا ليل عاجز.
  • عفا واسط من آل رضوى فنبتل.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "معلومات عن الأخطل"، الديوان. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الأخطل، كتاب معجم الشعراء العرب، صفحة 516. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج "من هو الأخطل التغلبي"، أراجيك. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "الأخطل"، الموسوعة العربية. بتصرّف.
  5. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 261. بتصرّف.
  6. مهدي محمد ناصر الدين، ديوان الأخطل، صفحة 100. بتصرّف.

brief ملخص المقال

الشاعر الأخطل هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو من بني تغلب، وكنيته أبو مالك. وُلد عام 19 هـ/640 م في الحيرة بالعراق، ونشأ على المسيحية. كان من أشهر شعراء العصر الأموي، وامتاز ببلاغته وإجادة أسلوبي الهجاء والمدح. كان مقربًا من الخلفاء الأمويين ومدحهم في شعره. توفي عام 710 م عن عمر يناهز السبعين عامًا، وترك ديوانًا شعريًا كبيرًا.

brief

faqأسئلة شائعة

  • تعددت الروايات التي فسرت سبب إطلاق اسم الأخطل على الشاعر غياث بن غوث التغلبي، فمنهم من قال بسبب اضطرابه بالكلام، أو لطول أذنيه، وقيل أيضًا بسبب سفاهة وسلاطة لسانه.

  • الأخطل الصغير هو بشارة عبدالله الخوري، شاعر لبناني غنّى من شعره العديد من كبار المطربين، وتَعُود سبب تسميته بالأخطل الصغير إلى اقتدائه بالشاعر الأموي الأخطل التغلبي.