معلومات عن الخط الديواني

معلومات عن الخط الديواني


معلومات-عن-الخط-الديواني/

نبذة عن الخطوط العربية قبل الخط الديواني

إنّ الخطوط العربيّة كانت -وما تزال- علامة فارقة في تاريخ الحضارة العربيّة والإسلاميّة، ويمكن القول الحضارة الإسلاميّة على نحو خاصٍّ؛ لأنّ الخطّ العربيّ قد شهد ذلك التّطوّر الهائل في ظلّها، وقد طوّرت بعض الشّعوب المسلمة من غير العرب أنواعًا كثيرة من الخطوط العربيّة؛ لأنّه منذ دخول الإسلام لم يعدّ هنالك فرقٌ بين عربيّ وأعجميّ إلّا بتقوى الله تعالى.


وقد شهد الخطّ العربيّ اهتمامًا فائقًا من الشّعوب المسلمة غير العربيّة؛ فطوّروا وابتكروا أنواعًا كثيرةً من الخطوط؛ كالفرس الذي طوّروا خط النّستعليق من خلال دمج الخط الفارسي والنسخ والتعليق، وكذلك العثمانيّون قد طوّروا الخط الرّيحانيّ واخترعوا منه الخط الديواني، وقد سُمّوه الخط الديواني لأنّهم كانوا يستعملونه في الكتابة الديوانيّة.


تاريخ الخط الديواني الجليّ

من الدول التي شاع فيها استخدام الخط العربي بشكل واسع وكبير هي تركيا ومصر والعراق، إذ انطلقت أنواع الخطوط العربية المختلفة منها إلى سائر أقطار العالم الإسلامي، ومن بين هذه الخطوط كان الخط الديواني، لنتعرّف أكثر على تاريخه:


متى ظهر الخط الديواني؟

يعود تاريخ الخط الديواني تحديدًا إلى القرن التاسع الهجري، في عام 858هـ، وذلك بعد فتح القسطنطينيّة على يد السلطان الغازي محمد الفاتح رضي الله عنه، وقد عرف الأتراك هذا الخط في ذلك الوقت بصفة رسميّة، إذ كان يُستخدم في دواوين الدولة العثمانية والكتب الرسمية والمُراسلات السلطانية والإنعامات والفرمانات التركية.[١][٢]


ولذلك، يعتبر الخط الديواني عثماني النشأة، والذي انبثق من بعد تطوير خط التعليق القديم إلى جانب تأثير القلم العربي القديم أيضًا، وإن أوّل من وضع قواعد الخط الديواني هو الخطّاط إبراهيم منيف التركي بعد فتح القسطنطينية ببضع سنوات، ثم تَبِعَهُ في ذلك خطّاطون آخرون، مثل الخطاط التركي محمد عبد العزيز الرفاعي، والخطاط محمد عزّت الذي تميّز بالحروف الصغيرة فأصبحت له مدرسة خاصة للخط الديواني. [١][٢]


وبدأ يأخذ هذا الخط شهرةً أكبر في نهايات القرن العاشر الهجري وبداية القرن الحادي عشر، وذلك على يد الخطاط شهر باشا، الذي تم الترويج له في كافة أنحاء البلاد العثمانية، وأصبح مسؤولاً عن الكتابة في المناسبات الرسمية العثمانية.


أين بدأ الخط الديواني في العالم العربي؟

انتقل فن الخط الديواني من الدولة العثمانية إلى مصر، والتي تبعت النهج نفسه في استعمال الخط في نصوص الشعارات الرسمية والأوامر الملكية والإنعامات والبراءات، وفيما بعد أُدخلت عليه بعض التعديلات والتحسينات ليكتسب بعض المرونة، ويتناسب مع وضعه الجديد، ومركزه المرموق العالي.[١][٢]


وأُطلق على الخط الديواني في مصر اسم "الخط الغزلاني" نسبةً إلى الخطاط المصري مصطفى بك غزلان الذي وضع قواعده وجمّله حتّى صار الخطّ يُنسَبُ إليه في ذلك، وكان هو خطاط الديوان الملكي في عهد ملك مصر، فاروق الأول، وأصبحت له مدرسة خاصة للخط الديواني بالأسلوب المصري، والتي تقابلها مدرسة محمد عزّت العثمانية.[١][٢]


تبع ذلك ازدهار الخط الديواني في العراق، حيث انتشر استخدامه فيها، وتشكّل الأسلوب العراقي أو البغدادي، الذي عُرف به الخطاط هاشم محمد البغدادي، الذي تتميز حروفه بالجمع ما بين الأسلوبين العثماني والمصري.[٣]


