قصة مثل: عاد بخفي حنين

قصة مثل: عاد بخفي حنين
قصة مثل: عاد بخفي حنين

قصة مثل: عاد بخفي حنين

تُعبّر الأمثال العربيّة عن تجربةٍ إنسانيّةٍ حصلت في زمنٍ ما، وتناقلها النّاسُ فيما بينهم فأصبحوا يُسقطونها على موقفٍ شبيهٍ بذلك الذي قيلَت فيه، وغالبًا ما يكون المثلُ حاويًا على كلماتٍ بسيطةٍ ولكنّ معناها عميق، ومن تلك الأمثال: عاد بخفيّ حُنين، جرت أحداث قصّة ذلك المثل في مدينة الحِيرة في العراق؛ حيث يُحكى أنّ رجلًا يُدعى: حُنين يعمل في مهنة تصليح وبيع الأحذية، وكان من أمهر صُنّاع الأحذية في منطقته، وفي يومٍ من الأيام وبينما كان حُنين غارقًا في عمله كعادته، جاءه أعرابيٌّ يركب بعيره، فأوقف البعيرَ ودخل إلى دكّان حُنين، وبدأ يتفحص الأحذية كلها، إلى أن لفت نظره إحداها، فسأله عن السّعر فلم يعجبه جواب حُنين، فبدأ بجداله ومساومته وكأنه يريد شراءه، وعندما وصلا إلى سعرٍ مناسبٍ لكلا الطرفين، غادر الأعرابيُّ الدكّان دون أن يشتريَ أيّ حذاء.[١]

غضب حُنين غضبًا شديدًا منه؛ لأنّه أضاع له كثيرًا من وقته، وشغله عن باقي الزبائن ولم يشترِ شيئًا، فقرّر أن يأخذ حقه منه بيده، وأن ينتقم منه على طريقته، فأخذ الخفيّن اللّذين أعجبا الأعرابيّ ولحق به، وتبعه ولكنْ من طريقٍ مختصر، فأصبح بذلك أمامه ويستطيع هو فقط رؤيته، فوضع أمامه أحدَ الخفين، فشاهد الأعرابيّ الخفّ فقال: كم يشبه الخفّ الذي شاهدته عند حُنين، ولكن لا فائدة لخفٍّ دون الآخر، فتركه وأكمل طريقه على ظهر بعيره، فوضع حنين بعد مسافةٍ أخرى الخفّ الثاني فرآه الأعرابيّ فقال في نفسه: كان يجب عليّ أخذ الخفّ الأوّل، فلا بدّ أن أعود وآخذه، فنزل من على ظهر بعيره وذهب إلى مكان الخفّ الأوّل وأخذه، وعندما عاد لم يعثر على بعيره؛ كان حنين قد أخذ ذاك البعير المُحمّلَ بالأغراض والهدايا انتقامًا منه.[١]

عاد الأعرابيّ إلى قريته بالخفّ دون البعير والأحمال، فاستغرب منه قومه، ولكن عندما عرفوا ما حدث معه سخروا منه، فقال أحدهم: عاد بخفيّ حنين، فجرى ذلك المثلُ فيما بينهم، كما جرى على ألسنة النّاس من بعدهم وأصبحوا يضربونه على المواقف التي بلغ فيها اليأس في حاجةٍ ما مبلغه فلا أمل في حدوثه، كما يُطلَق على خالي الوفاض العائدِ من خيبةٍ ما دون شيءٍ يُذكَر.[١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت "رجع بخفي حنين"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-27. بتصرّف.