سبب نزول سورة محمد
سبب نزول سورة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هو ذمّ المشركين الذين كفروا بدعوة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ومدحٍ الأنصار الذين آمنوا به -صلّى الله عليه وسلّم-، وعن ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنّه قال في قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ * والذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ}،[١] حيث الذين كفروا هم مشركو مكّة، والذين آمنوا هم الأنصار.[٢]
سبب نزول آية: والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم
نزلت في أصحاب النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذين قتلهم المشركون في غزوة أحد، وهذا قول مرسل صحيح الإسناد.[٣]
سبب نزول آية: وكأين من قرية هي أشد قوة
روى ابن عبّاس في سبب نزولها أنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لمّا خرجَ من مكّة نحو الغار أدار وجهه ناحية مكّة وقال: "أمَا واللهِ إني لأَخرجُ منكِ وإني لأعلمُ أنك أحبّ بلادِ اللهِ إلى اللهِ، وأكرمهُ على اللهِ؛ ولولا أهلكِ أخرجُوني منك ما خَرجتُ".[٤][٥]
سبب نزول آية: ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك
سبب نزول الآية أنّ أهل المدينة مؤمنين ومنافقين كانوا يجتمعون عند النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ويستمعون قوله، فالذين آمنوا يفهمون مرادَه، أما المنافقون فلا يفهمون شيئًا فيسألون المؤمنين مستهزئين {مَاذَا قَالَ آنِفًا}؛[٦] فأنزل الله تعالى فيهم: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا}.[٦][٧]
سبب نزول آية: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
كان الصّحابة رضوان الله عليهم يظنّون أنّ قول القائل "لا إله إلا الله" يكفيه، وأنّ الذّنوب لن تضرّ من قال: "لا إله إلّا الله"، فنزل قول الله تعالى يحذّرهم من ذلك حيث قال الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}.[٨][٩]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة محمد وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة محمد
أين نزلت سورة محمد؟
اختلف أهل العلم في مكان نزول سورة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال بعض أهل العلم ومنهم: الإمام مجاهد أنّها نزلت في المدينة، وقال بعض أهل العلم أنّها نزلت في مكّة، وروي ذلك عن السُّدّيّ والضّحّاك،[١٠] ويرجح أنّها مدنيّة، ورقم سورة محمّد من حيث ترتيب النّزول في القرآن الكريم هو (96)، حيث جاء نزولها بعد نزول سورة الحديد وقبل نزولسورة الرّعد.[١١]
كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة محمد بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة محمد
ما سبب تسمية سورة محمد بهذا الاسم؟
سمّيت سورة محمّد بهذا الاسم لأنّها أوّل سورةٍ ذكر فيه اسمه -صلّى الله عليه وسلّم-، وسمّيت بسورة القتال؛ ذاك لأنّ الله -عزّ وجلّ- ذكر القتال فيها وحرّض المؤمنين على جهاد الكفّار، ومن أسمائها كذلك: سورة الذين كفروا، وهذا لأنّها بدأت بهذه العبارة.[١١]
وللاستزادة حول سورة محمد وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة محمد
المراجع[+]
- ↑ سورة محمد، آية:1
- ↑ أبو جعفر النَّحَّاس، معاني القرآن للنحاس، صفحة 459. بتصرّف.
- ↑ سليم الهلالي، الاستيعاب في بيان الأسباب، صفحة 218. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن عبدالبر، في التمهيد، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:6/33، من أصح الآثار.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 96. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة محمد، آية:16
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 107. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد ، آية:33
- ↑ ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 322. بتصرّف.
- ↑ ابن سلامة المقري، كتاب الناسخ والمنسوخ، صفحة 165. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 2. بتصرّف.