محتويات
السجع من علم البديع
إن علم البديع من أهم الأبواب في علم البلاغة، ويختص هذا العلم بتزيين النص وتجميله، من حيث اللفظ والمعنى، فيجعل النص سهلًا محببًا للمتلقي، ويُكسب النص إيقاعًا يجذب المتلقي، ومن فروع علم البديع: الجناس، والطباق، والمقابلة، والتورية، والسجع.
ومن التعريفات المميزة لعلم البديع ما قاله العالم الموسوعي ابن خلدون: هو النظر في تزيين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق، إما بسجع يفصله، أو تجنيس يشابه بين ألفاظه، أو ترصيع يقطع أوزانه، أو تورية عن المعنى المقصود بإيهام معنى أخفى منه، لاشتراك اللفظ بينهما، أو طباق بالتقابل بين الأضداد.
ولكن ما السجع؟ وما أثره في بناء النص الأدبي؟
ما تعريف السجع؟
يُعرّف السجع على أنّه توافق الحرف الأخير في نهاية كل جملة أي توافق الفواصل، ويُسمى هذا التوافق في الشعر القافية، وفي النثر السجع، وفي القرآن الكريم الفاصلة القرآنية، وقيل أيضًا حسب معجم لسان العرب أن السجع هو الكلام المقفى من دون وزن يجري عليه المتكلم مثل الشعر.[١]
ويُكره السجع في الدّعاء، لأنه يُشابه كلام الكهنة، وسجع الكهان هو الكلام المقفى غير الموزون الذي ارتبط في الجاهلية بشريحة الكهان، والكهان كانوا قبل الإسلام ذوي مكانة عند العرب، وكانوا يزعمون الاطلاع على علم الغيب، ومن أمثلة السجع: الصوم حرمان للنفس مشروع، وتأديب بالجوع، وتقربٌ لله وخشوع.
ويكثر عند كثير من الباحثين الخلط بين السجع والفاصلة، فالسجع للنصوص النثرية، والفاصلة للآيات القرآنية الشريفة التي اتفق آخرها، مثل الآية الشريفة {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ}
شروط السجع
وقد اشتهر السجع في العصر العباسي، وبدأ الناس يهتمون بتنميق الكلام وتزيينه، وللسجع شروط عدّة، فمن شروط السجع: الابتعاد عن التكرار، أن يبتعد الكاتب عن التكلف والتصنع في النص لأجل السجع، وأن تكون المفردات المستخدمة في السجع معروفة مألوفة، أن تكون الألفاظ المسجع بها تخدم المعنى ولها علاقة بالموضوع.
أنواع السجع
والمعلومات عن السجع كثيرة، فمن حيث الطول له ثلاثة أنواع: السجع الطويل: الذي يصل إلى 15 سجعة متتالية، السجع المتوسط: وهو السجع الذي يتوسط بين السجع الطويل والسجع القصير، فتكون بضع سجعات متتالية، أمّا السجع القصير فهو الذي يتألف من سجعتين، وأجمل السجع ما كان قصيرًا ذا ألفاظ قليلة، فكلما قلت الكلمات بين السجعات كان أجمل.
أما أنواع السجع بالنسبة للوزن العروضي فهو أربعة أنواع:[٢]
- أولّها السجع المرصّع، والذي تكون الألفاظ متوافقة في الفقرتين في الوزن العروضي والقافية.
- السجع المتوازن الذي تتوافق فيه الكلمة الأخيرة بالوزن العروضي فقط.
- السجع المتوازي الذي تكون فيه الكلمة الأخيرة متوافقة في الوزن العروضي والقافية.
- السجع المُطرف، تتوافق فيه الكلمة الأخيرة في الفقرين بالقافية فقط دون الوزن العروضي.
أثر السجع على النص الأدبي
السجع يعطي جمالية للنص، من خلال الإيقاع والنغم الذي يكسبه للنص، فيهطل هذا السجع على مسامع القارئ، فيثيرها، ويجذبها للكلام، ويطربها، ولا بدَّ للكاتب من تحقيق أساليب السجع المحمود حتى يجذب المتلقي، منها: الابتعاد عن التكلف والتصنع.
كما تتحقق وظيفة السجع عبر الابتعاد عن التكرار لنبذ الملل عن نفس القارئ، والسجع يعطي النص قوةً ووضوحًا وتأثيرًا، فيغرس الأفكار، ويرسخها في الذهن والعقل؛ لذلك نجده مستخدمًا بكثرة في الخطب بكل أنواعها، وخاصة الأدبية، ويوصف السجع بأنه وسيلة للتعبير عن المشاعر والعواطف، بل والمساعدة في إثارة القارئ لهذه المشاعر.
المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى سجع في قاموس لسان العرب"، موقع المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2024. بتصرّف.
- ↑ [عبد العزيز عتيق]، كتاب علم البديع، صفحة 217-218-219. بتصرّف.