ما قصة تسمية الخط الديواني؟

جاءت تسمية الخط الديواني بهذا الاسم نسبةً إلى صدوره من الديوان الهمايوني السلطاني للحكومة العثمانية، أو ديوان السلطان العثماني، ولذلك، تراه يُطلق عليه اسم الخط الديواني، وأحيانًا الخط الهمايوني، وقد كان الخط المعتمد في نصوص الأوامر السلطانية والفرمانات التركية سابقًا، وكانوا كتّاب هذا الخط من رجال القصور السلطانية فقط ومن ندر من الطلبة الأذكياء. [١]


ومن أسماء الخط الديواني التي أُطلِقَت عليه: الخط الغزلاني؛ نسبةً إلى مصطفى غزلان واضع قواعده في البلاد العربيّة، والذي استطاع أن يُجمّل الخط ويُضفي عليه لمسته، وكذلك أطلقوا عليه اسم الخط السلطاني؛ نسبةً إلى ديوان السلطان العثماني، ورقعة الباب العالي؛ لأنّه مستنسخ عن الرقعة إلى حدّ كبير.[١]


خصائص الخط الديواني

من أشهر خصائص الخط الديواني هي جماليّته التي يستمدّها من حروفه المستديرة المتداخلة التي تشبه الهلال أحيانًا، ولكنّ ذلك يكون على حساب القراءة؛ إذ إنّ ذلك سيُصعّب مسألة قراءة الكلمات بوضوح على القارئ؛ فيصعب عليه التّفريق بين حرفَي الألف واللّام إذا جاءا في بداية الكلمة، وكذلك قد يلجأ خطّاط الخط الديواني أحيانًا إلى ربط الحروف المنفصلة بالحروف التي تأتي بعدها، ومن تلك الحروف الراء والواو والدال وغيرها.


من خصائص الخط الديواني الأخرى: [٤]

  • المرونة والسلاسة والمطاوعة في المد والاستلقاء والتقصير والتقويس لمعظم الحروف.
  • التنوع في شكل الحرف الواحد، مما يتيح للخطاط حرية اختيار شكل الحرف الذي يناسبه في عملية التخطيط.
  • الشكل والإعجام، فإن الخط الديواني يتميز بالحركات الإعرابية والتزينية التي تُستخدم بشكل مكثف لخلق أشكال هندسية مميزة.
  • التنقيط، هذه الميزة أيضًا واضحة في الخط الديواني، وخاصةً النوع الديواني الجلي، إذ يُستخدم التنقيط لإظهار شكل السطر مثلاً، أو إغلاق السطر التام.
  • التراكب والتقاطع، حيث تتراكب الحروف وتتداخل فوق بعضها وتتشابك بالشكل الفني المميز.
  • التسلسل القرائي، قد يكون عاموديًا من الأعلى إلى الأسفل، أو العكس، أو يكون أفقيًا ومائلاً ومقوسًا ومتراكبًا ومتقابلاً ومتعارضًا، وغيرها من الخيارات التي يمكن للخطاط استخدامها.


أنواع الخط الديواني

لقد تفرّع عن الخط الديواني 3 أنواع: [١][٢]

  • الخط الديواني العادي أو الخط الديواني الرقعة، وهو خطٌّ بسيط خالٍ من الزخرفة والأشكال، ويتميز باستقامة سطوره من الأسفل فقط.
  • الخط الديواني الجلي، هو خط تتداخل الحروف في بعضها، وسطوره مستقيمة من الأعلى ومن الأسفل، وتُستعمل فيه الزّخارف وعلامات التشكيل والنقط بكثرة لملء الفراغات بين الحروف لتظهر الكلمة أو العبارة كالقطعة الواحدة، وسُمي بالجلي لوضوحه، وكان هو الخط المستخدم في الفرمانات السلطانية ورسائل الدولة.
  • الخط الديواني الجلي الزورقي، وهذا النوع تأثر بفن الرسم على شكل زورق أو سفينة، فتظهر العبارة مترابطة كرسمة تشبه الزورق أو السفينة، وكُتب بهذا النوع من الخط الصكوك والمستندات والعملات الورقية.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ لؤي نجم جرجيس، مجلة ديالي، الاتجاهات الأسلوبية في الخط الديواني، صفحة 516-517. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ستي زكية مفيدة، تدريس الخط العربي في المدرسة المتوسطة، صفحة 26-27. بتصرّف.
  3. حسن قاسم حبش، جمالية الخط الديواني الجلي، صفحة 5. بتصرّف.
  4. توظيف الأشكال الزورقية في تكوينات الخط الديواني الجلي، جامعة بغداد، بحث الطالبة نهى عبدالوهاب عبدالرزاق، صفحة 16-17-18-19. بتصرّف.