حكم صلاة العيد
تعددت آراء الفقهاء في حكم صلاة العيد؛ فمنهم من قال أنها فرض كفاية؛ إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، ويجوز تخلف بعض الأفراد عنها، ولكن الحضور لهذه الصلاة ومشاركة المسلمين معالم الفرح والسعادة بالعيد هو سنة مؤكدة، وقد ذهب بعض علماء المسلمين إلى أن حكم صلاة العيد فرض عين ولا يجوز أن يُتخلف عنها.[١]
أما حضور النساء للصلاة فهو سنة؛ مع حرصهن على التستر وعدم التطيب؛ لما ثبت في صحيح البخاري: (كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا أنْ يَخْرُجْنَ في العِيدَيْنِ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ، فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فَحَدَّثَتْ عن أُخْتِهَا، وكانَ زَوْجُ أُخْتِهَا غَزَا مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وكَانَتْ أُخْتي معهُ في سِتٍّ، قالَتْ: كُنَّا نُدَاوِي الكَلْمَى، ونَقُومُ علَى المَرْضَى).
(فَسَأَلَتْ أُخْتي النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أعَلَى إحْدَانَا بَأْسٌ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أنْ لا تَخْرُجَ؟ قالَ: لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِن جِلْبَابِهَا؛ ولْتَشْهَدِ الخَيْرَ ودَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ، سَأَلْتُهَا: أسَمِعْتِ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؟ قالَتْ: بأَبِي، نَعَمْ، وكَانَتْ لا تَذْكُرُهُ إلَّا قالَتْ: بأَبِي، سَمِعْتُهُ يقولُ: يَخْرُجُ العَوَاتِقُ وذَوَاتُ الخُدُورِ، أوِ العَوَاتِقُ ذَوَاتُ الخُدُورِ، والحُيَّضُ، ولْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، ودَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ، ويَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى، قالَتْ حَفْصَةُ: فَقُلتُ الحُيَّضُ، فَقالَتْ: أليسَ تَشْهَدُ عَرَفَةَ، وكَذَا وكَذَا).[٢][١]
وقت صلاة العيد
إن لصلاة العيد وقت مخصص قد حدده الشرع؛ ولا يمكن للمسلم أن يغيره، شأنها في ذلك شأن جميع الصلوات، وهي أيضًا تصلى بطريقةٍ محددةٍ علمها سيد المعلمين محمد -صلى الله عليه وسلم- لصحابته، ومنه كانت تعليمًا للأمة أجمع.
ووقت صلاة العيد كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال، إلا أنه يسن تقديم صلاة الضحى عن صلاة عيد الفطر؛ فتُصلى عند ارتفاع الشمس قيد رمحين إلى الزوال.[٣]
وذلك لأن الناس قد تكون بحاجة إلى مزيدٍ من الوقت لإخراج زكاة الفطر، أما صلاة عيد الأضحى فوقتها عند ارتفاع الشمس قيد رمح؛ وذلك لأن المشروع للمسلمين المبادرة بالذبح؛ وهذا لن يحصل إلا إذا أُقيمت الصلاة في أول الوقت.[٣]
قضاء صلاة العيد
تعددت آراء الفقهاء في مسألة قضاء صلاة العيد؛ إلى قولين:[٤]
- أنها لا تقضى
وقد ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن صلاة العيد شرعت على صورة؛ وصفة معينة، على وجه الاجتماع.
- أنها تقضى
وأصحاب هذا الرأي قالوا بجواز قضاء الصلاة دون الخطبة؛ سواء كان القضاء فرادى أو جماعة.
آداب صلاة العيد
حثت الشريعة الإسلامية على التحلي بعدد من الآداب عند أداء صلاة العيد، ومن هذه الآداب ما يأتي:[٥]
- الاغتسال.
- التطيب والتسوك.
- لبس أحسن الثياب.
- الخروج إلى الصلاة مشياً بسكينة ووقار.
- الذهاب من طريق والعودة من طريق.
المراجع[+]
- ^ أ ب "حكم صلاة العيد"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2010-07-31. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 324، صحيح.
- ^ أ ب "ما هو وقت صلاة العيد، وإذا لم يعلم الناس بالعيد إلا بعد الزوال، فما الحكم؟"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-07-31. بتصرّف.
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 187. بتصرّف.
- ↑ [سعيد بن وهف القحطاني]، صلاة العيدين، صفحة 11-21. بتصرّف.